رجل أعمال سوري وباحث إسرائيلي يدعوان إلى تطبيع العلاقات.. جبل واحد لشعبين
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
نشر رجل الأعمال السوري شادي مارتيني والباحث الإسرائيلي نير بومس مقالا مشتركا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تحت عنوان "جبل واحد لشعبين: سقوط الأسد فرصة لعلاقات أفضل بين إسرائيل وسوريا"، داعيا إلى تطبيع العلاقات بين دمشق والاحتلال الإسرائيلي.
وادعى الكاتبان أن "نظرة بعض السوريين إلى إسرائيل تغيرت" بعد اندلاع الثورة السورية، زاعمين أن "تدخل إسرائيل إنسانيًا في سوريا بدأ أواخر عام 2015"، في إشارة إلى ما وصفاه بعمليات الإغاثة قادتها دولة الاحتلال عبر حدودها مع سوريا.
وقال المقال إن الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا عام 2011 قوبلت "بقمع وحشي من نظام الأسد"، ما أدى إلى حرب مدمرة أودت بحياة نحو مليون شخص، لكن وسط هذه الفوضى "برزت لحظة غير متوقعة من الأمل"، مشيرا إلى المبادرات الإسرائيلية المزعومة لمساعدة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأضاف الكاتبان أن عملية "الجيران الطيبين"، التي أشرفت عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي، ساهمت في تقديم مساعدات لنحو 1.5 مليون سوري، معتبرين أن هذه الجهود “غيّرت التصورات السورية تجاه إسرائيل"، حيث بدأ بعض السوريين يرونها "تنقذ الأرواح بينما كانت حكومتهم تقصف المدن والمستشفيات"، على حد زعمهما.
وادعى المقال أن "العلاقات بين بعض السوريين والإسرائيليين تطورت تدريجيا"، حيث "أصبحت زيارات السوريين إلى إسرائيل أكثر شيوعًا، وبدأت شراكات مدنية بين الطرفين"، كما لفت إلى أن "إسرائيليين شوهدوا في سوريا، وعاد بعض اليهود، مثل الحاخام يوسف حمرا، إلى زيارة الحي اليهودي في دمشق".
وشدد الكاتبان على أن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك "انسحاب القوات الروسية من سوريا" و"العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله وإيران"، جعلت بشار الأسد في موقف ضعيف، ما أدى إلى انهيار نظامه في كانون الأول /ديسمبر 2024، بعد هجوم خاطف شنته المعارضة السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام".
واعتبر المقال أن القادة الجدد لسوريا، وهم من قادة "هيئة تحرير الشام"، بدأوا في "إرسال إشارات إيجابية تجاه إسرائيل"، إذ توقفوا عن وصفها بـ"الكيان الصهيوني" أو "فلسطين المحتلة"، رغم استمرارهم في انتقادها عسكريا.
وفي الوقت نفسه، قال الكاتبان إن إسرائيل "شنّت عملية عسكرية واسعة دمرت فيها معظم المقدرات الجوية السورية، واستولت على جبل الشيخ السوري"، معتبرين أن هذه الخطوات "رغم أنها تبرَّر إسرائيليًا، إلا أنها عززت الشعور لدى السوريين بأن تل أبيب لا تزال تراهم أعداءً بغض النظر عن قيادتهم أو نواياهم".
ولفت المقال إلى أن "إسرائيل وسوريا عانتا من الحروب والصراعات الوجودية المستمرة"، مشيرا إلى أن " تشكلت شخصيتهما من خلال الصدمة، وهما متعبان من الصراعات الوجودية التي لا تنتهي".
واختتم الكاتبان مقالهما بالقول: "كلا البلدين حاربا من أجل تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما، وربما آن الأوان لتحويل هذه العلاقة إلى أساس لمستقبل جديد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الأسد سوريا الاحتلال سوريا الأسد الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي يشيد بثبات العلاقات مع الإمارات رغم الحرب في غزة (شاهد)
قال وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، إن لدى إسرائيل "شركاء إقليميون يدركون أهمية محاربة التطرف"، ذاكرا دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بقيادة ابن سلمان، على حد تعبيره.
وأشاد الوزير بما اعتبره "ثباتا لافتا" من قادتهما تجاه استمرار العلاقات مع تل أبيب رغم تصاعد المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
وفي تصريحات عبر أحد برنامج البودكاست٬ أشار ديرمر إلى أن "كثيرين لا يُقدرون بما فيه الكفاية مواقف بعض القادة في المنطقة"، مضيفًا: "أكنّ تقديرًا كبيرًا لقيادة دولة الإمارات، لمحمد بن زايد، وعبدالله بن زايد، وغيرهم".
Inside Israel’s War Cabinet: Ron Dermer on the Battles That Changed Everything!@DavidM_Friedman sits down with @AmbDermer at the Prime Minister's Office and unpack it all.
Exclusively on the @onejewishstate podcast, available wherever you get your podcasts.
(00:00) Preview… pic.twitter.com/g09ef099Rf — One Jewish State (@onejewishstate) July 24, 2025
ورغم اعترافه بوجود "بعض التصريحات القاسية من وزارات الخارجية" في دول الخليج، إلا أن ديرمر اعتبر أن "الالتزام المستمر من قِبل هذه الدول تجاه الشراكة مع إسرائيل يبقى أمرًا مثيرًا للإعجاب"، بالنظر إلى ما وصفه بـ"حجم الصور الصادمة التي تُعرض على شاشات التلفزة"، في إشارة إلى مشاهد الدمار والمجاعة والمجازر في غزة.
وأضاف: "مع الأخذ في الاعتبار ما يحدث فعليًا على الأرض في غزة، فإن استمرار هؤلاء القادة في التزامهم يُظهر بوضوح مدى إدراكهم لخطورة التطرف وضرورة مواجهته".
وفي محاولة لتبرير الأرقام الصادمة للضحايا والشهداء في قطاع غزة، قال ديرمر إن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني خلال قرن من الزمن لم يشهد هذا العدد من القتلى.
وأوضح: "قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان عدد القتلى في مجمل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على مدار نحو مئة عام يقارب 22 ألف شخص من الطرفين، دون الخوض في تحديد من كان محقًا ومن كان مخطئًا"، وتابع: "أما الصراع الإسرائيلي-العربي بشكل أوسع فقد أسفر عن نحو 125 ألف قتيل".
وحرص ديرمر على الإشارة إلى أن "الأرقام الحالية في غزة باتت توازي، وربما تتجاوز، أعداد القتلى في قرن من الصراع"، في ما بدا تلميحًا لتبرير حجم العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع المحاصر.
تمجيد لـ"ضبط النفس الخليجي"
وتتزامن تصريحات ديرمر مع تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مجاعة وشيكة تهدد أكثر من مئة ألف طفل، في ظل الحصار الإسرائيلي الكامل على دخول الغذاء والدواء، واستمرار القصف اليومي الذي أودى بحياة أكثر من 59 ألف فلسطيني، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة.
وتثير الإشادة العلنية من جانب ديرمر بقادة الخليج، لا سيما الإمارات والسعودية، تساؤلات حول مدى استمرار التعاون غير المعلن في مجالات التنسيق الأمني والتطبيع السياسي، في وقت تتصاعد فيه الأصوات الشعبية والحقوقية المطالبة بوقف كافة أشكال العلاقة مع دولة الاحتلال.