اليمنيون يستقبلون رمضان بإصرار على مواصلة الصمود ومواجهة العدوان والحصار
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
يمانيون/ تقارير يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بقدوم شهر رمضان المبارك ويستقبلونه بفرحة غامرة في أجواء روحانية تضفي على النفوس الطمأنينة والخشوع لله تعالى.
ويستقبل اليمنيون الشهر الفضيل، للعام العاشر على التوالي بإصرار منقطع النظير على مواصلة الصمود والثبات ومواجهة التحديات والظروف الصعبة التي يكابدونها نتيجة تداعيات العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي.
وفي ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي فرضها العدوان والحصار، وتنصل المنظمات الدولية الإنسانية عن القيام بمسؤوليتها، تتجلّى قيم العطاء والبذل في أبهى صورها في أوساط اليمنيين، بإحياء التكافل الاجتماعي والتآزر والإيثار.
ففي هذا الشهر الكريم، تتعدّد صور التكافل والتلاحم انطلاقًا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي رسّخت قيم التراحم بين أفراد المجتمع من خلال التعاون، والإحسان، وإغاثة المحتاجين، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
يتجلّى مفهوم التكافل في شهر رمضان، من خلال العبادات العملية التي تشمل إخراج الصدقات والإنفاق في سبيل الله ومواساة الفقراء، باعتبار هذه الأعمال ليست مجرد شعائر، وإنما جوهر الدين التي تبني المجتمع المسلم كالبنيان المرصوص.
يؤكد العلماء أن شهر رمضان مناسبة جليلة ومدرسة إيمانية عظيمة لإعلاء قيم الخير والتسامح والتكافل بين المسلمين، وبث روح المحبة والإخاء والتعاطف والتراحم والامتثال لقيم الحق والخير والعدل والسمو بها عن أغراض الدنيا الزائلة، وكذا ضرورة أن يتصف المؤمنون في رمضان وغيره بسلامة الصدر من الغل والحقد والغرور وعدم التعالي على الناس، والشعور بالتقصير والمحاسبة المستمرة للنفس، والاطمئنان في العبادة.
ومما حث عليه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في الشهر الكريم، تفقد أحوال الفقراء والمساكين والمحتاجين، والتراحم والمساهمة في تخفيف معاناة الأسر المتعففة كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام، حيث كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة.
نماذج الخير والعطاء تتعددّ صورها في اليمن لتخفيف المعاناة الإنسانية، من خلال الإسهام في الأعمال الإغاثية والخيرية ودعم وتشجيع المبادرات الخيرية والمجتمعية.
استعدادات واسعة لاستقبال الشهر الكريم، في العاصمة صنعاء والمحافظات والتهيئة والاستعداد للبرنامج الرمضاني لتعزيز الارتباط بالقرآن الكريم وهدى الله، وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية.
فعلى المستوى الرسمي، تم إقرار الموجهات العامة لمشروع خطة البرنامج الرمضاني وطبيعة المهام والأنشطة التي ستنفذها كافة الوزارات والوحدات الحكومية والسلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات، لترسيخ الهوية الإيمانية في أوساط المجتمع وتعزيز أعمال البر والإحسان وتفقد أحوال الفقراء والمحتاجين.
وتكمن أهمية البرنامج الرمضاني في تكثيف التوعية الدينية حول الشهر الكريم، وتعزيز دور المساجد في إحياء الروح الإيمانية والجهادية لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة والتوعية بخطورة العدو المتربص بها، والتصدي للحرب الناعمة التي تستهدف الهوية الإيمانية اليمنية، والتأكيد على استمرار التوعية والأنشطة الخاصة بالنظافة العامة خلال شهر رمضان وتنفيذ المهام والأنشطة الفاعلة التي تحقق الغايات الإيمانية والوطنية والاجتماعية.
أنشطة مكثفة، تم تنفيذها خلال الأيام الماضية بأمانة العاصمة والمحافظات في إطار التهيئة للبرنامج الرمضاني من خلال اللقاءات وتنظيم الندوات والفعاليات، استعدادًا للشهر الكريم، وحث العلماء والخطباء، والمرشدين على القيام بدورهم في تذكير المجتمع بما يمثله الشهر الفضيل من فرصة للإكثار من الطاعات ورد الحقوق والمظالم والتكافل والتراحم ومساعدة المحتاجين ومضاعفة الجهود لتبصير الناس بما يُحاط بالأمة من مؤامرات.
من بركات الشهر الفضيل، أنه شهر الصبر والجهاد في سبيل الله وتقديم التضحيات وتحقيق الانتصارات، وما انتصار المسلمين في معركتي غزوة بدر الكبرى وفتح مكة إلا من الملاحم البطولية الإسلامية، التي لم يكن توقيتها في رمضان خطة مبرمجة خطّتها يد البشر، وإنما إرادة المولى تبارك وتعالى التي جمعت بين قداسة الشهر وجلالة النصر.
يقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب له استقبالاً لشهر رمضان المبارك العام الماضي “إن من أهم ما يتعلق بشهر رمضان أنه ليس فقط للأعمال العبادية على المستوى الروحي والنوافل وغيرها، بل من أهم المواسم للجهاد في سبيل الله، والأعمال الجهادية في الشهر الكريم أجرها فوق ما يمكن أن يتخيله الإنسان”.
ويشير إلى “أن الجهاد في شهر رمضان لم يكن عطلة، ولهذا كانت غزوة بدر الكبرى التي كانت فاصلة بين الإسلام والطاغوت، وفتح مكة كان في الوقت الذي فرض الله فيه الصيام، وكان إنجازاً تاريخياً ومتغيراً كبيراً في واقع الأمة”.
وحث السيد القائد على الاستفادة من شهر رمضان للتهيئة الذهنية والنفسية والتقرب إلى الله والخلاص من الذنوب والتزود بقيم الإحسان والعطاء ومواساة الفقراء والمحتاجين وصلة الأرحام والعناية بإخراج الزكاة.
ورغم ما يعانيه اليمنيون منذ عشر سنوات جراء العدوان والحصار، إلا أنهم يسعون نحو التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات، تحدياً لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا” ومخططاتها التي تحيكها مع أدواتها للنيل من اليمن واليمنيين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان والحصار الشهر الکریم شهر رمضان من خلال
إقرأ أيضاً:
بمسيرات احتجاجية أميركيون يستقبلون عيد الاستقلال
واشنطن- قرّر مئات الأميركيين الاستغناء عن حفلات الشواء والتجمعات الاحتفالية التي تميّز عادة احتفالات الرابع من يوليو/تموز في كل عام، وفضلوا التوجه إلى شوارع العاصمة واشنطن للتعبير عن رفضهم لما يصفونه "بتنامي الفاشية" في البلاد.
وانطلقت المسيرة بعد ظهر الجمعة من ساحة "لوغان سيركل"، حيث تجمع المئات مع حضور لافت للكوفيات والأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب عليها "لا للفاشية" و"ترامب يجب أن يرحل الآن".
وجاءت المسيرة تتويجا لـ4 أيام من التحركات الاحتجاجية التي نُظّمت في عدد من الولايات الأميركية تزامنا مع عيد الاستقلال، في إطار حملة وطنية تحت شعار "أميركا الحرة"، أطلقتها تحالفات سياسية ومجتمعية أبرزها "مسيرة النساء" وحركة "50501" ومنظمة "ارفضوا الفاشية".
وقد تنوعت فعاليات الحملة بين مسيرات شعبية، وقراءات جماعية لوثيقة الاستقلال، نظّمت في أكثر من 150 مدينة، واختتمت بمسيرة العاصمة التي تم الترويج لها على أنها لحظة "إعلان الاستقلال من أميركا الفاشية"، كرسالة رمزية معارضة لسياسات الرئيس دونالد ترامب.
وافتتحت الفعالية بكلمات ألقاها ناشطون مدنيون وحقوقيون، تضمنت دعوات لمواجهة ما وصفوه بـ"المنظومة السلطوية الجديدة" التي تهدد الحريات المدنية، وتنديدا بتأييد ترامب غير المشروط لإسرائيل، وتورط إدارته في سياسات قمعية داخلية وخارجية، بحسب تعبيرهم.
سار المحتجون نحو البيت الأبيض وسط رقابة أمنية مشددة من شرطة العاصمة التي رافقت المحتجين على طول الطريق، بينما كانت الحديقة الأمامية للبيت الأبيض مغلقة بالكامل، في إجراء أمني استثنائي حال دون اقتراب المتظاهرين من السياج الخارجي.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات منددة بسياسات الهجرة التي تعتمدها إدارة ترامب، ونددوا بشكل خاص بحملات الاعتقال والترحيل التي تنفذها وكالة الهجرة والجمارك الأميركية، والتي تصاعدت في الأشهر الأخيرة مستهدفة مهاجرين غير نظاميين.
إعلانوبينما كانت الهتافات تتعالى ضد الترحيل الجماعي وتجريم المهاجرين غير القانونيين، تجمّع على الجهة المقابلة عدد محدود من مناصري الرئيس ترامب، رفعت واحدة منهم لافتة تطالب "بترحيل جميع المهاجرين غير النظاميين"، كما حاولت الشرطة الفصل بين الجانبين بعد مناوشات لفظية كادت أن تتطور إلى اشتباك مباشر، قبل أن يتدخل عناصر الأمن لمنع التصعيد.
تزامنت المسيرة في اليوم ذاته مع توقيع الرئيس الأميركي ترامب على ما يُعرف بـ"مشروع قانون واحد كبير وجميل"، وهو تشريع أثار موجة جدل كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية.
وقد عبّر المحتجون عن رفضهم هذا القانون الذي يُعتبر بنظرهم دليلا إضافيا على ما وصفوه بتوجه "فاشي" داخل الدولة، ونددوا بما تضمّنه من إعفاءات ضريبية ضخمة لمصلحة الأثرياء، مقابل تقليص حاد في تمويل برامج مثل "ميديكيد" و"سناب" الخاصة بخدمات الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية الأساسية لذوي الدخل المحدود.
في المقابل، يمنح القانون امتيازات جديدة لكبريات الشركات والفئات ذات الدخل المرتفع، تصل في بعض الحالات إلى مئات الآلاف من الدولارات سنويا.
وعبّرت إحدى المشاركات في المسيرة عن قلقها من المسار الذي تسلكه البلاد، قائلة "نحن نرفض سرقة الأموال من برامج الرعاية الصحية ومن الفقراء والأطفال، ما يحدث هو إعادة توزيع للثروة لمصلحة قلة تزداد غنى على حساب من لا يملكون الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم".
وتابعت في حديثها للجزيرة نت "نرفض أي تغييرات تشمل الدستور، لأنها ستضعف سلطة القضاء، وقد تغيّر نظام الانتخابات. قد يأتي يوم لا نتمكن فيه من التصويت مجددا، وهذا ما يسعى له ترامب".
لم تغب القضية الفلسطينية عن المشهد، إذ ارتدى عدد لافت من المشاركين الكوفية وحملوا الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات "فلسطين حرة"، كما رفعوا لافتات تندد بما وصفوه "بالدعم غير المشروط" الذي تقدمه الإدارة الأميركية لإسرائيل، خاصة في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة.
وفي هذا السياق، عبّر أحد المشاركين عن غضبه من "تواطؤ إدارة ترامب مع الجرائم المرتكبة في غزة قائلا "أنا هنا لألفت الانتباه إلى ما يحدث في غزة ومعاناة الفلسطينيين. ترامب أكثر وضوحا وعلانية من الرئيس السابق جو بايدن في دعمه لإسرائيل، ولا يخفي انحيازه الكامل لها".
وأضاف في تصريح للجزيرة نت "كل من يحاول انتقاد إسرائيل يتعرض اليوم للقمع والملاحقة، هذا ليس مجرد انحياز سياسي، بل هجوم شامل على حرياتنا المدنية وعلى حرية التعبير".