"يوم المعلم العماني".. مسيرة مضيئة من الدعم اللامحدود لـ"مربّي الأجيال" والارتقاء بقدراتهم المهنية والوظيفية
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
مسقط - الرؤية
تحتفل وزارة التربية والتعليم في الرابع والعشرين من فبراير من كل عام بيوم المعلم العماني، تجسيدا لدور المعلم في بناء الأجيال وتعزيزا لقيمة العلم والمعرفة، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- قائد مسيرة التعليم في سلطنة عمان، والذي يولي هذا القطاع أهمية كبيرة، ويحرص على تطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر.
وتأتي زيارة جلالته -أعزه الله- لمدرسة السلطان فيصل بن تركي في شهر نوفمبر من العام الماضي، لتجسّد اهتمامه البالغ بالمعلمين والمعلمات، فقد كانت الزيارة بمثابة تحفيز قوي لجميع العاملين في القطاع التعليمي، وتأكيدًا على أهمية دورهم الأساسي في بناء مستقبل مشرق للوطن، كما أنها رسالة تقدير لجهود المعلمين الذين يعملون بإخلاص من أجل النهوض بالعملية التعليمية.
ويأتي احتفال سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم بيوم المعلم إجلالًا وتقديرًا وتأكيدًا على الدور الفاعل والمستمر والرسالة العظيمة التي يقوم بها المعلم في العملية التربوية والتعليمية، باعتباره المحرك الأساسي في المنظومة التربوية والتعليمية، والقادر على غرس قيم المواطنة والتسامح وخدمة المجتمع في نفوس النشء منذ التحاقهم بالمدرسة وحتى انتهائهم منها، وتوجيهها نحو الطريق الصحي لإيجاد جيل متسلح بالمعرفة والثقافة والوعي نحو مجتمعه ووطنه؛ ليقوم بدوره للارتقاء بوطنه، والنهوض به في كافة مجالات الحياة حاضرًا ومستقبلًا.
وبلغ عدد الهيئات التعليمية بالمدارس الحكومية في سلطنة عمان (74,316) معلما وإداريا، وبلغت نسبة نمو أعداد المعلمين خلال الخمس سنوات (2020-2024م) نحو (3.1)%، بمتوسط معدل نمو سنوي يعادل (2.65)%، أما في المدارس الخاصة فقد بلغ عدد الهيئات التعليمية (22,539) معلما وإداريا في (1223) مدرسة خاصة.
برامج الإنماء المهني
ويحظى المعلم العماني باهتمام متواصل من قبل الوزارة من خلال توفير برامج ودورات ومشاغل تأهيلية وتدريبية وتطويرية للارتقاء بقدراته المهنية والوظيفية وفق المستجدات والتحولات المستمرة التي يشهدها الحقل التربوي، ومن أبرز ما حظي به المعلم العماني في مجال التدريب والتطوير إنشاء المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين ومعهد التدريب الرئيسي ومراكز التدريب في المحافظات التي تُسهم في دعم جهود المعلم العُماني والارتقاء بمساره المهني والوظيفي، حيث يقدم المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين عدة برامج للمعلمين وإدارات المدارس والوظائف المساندة.
وخلال عام 2024م بلغ عدد المستهدفين في هذه البرامج (24,430)، منهم (13,492) في البرامج الاستراتيجية، و(1,156) في البرامج المركزية، و(2,653) في البرامج الوطنية، و(7,129) في البرامج اللامركزية.
كما بلغ عدد الفئات التي يشرف عليها المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين من العمانيين الحاصلين على الشهادات العليا (4,250)، من فئات المعلمين وإدارات المدارس والمشرفين والوظائف المساندة، منهم (3,721) في شهادة الماجستير، (529) في الدكتوراه.
خدمات الإشراف التربوي
ويمثل المعلم اللبنة الأساسية الأولى في العملية التعليمية، لما له من دور كبير في إعداد أجيال المستقبل، وقد أولت المديرية العامة للإشراف التربوي اهتماما خاصا بالمعلم ليكون مؤهلا في إيصال رسالته السامية، إلى جانب تمكين المعلم الجديد في المهارات التدريسية من خلال البرامج والحلقات التدريبية، مثل البرنامج التعريفي لتأهيل المعلمين الجدد والذي ينفّذ عبر عدة مراحل تدريبية مباشرة وافتراضية، ويقدّمه نخبة من التربويين في مختلف التخصصات العلمية والتربوية، وتقدير وتعزيز المعلمين المجيدين بشهادات شكر وتقدير ترسل إلى محافظاتهم التعليمية، ورعاية بقيّة المعلمين ودعمهم ومساندتهم، ومتابعة تطور الأداء لديهم، ومتابعة تقديم الدعم للمعلمين الجدد من المديريات التعليمية، وصقل المهارات الفنية العلمية والتربوية لدى المعلمين أثناء اللقاءات والزيارات الإشرافية التي تقوم بها الفرق الزائرة لمختلف المديريات التعليمية، والمتابعات المباشرة للمعلمين في مدارسهم وتقديم الدعم والمساندة اللازمة لهم أولا بأول، وتعميم نشرات علمية تمكن المعلمين في المكونين العلمي والتربوي والمستجدات المرتبطة بهما بمختلف المواد والتخصصات العلمية.
حرص واهتمام
وتحرص المديرية العامة للإشراف التربوي على إقامة الملتقيات المتخصصة بالمواد وتوظيف البحوث العلمية والدراسات لتطوير أداء المعلمين، وذلك لتبادل الخبرات بين المعلمين من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة بأوراق عمل في الملتقيات المباشرة الافتراضية، وتسعى كذلك إلى تعزيز المعلمين المجيدين في تقديم برنامج "درس على الهواء" عبر قناة عُمان مباشر بتلفزيون سلطنة عمان، وإتاحة الفرصة للمعلمين والمعلمين الأوائل لمراجعة الكتب المحدثة والمطورة قبل اعتماها وطباعتها، وتبني الابتكارات والمبادرات التي ترد من المعلمين ومراجعتها وتعميمها لتوسيع نطاق الاستفادة منها، وترشيح المعلمين المجيدين للمشاركة في المؤتمرات والملتقيات الدولية وفق أسس وضوابط محددة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أكبر نقابة أمريكية للمعلمين تمحو إسرائيل من الخريطة وتكتب فلسطين
أرسلت أكبر نقابة للمعلمين في الولايات المتحدة رسالة إلكترونية إلى أعضائها تضمنت خريطة للأراضي المحتلة (إسرائيل)، مكتوب عليها "فلسطين"، كجزء من المواد التعليمية المتعلقة بـ "الشعوب الأصلية"، بالإضافة إلى مواد تدعم هجوم الـ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك بوست ووسائل إعلام أخرى في البلاد.
Largest US teachers union sends 3 million members map that completely ‘erases’ Israel: ‘An inexcusable lapse’ https://t.co/LDkpSpzaCa pic.twitter.com/UsEM6gI9A6 — New York Post (@nypost) October 11, 2025
وأرسلت الجمعية الوطنية للتعليم (NEA)، التي يبلغ عدد أعضائها نحو ثلاثة ملايين عضو، رسالة بالبريد الإلكتروني تتضمن الخريطة بالإضافة إلى روابط لمواد تدافع عن هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب التقرير.
ووفقًا لتقرير صادر عن صحيفة "جويش نيوز سينديكيت"، المعنية بشؤون اليهود، تصف الخريطة (إسرائيل) بأنها "فلسطين" وتُشير إلى أنها "أرض فلسطينية أصلية، وزعم ستيفن روزنبرغ ، المدير الإقليمي لمعهد القيم في أمريكا الشمالية، لـ JNS: "هذه خطوة مقلقة للغاية من أكبر نقابة عمالية في الولايات المتحدة، التي تُروّج لمحتوى معادٍ للسامية وتحاول تبرير الجرائم (الإرهابية) واصفا الأمر بأنه انتكاسة خطيرة للغاية لمنظمة مُكلفة بتعليم جيل المستقبل". وفق ادعائه.
وهو ما دفع الوكالة الوطنية للتعليم لإصدار بيانًا على موقعها الإلكتروني جاء فيه: "علمنا مؤخرًا أن المحتوى الخارجي الذي أرفقناه برابط على الموقع، والذي تستخدمه العديد من وسائل الإعلام والمؤسسات، يتضمن محتوى لا يفي بمعاييرنا وقيمنا، فور علمنا بذلك، راجعنا الموقع والمواد التي أرفقناها برابط، وحذفناها على الفور، ندين بشدة المحتوى المسيء، يبحث فريقنا عن محتوى جديد يتماشى مع قيمنا واحتياجات أعضائنا والجمهور".
وانتقدت رابطة مكافحة التشهير (ADL)، التي قطعت نقابة المعلمين المعنية علاقاتها بها في وقت سابق من هذا العام، المنظمة بشدة، وكتبت الرابطة على منصة "أكس": "هل نسيت الرابطة شيئًا؟، وأرسلت النقابة لأعضائها مقالًا يتضمن خريطة للعالم تمحو إسرائيل". وأضاف: "هذا ليس خطأً بسيطًا، بل فعلٌ صادمٌ ينكر التاريخ والواقع الراهن. ينبغي على المعلمين تعليم الحقائق، لا إعادة صياغتها".
Did the NEA forget something? The union sent its members an article featuring a world map that erased Israel. This is not a simple oversight, but a shocking act that denies both history and present reality.
Educators should be teaching facts, not rewriting them. pic.twitter.com/YoO7nnozHF — ADL (@ADL) October 10, 2025
وفي تموز/ يوليو الماضي، رفض مجلس إدارة الرابطة الوطنية للتعليم، اعتماد تصويت أعضائها الداعي إلى قطع العلاقة مع "رابطة مكافحة التشهير" (ADL)، بسبب دعمها الصريح لـ"إسرائيل" وعدوانها على قطاع غزة، واتهامها المتكرر للعرب والمسلمين بمعاداة السامية، وافتخارها بانتمائها الصهيوني، وقد دعا القرار إلى وقف استخدام الرابطة والنقابات الفرعية والمدارس لمواد وبرامج وإحصاءات "رابطة مكافحة التشهير" المتعلقة بمكافحة معاداة السامية، بحجة خلطها المتعمد بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية.
وكان نحو 7 آلاف ممثل منتخب من الفروع المحلية للنقابة قد صوّتوا، خلال المؤتمر السنوي في الأسبوع الأول في وقت سابق، لصالح قرار بعدم استخدام برامج رابطة مكافحة التشهير أو المشاركة في تدريباتها المهنية الموجهة للمعلمين، ووفقاً للقواعد، كان من المفترض أن يُعرض القرار على مجلس الإدارة لاعتماده، إلا أن الأخير اعتبره "مقاطعة"، ما جعله، حسب توصيفهم، خاضعاً لـ"خطأ إجرائي"، وهو ما رفضه الممثلون، مؤكدين أنهم لم يستخدموا مصطلح "مقاطعة" في أي بند من القرار.
من جهتها، أعربت كتلة "معلمون من أجل فلسطين"، المعترف بها رسمياً داخل النقابة، عن خيبة أملها من قرار المجلس، وقالت إن رابطة مكافحة التشهير "تسلب الفلسطينيين إنسانيتهم، وتضلّل الخطاب التربوي بشأن القضية الفلسطينية، وتستهدف المعلمين المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، ما يضعف حرية التعليم، ويقوّض الجهود الحقيقية لمكافحة معاداة السامية عبر نشر بيانات مضللة، تساوي بين انتقاد إسرائيل والكراهية العنصرية".
وأكدت المنظمة أن التصويت، رغم رفضه من مجلس الإدارة، يمثل "تحولاً تاريخياً في موقف النقابات العمالية تجاه دعم حقوق الفلسطينيين ورفض التطبيع التربوي مع إسرائيل"، مضيفة أن "المعلمين أصبحوا أكثر وعياً بضرورة التصدي للروايات الكاذبة التي تروّج لها منظمات مثل رابطة مكافحة التشهير".
وكانت رابطة مكافحة التشهير قد دعت، أخيراً، إلى فرض قيود على المؤسسات الأكاديمية والتعليمية لمنعها من انتقاد "إسرائيل"، ووصفت مواقف بعض المدارس الرافضة للإبادة الجماعية في غزة بأنها "معادية للسامية". كما هاجمت الرابطة الوطنية للمدارس المستقلة في العام الماضي، لتقديمها محاضرات حول حقوق الإنسان، شملت الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.