يمانيون:
2025-06-10@18:30:33 GMT

التكفيريون.. خنجرٌ مسموم في خاصرة الأُمَّــة

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

التكفيريون.. خنجرٌ مسموم في خاصرة الأُمَّــة

غيداء شمسان

تطل علينا بين الفينة والأُخرى، جماعاتٌ ترفع رايات الدين، وتدّعي حماية الشريعة، لكنها في حقيقة الأمر لا تجيد سوى سفك الدماء، وتشويه صورة الإسلام السمحة، وتمزيق وحدة الأُمَّــة.. إنهم التكفيريون، صنيعة استخباراتية خبيثة، تهدف إلى تحقيق أهداف دنيئة، لا تمُتُّ للدين بصلة.

إن المتأمِّــلَ في نشأة هذه الجماعات، ومسار تحَرّكاتها، يدرك أنها ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج تخطيط استراتيجي محكم، تقف خلفه قوى خارجية، تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب دماء المسلمين، إنها صناعة أمريكية إسرائيلية، بامتيَاز، تستهدف ضرب الإسلام من الداخل، وتفتيت المجتمعات العربية والإسلامية، وتبرير التدخل الأجنبي السافر في شؤون المنطقة.

إن الهدف الأول والأهم من وراء صناعة التكفيريين، هو تشويه صورة الإسلام، وتقديمه للعالم كدين عنف وإرهاب، لا يعرف إلا القتل والتدمير، فمن خلال ممارساتهم الوحشية، وأفعالهم الشنيعة، يسعى هؤلاء إلى تلطيخ سمعة الإسلام، وتنفير الناس منه، وإبعادهم عن قيمه السمحة وتعاليمه النبيلة إنهم يرتكبون أبشع الجرائم باسم الدين، ليخدموا بذلك أعداء الإسلام، الذين يسعون جاهدين إلى تشويه صورته، والتحريض عليه، وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية بين المسلمين.

لا يقتصر دور التكفيريين على تشويه صورة الإسلام، بل يتعداه إلى تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية من الداخل، وإثارة الفتن والنزاعات بين أبنائها فهم يعملون على نشر الأفكار المتطرفة، وتكفير المخالفين، واستباحة دمائهم وأموالهم، مما يؤدي إلى انقسام المجتمع، وتصدع وحدته، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، إنهم يسعون إلى إشعال الحروب الأهلية، وإثارة الفوضى والاضطرابات، لتمكين القوى الخارجية من التدخل في شؤون المنطقة، والسيطرة على ثرواتها ومقدراتها.

إن الفوضى والاضطرابات التي يثيرها التكفيريون، توفر الذرائع المثالية للقوى الخارجية، لتقديم نفسها كمنقذة ومخلصة، ولتبرير تدخلها السافر في شؤون المنطقة. فباسم مكافحة الإرهاب، وحماية المدنيين، والدفاع عن حقوق الإنسان، تتدخل هذه القوى في شؤون الدول العربية والإسلامية، وتقوم باحتلال أراضيها، والسيطرة على ثرواتها، وتغيير أنظمتها، وفرض هيمنتها عليها إنهم يستغلون الفوضى التي يثيرها التكفيريون، لتقديم أنفسهم كحل وحيد للخروج من الأزمة، ولإقناع الشعوب العربية والإسلامية بقبول احتلالهم، والخضوع لسيطرتهم.

إن التكفيريين ليسوا سوى أدَاة في يد أعداء الأُمَّــة، يستخدمونها لتحقيق أهدافهم الخبيثة.

إنهم خنجر مسموم في خاصرة الإسلام، يسعون إلى تشويه صورته، وتفتيت أوطانه، وتبرير التدخل الأجنبي في شؤونه.

لذلك، فَــإنَّ مواجهة هذه الجماعات، وكشف مخطّطاتهم، وفضح أهدافهم، هو واجب ديني ووطني، يقع على عاتق كُـلّ مسلم غيور على دينه ووطنه يجب علينا أن نتوحد ونقف صفًّا واحدًا في وجه هؤلاء الخوارج المارقين، وأن نعمل على نشر الوعي والتسامح، وتعزيز الوحدة والتكاتف، لقطع الطريق على أعداء الأُمَّــة، وإفشال مخطّطاتهم إن مستقبلنا بأيدينا، ومصيرنا نحن من نصنعه، فلنكن على قدر المسؤولية، ولنعمل معا؛ مِن أجلِ بناء مستقبل مشرق لأمتنا، يسوده الأمن والسلام.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة فی شؤون

إقرأ أيضاً:

الإسلام يتصدر النمو العالمي.. ربع سكان العالم مسلمون والمسيحية تتراجع بهدوء

كشف تقرير شامل أصدره مركز “بيو” للأبحاث، أن الإسلام بات أسرع الديانات نموًا في العالم خلال العقد الأخير، مع بلوغ عدد المسلمين اليوم 25.6% من سكان الأرض، مقابل 28.8% للمسيحيين الذين لا يزالون يحتلون المرتبة الأولى من حيث العدد، لكن بنمو متباطئ ومعدل تراجع طفيف في حصتهم العالمية.

واستند التقرير إلى تحليل دقيق لأكثر من 2700 إحصاء ومسح سكاني أُجري في 201 دولة ومنطقة بين عامي 2010 و2020، حيث أرجع الباحثون النمو السريع للإسلام إلى التركيبة السكانية الشابة وارتفاع معدلات الإنجاب بين المسلمين، وليس نتيجة التحول الديني كما هو شائع. وسجلت المجتمعات المسلمة معدل نمو سنوي يقارب 2%، وهو الأعلى بين جميع الديانات.

في المقابل، بدأت المسيحية تشهد تحوّلًا ديموغرافيًا واضحًا؛ فقد انخفضت حصتها العالمية من 30.6% في 2010 إلى 28.8%، نتيجة تراجع معدلات الخصوبة وشيخوخة السكان، لا سيما في أوروبا، إضافة إلى ظاهرة “ترك الدين”، حيث ينتقل ملايين الأشخاص نحو اللادينية أو اللاأدرية، بحسب المركز.

ويبرز من نتائج الدراسة أن عدد المسيحيين في إفريقيا جنوب الصحراء تجاوز نظيره في أوروبا، في تحول مهم على خارطة الانتشار الجغرافي للمسيحية، بينما يواصل المسلمون تركزهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، مع حضور متنامٍ في أوروبا وأميركا الشمالية.

كما سجل التقرير صعودًا لافتًا لفئة “اللادينيين”، التي تضم الملحدين واللاأدريين ومن لا ينتمون لأي دين، لتشكل اليوم 24.2% من سكان العالم، مقارنةً بـ16% فقط قبل عشر سنوات، مما يجعلها ثالث أكبر فئة دينية عالميًا.

وبحسب التقرير، بقيت نسبة الهندوس مستقرة عند 14.9%، معظمهم يتركزون في الهند، في حين تراجعت نسبة البوذيين إلى 4.1% بسبب انخفاض الولادات وتزايد اللادينيين في شرق آسيا، أما اليهود، الذين يشكلون 0.2% فقط من سكان العالم، فيسجلون أبطأ نمو بسبب ارتفاع متوسط الأعمار، مع تركزهم في إسرائيل وأميركا الشمالية.

هذا وتشكل دراسة الأديان العالمية محورًا مهمًا لفهم التحولات السكانية والاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم. ومنذ عقود، يتابع مركز “بيو” للأبحاث (Pew Research Center) التغيرات في نسب الانتماء الديني بناءً على بيانات دقيقة تجمع بين الإحصاءات الرسمية والمسوح السكانية في مختلف الدول، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الديموغرافية مثل معدلات الولادة، الأعمار، معدلات التحول الديني، والهجرة.

وفي العقد الأخير، تسارعت وتيرة التغييرات الديموغرافية عالميًا، متأثرة بعوامل مثل انخفاض الولادات في الدول المتقدمة، وزيادة متوسط الأعمار، واتساع ظاهرة “اللادينية” خاصة في الغرب، مقابل تزايد السكان في الدول ذات الأغلبية المسلمة التي تتمتع بمعدلات إنجاب مرتفعة وهرم سكاني شاب.

ويكتسب هذا النوع من التقارير أهمية متزايدة، ليس فقط لقياس انتشار الأديان، بل لفهم التحديات المستقبلية المرتبطة بالهوية، والتعليم، والتعايش، والاقتصاد، إذ إن الدين لا يزال يلعب دورًا جوهريًا في تشكيل المواقف والسياسات في كثير من مناطق العالم.

مقالات مشابهة

  • الإسلام يتصدر النمو العالمي.. ربع سكان العالم مسلمون والمسيحية تتراجع بهدوء
  • ترامب يحذّر من صعوبة الاتفاق مع إيران.. هل وصلت المفاوضات النووية إلى الهاوية؟
  • ترامب: إيران أصبحت أكثر عدوانية في المحادثات النووية
  • ما هي أهداف الحرب في الإسلام وشروطها؟ .. علي جمعة يجيب
  • ترامب: إيران تُلحّ على السماح لها بتخصيب اليورانيوم
  • ترامب: إيران تلح على السماح لها بتخصيب اليورانيوم
  • كتائب الإخوان الإلكترونية تشن حملة تشويه وإساءة لـ والد الشهيد محمد الدرة
  • مباحثات مثمرة عقدها وزير الأوقاف اليمني مع عدد من نظرائه في الدول العربية والإسلامية
  • وزير الأوقاف يبحث مع عدد من نظرائه في الدول العربية والإسلامية تعزيز التعاون الثنائي
  • إسرائيل تُسكت “مادلين”.. السفينة التي حملت ما تبقى من إنسانية