حاخام وقاض بالمحكمة الحاخامية في إسرائيل، يشغل في الوقت ذاته رتبة ضابط في لواء غفعاتي التابع للجيش الإسرائيلي، عُرف بأفكاره العنصرية الداعية لقتل الفلسطينيين. ذاع صيته في إسرائيل عبر مقاطع فيديو كان ينشرها على منصات التواصل أثناء مشاركته بالعمليات العسكرية في قطاع غزة.

المولد والنشأة

وُلِد الحاخام أبراهام دوف زيربيف في 23 يناير/كانون الثاني 1972، وترعرع في مستوطنة بيت إيل (شمالي شرق مدينة البيرة) وسط الضفة الغربية المحتلة.

ونشأ في عائلة متدينة ومتشددة، فوالده حاخام من أوائل المهاجرين إلى إسرائيل وتولى لاحقا رئاسة المحكمة الحاخامية في تل أبيب، بينما تنحدر والدته دبوراه من عائلة ذات توجهات وقناعات دينية، إذ كانت شقيقة الحاخام بن صهيون أبا شاول رئيس مدرسة "بورات يوسف" الدينية في القدس المحتلة.

وقد تزوّج زيربيف في سن مبكرة وأنجب 10 أطفال.

زيربيف بدأ دراسة التوراة في مرحلة مبكرة من حياته (الصحافة الإسرائيلية) الدراسة والتكوين العلمي

بدأ زيربيف دراسة التوراة في مرحلة مبكرة من حياته، وتخرّج من المدرسة الدينية العليا في مستوطنة بيت إيل. وعقب تخرجه، تولّى رئاسة المدرسة الإعدادية العسكرية بالمستوطنة نفسها، ثم التحق بالعمل في المحكمة الحاخامية في كل من تل أبيب وأرئيل.

وتركّز نشاطه القضائي في المحكمة الحاخامية على ملفات الأحوال الشخصية، لاسيما قضايا الطلاق والنفقة وحضانة الأطفال والوصايا والميراث وإثبات الهوية اليهودية.

واشتهر بإصداره أحكاما تتعلق بقضايا حساسة أبرزها قراره إبطال وصية امرأة أقدمت على الانتحار حرقا، وقال في الحكم "الوصية باطلة لأن الأم لم تكن في حالة تسمح لها باتخاذ قرارات بشأن ممتلكاتها وجسدها".

التجربة العسكرية

انضم زيربيف إلى الجيش الإسرائيلي مع بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، برتبة ضابط في لواء المشاة "غفعاتي" كما شارك في عملية "السور الواقي" التي أطلقتها إسرائيل على الضفة الغربية في مارس/آذار 2002.

وشارك أيضا في الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في يوليو/تموز 2006. وصيف 2014 شارك في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكان ضابط صف في هيئة الأركان العامة للجيش.

ويصف زيربيف نفسه بأنه "شخصية معروفة جدا في لواء غفعاتي" ويقول إنه خدم في أغلب الحروب الإسرائيلية بقوات الاحتياط، كما يعترف بمشاركته في عمليات عدائية ضد الفلسطينيين.

زيربيف انضم للجيش الإسرائيلي مع بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 (الصحافة الإسرائيلية) طوفان الأقصى

لاحقا أنهى زيربيف خدمته في الجيش الإسرائيلي وتوجه إلى مجال القضاء، وعُيّن قاضيا في المحكمة الحاخامية في كل من تل أبيب ومستوطنة "أرئيل". غير أن اندلاع عملية "طوفان الأقصى" -التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- دفعه للعودة مجددا إلى الخدمة العسكرية ضمن صفوف لواء غفعاتي.

إعلان

وانضم هذا الحاخام إلى سرية المراقبة في اللواء، وعبّر عن تجربته بقوله " في اللحظات الأولى للحرب على غزة، لم أكن أعرف أين سأذهب وماذا يعني ذلك، لكنني قررت أن أحاول. وبدون سابق إنذار وجدت نفسي في لواء غفعاتي مع حقيبة ثقيلة أقاتل في قطاع غزة".

ولاحقا انضم إلى وحدة "المعدات الهندسية الميكانيكية" التابعة للواء، وهي تختص بتشغيل المعدات الثقيلة وعلى رأسها الجرافات العسكرية، وتتولى أيضا مسؤولية تدمير منازل ومنشآت الفلسطينيين في القطاع.

ويؤدي زيربيف أدوارا متعددة في ساحة المعركة، إذ يتنقل ليلا بين جنود لواء غفعاتي لإلقاء محاضرات دينية "بهدف رفع معنوياتهم" بينما يقود في النهار عمليات الهدم والتجريف لتسوية الأبنية الفلسطينية بالأرض.

وينتمي هذا الحاخام إلى الحريديم إلا أنه لا يعارض انخراطهم في الخدمة العسكرية، ويصرّح قائلا "من الممكن الجمع بين التوراة والجيش" مستدركا "لكن هذا لا يحدث بالقوة، بل بالحب والتفاهم".

وفي 18 يوليو/تموز 2024، التقى زيربيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية– في زيارة ميدانية لمدينة رفح ومنطقة فيلادلفيا (جنوب قطاع غزة) وأثنى على نتنياهو قائلا "أشيد بصمودك، فهو يمنحنا قوة المقاتلين، ونحن نعلم أنه ليس عبثا، بل سيجلب الأمن لأجيال".

وبعد نحو شهر تعرض زيربيف لإصابة أثناء مشاركته بالقتال داخل غزة، إثر استهداف جرافته بـ3 قذائف "آر بي جي" أطلقتها المقاومة الفلسطينية، مما استدعى نقله إلى مستشفى "بارزيلاي" في عسقلان للعلاج.

وينشط زيربيف بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي، ويوثّق مشاركاته العسكرية في القطاع الفلسطيني عبر مقاطع فيديو وصور أثارت جدلا في الأوساط الإسرائيلية.

ومن بين أكثر هذه المشاهد تداولا صورة له وهو يجلس على كرسي أمام طاولة عليها سجادة صلاة، وخلفه لافتة كتب عليها "المحكمة الحاخامية في خان يونس" مما جعل زملاءه يطلقون عليه لقب "قاضي خان يونس" وتعقيبا على ذلك صرّح متحدث باسم المحاكم الحاخامية أن "الأمر كان مجرد مزاح".

ونشر زيربيف أيضا مقاطع مصورة وهو يقود جرافات "دي-9" أثناء عمليات الهدم، وفي بعضها يحتفي بتحويل الأبنية إلى أنقاض، كما وثّق إطلاقه النار على فلسطيني أعزل في مدينة خان يونس (جنوب القطاع).

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح في مارس/آذار 2025، تولى زيربيف قيادة عمليات الهدم الشامل للأحياء السكنية والبنية التحتية في المدينة الفلسطينية.

وفي مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية في يناير/كانون الثاني 2025، أقر زيربيف بمسؤوليته عن تدمير ما لا يقل عن 50 مبنى كل أسبوع، إضافة إلى مشاركته في تدمير مدارس ومستشفيات ومنشآت إغاثية.

ويعبّر الحاخام عن رؤيته لسياسة الهدم في غزة بقوله "تدمير غزة وسيلة ناجحة لمنع سكانها من العودة إلى مناطقهم" مضيفا "كان منهجنا محو كل شيء أمامنا وبجانبنا وخلفنا".

وفي مقابلة أخرى مع موقع "الصوت اليهودي"، صرح قائلا "إذا أردت هزيمة حماس بأقل عدد من القتلى والجرحى، فما عليك سوى سحقها".

زيربيف ينتمي للحريديم إلا أنه لا يعارض انخراطهم بالخدمة العسكرية (الصحافة الإسرائيلية) جرائم حرب

واجه زيربيف اتهامات من منظمات حقوقية بارتكاب جرائم حرب في غزة، والمشاركة في أعمال عدائية ضد الفلسطينيين، فضلا عن التحريض العلني على الكراهية. وقد دفعت هذه الاتهامات مؤسسة "هند رجب" الحقوقية -التي تتخذ من بروكسل مقرا- لتقديم شكوى رسمية ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية.

إعلان

وفي يناير/كانون الثاني 2025، أوضحت المؤسسة أن الشكوى تستند إلى "دوره المباشر في الهدم الممنهج للأحياء السكنية والمنشآت المدنية في غزة، وتحريضه العلني على العنف والكراهية، بما يشمل دعمه الصريح لقتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير مجتمعاتهم".

وفي 22 مايو/أيار 2025، صرّح عدد من المحامين الإسرائيليين لصحيفة "هآرتس" بأن تصرفات زيربيف "تنتهك قواعد أخلاقيات القضاة التي تنص على عدم التعبير علنا عن المسائل غير القانونية التي تخضع للجدل العام".

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة ليمور غوتمان الخبيرة بأخلاقيات المحامين والقضاة أن "القواعد تمنع زيربيف من الإدلاء بأي مواقف سياسية عبر وسائل الإعلام أو التحول إلى شخصية بارزة على شبكة الإنترنت، بغض النظر عن طبيعة الموضوعات التي يتناولها".

وفي المقابل، أكدت إدارة المحاكم الحاخامية أن زيربيف "على دراية تامة بالضوابط الأخلاقية الملزمة لمنصبه، ولذلك هو حريص على عدم التعبير عن رأيه سياسيا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المحکمة الحاخامیة فی لواء غفعاتی قطاع غزة فی لواء

إقرأ أيضاً:

روما يعير أبراهام إلى بشيكتاش


إسطنبول (أ ف ب)

أخبار ذات صلة إصابة 30 شخصا إثر انفجار محطة وقود في روما جرحى جراء انفجار بمحطة وقود في روما


انضم المهاجم الإنجليزي تامي أبراهام الى بشيكتاش التركي قادماً من روما على سبيل الإعارة، كما أعلن نادي مدينة إسطنبول.
ووصل أبراهام إلى إسطنبول الثلاثاء ثم اجتاز الفحص الطبي الروتيني، قبل أن يوقع على عقد الإعارة الذي يمكن أن يصبح نهائياً اعتباراً من موسم 2026-2027، مقابل مبلغ 13 مليون يورو (نحو 15 مليون دولار).
وقال بشيكتاش «سندفع مبلغاً مقداره مليوني يورو لنادي روما مقابل موسم 2025-2026، وإذا نفذت شروط العقد ستكون الصفقة نهائية مقابل 13 مليون يورو» علماً بأن القيمة الأخيرة ستسدد على دفعات حتى عام 2030.
وكان أبراهام انتقل إلى صفوف روما في أغسطس 2021 بعقد لخمس سنوات قادماً من تشيلسي الإنجليزي مقابل 41 مليون يورو، وأسهم بشكل كبير في إحراز فريق العاصمة الإيطالية مسابقة كونفرنس ليج عام 2022.
أعير إلى ميلان خلال موسم 2024-2025، حيث سجل 10 أهداف في مختلف المسابقات.

 

مقالات مشابهة

  • روما يعير أبراهام إلى بشيكتاش
  • الخارجية الفلسطينية تدين الدعوات الإسرائيلية التحريضية للضم وتفكيك السلطة
  • "فتح" تُعقّب على تصريحات وزير إسرائيلي عن تفكيك السلطة الفلسطينية
  • وزير إسرائيلي يدعو إلى تفكيك السلطة الفلسطينية
  • تعرف على الدول التي يتعين على النساء فيها أداء الخدمة العسكرية
  • الرئاسة الفلسطينية تدين الدعوات الإسرائيلية بفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة
  • “الخارجية”: المملكة تدين التصريحات الإسرائيلية التي تدعو لفرض السيادة على أراضي الضفة الغربية
  • المملكة تدين وتستنكر التصريحات الإسرائيلية التي تدعو لفرض السيادة على أراضي الضفة الغربية
  • هيئة البث الإسرائيلية: الجيش يبدأ مرحلة جديدة من عملياته العسكرية في قطاع غزة