القمر يستعد للعرض الأكثر إثارة هذا العام!
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
روسيا – في ليلة الخميس الموافق 10 يوليو، سيتألق أول بدر كامل في الصيف الفلكي بنصف الكرة الشمالي، معلنا بداية موسم سماوي ساحر.
ويعرف بدر شهر يوليو باسم “قمر الغزال” (Buck Moon)، وسيقدم عرضا بصريا مذهلا بفضل موقعه الفريد في السماء، حيث سيصنف كواحد من أكثر الأقمار المكتملة انخفاضا هذا العام.
وسيصل القمر إلى ذروة اكتماله الساعة 20:38 بتوقيت غرينتش مساء الخميس 10 يوليو، لكن المشهد الحقيقي سيبدأ مع لحظة شروقه الساحرة عند الغسق.
وما يجعل هذا البدر مميزا هو مساره المنخفض في السماء، الذي يأتي نتيجة لموقعه الفلكي المقابل للشمس. فبعد ثلاثة أسابيع فقط من الانقلاب الصيفي، حيث تصل الشمس إلى أعلى نقطة في السماء، يأتي القمر ليعكس هذا المسار تماما، فيحاكي مسار الشمس الشتوي المنخفض.
وهذا التموضع الفريد سيجعل القمر يبدو أكبر حجما وأكثر إشراقا بفضل ظاهرة “الوهم القمري” الشهيرة (Moon Illusion)، حيث يخدع دماغنا البشري عند مقارنة حجم القمر مع المعالم الأرضية القريبة من الأفق.
وتعود التسمية التقليدية “قمر الغزال” إلى عادات قبائل الأمريكيين الأصليين الذين لاحظوا أن هذا التوقيت من السنة هو فترة اكتمال نمو قرون غزلان “ذكر الأدغال”، أو كما يعرف أيضا بـ”الأيل” (Buck). أما في التراث الأوروبي، فيعرف هذا البدر باسم “قمر القش” نسبة إلى موسم حصاد القش في منتصف الصيف. وتتعدد التسميات الثقافية لهذا القمر بين “قمر السلمون” و”قمر العواصف الرعدية”، ما يعكس التنوع الثقافي في تفسير الظواهر الفلكية.
ومن الناحية العلمية، يتميز هذا البدر بكونه الأبعد عن الشمس خلال العام، وذلك لأن الأرض كانت قد وصلت إلى نقطة “الأوج” – أبعد مسافة في مدارها حول الشمس – قبل أسبوع فقط من اكتمال القمر. وهذه المصادفة الفلكية تضيف بعدا علميا مثيرا لهذه الظاهرة التي تتيح لنا فرصة نادرة لتأمل جمال الكون واتساعه.
وبالنسبة لعشاق الفلك، فإن هذه الليلة تمثل فرصة مثالية لالتقاط صور مذهلة للقمر وهو يلامس الأفق، حيث تتفاعل العوامل الجوية مع الضوء القمري لتخلق لوحة فنية طبيعية. كما يمكن للراغبين في متابعة الظاهرة بدقة استخدام الحاسبات الفلكية الإلكترونية لتحديد وقت الشروق الدقيق حسب موقعهم الجغرافي.
وبعد هذا البدر، يترقب الفلكيون ظهور “قمر الحفش” (Sturgeon Moon) في أغسطس المقبل، ليستمر موسم الأقمار الصيفية الساحرة. لكن “قمر الغزال” يبقى من أكثر الأقمار إثارة هذا العام، حيث يجمع بين السحر البصري والأهمية الثقافية والأبعاد العلمية، في عرض سماوي لن يتكرر بهذا الشكل إلا العام المقبل.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: هذا البدر
إقرأ أيضاً:
فلكية جدة: كوكب الزهرة اعتلى السماء فجر اليوم وكان أبرز معالم الصيف
جدة
شهدت السماء في أنحاء الوطن العربي ومع الساعات الأولى من فجر اليوم السبت واحدة من أجمل المشاهد الفلكية الصيفية حين اعتلى كوكب الزهرة السماء الشرقية في أعلى نقطة له خلال هذا الظهور الصباحي.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن الاستطالة العظمى الغربية أي أبعد زاوية بين الزهرة والشمس كما ترى من الأرض، حدثت بالفعل في مايو الماضي وأن الكوكب واصل ارتفاعه في السماء تدريجيًا حتى وصل فجر اليوم إلى أقصى ارتفاع زاويّ له فوق الأفق الشرقي في هذا الموسم كما يشاهد من خطوط العرض الوسطى.
وبين أن كوكب الزهرة ظهر واضحًا وساطعًا قرب الأفق الشرقي قبل شروق الشمس ببضعة ساعات بقدر ظاهري يصل إلى -4.1 ما جعله أكثر الأجسام لمعانًا في السماء بعد القمر، وبدا لكثير من الراصدين كأنه “نجم” منفرد يشق ظلام الفجر ويتلألأ بثقة فوق خط الأفق وباستخدام منظار أو تلسكوب صغير تمت رؤيته في طور الأحدب وهي علامة على موقعه في مداره.
ومثل الذروة البصرية لزهرة الفجر هذا العام وكان في أعلى موقع له فوق الأفق منذ ظهوره الصباحي في أوائل الربيع، ومع أنه سيبدأ لاحقًا بالانخفاض تدريجيًا في الأسابيع القادمة إلا أن تلك اللحظة كانت الأنسب لرصده وتصويره، إلى جانب الزهرة الذي كان بالإمكان محاولة رصد كوكب أورانوس الذي وجد على مقربة زاوية منه في السماء، ورغم أن أورانوس لا يرى بالعين المجردة فإن منظارًا متوسطًا يكفي لرصد لونه المزرق.