كتبت كلير شكر في" نداء الوطن": لا جدل حول حقيقة هول ما ينتظر اللبنانيين فيما لو استمر الاستهتار القصدي الذي تمارسه القوى السياسية، كلّ لاعتباراته. فتمعن في نكء الخلافات لتبرر حال المراوحة فيما خص الاستحقاق الرئاسي...   قول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأخير إنّ «الاقتصاد النقدي «الكاش» يشكل خطراً كبيراً»، بعد حوالي أربع سنوات على الأزمة، وما يقارب السنتين على وجوده في السراي، بدا أشبه برسالة تحذير لم تأت من عندياته، وإلا لكان أطلقها منذ أشهر.

ويقول المعنيون أنّ رئيس الحكومة سمع تحذيرات رسمية من مسؤولين غربيين من مغبة الاستمرار في هذه السياسة لكونها ستتسبب بتداعيات على مستوى وضعية البلد ومؤسساته الدستورية والنقدية، دولياً، من خلال عقوبات تطال النظام النقدي برمّته، بعدما صار مرتعاً لرساميل مشبوهة وجرائم مالية كما وصفها ميقاتي. ويتردد أنّ الأخير قال أمام بعض من التقاهم خلال الأيام الأخيرة إنّه حمل رسالة التحذير هذه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغه بما تضمنتها من إجراءات عقابية قد تطال لبنان اذا ما استمرت حالة الفوضى على حالها، والتي لا يمكن تطويقها إلا من خلال انجاز الاستحقاق الرئاسي والانطلاق في العملية الإصلاحية.وتفيد المعلومات أنّ ميقاتي أبلغ صراحة رئيس مجلس النواب أنّه في حال لم يُصر إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية شهر أيلول المقبل، ربطاً بالمحاولة الفرنسية المتسجدة لانجاز الاستحقاق، فهو سيكون OUT.     ماذا تعني الـOUT؟ لم يفهم المستمعون إلى ميقاتي، الذي عاد وردد تلك العبارة أمام ضيوفه، ما المقصود بها، واذا ما كانت تعني الاعتكاف أو الاستقالة من مهمة تصريف الأعمال... أو السفر!المهم أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال غير مرتاح للوضع الداخلي لكونه بات تحت مجهر دولي يفنّد خباياه، وما يمكن للرياح الخارجية أن تحملها من إجراءات جديدة تضع حداً لحالة الفلتان النقدي الحاصلة، ويخشى من انفلات الوضع أكثر وتدهوه بشكل يحول دون تطويقه.ولكن هذه المخاوف، على أهميتها، لن تدفع بالضروة القوى السياسية إلى النزول عن «شجرة عنادها» للتفاهم على الاستحقاق الرئاسي أو تسهيل مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في فرصته الأخيرة، لا بل يبدو أنّ مهمته الحوارية وأدت في مهدها، وسيعود إلى بلاده خالي الوفاض، لتنكب القوى السياسية وتحديداً تلك الموجودة في الحكم على البحث عن «طرابيش» جديدة تعمل على تركيبها لتقطيع الوقت بعدما أحيل «الساحر الأكبر» أي رياض سلامة إلى التقاعد وسط سيل من الاتهامات تلاحقة أينما حلّ ضيفاً. وفق بعض المواكبين، فإنّ هذه المنظومة نجحت في شراء الوقت طوال مرحلة الانهيار المالي والنقدي، من خلال خزعبلات ابتكرها سلامة لكي يسعف الفريق الحاكم في معركة بقائه. لكن الرجل بات بحاجة إلى خزعبلات قانونية تقيه شرّ السجن، فكيف ستتمكن المنظومة من الصمود والبقاء طالما أن الحاكم بالإنابة وسيم منصوري تعلم من دورس الأصل، وقرر التزام مندرجات القانون وشروطه؟ ووفق هذه النظرية، الرهان على الوقت بات قاتلاَ ومدمراً...  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

التحركات المصرية في غزة بين البعد الإنساني والمبادرات السياسية.. وخبير: لها دور محوري باحتواء الأزمة

  شهدت القضية الفلسطينية، وبخاصة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، تطورات متسارعة، حيث يدور في كواليس المفاوضات والتحركات الإقليمية والدولية، وتلعب مصر دورا محوريا في محاولة احتواء الأزمة، سواء من خلال المسار الإنساني أو السياسي، في ظل تعقيدات المشهد وغياب الإرادة السياسية من قبل الأطراف المعنية.


وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أن دخول المساعدات الإنسانية والشاحنات إلى قطاع غزة يمثل خطوة بالغة الأهمية، جاءت كنتيجة مباشرة لتحركات مصرية مكثفة خلال الأيام الماضية، وأكد أن هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تنسيق سياسي ودبلوماسي واسع النطاق، يعكس التزام مصر بمسؤولياتها الإقليمية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني.


وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الجمود في مفاوضات غزة يعود بدرجة أساسية إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المعنية بالصراع. ولم يعد الموقف مرهونا فقط بمواقف حركة حماس أو الحكومة الإسرائيلية، بل أصبح رهينا بمدى توافر نية جادة للدفع نحو اتفاق شامل ونهائي، يأخذ في الاعتبار احتياجات الشعب الفلسطيني ومتطلبات الأمن الإقليمي.


وأكد فهمي أن الجهود المصرية لا تقتصر على الجانب الإنساني المتمثل في إدخال المساعدات، بل تمتد لتشمل مسارا سياسيا متكاملا، يهدف إلى استئناف المفاوضات وتحقيق هدنة شاملة، وأضاف أن المفاوضات في مراحل سابقة كانت قريبة من تحقيق اتفاق نهائي، خاصة في ضوء الرد الأخير لحركة حماس، الذي أعاد التأكيد على نقاط تم طرحها في جولات التفاوض السابقة، مثل الترتيبات الأمنية، والخرائط، والانسحابات، 

وآلية إدخال المساعدات.
الضغط المصري ومواجهة السياسات الإسرائيلية
وشدد على أن دخول المساعدات الإنسانية خلال الأيام الأخيرة يعكس نجاح التحرك المصري المنضبط والمسؤول، في وجه السياسات الإسرائيلية المتشددة. 
 

وأوضح أن فتح إسرائيل لبعض المسارات لدخول المساعدات لم يكن نابعا من رغبة ذاتية، بل جاء نتيجة ضغوط سياسية ودبلوماسية مارستها القاهرة، بهدف كبح ما وصفه بالمخطط الإسرائيلي الإجرامي في غزة.
 

واختتم: "الهدنة المؤقتة التي أعلنتها إسرائيل في مناطق محددة من قطاع غزة لا تعني وقفا دائما لإطلاق النار، بل تعد خطوات إنسانية مرحلية، ونجاح هذه الهدن على المستوى الميداني قد يمهد الطريق نحو التوصل إلى هدنة شاملة لمدة 60 يوما، تشكل قاعدة للعودة إلى مسار التفاوض السياسي".
 

جدير بالذكر، أن الدور المصري في الأزمة الفلسطينية، وخاصة في غزة، يعكس التزاما استراتيجيا طويل الأمد، لا يقتصر على تقديم مساعدات إنسانية، بل يشمل قيادة جهود سياسية تهدف إلى إحلال السلام ورفع المعاناة عن المدنيين.
وبالفعل الحل في غزة لن يكون عسكريا أو إنسانيا فقط، بل لا بد من إرادة سياسية حقيقية تفتح آفاق التسوية الدائمة والشاملة، وفي ظل هذا الواقع، تظل مصر طرفا فاعلا ووازنا، يحمل ثقله السياسي والإنساني من أجل استقرار المنطقة بأسرها.
 

طباعة شارك القضية طارق فهمي سياسي

مقالات مشابهة

  • بمناسبة تعيينه حديثًا.. محافظ الطائف يستقبل مدير الإصلاحية بالمحافظة
  • تحذيرات من تسونامي على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة
  • الباراغواي تمنح سفير الإمارات وسام الاستحقاق الوطني
  • لجنة سنن البحر بجعلان بني بو علي تناقش سبل دعم الصيادين ومعايير استبدال قوارب الصيد وتأثير القوى العاملة الوافدة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ضرورة اتخاذ قرارات وإجراءات دولية لوقف العدوان الإسرائيلي
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: على حماس تسليم سلاحها.. وندعو لنشر قوات دولية في غزة
  • منح السفير الصالح وسام الاستحقاق البولندي برتبة قائد مع نجمة
  • “البعثة الأممية” : انتخابات المكتب الرئاسي لمجلس الدولة تعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء
  • التحركات المصرية في غزة بين البعد الإنساني والمبادرات السياسية.. وخبير: لها دور محوري باحتواء الأزمة
  • أخبار بني سويف| تحذيرات رسمية من ظاهرة رشق القطارات.. وتعزيز المشاركة السياسية لذوي الهمم