قال الخبير في الشأن السياسي، محمد صادق، إن العاصمة السورية دمشق تشهد تحركات دبلوماسية مكثفة بعد سقوط الأسد، في إطار سعي الإدارة الجديدة لإعادة بناء علاقات سوريا مع العالم الخارجي، بعد سنوات من العزلة التي فرضتها ظروف الصراع، مضيفا أن هذه التحركات تأتي في سياق سياسة خارجية جديدة تتبعها الإدارة الحالية، والتي تسعى إلى مغازلة الجميع لتحقيق أكبر المكاسب للشعب السوري.

وأضاف صادق، أن الأيام الأخيرة شهدت تطورات متعلقة بالسياسة الخارجية لسوريا، وهي زيارة أمير قطر كأول زعيم دولة يزور دمشق، إلى جانب قيام الرئيس السوري الشرع، بأول زيارتين خارجيتين له سواء كرئيس رسمي للمرحلة الانتقالية أو حتى منذ توليه قيادة الإدارة الجديدة في البلاد بعد سقوط الأسد، موضحا أن الشرع اختار العاصمة السعودية لتكون أول محطاته الخارجية والتي زارها في فبراير حيث عقد لقاءً مع ولي العهد محمد بن سلمان، في الوقت الذي قال فيه الشرع، إن اللقاء شهد محادثات في كل المجالات، وأيضا التطرق لرفع مستوى التعاون في كافة الأصعدة، لا سيما الإنسانية والاقتصادية.

زيارات للخارج

وتابع صادق، أنه في اليوم التالي للعودة من السعودية، أجرى الشرع زيارته الخارجية الثانية لتركيا في الرابع من فبراير، والتي تعتبر أول زيارة لرئيس سوري لأنقرة منذ 15 عاماً، حيث التقى بالرئيس أردوغان، في الوقت الذي قال فيه الشرع، إننا نتطلع إلى تعزيز التنسيق بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز التعاون في مواجهة التحديات في المرحلة القادمة، موضحا أن العلاقة التي يُعاد بناؤها مع الدول العربية أمر بديهي نسبة لمكانة سوريا التاريخية كجزء من الوطن العربي، وكذلك تركيا الشريك الاستراتيجي الطبيعي لسوريا الجديدة بحكم الجغرافيا ودعمها القوي للثورة السورية وحضورها الكبير ومُتعدد الأوجه في سوريا.

وتطرق صادق إلى أن سوريا تواجه تحديًا جيوسياسيًا معقدًا يتطلب إدارة دقيقة لعلاقاتها الخارجية مع الغرب، خاصة مع القوى التي لا تزال تؤثر على مصير البلاد، موضحا أن الإدارة السورية الجديدة تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع الغرب، ليس فقط لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، ولكن لمعالجة قضايا أعمق تتعلق بالوجود العسكري الأجنبي على أراضيها، كالوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، الذي يشكل عاملًا رئيسيًا في المعادلة السورية.

ونوه صادق بأن العلاقة الجيدة مع واشنطن تُعزز فرص التوصل لتفاهم يؤدي لانسحاب القوات الأمريكية، ومعالجة ملف وحدات حماية الشعب الكردية، التي تُعتبر تهديدًا لوحدة الأراضي السورية، قائلا: "الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي السورية يزيد من حاجة دمشق إلى مخاطبة الغرب للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها".

التوازن في العلاقات 

وتابع صادق أنه إذا نجح الشرع في الموازنة بين علاقات قوية مع روسيا وعلاقات جيدة مع الغرب فإن ذلك يُعزز استقرار سوريا ويدعم جهود إعادة الإعمار لأن روسيا تجمعها علاقات ودية متينة مع تركيا من جهة، وبإمكانها لعب الدور الضاغط على إسرائيل وأمريكا من جهة أخرى، لافتا إلى أن التعاون العسكري بين سوريا وروسيا يعود لفترة أقدم من نظام الأسد، حيث اعتمد الجيش السوري منذ تأسيسه بشكل رئيسي على أسلحة الكتلة الشرقية، وخاصة من الاتحاد السوفييتي، لأن غالبية المعدات وأنظمة الأسلحة تلقتها سوريا من موسكو، بقيمة إجمالية تجاوزت 26 مليار دولار، ولم يتم تسديد أكثر من نصفها، قائلا: "في عام 2005، قام الرئيس بوتين، بشطب 73% من هذا الدين".

وأكد أن سوريا اليوم تواجه خيارات محدودة في إعادة بناء جيشها بعد سقوط الأسد، حيث يتطلب الأمر إما إعادة تسليح كاملة أو الاستمرار في الاعتماد على الإمدادات العسكرية الروسية، وهو ما يعزز ضرورة وجود علاقة استراتيجية بين البلدين في المستقبل المنظور، لافتا إلى أن المتحدث باسم الكرملين بيسكوف، أكد على أن روسيا تواصل اتصالاتها مع السلطات السورية، وأن القضية السورية مدرجة على جدول أعمال جميع اتصالاتها الدولية، وأن وزير الخارجية الروسي كان في أنقرة في إطار اتصالات أخرى بطبيعة الحال، تم التطرق إلى سوريا.

وألمح إلى أن وزير الخارجية الروسي، أشاد بمستوى تعاون موسكو وأنقرة بشأن التسوية السورية، لكنه حذر من المخاطر الناجمة عن وجود القوات الأمريكية في سوريا على وحدة أراضي البلاد، مؤكدا على الاهتمام المتبادل في إضفاء زخم جديد على العمل المشترك لتسوية الوضع السوري في ضوء الحقائق الجديدة، لافتا إلى أن المحادثات التي احتضنتها الرياض بين روسيا وإيران، علق عليها لافروف، قائلا: "التزامنا المتبادل يؤكد على مواصلة تنسيق مناهجنا من أجل ضمان السلام والاستقرار على المدى الطويل في سوريا بمشاركة جميع القوى السياسية والعرقية والدينية دون استثناء، وأن شمولية عمليات تحقيق الاستقرار في سوريا أمر في غاية الأهمية.. وسننتظر نتائج المؤتمر الوطني السوري الذي بدأ أعماله".

وأشار إلى أنه عقب تولي الشرع رئاسة سوريا في أوائل الشهر الجاري، تم إجراء اتصال هاتفي بين الشرع وبوتين، لتبادل الآراء بشأن الأوضاع في سوريا، حيث أعلنت الرئاسة السورية أن بوتين أكد للشرع وجوب رفع العقوبات عن سوريا، موضحا أن الشرع أكد لبوتين، أيضا انفتاح سوريا على كل الأطراف بما يخدم السوريين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا السعودية قطر محمد بن سلمان نظام الأسد المزيد موضحا أن مع الغرب فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

عون: لبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع سوريا

بيروت-سانا

أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون حرص بلاده على بناء علاقات ممتازة مع سوريا، بما يضمن مصلحة كلا البلدين.

وقال الرئيس عون في كلمة بمناسبة عيد الجيش اللبناني: “لبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع الجارة سوريا، لمصلحة كلا البلدين. فازدهار واحدنا من ازدهار الآخر، تماماً كما كلّ ألمٍ مشترك بيننا” مضيفاً: “لبنان لا يمكنه إلا أن يتعامل مع سوريا بوصفها الشريك الطبيعي والجغرافي، والحاضنة لكل حل حقيقي في المنطقة”.

وأضاف عون: “إن المرحلة تقتضي مراجعة حقيقية للعلاقات بين بلدينا، ترتكز على احترام السيادة وحسن الجوار، وعلى إعادة فتح الملفات العالقة بحكمة ومسؤولية، كما أن المرحلة المقبلة تتطلب خطوات عملية لتفعيل التنسيق الأمني والاقتصادي بين بيروت ودمشق، بما في ذلك التعاون في ملف إعادة الإعمار ومكافحة المخدرات وتسهيل التبادل التجاري والزراعي”.

من جهة أخرى، جدد الرئيس عون تأكيده على أهمية حصرية السلاح بيدِ الجيش اللبناني والقوى الأمنية دون سواها، على جميع الأراضي اللبنانية؛ لأن سيادة لبنان لا تُحمى إلا من خلال مؤسسات الدولة الشرعية وفي مقدمتها الجيش الذي هو الجهة الوحيدة التي يجب أن تتولى الدفاع عن الحدود من أي عدوان، سواء من العدو الإسرائيلي أو من التنظيمات الإرهابية.

وشدد الرئيس عون على أن بناء الدولة الحديثة في لبنان يبدأ بإعادة الاعتبار لمؤسساتها، وبتمكين الجيش من القيام بدوره الوطني في إطار سيادة الدولة، وإعادة لبنان الى محيطه العربي والمجتمع الدولي، وقال: “نريد أن نستقوي بوحدتنا الداخلية وبعلاقاتنا الأخوية مع سوريا، لا بسلاح خارج الدولة ولا بولاءات عابرة للحدود”.

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن إسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية آلاف المرات، وقتلت مئات المواطنين، منذ إعلان وقفِ إطلاق النار في تشرين الثاني 2024 وحتى هذه الساعة. ومنعت الأهالي من العودةِ الى أراضيهم، ومن إعادةِ إعمارِ منازلِهم وقراهم، ورفضت إطلاقَ الأسرى والانسحابَ من الأراضي التي احتلّتها.

وبين الرئيس عون أن المفاوضاتِ التي باشرها لبنان مع الجانبِ الأميركي تهدف إلى احترام تنفيذ إعلان وقف النار، موضحاً أن أهم النقاط التي طالب بها الجانب اللبناني هي الوقف الفوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خلف الحدود المعترف بها دولياً وإطلاق سراح الأسرى، إضافة إلى بسط سلطة الدولة اللبنانية على كل أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني وتأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنوياً ولفترة عشر سنوات، من الدول الصديقة، لدعم الجيشِ اللبناني والقوى الأمنية، وتعزيز قدراتهما.

ولفت الرئيس اللبناني إلى أنه من الأمور التي تم التركيز عليها أيضا تحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع سوريا، بمساعدة كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والفرق المختصة في الأمم المتحدة، وحل مسألة اللاجئين وأمور أخرى.

الرئيس اللبناني جوزاف عون سوريا لبنان 2025-07-31alineسابق فريق عمرها ينفذ مبادرة تطوعية للتخفيف عن طلاب الشهادية الثانوية انظر ايضاً رئيس الوزراء العراقي يؤكد حرص بلاده على وحدة سوريا

بغداد-سانا أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حرص بلاده على وحدة سوريا

آخر الأخبار 2025-07-31عون: لبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع سوريا 2025-07-31استقرار أسعار الذهب في السوق السورية 2025-07-31تجارة عمّان: 92.4 مليون دينار حجم التبادل التجاري مع سوريا خلال 4 أشهر 2025-07-31غوتيريش: الاتجار بالبشر جريمة نكراء يجب أن تتوقف فوراً 2025-07-31انطلاق الامتحان الوطني الطبي في جامعة حماة بمشاركة 112 طالباً 2025-07-31وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة يصل إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية، ويلتقي نظيره الروسي أندريه بيلوسوف لبحث العديد من القضايا المشتركة 2025-07-31ندوة تكريميّة في حمص للأب باولو دالوليو بعد 12 عاماً على اختفائه 2025-07-31افتتاح مديرية الشركات بدمشق بعد إعادة تأهيلها وتطوير خدماتها 2025-07-31المؤسسة العامة للكهرباء في سوريا: وصول الغاز من أذربيجان يزيد مدة التغذية اليومية إلى 10 ساعات 2025-07-31وزير السياحة يبحث تطوير مواقع درعا الأثرية ويزور أبرز المعالم

صور من سورية منوعات إطلاق قمر صناعي أميركي – هندي لمراقبة الأرض 2025-07-30 دب يتسبب بإغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات جوية 2025-07-30
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي يكشف أهمية زيارة المبعوث الأمريكي لقطاع غزة.. تفاصيل هامة
  • خبير استراتيجي يكشف خطة نتنياهو لإقامة شرق أوسط جديد
  • وزير الخارجية السوري: نريد بناء علاقات مع الشركاء الدوليين المحليين والإقليميين
  • تمهيداً لزيارة الشرع.. بوتين يلتقي وزير الخارجية السوري في الكرملين
  • الخارجية السورية: اللقاء التاريخي بين بوتين والشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا
  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين ويؤكد دعم سوريا
  • عون: لبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع سوريا
  • الشيباني خلال لقائه لافروف بموسكو: سوريا تتطلع إلى إقامة علاقات سليمة مع روسيا.. لافروف: نعول على مشاركة الرئيس الشرع في القمة الروسية العربية بموسكو
  • وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل لقائه وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني في موسكو: نتمنى أن يتجاوز الشعب السوري التحديات، ونتطلع لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا