شخصيات إسلامية: عبدالله بن عباس.. حبر الأمة
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
الصحابي الجليل سيدنا عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، ابنُ عَمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ابن خالة خالد بن الوليد رضي الله عنه، كان جميلًا أبيض طويلًا، مشربًّا صُفرة، جسيمًا وسيمًا صبيحَ الوجه فصيحًا، وكان كثيرَ البُكاءِ.
له من الأولادِ العباسُ والفضلُ ومحمدٌ وعبيدُالله وعليٌّ ولُبابةُ وأسماء رضي الله عنهم.
كان يُسَمَّى«البحر»؛ لسعة علمه، كما كان يُسَمَّى«حبرَ الأُمَّةِ».
وُلِدَ أثناء حصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته في شِعب أبي طالبٍ بمكة، أي قبل الهجرة بحوالي ثلاث سنوات، أو نحو ذلك.
ولابن عباسٍ رضي الله عنه مناقبُ كثيرة شرَّفه الله ورسوله بها؛ منها ما رواه ابن عباس رضي الله عنه بنفسه قال: ضَمَّنِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ» رواه البخاري، وفي روايةِ الحاكم في «المستدرك» أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيت ميمونةَ رضي الله عنها فوضعت له وَضوءًا، فقالت له ميمونة: وَضَعَ لَكَ عَبْدُاللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَضُوءًا، فقال: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ».
وعن عبيدالله ابن عبدالله بن عتبة رضي الله عنه: أنَّ عمرَ رضي الله عنه كان إذا جاءته الأقضية المعضلة قال لابن عباس رضي الله عنه: «إنها قد طَرَتْ علينا أقضيةٌ وعُضَلٌ، فأنت لها ولأمثالها». ثم يأخذ بقوله، وما كان يدعو لذلك أحدًا سواه.
قال عبيد الله رضي الله عنه: «وعُمَرُ عُمَرُ». يعني أن سيدنا عمر بن الخطاب واسعَ العِلم.
استعمله علي بن أبي طالب رضي الله عنه أميرًا على البصرة، ثم فارقها قبل أن يُقتل عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وعاد إلى الحجاز، وشهد مع عليٍّ رضي الله عنه وقعة «صفين»، وكان أحد الأمراء فيها.
وقد كان لابن عباس رضي الله عنه دورٌ كبيرٌ في حفظ الشرع وتبليغ سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعليم المسلمين، وقد روى العديد من الأحاديث، بالرَّغم من حداثَة سِنِّه.
ومن الأحاديث المشهورة التي رواها، قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم له: «يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» رواه الترمذي.
وتوفي رضي الله عنه سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابن سبعين سنة، وقيل: إحدى وسبعين سنة، وكان قد عَمِيَ في آخِرِ عُمُرِهِ؛ فقال في ذلك: «إنْ يأخذ الله من عَيْنَيَّ نورهما.. ففي لساني وقلبي منهما نور.. قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل.. وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثور. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبدالله بن عباس الصحابة صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه ابن عباس بن عباس د الله
إقرأ أيضاً:
أبناء مديرية التحرير يدشنون فعاليات ذكرى المولد النبوي
الثورة نت/..
دشن أبناء مديرية التحرير في أمانة العاصمة، اليوم، الأنشطة والفعاليات التحضيرية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف – على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وفي اللقاء الذي حضره عضو الهيئة العليا لمكافحة الفساد حارث العمري، ووكيل أمانة العاصمة عبداللطيف العمري، أوضح عضو المكتب السياسي لأنصار الله، الدكتور طه المتوكل، أن الشعب اليمني محب ومناصر لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ومتمسك بنهجه ورسالته السمحاء.
وأشار إلى ارتباط إحياء المناسبات الدينية بمواجهة المشروع الصهيوني – الأمريكي في المنطقة والحرب الناعمة والغزو الفكري اللذين يشنان على الأمة الإسلامية بلا هوادة.
ولفت الدكتور المتوكل إلى أن الإيمان بأن محمدًا هو رسول الله لا يكتمل ما لم يرتبط ذلك بالحب له وتعظيم شأنه ورفع ذكره، كونه سيد البشرية جمعاء، وذكرى مولده أعظم مناسبة تستحق الاحتفاء بها.
فيما دعا مدير المديرية ناجي الشيعاني، ومسؤول التعبئة العامة في المديرية عبداللطيف الولي، أبناء المديرية إلى التفاعل الكبير والحضور اللائق في جميع الأنشطة والفعاليات التحضيرية التي ستنظم، خلال الأيام القادمة، في الأحياء والحارات والمؤسسات المختلفة، وصولًا إلى يوم الفعالية المركزية بأمانة العاصمة في الثاني عشر من ربيع الأول.
وأكد الناشطان الثقافيان، الدكتور فاضل الشرقي وعبدالكريم عاطف، أهمية إحياء ذكرى مولد سيد المرسلين لتجسيد الاعتزاز بالتمسك بنبي الأمة والانتماء له، وترسيخ الهوية الإيمانية، واستلهام الدروس من السيرة النبوية والعمل بها، والاقتداء بمعلم البشرية والسير على نهجه في الثبات على الحق ونصرة المستضعفين والمقدسات.
وأشارا إلى أن إحياء هذه المناسبة إحياء للقيم والأخلاق والرحمة والعطف والإحسان، والاعتصام بحبل الله وكتابه الكريم في مواجهة جاهلية هذا العصر التي تقودها أمريكا وإسرائيل والغرب.
وشددا على ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي لإفشال مؤامرات ومخططات أعداء الأمة الإسلامية التي تستهدف الأجيال من خلال الحرب الناعمة والغزو الفكري المنحرف، الذي يحاول حرف الأمة عن كتاب الله ونهج رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم.