فيدان يتحدث عن علاقته بأردوغان وكيف باتت استخبارات تركيا رقما صعبا
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
الذهاب الى:
جاء ذلك خلال الجزء الأول من برنامج "المقابلة" الذي يقدمه الإعلامي علي الظفيري على قناة الجزيرة.
وقال فيدان في معرض حديثه عن العلاقة الخاصة التي تجمعه بالرئيس رجب طيب أردوغان، إنه كان مؤمنا بالمستقبل السياسي للرئيس أردوغان عندما كان الأخير رئيسا لبلدية إسطنبول، إذ كان شابا وقتها واسمه كان في تصاعد، خاصة إخلاصه الذي يمكنه من قيادة الشعب.
وأضاف فيدان "عندما عُينت لرئاسة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) عام 2003 بدأت العمل معه عن قرب منذ ذلك".
وعمل فيدان عام 2002 في السياسة الخارجية وقضايا الأمن في رئاسة مجلس الوزراء، وعُين عام 2003 -مع تولي حكومة حزب العدالة والتنمية– رئيسا لتيكا، التي منحت تركيا بُعدها الدولي وصفة الدولة المانحة.
وبشأن إفشال المحاولة التركية في تلك المرحلة، قال وزير الخارجية التركي إنه وقف مع أردوغان "في كل نضال ومسيرة"، مؤكدا أن قيادة الرئيس التركي للبلاد "اقتضت مواجهة العديد من الابتلاءات الداخلية والإقليمية والدولية، ونجحنا في تجاوزها".
وتولى فيدان عام 2010 رئاسة جهاز الاستخبارات التركية، وقاد المفاوضات مع الجماعات الانفصالية، ووصفه الرئيس أردوغان بأنه "كاتم أسراره ويده اليمنى"، وأنه "مستقبل تركيا".
إعلانونال فيدان -المعروف باسم "الثعلب"- شهرة واسعة بعد مساهمته في إفشال المحاولة الانقلابية في تركيا عام 2016، قبل أن يتولى عام 2023 رئاسة الدبلوماسية التركية بعد تعيينه وزيرا للخارجية.
طفولة فيدان ودراسته
وتطرق فيدان -خلال المقابلة- إلى طفولته في العاصمة أنقرة ووصفها بالجميلة للغاية، وقال إن لديه 4 أشقاء، وكان والده يعمل في وظيفة حكومية، في حين كانت والدته ربة بيت.
وقال إن البيئة التي نشأ فيها كانت محافظة، فوالده كان "متدينا جدا"، لكنه شدد على أن الفكر السياسي يتشكل مع الحياة وقراءة كتب السيرة النبوية والفقه والحضارة الإسلامية والتاريخ العثماني والسلجوقي وغير ذلك من الحضارات والفلسفات.
وعرج فيدان إلى الأجواء السائدة آنذاك في أنقرة، وقال إن بلاده تؤمن بالديمومة التاريخية وما ورثته القيادة عن العثمانيين والسلجوقيين.
وكشف عن سبب دخوله الكلية العسكرية، إذ قال إن جده جاء إليه عندما أنهى المدرسة الإعدادية في الـ14 من عمره، وطلب منه تعبئة الاستمارة، مؤكدا أن الانتساب إلى الجيش في سن مبكرة "يعلم الإنسان تحمل المسؤولية وخدمة الوطن، ويكسبه العديد من المهارات".
وأما عن سبب دراسته العلوم السياسية، أوضح وزير الخارجية التركي أنه كان مهتما بفهم المنظومات الغربية والأميركية، وكيف تفكر عندما كان في مهمات خارجية لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وبعد استقالته من العمل العسكري بعد الخدمة الإجبارية، درس فيدان الماجستير والدكتوراه لكي يصبح أكاديميا وقدم دروسا في هذا الصدد، قبل أن يترأس تيكا عندما تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في البلاد.
وأشار إلى أنه راكم المعرفة لديه وحاول خلال توليه رئاسة تيكا "تقديم التنمية والمساعدات في الجمهوريات التركية ودول البلقان وأفريقيا".
وبشأن رسالة الماجستير التي كانت بعنوان "مكانة الاستخبارات في السياسة الخارجية"، قال فيدان إنها قارنت بين النظام الاستخباراتي التركي ونظيريه الأميركي والإنجليزي، وطبقها عمليا عندما تولى رئاسة جهاز الاستخبارات عام 2010.
إعلانوشدد فيدان على أن الأمر "يحتاج إلى إمكانيات ورؤية ووقت لتطبيق ذلك"، لافتا إلى أنه رأى عن قرب القدرات التي تمتلكها أجهزة الاستخبارات الأخرى، وعمل على التفوق عليها خاصة على صعيد الاستخبارات الخارجية والسيبرانية.
يشار إلى أن فيدان من مواليد العاصمة أنقرة عام 1968، وتخرج من الأكاديمية الحربية عام 1986، وحصل عام 2001 على بكالوريس العلوم السياسية والإدارية من جامعة ميريلاند الأميركية، ثم نال شهادتي الماجستير والدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة بيلكنت التركية.
26/2/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما إدمان التسوق؟ وكيف تصمد أمام العروض والخصومات؟
في عصر تكفي فيه نقرة زر للتسوّق، وتغذيه خوارزميات الاستهلاك المتسارع، بات الشراء أكثر من مجرد تلبية لحاجة، وتحول لدى البعض إلى سلوك قهري لا يمكن السيطرة عليه. فظاهرة "إدمان التسوق" لم تعد حكرا على المناسبات أو العروض الموسمية، بل أصبحت حالة نفسية تُلقي بظلالها على الحياة اليومية، مهددة بالديون، والقلق، وتفكك العلاقات الأسرية.
ورغم عدم الاعتراف بها رسميا كاضطراب نفسي مستقل، فإن تبعاتها أصبحت ملموسة في العيادات النفسية ومحاضر الطلاق وتقارير البنوك. فما الذي يدفع البعض إلى الشراء من دون توقف؟ وكيف يمكن علاج هذا النوع من الإدمان؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سلامة نفسيةlist 2 of 2لا تعيد تدوير القلق.. إليك طريقة للخروج من الدائرة المغلقةend of listالبروفيسور باتريك تروتسكه، أستاذ علم النفس السريري والعلاج النفسي بجامعة شارلوت فريسينيوس للعلوم التطبيقية في كولونيا، عرّف إدمان التسوق بأنه سلوك قهري يتمثل في رغبة داخلية ملحّة للشراء، يفقد فيها الفرد السيطرة على توقيت بدء هذا السلوك ونهايته، حتى إن أدى إلى عواقب سلبية جسيمة مثل تراكم الديون المفرطة، أو نشوء خلافات حادة مع الشريك أو أفراد الأسرة.
ورغم شيوع هذا النمط من السلوك المرضي، أوضح البروفيسور تروتسكه أن "اضطراب الشراء والتسوق" لم يُعترف به حتى الآن كاضطراب نفسي مستقل ضمن أنظمة التشخيص العالمية، لكنه يندرج في نظام التصنيف النفسي الحديث ضمن فئة "اضطرابات التحكم في الانفعالات المحددة الأخرى".
إعلانوأشار تروتسكه إلى أن معظم المصابين لا يطلبون المساعدة الطبية إلا بعد سنوات طويلة، وغالبا ما يكون ذلك في مراحل متقدمة من المعاناة، حين تتفاقم الضائقة المالية ويصل الضغط النفسي إلى مستويات لا تُحتمل. عندها يدخل المصاب في دوامة متصاعدة من الألم والمعاناة، يصعب الخروج منها من دون تدخل مهني متخصص.
ولفت الخبير النفسي إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يُعدّ من أنجح الوسائل لعلاج إدمان التسوق، إذ يُساعد المرضى على تحديد المحفزات النفسية والدوافع العاطفية الكامنة وراء سلوك الشراء القهري، ويعمل على تطوير إستراتيجيات فعالة لمواجهتها.
ومن بين هذه الإستراتيجيات:
إعداد قائمة مفصّلة وشاملة بالإيرادات والنفقات المالية، تساعد في مراقبة السلوك المالي اليومي. توضيح الدافع الحقيقي خلف كل عملية شراء، لتقييم مدى ضروريتها أو دافعيتها العاطفية. اعتماد ضوابط سلوكية، مثل الدفع نقدا بدلا من استخدام بطاقات الائتمان، وحذف تطبيقات التسوق من الهاتف المحمول. الانتظار 24 ساعة قبل اتخاذ قرار بشأن أي عملية شراء كبيرة أو غير ضرورية.وأكد تروتسكه في ختام حديثه أهمية التعامل مع اضطراب إدمان التسوق بجدية، وضرورة التوجه إلى المختصين في العلاج النفسي عند ملاحظة تفاقم سلوكيات الشراء المفرط، لما لذلك من آثار عميقة على الاستقرار النفسي والعائلي والمالي للفرد.