7 مارس، 2025
بغداد/المسلة:
الاختناقات المرورية: حلول جذرية مستلهمة من دول الخارج
زكي الساعدي
تُعد الاختناقات المرورية تحدياً معقداً يتطلب حلولاً متعددة الأوجه، تجمع بين البنية التحتية والتكنولوجيا والسياسات التنظيمية. حيث سعت حكومةً السيد السوداني أن تضع من ضمن أولوياتها مشاريع فك الاختناق بوضع جسور في التقاطعات المزدحمة ولكن موضوع فك الاختناق بالعاصمة يتطلب رؤيا وتخطيط بحلول جذرية ممكن أن نأخذها من تجارب الدول في الخارج وفيما يلي رؤية مُنظمة ومتكاملة تستند إلى الدروس العالمية مع مراعاة للواقع العراقي وخصوصا العاصمة بغداد التي تشهد اكتظاظ اكثر من ٥ مليون مركبة صغيره وكبيره ومتوسطة في شوارعها بشكل يومي وزخم سكاني يصل إلى ١١ مليون مواطن .
لذلك فان اهم الحلول المقترحة ان يكون هناك تعزيز النقل العام المتكامل
المترو والقطارات الخفيفة والاستثمار في شبكات مترو واسعة (كما حدث في الصين) مع ربطها بمناطق الأطراف.
أنظمة الباصات السريعة (BRT): يمكن تخصيص مسارات منفصلة للباصات عالية السعة (نموذج بوغوتا)، مع دمجها مع المترو لتشكيل شبكة متكاملة.
وتحديث شامل للباصات الكبيرة واستبدال المواصلات العشوائية بباصات حديثة (كما في سنغافورة)، مع توفير دعم مالي لأصحاب المركبات الصغيرة للتحول إلى هذا النظام.
نحتاج أيضا إلى إدارة المرور الذكية من خلال طرق ديناميكية وإشارات مرورية ذكية والطرق باستطاعتها تغيير اتجاه الطرق خلال ساعات الذروة وليكن (نموذج طوكيو) باستخدام إشارات مرور ذكية قابلة للبرمجة. الاستثمار في التكنولوجيا والبدائل الخضراء حيث يكون ( الشارع الذكي ) باستخدام أجهزة استشعار وذكاء اصطناعي لإدارة تدفق المرور (كما في الصين)، مع تطبيقات توجيه السائقين إلى المسارات الأقل ازدحاماً.
ان من الحلول المهمة في تقليل الازدحام المروري هو تقييد السيارات القديمة او فرض قيود على السيارات غير المطابقة لمعايير الانبعاثات في المناطق المزدحمة (مثل باريس)، مع تقديم حوافز لاستبدالها بمركبات صديقة للبيئة. او فرض أوقات خاصة لها للمرور في المدينة ..
وفرض رسوم الازدحام جدا مهمة ويمكنها ايضا التقليل من الازدحامات إلى حد كبير من خلال تطبيق نظام رسوم لدخول المناطق المركزية (كما في لندن) لتقليل استخدام السيارات الخاصة.
التحول نحو العمل المرن واللامركزية: حيث ان العمل الهجين وتشجيع الشركات على تبني نظام العمل عن بُعد لـ 2-٤ أيام أسبوعياً (تجربة أمريكا الشمالية وكندا بريطانيا )، مع تطوير البنية الرقمية اللازمة.
واخيراً ان التخطيط العمراني المستدام من خلال بناء المجمعات السكنية الذكية حيث يتم بناء مدن سكنية على الأطراف متصلة بشبكة نقل فعالة (مثل القاهرة الجديدة)، مع توفير مرافق متكاملة لتقليل الحاجة للتنقل.
ان من الممكن جدا ايضا نقل الأسواق والصناعات وإعادة تموضع المجمعات التجارية والصناعية خارج المدن (نموذج دبي وكوريا الجنوبية)، مع ربطها بخطوط نقل جماعي قد يكون له تأثيرا ملحوظا.
ولا يخفى على المهتمين في الهندسة العمرانية أن من الحلول الجذرية طويلة الأمد هو بناء العواصم الإدارية الجديدة خارج العاصمة حيث يتم إنشاء عاصمة إدارية خارج المدينة الرئيسية (نموذج مصر) لنقل الزحام و الكثافة السكانية والمرورية خارج المدن القديمة
من الحلول الجذرية هو توزيع الإدارات الحكومية
اي نقل بعض الوزارات والخدمات إلى المدن الثانوية أو الضواحي (نموذج برلين وأستراليا) لتقليل التمركز في العاصمة.
نرى ايضا أن فكرة بناء المجمعات الزراعية والصناعية وتطوير مناطق اقتصادية خارجية مع سكن عمالي مدمج (تجربة كوريا الجنوبية وسلطنة عمان / الدقم ) تكون فاعلة جدا لتخفيف حركة العاملين إلى مراكز عملهم كون المجمعات ستكون ضمن طرق المصانع او المزارع وبذلك تكون وسائل النقل بسيطة ولا تشكل ضغطا على الشوراع الرئيسية
التكامل بين الحلول وتجنب التعارض (مثل: التوسع العمراني على الأطراف يجب أن يرتبط بنقل جماعي فعّال).
ان نجاح اي حكومة في مواجهة الازدحام يتطلب مزيجاً من الجرأة في التخطيط والمرونة في التنفيذ، مع الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية والدروس العالمية. ليست هناك حلول سحرية ولا الشعارات يمكنها فعل شيء في واقع يزداد تعقيدا ، ولكن الرؤية الشاملة والمثابرة يمكن أن تحوّل المدن إلى فضاءات أكثر سلاسة واستدامة وستكون الحكومة الأكثر خدمة للمواطن والاكثر تخطيطا لمستقبل افضل .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مصر الأولى عالميًا في القضاء على فيروس سي .. إنجاز 100 مليون صحة نموذجًا عالميًا
قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار إن مصر أصبحت الدولة الأولى عالميًا التي تحصل على التصنيف الذهبي من منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس التهاب الكبد "سي".
جاءت تصريحات الوزير خلال فعالية نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع شركة "روش" العالمية بعنوان "نقل تجربة مصر في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي إلى دول العالم: الدروس المستفادة، الاستراتيجيات، والتأثير العالمي"؛ بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، وبمرور عامين على حصول مصر على الإشهاد الذهبي من منظمة الصحة العالمية بخلوها من فيروس "سي".
وأضاف عبدالغفار "أن هذا الإنجاز التاريخي يأتي كثمرة لمبادرة (100 مليون صحة) الرائدة، التي نجحت في فحص أكثر من 64 مليون مواطن وتقديم العلاج لأكثر من 4.2 مليون مصاب، مما يعكس التزام الدولة السياسي الراسخ بتعزيز الصحة العامة".
وأوضح أن هذا الإشهاد ليس مجرد شهادة تقدير بل هو اعتراف عالمي بالمنهجية العلمية والاستراتيجية التي اتبعتها مصر، والتي استندت على توفير الأدوية المضادة للفيروسات بجودة عالية، وتطبيق إجراءات صارمة لمكافحة العدوى، بجانب حملات توعية مجتمعية مكثفة.
وتابع "أن هذه الجهود تجسد التزام مصر بتحقيق هدف القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030، مما يعزز مكانتها كنموذج عالمي في تعزيز الصحة العامة".
من جانبه..قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور حسام عبدالغفار إن الفعالية شهدت مشاركة رفيعة المستوى من ممثلي منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية لبحوث السرطان، وقيادات وطنية في المجال الصحي.
وأضاف أن الفعالية استعرضت التجربة المصرية في التشخيص المبكر والعلاج، كمثال رائد يمكن تعميمه على مستوى العالم، مع التركيز على أهمية الشراكات بين الحكومة، القطاع الخاص، والمنظمات الدولية لتسريع وتيرة القضاء على الفيروسات الكبدية.
وأوضح أن الفعالية هدفت إلى تعزيز التعاون الدولي، مؤكدًا التزام مصر بدورها الريادي في نقل خبراتها وبناء أنظمة صحية مستدامة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030.
كما تم تسليط الضوء على مشروع توطين صناعة الأدوية، وبالأخص أدوية علاج سرطان الكبد، من خلال الشراكة بين "مدينة الدواء جيبتو فارما" وشركة "روش"، والذي يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الاكتفاء الذاتي ودعم البروتوكولات العلاجية العالمية.
وبدوره..قال مساعد وزير الصحة لشؤون المشروعات ومبادرات الصحة العامة الدكتور محمد حساني إن تجربة مصر في القضاء على فيروس "سي" تجاوزت الإطار المحلي لتصبح مرجعًا دوليًا.
وأضاف "أن مصر دعمت 11 دولة إفريقية وآسيوية من خلال توفير خدمات التشخيص والعلاج، وساهمت في بناء قدرات العاملين في الصحة العامة في أكثر من 40 دولة بالتعاون مع المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض ومنظمات دولية، بالإضافة إلى 20 دولة أخرى بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي"، مشددًا على أن هذا الدور يعكس إيمان مصر بأن الصحة مسؤولية عالمية مشتركة.
ومن ناحيته..أوضح السفير السويسري في القاهرة الدكتور أندرياس باوم أن قصة مصر في القضاء على فيروس "سي" من خلال مبادرة (100 مليون صحة) تُلهم العالم، ليس فقط بما أنجزته، بل أيضًا بتحولها إلى نموذج رائد في مكافحة سرطان الكبد.
وتابع أن الشراكة بين "روش" و"جيبتو فارما" تعكس التكامل بين الخبرة السويسرية والإنتاج المحلي المصري وتدعم مرونة القطاع الصحي المصري وتنميته الاقتصادية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، معربًا عن اعتزاز بلاده بهذه الشراكة كنموذج للدول التي تسعى لمواجهة التحديات الصحية.
ومن جهته..أعرب رئيس قطاع الشؤون الحكومية والسياسات الصحية ودعم الأسواق بشركة "روش" الدكتور زياد الأحول، عن فخره بالشراكة الممتدة لأكثر من 40 عامًا مع وزارة الصحة المصرية.
وأكد أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا ناجحًا لتكامل الجهود في مواجهة الأمراض ذات الأثر المجتمعي، مشيرًا إلى التزام "روش" بتعزيز كفاءة العاملين في القطاع الصحي المصري ودعم الاستثمار المستدام في الإمكانيات المحلية لتحسين جودة الرعاية الصحية وتحقيق نتائج صحية مستدامة للمواطن.