تجاوزت مؤشرات الأسهم الأميركية نوبة جديدة من التقلبات الناجمة عن المخاوف الجيوسياسية والمشادات النارية التي شهدها البيت الأبيض لتنجح في الصعود بنهاية تعاملات فبراير المضطربة.

بعد تعرضها للتقلبات، تمكنت مؤشرات الأسهم الأميركية من الانتعاش. تم إلغاء خطط التوقيع على صفقة المعادن النادرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بعد المشادات النارية التي شهدها لقاء دونالد ترمب مع فولوديمير زيلينسكي.

وقال ترمب لاحقاً إن زيلينسكي يمكنه العودة إلى أميركا عندما يكون مستعداً للسلام. وكان الارتفاع السابق مدفوعاً ببيانات التضخم التي عززت الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى ما دون 4%.

تقلب الأسهم الأمريكية

توقع المتداولون في وول ستريت ارتفاع  تقلبات الأسهم وسط مجموعة من المخاطر التي تتراوح بين التباطؤ الاقتصادي والعوامل الجيوسياسية والحرب التجارية وتقييمات الذكاء الاصطناعي.

قال ديفيد ليفكويتز، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "نعتقد أن السوق الصاعدة متماسكة. لكننا حذرنا أيضاً من أن التقلبات من المرجح أن ترتفع هذا العام. ولذلك، فقد نصحنا باللتحوط على الأجل القصير".

يرى جاي هاتفيلد من شركة "إنفراستراكتشر كابيتال أدفايزرز"، أنه في حين اهتزت السوق بفعل العناوين الرئيسية المتعلقة بالمحادثات الأميركية الأوكرانية، فإن التأكيد على أن ترمب يريد تحقيق السلام هو أمر إيجابي.

من جهته، قال مات مالي من شركة "ميلر تاباك" إنه مع وجود العديد من التعليقات المختلفة الصادرة من البيت الأبيض، من الصعب على المستثمرين أن يكون لديهم الكثير من الثقة بشأن التوقعات على المدى القريب.

قال آدم فيليبس من "إي بي ويلث أدفايزورز" (EP Wealth Advisors): "هذه سوق هشة. القلق واضح في سلوك السوق ونسمعه في أصوات العديد من العملاء أيضاً.  السوق تكافح للعثور على اتجاه اليوم، لكننا نتوقع المزيد من التقلبات في المستقبل بينما ننتظر الوضوح بشأن قائمة طويلة ومتنامية من القضايا.

وارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.6%. وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.21%. وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3%.

تأثير الرسوم الجمركية على السوق

كما تابع التجار عن كثب عدداً كبيراً من العناوين الرئيسية حول الرسوم الجمركية.

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت إن المكسيك اقترحت مطابقة الرسوم الجمركية التي تفرضها واشنطن على الصين، كما حث كندا على فعل الأمر نفسه، مما يشير إلى مسار محتمل لتجنب الرسوم على صادراتها في الأيام المقبلة.

بيسنت أوضح في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "أعتقد أن أحد الاقتراحات المثيرة للاهتمام للغاية التي قدمتها الحكومة المكسيكية هو ربما مطابقة تعريفات الولايات المتحدة الجمركية على الصين".

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرش" (22V Research) أنه ليس هناك إجماع واضح حول احتمالات دخول التعريفات الجمركية المفروضة على المكسيك وكندا حيز التنفيذ الأسبوع المقبل. إذ بلغ متوسط التوقعات 50%، لكن توزيع الإجابات كان ثابتاً إلى حد ما. وكانت الإجابات موزعة بالتساوي أعلى نسبة 50% ومادونها.

كتب دينيس ديبوسشير، مؤسس شركة "22 في": "بشكل نهائي، لا يوجد إجماع". وأشار أيضًا إلى أن 68% من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن عمليات البيع الأخيرة في السوق كانت في الغالب أو كلياً بسبب التعريفات الجمركية.

رهانات خفض الفائدة تدعم وول ستريت

تلقت مؤشرات وول ستريت دفعة بعد أن أظهرت البيانات أن التضخم توقف عن التسارع، وسط تجاوز المتداولين الانخفاض المثير للقلق في الإنفاق الاستهلاكي والتركيز على آفاق تخفيف الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية.
ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستبعد المواد الغذائية والطاقة، بنسبة 0.3% مقارنة بشهر ديسمبر. ومقارنة بالعام الماضي، صعد المؤشر 2.6%، مسجلاً أقل زيادة سنوية منذ أوائل 2021. وانخفض الإنفاق الاستهلاكي المعدل حسب التضخم بنسبة 0.5%، مسجلا أكبر انخفاض شهري في ما يقرب من أربع سنوات.

وقال روبرت روغيريلو من "بريف إيغل ويلث مانجمنت" (Brave Eagle Wealth Management): "بينما لايزال من المتوقع إجراء تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة بعد عدة أشهر، نعتقد أن هذا التقرير يساعد في إبقاء تخفيض واحد أو اثنين في أسعار الفائدة لعام 2025 مطروحاً للنقاش. نعتقد أن التضخم كان مشكلة الأمس وأن البيانات ستستمر في التحسن في المستقبل".
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وول ستريت التضخم الأسهم الأميركية مؤشرات الأسهم ترمب مؤشرات الأسهم الأميركية الأسهم المزيد

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تشن هجومًا واسعًا على إيران: ما انعكاساته على الأسواق المالية؟

انخفضت الأسهم الأوروبية حادة إثر الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، ما أثار مخاوف من توسع الصراع. ارتفع النفط والذهب بفعل الإقبال على الملاذ الآمن، بينما تراجعت أسهم البنوك. اعلان

انخفضت الأسهم الأوروبية بشكل حاد عند افتتاح السوق يوم الجمعة، في حين ارتفعت أسعار النفط، ردًا على الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة النطاق على البنية التحتية النووية الإيرانية، ما أثار مخاوف من تصعيد محتمل للصراع في الشرق الأوسط.

شنت إسرائيل عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، وهي الأكبر حتى الآن على الأراضي الإيرانية، حيث استهدفت أكثر من 100 منشأة تشمل مجمع نطنز النووي ومواقع صواريخ قرب طهران.

وعلى اثر ذلك وبحلول الساعة 9:15 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا، انخفض مؤشر ستوكس 50 بنسبة 1.5%، موسّعًا خسائره الأسبوعية إلى 2.7%، وهو أسوأ أداء منذ أوائل أبريل.

قادت الأسهم المالية الهبوط بين الأسهم القيادية في منطقة اليورو، مع تراجع سهم دويتشه بنك بنسبة 2.73%، وسهم يونيكريديت 2.56%، وسهم بانكو بلباو فيزكايا أرجنتاريا 2.48%، وسهم بانكو سانتاندير 2.46%.

كما سجل مؤشر داكس الألماني هبوطًا بنسبة 1.34% ليصل إلى 23,453 نقطة، وتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.35% إلى 7,660 نقاط، وانخفض مؤشر فوتسي MIB الإيطالي بنسبة 1.68% إلى 39,271 نقطة، فيما هبط مؤشر IBEX 35 الإسباني بنسبة 1.70% إلى 13,849 نقطة.

Relatedإسرائيل تضرب إيران وتقتل كبار قادتها.. وطهران تتوعد بردّ قاس ضد تل أبيبالموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلاميةما هي المواقع والشخصيات التي استهدفتها إسرائيل في ضرباتها ضد إيران؟

وارتفعت أسعار النفط بشكل حاد في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية، حيث بدأت الأسواق في تسعير علاوة مخاطر جيوسياسية مرتفعة. قفز سعر خام برنت بأكثر من 5% ليتداول عند 73 دولارًا (68 يورو) للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 71.5 دولارًا (66.60 يورو). وعلى مدار الأسبوع، سجلت أسعار النفط مكاسب تجاوزت 10%، في طريقها لتحقيق أقوى ارتفاع أسبوعي منذ أكتوبر 2022.

مع تصاعد أسعار الطاقة، ارتفعت أسهم شركات النفط الكبرى، من بينها شركة إيني الإيطالية وريبسول الإسبانية، بنسبة 2%.

كما صعد سهم شركة Rheinmetall الألمانية المتخصصة في قطاع الدفاع بنحو 2%، مع توجه المستثمرين نحو الأسهم المرتبطة بالأمن والدفاع.

وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الهولندي TTF بنسبة 2% لتصل إلى 37.12 يورو لكل ميغاواط ساعة، وسط مخاوف متزايدة بشأن احتمال حدوث اضطرابات في تدفقات الطاقة.

وبحسب ما ذكره الجيش الإسرائيلي، فقد شاركت أكثر من 200 طائرة مقاتلة في العملية، التي أفادت التقارير بأنها أدت إلى مقتل القائدين الكبيرين في الحرس الثوري الإسلامي حسين سلامي ومحمد باقري.

الذهب يلامس الذروة والدولار يتعافى

ارتفع الطلب على أصول الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة، ما دفع بأسعار الذهب للصعود بنسبة 1% إلى 3,430 دولارًا (3,200 يورو) للأونصة، مقتربًا من أعلى مستوى تاريخي له عند 3,500 دولار. وحافظت الفضة على أدائها القوي، مسجّلة 36.5 دولارًا للأونصة خلال الليل.

واستعاد الدولار بعض زخمه بعد أيام من التراجعات، في حين انخفض اليورو بنسبة 0.5% إلى 1.1540 دولار، بعد أن سجل في وقت سابق من يوم الخميس أعلى مستوى له في ثلاث سنوات عند 1.16. وفي بيانات اقتصادية، أظهرت القراءة النهائية للتضخم في ألمانيا لشهر مايو استقرارًا عند 2.1% على أساس سنوي، بينما تم رفع تقدير التضخم السنوي في إسبانيا من 1.9% إلى 2%.

كما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5% ليصل إلى 1.1350 دولار.

على صعيد العملات، انخفض الشيكل الإسرائيلي بنسبة 1.8% مقابل الدولار، متجهًا لتسجيل أكبر خسارة يومية منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023.

مخاطر تصاعد أسعار النفط

وقال فرانشيسكو بيسولي، محلل استراتيجيات العملات لدى ING: "الضربة الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية دعمت ارتفاع أسعار النفط، وقدمت للدولار، الذي يعاني من بيع مفرط ويُتداول دون قيمته الحقيقية، حافزًا للارتداد".

وحذر الخبراء من أن الوضع قد يتفاقم بسرعة، رغم عدم وجود توقف مؤكد في إنتاج النفط حتى الآن.

وأشار بيسولي إلى أن "الاختلاف الرئيسي عن المواجهات السابقة هو أن المنشآت النووية استُهدفت هذه المرة"، في إشارة إلى تصاعد حدة التوترات بين البلدين.

بدوره، أوضح وارن باترسون، رئيس قسم أبحاث السلع في ING، أن "في حال استمرار التصعيد، ثمة احتمال لاضطرابات في حركة الشحن عبر مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله نحو ثلث صادرات النفط العالمية المنقولة بحراً".

وحذر باترسون من أن ما يصل إلى 14 مليون برميل يوميًا قد تكون معرّضة للخطر، مشيراً إلى أن استمرار تعطل الشحن لفترة طويلة قد يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط إلى 120 دولاراً للبرميل، وهو مستوى لم يُسجل منذ عام 2008.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الأسهم الأمريكية تغلق على خسارة أسبوعية وسط صراع إيران وإسرائيل
  • إسرائيل تشن هجومًا واسعًا على إيران: ما انعكاساته على الأسواق المالية؟
  • تراجع الأسهم الأوروبية في ختام تعاملات الأسبوع
  • تراجع جماعي لمؤشرات الأسهم الأمريكية على خلفية الضربة الإسرائيلية لإيران
  • بينها المغرب.. الصين تتعهد بإلغاء جميع الرسوم الجمركية على الصادرات الأفريقية
  • الأسهم الأمريكية تغلق مرتفعة بدعم من نتائج أوراكل
  • الدينار العراقي ينخفض مقابل الدولار بختام تعاملات الأسبوع
  • «هيرميس» تتوقع أن يخفض المركزي المصري أسعار الفائدة لهذه النسبة
  • اللون الأحمر يخيم على أداء مؤشرات البورصة مدفوعة بالأحداث الإقليمية
  • الذهب يرتفع بفعل توترات الشرق الأوسط وآمال خفض الفائدة الأمريكية