قيادة "البام" تنتقد "تكميم الأفواه" داخل الأغلبية الحكومية وخارجها في موقف غير مألوف في مواجهة حليفها أخنوش
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
في خطوة تعكس اتساع الخلافات، كال حزب الأصالة والمعاصرة انتقادات إلى حليفه الحكومي، التجمع الوطني للأحرار، مشيرا هذه المرة بشكل ضمني، لكنه غير معتاد، إلى القيود التي باتت تضغط على حرية التعبير عن المواقف السياسية داخل الأغلبية الحكومية نفسها.
مؤكدا أن الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية للمغرب مسؤولية جماعية، تحدث البلاغ الأخير للمكتب السياسي للحزب، عن « أغلبية سياسية » يرى من خلالها حزب « الجرار »، « أننا ملزمون بالحفاظ على هذا الإرث الجماعي، من خلال تحصين المكتسبات الحقوقية وحماية حرية التعبير وعدم المس بالمؤسسات والانكباب على مناقشة مختلف التحديات السياسية والديمقراطية الراهنة بنزاهة وطنية وجرأة عالية ».
وتعتبر هذه الفقرة في بيان مكتبه السياسي، تلخيصا للمناقشات التي جرت بين قادة الحزب في اجتماع الثلاثاء، وقد أفضى إلى وضع مسافة بين هذا الحزب وبين الخطة الحكومية لإنعاش التشغيل، والتي اعتُبرت في « البام » بمثابة « أداة انتخابية لدى الأحرار ». لكن ماذا تعنيه تلك الكلمات في بيان المكتب السياسي؟
ما يشير إليه البيان عندما شدد على عبارة « أغلبية سياسية »، وفق ما ذكر قيادي بالحزب، هو « القلق المتزايد داخل البام من تحول الأغلبية الحالية إلى تجمع تقني يدور من حول نفسه، وليس حلفا ذي مضمون سياسي ».
وفي ظل التوترات المتصاعدة بين حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار داخل التحالف الحكومي، تأتي هذه المواقف للمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة لتلقي المزيد من الضوء على التحديات التي تواجه « الأغلبية السياسية ». فـ »أخنوش، يقود الأغلبية برغبة واضحة في التحكم »، وفق عبارة قيادي بارز في « البام ».
لكنها سابقة أن تنطلق الانتقادات الموجهة إلى أخنوش من زاوية حرية التعبير. ولا يوضح الحزب في البيان، ما يعنيه بشكل دقيق من الكلمات المستخدمة من قبيل « حماية حرية التعبير »، و »عدم المس بالمؤسسات »، إلا أن عبارة « الانكباب على مناقشة مختلف التحديات السياسية والديمقراطية الراهنة بنزاهة وطنية وجرأة عالية » تفسر موقفا سلبيا من « البام » إزاء الطريقة التي يُعامل بها من لدن حليفه الحكومي عندما يتعلق الأمر بمشكلات يعبر عنها، وتخص عمل الأغلبية نفسها، وقد قال لنا عضو بالمكتب السياسي لهذا الحزب إن الفقرة « تواجه تكميم الأفواه »، وهي العبارة التي تُستخدم عادة لتوصيف حملات قمع حرية التعبير، وقد تصاعد تأثير هذه الحملة خلال الفترة التي تولى فيها أخنوش قيادة الحكومة بدءا من عام 2021.
وكما حدث في يناير الفائت، فقد أدت ضغوط رئيس الحكومة على حليفيه، البام والاستقلال، إلى وقف سلسلة تصريحات كانت تبدو عادية في سياق تسخينات انتخابية مبكرة، وسيعتبر قادة « البام » الذين قبلوا بهذه الهدنة مضطرين، بأن أخنوش لم يعد يقبل بسماع شيء لا يروقه. لكن، فجأة، أعلن التجمع الوطني للأحرار عن « خرجة وطنية » لرئيس الحكومة تقوده إلى جميع الجهات بدءا من أبريل المقبل، وقد تستغرق حوالي عام بالكامل.
دفع هذا الإعلان غير المتوقع من حزب رئيس الحكومة، في هذه الظروف، بحلفائه في الأغلبية إلى مزيد من الحذر. فـ »التجمع الوطني للأحرار يحاول فرض طريقته في إدارة الأمور، دونما أن يُسمح للحليفين الآخرين بهامش معقول للحركة، أو القول »، كما يوضح لنا قيادي في « الجرار ». وزاد شارحا: « يتعين حماية حرية التعبير داخل الأغلبية الحكومية، وأيضا خارجها، ولا يمكن أن تتحول أي مناقشة للتحديات السياسية إلى مصدر للنفور أو الملاحقات ».
يعد هشام لمهاجري، وقد كان من أكثر شخصيات الحزب شعبية، واحدا من أولئك القادة الذين لم تترك لهم أي حرية تعبير عندما طال انتقادات حادة إلى الحكومة بعد عامها الأول. فحزبه، الأصالة والمعاصرة، لم يتردد في تعليق عضويته، وإزاحته من كافة مناصبه السياسية تقريبا، بمجرد ما تلقى شكوى من التجمع الوطني للأحرار بشأن تصريحاته في البرلمان. ويحاول « البام » أن يستعيده مع توتر العلاقات بين الحزب وبين حليفه الحكومي.
ليس ذلك فحسب، بل إن الانتقادات تطال أيضا اجتماعات الأغلبية التي باتت مواعيدها غير قارة ومتباعدة بشكل لا يسمح بإعادة تقييم المشكلات التي تطرأ على العمل الحكومي، أو على أغلبيته.
ويمثل التسابق المبكر إلى حكومة المونديال عام 2026، تهديدا جديا لوحدة الحكومة التي تشكلت من ثلاثة أحزاب نهاية 2021. وبالرغم من أن أخنوش أخذ تعهدات من حليفيه في الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، بوقف هذه الحملات في آخر اجتماع لرئاسة الأغلبية الشهر الماضي، إلا أن هذه الهدنة، كما يظهر الآن، قد لا تصمد طويلا مع تنامي الخلافات.
كلمات دلالية أحزاب أخنوش البام المغرب المنصوري حكومة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحزاب أخنوش البام المغرب المنصوري حكومة التجمع الوطنی للأحرار الأصالة والمعاصرة حریة التعبیر
إقرأ أيضاً:
زعيم الأغلبية البرلمانية بالنواب: القضية الفلسطينية على رأس أولويات القيادة المصرية
ثمن الدكتور عبدالهادي القصبي زعيم الاغلبية البرلمانية بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن بالجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة.
وقال القصبي في بيان له أنه علي الرغم من حرب الإبادة والتطهير العرقي ومحاولات التهجير ، إلا أن اسرائيل لم تكتفي بكل ذلك فاستخدمت التجويع سلاحا اخري يضاف الي جرائمها المتتالية في قطاع غزة في ظل الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وأكد القصبي أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، ومن ثوابت الدبلوماسية المصرية حيث تكون القضية الفلسطينية علي راس الاولويات بل في قمة الهرم الدبلوماسي المصري سواء في المحافل الدولية والاقليمية علي المستوي الدبلوماسية الرسمية أو الدبلوماسية الشعبية حتي في وجدان المواطن المصري العادي القضية الفلسطينية في القلب دائما وتعكس تحركات الدولة الدؤوبة وهي التزامًا وطنيًا وإنسانيًا و دعم الشعب الفلسطيني لمواجهة العدوان الغاشم.
وأشار القصبي إلى أن مصر تضطلع بدور ها الحيوي والمحوري على المستويين السياسي والدبلوماسي لوقف العدوان الإسرائيلي وإيقاف المجازر وحرب الإبادة والعمل علي ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة واستمراريتها.
وأوضح أن دخول 166 شاحنة مساعدات إلى القطاع، واستعداد مصر لإدخال 180 شاحنة إضافية، يعكس سرعة الاستجابة المصرية وحرصها على تلبية الاحتياجات العاجلة للأشقاء في غزة، مشيرًا إلى أن تلك المساعدات تسهم في التخفيف من حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر.
وأكد القصبي أن مصر قامت وستقوم بهذا الدور الإنساني الذي يعكس إيمانها بالتضامن الكامل والمستمر مع الشعب الفلسطيني وتقوم مصر بترجمة هذا الدعم على الأرض، وليس مجرد مواقف نظرية أو بيانات ودون مزايدات ، مشدد على أن الدولة المصرية لا تدخر جهدًا في تحركاتها السياسية والدبلوماسية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف .يذكر ان مصر قامت بدفع قوافل اغاثية تحت مسمي زاد العزة .. من مصر لغزة » .عن طريق . الهلال الأحمر المصري وسيستمر في الدفع بالمساعدات الإنسانية إلى غزة طالما كانت الظروف مواتية لذلك .
يأتي ذلك في إطار جهود مصر المتواصلة للدفع بمزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، بواسطة الهلال الأحمر المصري، كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة، والتي بدات امس الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ ، قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة» التى تضم شاحنات مساعدات في اتجاه جنوب القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم.
تضم قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة » أكثر من 100 شاحنة تحمل مايزيد عن 1200 طن من المواد الغذائية، تحمل نحو 840 طن دقيق، و 450 طن سلال غذائية متنوعة، ويأتي ذلك في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي لأهالي القطاع.
يذكر أن، الهلال الأحمر المصري يتواجد على الحدود منذ بدء الأزمة حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصري نهائيًا، وواصل تأهبه وجهوده لدخول المساعدات بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.
وبلغ حجم المساعدات الإغاثية التى تم إدخالها إلى غزة، منذ بدء الأزمة، أكثر من 35 ألف شاحنة تحمل أكثر من ٥٠٠ الف طن مساعدات تنوعت بين الغذاء، الماء، المستلزمات الطبية والأدوية، المواد الإغاثية و الايوائية ومستلزمات النظافة الشخصية، ألبان وحفاضات أطفال، إلى جانب سيارات الإسعاف، وشاحنات الوقود.