عربي21:
2025-08-01@10:03:17 GMT

محادثات باريس في مواجهة اجتماع الرياض

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

أثارت الدبلوماسية السريعة، التي بدأت بمكالمة هاتفية بين بوتين وترامب حالة من الذعر في أوكرانيا والعواصم الأوروبية، من أن الرئيسين قد يتوصلان إلى صفقة سريعة تتجاهل مصالحهما الأمنية، وتكافئ موسكو على غزوها وتترك بوتين حراً في تهديد أوكرانيا أو دول أخرى في المستقبل.

عقد الزعماء الأوروبيون جلسة محادثات طارئة في باريس يوم الاثنين 17 فبراير الجاري، بعد الصدمات التي أحدثتها إدارة ترامب، وضم الاجتماع الذي دعا له الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون، زعماء المملكة المتحدة وألمانيا وبولندا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والدنمارك، فضلاً عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

. وجاء ذلك الاجتماع في أعقاب مؤتمر ميونيخ للأمن والتوترات التي صاحبت اجتماعاته.

في مواجهة احتمال تقليص الوجود الأمريكي في أوروبا، ركز اجتماع للزعماء الأوروبيين على النشر المحتمل للقوات الأوروبية في أوكرانيا، واستعداد الحلفاء الأوروبيين لزيادة الإنفاق الدفاعي لقد تم تهميش الزعماء الأوروبيين، في بداية أسبوع محوري لأمن القارة بصرف النظر عن المكالمة القصيرة قبيل اجتماع باريس بين الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. وفي مواجهة احتمال تقليص الوجود الأمريكي في أوروبا، ركز اجتماع الزعماء الأوروبيين على النشر المحتمل للقوات الأوروبية في أوكرانيا، واستعداد الحلفاء الأوروبيين لزيادة الإنفاق الدفاعي. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي وصف اجتماع باريس بأنه لحظة فارقة للأمن القومي للقارة، إنه «مستعد للنظر في إرسال قوات بريطانية، إلى جانب آخرين، إذا كان هناك اتفاق سلام دائم». واقترح زعماء أوروبيون آخرون أيضا تكثيف الجهود لحل الأزمة بطرق مختلفة. وقال سكرتير حلف شمال الأطلسي مارك روته لشبكة (CNN) في تصريح إعلامي: «محادثات باريس كانت فرصة للقادة الأوروبيين لوضع استراتيجية لأفضل طريقة ممكنة لدعم عملية السلام، بما في ذلك المناقشات حول رغبة العديد من الدول في إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام».

وأضاف روته أنه «من المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة على استعداد لتقديم الدعم، أي لا قوات على الأرض، ولكن الدعم اللوجستي لتمكين مثل هذه الجهود». وأضاف: «هذا يعني أن الأوروبيين على استعداد للتدخل والمشاركة بشكل إيجابي، وعلى استعداد للمساعدة في أوكرانيا بعد اتفاق السلام، بما في ذلك القوات العسكرية على الأرض إذا لزم الأمر، ولكن وبوضوح يجب توفر الدعم الأمريكي، لأنه يجب توضيح نقطة مهمة وهي، وجوب وجود الردع لضمان عدم عودة بوتين لمحاولة أخرى».

خلال ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا، ظلت أوروبا والولايات المتحدة متحدتين بشكل ملحوظ في موقفهما تجاه روسيا. ولكن بعد ثلاثة أسابيع فقط من رئاسة ترامب الثانية تفككت روابط هذه الوحدة. إذ وجهت إدارة ترامب سلسلة من الضربات إلى أوروبا وأوكرانيا في الأيام الماضية. حيث قال وزير الدفاع بيت هيجسيث في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن عضوية الناتو لأوكرانيا لم تكن نتيجة واقعية لتسوية تفاوضية، وإن الأمن الأوروبي لم يعد أولوية لدى الولايات المتحدة.

ثم أجرى ترامب مكالمة هاتفية طويلة مع بوتين، ما أنهى فعليا السياسة الغربية المتمثلة في «لا شيء عن أوكرانيا من دون أوكرانيا». ثم توجيه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خطابا لاذعا إلى الزعماء الأوروبيين في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث انتقدهم بسبب حملات القمع المزعومة لحرية التعبير. وقال فانس أمام جمهور متجهم الوجه: «التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر في ما يتعلق بأوروبا ليس روسيا. ما يقلقني هو التهديد من الداخل». ووبخ نائب الرئيس فانس الزعماء الأوروبيين لما سماه «الركض خوفا من الناخبين في القارة» في إشارة إلى تخوف أوروبا من صعود اليمين المتطرف.

نايجل غولد ديفيز، الذي عمل سفيرا لبريطانيا في بيلاروسيا من 2007 إلى 2009، وكان رئيسا للقسم الاقتصادي في السفارة البريطانية في روسيا، وهو اليوم زميل بارز في شؤون روسيا وأوراسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قال، إن موجة التصريحات من إدارة ترامب دفعت أوروبا إلى «منطقة مجهولة». وأضاف؛ «أن إدارة ترامب أظهرت تسرعا مفرطا من شأنه أن يخلق فرصا لبوتين من خلال تقديم التنازلات للكرملين قبل بدء المفاوضات». وأضاف غولد ديفيز في حديث لشبكة (CNN): «إذا كنت تتفاوض وتثبت أنك الشخص الذي يريد إنجاز هذا الأمر في أسرع وقت ممكن، فهذا يضعك في موقف أضعف، هناك الكثير ليستغله بوتين». وفي غضون ذلك قالت إدارة دونالد ترامب يوم الثلاثاء 18 فبراير، إنها وافقت على إجراء المزيد من المحادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا بعد اجتماع أولي في العاصمة السعودية، الرياض، استبعدت فيه كييف، وهو ما يمثل انحرافا عن نهج واشنطن السابق الذي حشد حلفاء الولايات المتحدة لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبينما كان الاجتماع الذي استغرق أربع ساعات ونصف الساعة في العاصمة السعودية جاريا، شددت روسيا من مطالبها، وأصرت بشكل خاص على أنها لن تتسامح مع منح حلف شمال الأطلسي العضوية لكييف. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها مسؤولون أمريكيون وروس لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت أوكرانيا إنها لن تقبل أي اتفاق مفروض، من دون موافقتها. وحتى قبل انعقاد اجتماع الرياض، اتهم بعض الساسة الأوروبيين إدارة ترامب بتقديم تنازلات مجانية لموسكو الأسبوع الماضي من خلال استبعاد عضوية حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا وقولهم، إنه من الوهم أن تعتقد كييف أنها يمكن أن تستعيد 20% من أراضيها التي تخضع الآن للسيطرة الروسية. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز للصحافيين في الرياض، إن الحرب يجب أن تنتهي بشكل دائم، وهذا من شأنه أن ينطوي على مفاوضات حول الأراضي.

وأضاف «إن الواقع العملي هو أنه سيكون هناك بعض المناقشات حول الأراضي، وستكون هناك مناقشة حول الضمانات الأمنية». كما قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن فرقا رفيعة المستوى ستبدأ محادثات لإنهاء الصراع، وستعمل بشكل منفصل على استعادة البعثات الدبلوماسية لكل من البلدين في واشنطن وموسكو، لتسهيل المحادثات في المستقبل. وقال روبيو إنه خرج من المحادثات الأولية مقتنعا بأن روسيا «مستعدة للبدء في الانخراط في عملية جادة» ولكن التوصل إلى السلام سوف ينطوي على تنازلات من جميع الأطراف.

لكن روسيا لم تقدم أي تنازلات، فلم يذكر المسؤولون الروس تقديم أي تنازلات، ولم يزعم المسؤولون الأمريكيون أنهم سجلوا أي تنازلات في اجتماع الرياض، ما دفع المراقبين إلى الشك في ما إذا كانت المحادثات ستتحول إلى مفاوضات سلام جادة. وفي معرض حديثه عن المخاوف الأوكرانية والأوروبية، قال روبيو إنه لا يتم تهميش أي شخص، ويجب أن يكون أي حل مقبولاً لجميع الأطراف.

وتعليقا على عزم الدول الأوروبية إرسال قوات أوروبية مشتركة لدعم أي اتفاق سلام في أوكرانيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الرياض، إن موسكو لن تقبل نشر قوات حلف شمال الأطلسي هناك، أيا كان العلم الذي تعمل تحته. وقال «بالطبع، هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا». كما أشارت تعليقات لافروف إلى أن روسيا ستواصل الضغط من أجل المزيد من التنازلات في المفاوضات.

من جانبه علق مايكل ماكفول، الذي شغل منصب السفير الأمريكي في روسيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما على ما يجري قائلا: «حتى الآن لم أر أي دليل على أن بوتين على استعداد للتنازل عن شبر واحد من أجل التفاوض على اتفاق سلام»، أما الرئيس الأسبق باراك أوباما فقد علق على منصة X بقوله؛ «كل ما أراه بدلاً من ذلك هو أفكار طرحتها الولايات المتحدة حول التنازلات التي من المفترض أن تقدمها أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة».

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه باريس الرياض امريكا فرنسا الرياض باريس سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الزعماء الأوروبیین الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی فی أوکرانیا على استعداد إدارة ترامب اتفاق سلام

إقرأ أيضاً:

إيران تنفي ما قاله ترامب عن إعطائها "أوامر" لحماس في محادثات غزة

قالت إيران، اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، إنها لم تتدخل في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ، بعدما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن طهران أصدرت "أوامر" لحركة حماس .

وخلال زيارة إلى إسكتلندا، أمس الإثنين، قال ترامب لصحافيين، إن الإيرانيين "تدخلوا في هذه المفاوضات الأخيرة" بين إسرائيل وحماس، والتي انتهت الأسبوع الماضي من دون تحقيق أي تقدم.

وقال ترامب: "أعتقد أنهم تدخلوا في هذه المفاوضات، وأبلغوا حماس وأعطوها إشارات وأوامر، وهذا ليس جيدا".

ونفت إيران أن تكون أقدمت على ذلك، مؤكدة أن" لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، إن تصريحات ترامب "شكل من أشكال التهرب من المسؤولية والمحاسبة" من جانب الرئيس الأميركي.

وذكر أن مفاوضي حماس "لا يحتاجون إلى تدخل أطراف ثالثة"، لأن الحركة "تدرك مصالح أهل غزة المظلومين، وتسعى لتحقيقها بالطريقة الأنسب".

وعُقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر في وقت سابق من هذا الشهر في الدوحة، لكنها لم تتوصل إلى اتفاق هدنة.

والشهر الماضي شنت إسرائيل هجوما مباغتا على إيران مستهدفة مواقع نووية وعسكرية رئيسية، لكن القصف طال أيضا مناطق مأهولة.

وانضمت الولايات المتحدة إلى الحرب لفترة وجيزة ضربت خلالها منشآت نووية إيرانية، فيما ردّت طهران بهجمات صاروخية وبالطيران المسيّر.

وقال ترامب، أمس، إن إيران ومنذ انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل، ترسل "إشارات سيئة للغاية"، من دون أن يحدد طبيعتها.

وقد يكون يشير بذلك إلى المفاوضات بشأن الملف النووي مع واشنطن والتي تعرقلت بسبب الحرب، أو إلى دعم إيران لفصائل مسلحة في المنطقة، تعدّها الولايات المتحدة وحلفاء لها، بمثابة تهديد.

ودعا بقائي الولايات المتحدة إلى "وقف إرسال الأسلحة الفتاكة إلى كيان الاحتلال" في إشارة إلى إسرائيل، وإجبارها على "وقف الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزة.

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية القاهرة تشدد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين هولندا تحظر دخول بن غفير وسموتريتش لتحريضهما على العنف والتطهير العرقي لبنان - شهيد و4 إصابات بقصف إسرائيلي على بنت جبيل الأكثر قراءة مفاوضات غزة: "تقدّم كبير" بين إسرائيل وحماس في هذه القضية حماس في نداء لقادة العرب: شعبنا يموت جوعا.. آن أوان كسر القيود سرايا القدس: فقدنا الاتصال بالأسير الإسرائيلي روم بريسلافسكي مفاوضات غزة : اجتماع مهم الليلة بالدوحة وتوقع برد إيجابي من حماس عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • في مواجهة رسوم ترامب.. الرئيس البرازيلي يتعهد بالدفاع عن سيادة بلاده
  • روسيا تهاجم أوكرانيا بأكثر من 300 طائرة مسيرة و8 صواريخ
  • الخارجية السوري يتوجه إلى روسيا وسط محادثات حول القواعد العسكرية
  • ابتداءً من أغسطس المقبل.. الرئيس الأمريكي يفرض رسومًا جمركية على الواردات الهندية بنسبة 25%
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • الذهب يصعد وسط ترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين ونتائج اجتماع المركزي
  • ترامب يمهل روسيا 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: روسيا ستواجه عقوبات أميركية جديدة إذا لم تنه حرب أوكرانيا في 10 أيام
  • بوتين يؤكد لنتنياهو ضرورة احترام سيادة سوريا ويعرض الوساطة في محادثات إيران النووية
  • إيران تنفي ما قاله ترامب عن إعطائها "أوامر" لحماس في محادثات غزة