5 أسباب وراء الهجمات الأمريكية على الحوثيين
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
شنت الولايات المتحدة الأمريكية عشرات الهجمات على المواقع الحوثية في اليمن ليل السبت الماضي، واستهدفت الهجمات الأمريكية على الحوثيين، مواقع الردارات ومنصات إطلاق الصواريخ، ومخازن الأسلحة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومراكز القيادات الحوثية، ومنشآت الكهرباء والبنية التحتية. فما هي أسباب تلك الهجمات؟ وما هي مقدماتها؟
وأسفرت الهجمات الأمريكية على الحوثيين عن مقتل 32شخصًا، معظمهم من المدنيين، وإصابة 101 آخرين، وذلك تنفيذا لرغبة الرئيس الأمريكي في أن تكون الضربات قاتلة ومميتة.
ووصف الرئيس الأمريكي الضربات العسكرية على مواقع الحوثيين بأنها "حاسمة وقوية"، وتهدف وفقا لوصفه إلى حماية حرية الملاحة وضمان أمن الممرات البحرية الدولية، مشيرًا إلى حركة السفن في البحر الأحمر الذي فرضت فيه الحركة الحوثية حصارًا على السفن الإسرائيلية ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفض دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وتأتي الهجمات الأمريكية على اليمن في سياق توتر متصاعد مع إيران، حيث حذر ترامب طهران من استمرار دعمها للحوثيين، فيما نفت إيران تورطها وهددت بردّ حاسم إذا استمرت التهديدات الأمريكية.
رد حوثي ونفي إيراني.من جانبهم، أدان الحوثيون الهجمات الأمريكية، واعتبروها «جرائم حرب»، متوعدين بالتصعيد إذا لزم الأمر، وأشاروا إلى أن هذه الضربات لن تثنيهم عن مواصلة عملياتهم، مما يثير مخاوف من تصعيد أكبر في المنطقة.
وتعد الضربات العسكرية على مواقع الحوثيين الأكبر من نوعها التي تنفذها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال إدارة ترامب، وقد أدت إلى دمار واسع في اليمن، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي وإصابة العديد من المدنيين.
ونفت إيران مساعدتها الحوثيين على حصار السفن الإسرائيلية التي تمر في البحر الأحمر متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، وقالت إن الحوثيين مستقلون في اتخاذ قراراتهم، ولكنها هددت برد فوري وسريع وحاسم ضد أي اعتداء يمكن أن تشنه الطائرات الأمريكية على أراضيها.
خريطة المواقع التي استهدفتها الضرباتشملت الضربات الأمريكية معظم المحافظات التي بها مراكز قيادة للحوثيين، خاصة محافظات صنعاء، وصعدة، والبيضاء، وتعز، والحديدة.
وكشفت التقارير الإعلامية ووكالات الأنباء عن أن الضربات الأمريكية في صنعاء وصعدة والحديدة وذمار، شملت عدة مواقع استراتيجية، وقد نفذت الطائرات الأمريكية 40 غارة جوية، حيث استهدفت في بعض التقارير معسكرات ومراكز قيادة في أحياء بالعاصمة صنعاء (مثل الجراف) ومنشآت تحت الأرض لتخزين الأسلحة وأنظمة الصواريخ، بالإضافة إلى أجهزة الدفاع الجوي والرادار في المحافظات الأربع.
وفي مدينة تعز، والتي تعد من أهم المراكز الاستراتيجية في جنوب غرب اليمن، شنت الطائرات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية المركزة، استهدفت بها مواقع عسكرية رئيسية تتبع للجماعة.
وفي مأرب، استهدفت الطائرات الأمريكية للمرة الأولى بثلاث غارات معسكر تدريب يتبع لميليشيا تقع ضمن خطوط النار بمحافظة مأرب شمال شرق اليمن.
بينما في محافظة البيضاء أعلنت جماعة الحوثي عن تنفيذ 8 غارات جوية على مواقع عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ في منطقة مكيراس بالمحافظة، بالإضافة إلى استهداف ورشة لتصنيع الأسلحة.
وفي محافظة حجة الساحلية، شملت الضربات الأمريكية غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع استراتيجية تابعة لجماعة الحوثيين، ركزت على تدمير المنشآت العسكرية، مثل مخازن الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة التي تعتبر أعمدة أساسية في دعم قدرات الحوثيين على تنفيذ هجماتهم.
نتائج الهجماتأسفرت الهجمات عن خسائر بشرية جسيمة، إذ أدت إلى سقوط 32 قتيلًا وإصابة 101 آخرين، ما تسبب في معاناة كبيرة بين المدنيين الذين كانوا ضحايا لهذه العمليات.
كما خلف القصف دمارًا واسع النطاق في البنية التحتية، حيث تسببت الغارات في انقطاع التيار الكهربائي مما أثر على الخدمات الحيوية للمواطنيين.
وفي هذه الضربات النوعية استهدفت أمريكا للمرة الأولى قدرات الحوثيين العسكرية بشكل مباشر، إذ شملت الضربات منصات إطلاق الصواريخ، ومخازن الأسلحة، وأنظمة الدفاع الجوي، ما أدى إلى إضعاف إمكانياتهم في تنفيذ هجمات بحرية وجوية، وبالتالي تقليل قدراتهم في السيطرة على المناطق الحيوية.
أسباب الهجمات الأمريكية على الحوثيينأرجع المراقبون أسباب اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بضرب الحوثيين بهذه الطريقة المميتة وفقًا لتعبيره إلى خمسة أسباب، منها:
1. إبلاغ إيران أن أمريكا جادة في الوصول إلى اتفاق نهائي معها يتضمن قبول طهران بتصفية البرنامج النووي، والنظام الصاروخي الإيراني، وإلا تعرضت لهذه الهجمات المميتة التي نفذتها طائرات F16، الأمريكية ضد مواقع محصنة في جبال اليمن، وتعمد ترامب أن يكون عدد من المواقع في قلب جبال صعدة في إشارة إلى أن المواقع الإيرانية المحصنة في الجبال لن تكون بعيدة عن مرمى قنابل وصواريخ الطائرات الأمريكة.
2. ينطلق الرئيس الأمريكي من المفاهيم التجارية لإدارة السياسات الدولية ولذا فإن تهديد التجارة الأمريكية يعد خطرًا داهمًا على الولايات المتحدة من وجهة نظر ترامب، ولذا أسرع في توجيه هذه الضربات لحماية التجارة والأساطيل الأمريكية في البحر الأحمر.
3. في إطار الضغوط الأمريكية على حماس للتسليم بمطالب إسرائيل وأمريكا الخاصة بتسليم كافة المحتجزين الإسرائيليين، دون الالتزام بالوقف التام للحرب، وإعادة الإعمار، جاءت الضربة الأمريكية لتشكل ردعًا بالنار لحماس لإجبارها على التسليم بالشروط الأمريكية الإسرائيلية.
4. وفقًا لتقارير أمريكية فإن جماعة الحوثي تلقت دعمًا عسكريًا ولوجستيا من روسيا، ونفذت الضربات لتحجيم النفوذ الروسي في البحر الأحمر وإعادة الهيمنة والسيادة الأمريكية على هذه المنطقة الحيوية وشديدة الأهمية للتجارة الدولية.
5. وفي سبب خامس وأخير يرى المراقبون أن هذه الضربات المميتة، والتي لم تكن ردًا على عمل قام به الحوثيون، جائت تلبية لجنون العظمة الذي يصيب الرئيس الأمريكي باعتباره القادر على فعل كل شئ، وفي أي زمان، وكل مكان.
اقرأ أيضاًماذا يحدث في اليمن؟.. أمريكا تشن هجومًا جويًا وبحريًا على الحوثيين
«سنستخدم القوة المميتة».. بدء ضربات على الحوثيين بأمر ترامب
مصطفى بكري: مصر رفضت المشاركة في تحالف ضد الحوثيين.. وعليهم التوقف عن تهديد قناة السويس
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحوثيين الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الحوثي الهجمات الأمريكية على الحوثيين الهجمات الأمریکیة على الحوثیین الطائرات الأمریکیة الرئیس الأمریکی فی البحر الأحمر هذه الضربات
إقرأ أيضاً:
واشنطن في ورطة.. تقارير غربية توثق الهزيمة الأمريكية أمام اليمن في البحر الأحمر
يمانيون | تقرير
في تغير واضح لنبرة الإعلام الغربي، بدأت مؤسسات أمريكية وبريطانية بارزة بالاعتراف علنًا بفشل العدوان الأمريكي على اليمن، مظهرة حجم الخسائر التي مُنيت بها واشنطن في واحدة من أكبر مغامراتها العسكرية في منطقة البحر الأحمر.
هذا التحول اللافت لم يأتِ على لسان سياسيين أو قادة عسكريين، بل تجسد في تقارير صحفية صدرت عن مؤسسات عُرفت تاريخيًا بتبرير السياسات الأمريكية الخارجية، مما يعكس عمق الأزمة التي تعاني منها الإدارة الأمريكية بعد تورطها في حرب لم تحقق أياً من أهدافها المعلنة.
صحيفة وول ستريت جورنال: انهيار تكتيكي ونفسي للبحرية الأمريكية
في تقرير استثنائي من حيث الصراحة والجرأة، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر أفقدت القوات الأمريكية توازنها القتالي، وأدخلتها في حالة إنهاك دائم، معتبرة أن هذه المواجهة غيّرت وجه الحرب البحرية في القرن الحادي والعشرين.
وركز التقريرعلى أن القصف المستمر في بيئة بحرية ضيقة أدى إلى استنزاف غير مسبوق للجنود الأمريكيين، لدرجة أن بعضهم وصف التجربة بأنها الأقسى منذ الحرب العالمية الثانية.. رغم محاولة الصحيفة التخفيف من وقع الهزيمة بوصف النتائج بـ”المتعادلة”، فإنها أقرت بأنها باهظة الثمن ومرهقة للقدرات القتالية الأمريكية.
خسائر بشرية ومادية… والصمت الرسمي يتكسر
ففي اعتراف نادر، أكدت الصحيفة سقوط خسائر بشرية مباشرة في صفوف البحرية الأمريكية، مشيرة إلى فقدان جنديين مطلع عام 2024 خلال عملية في البحر الأحمر، عُثرعليهما لاحقاً جثتين هامدتين بعد بحث استمرعشرة أيام.
أما على مستوى الخسائر المادية، فقد خسرت حاملة الطائرات “ترومان” ثلاث طائرات مقاتلة بقيمة تتجاوز 200 مليون دولار خلال خمسة أشهر فقط، إلى جانب إسقاط أكثر من 12 طائرة مسيّرة أمريكية متطورة.
هذه الأرقام، وفق التقرير، تكشف عجز الدفاعات الأمريكية عن مجاراة التكتيك اليمني المرن والمعقّد، الذي يجمع بين الطائرات المسيّرة والصواريخ الانزلاقية الموجهة بدقة.
ونقل التقريرعن أحد الضباط الأمريكيين قوله: “لقد أدهشنا اليمنيون بعزيمتهم وقدرتهم على التكيّف. صواريخهم تتطور بشكل جنوني، وهجماتهم أربكتنا تمامًا، خصوصًا في الليل.”
القرار السياسي نتيجة للهزيمة العسكرية
الاعتراف الأخطر جاء في ختام تقرير الصحيفة، حيث أكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر القبول بوقف إطلاق النار بعد تيقنه من استحالة الحسم العسكري وجدواه الاستراتيجية، وهو ما يعني أن الخيار السياسي جاء مكرهًا كنتيجة مباشرة لانهيار الأداء العسكري أمام صمود القوات اليمنية.
الخسائر الاقتصادية تفوق التصورات
وبالتوازي مع التقارير الأمريكية، نشرت صحيفة “إنترناشيونال بانكر” البريطانية المتخصصة بالشؤون المالية تقريراً حمل عنوانًا صريحًا: “أمريكا تدفع ثمناً اقتصادياً وسياسياً باهظاً للحرب على اليمن”، أكدت فيه أن العملية العسكرية الأمريكية كلّفت أكثر من مليار دولار في شهرها الأول فقط، دون أن تحقق أي من أهدافها.
وأشارت الصحيفة إلى أن العملية العسكرية التي أُطلق عليها اسم “الفارس الخشن” في مارس 2025 لم تحقق شيئًا يُذكر، رغم استهدافها أكثر من 800 موقع داخل اليمن، مضيفة أن الادعاءات الأمريكية بقتل المئات من قادة أنصار الله لم تُدعّم بأي أدلة ميدانية، في حين أن الواقع يؤكد أن القصف الأمريكي ركّز في معظمه على أهداف مدنية، وأدى إلى مجازر بحق لاجئين أفارقة ويمنيين.
تأثير استراتيجي على الأمن البحري العالمي
ولم تقتصر نتائج الفشل الأمريكي على الداخل اليمني، بل امتدت إلى إرباك حركة الشحن العالمية، حيث فشلت القوات الأمريكية في وقف الهجمات اليمنية على السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال الصهيوني، ما أدى إلى تعطيل ممرات الشحن وارتفاع تكاليف النقل البحري بشكل ملحوظ.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الأمريكية فقدت سبع طائرات مسيّرة من طراز MQ-9 ومقاتلتين من طراز F-18 خلال الحملة، ما أضاف أعباء مالية ثقيلة على كاهل البنتاغون.
وفي قراءة تحليلية للخبير السياسي “تشارلز وليام والدورف”، أشار إلى أن الضربات الأمريكية أسهمت فعليًا في تعزيز موقع أنصار الله بدلاً من إضعافهم، واعتبر أن الحملة الفاشلة أعادت رسم توازن القوى في المنطقة لمصلحة اليمن.
اليمن يفرض معادلة ردع جديدة
وما بين الاعتراف الصريح بالخسائر العسكرية في وول ستريت جورنال، والتحليل الاقتصادي والسياسي في إنترناشيونال بانكر، يظهر بوضوح أن الولايات المتحدة وجدت نفسها في مواجهة قوة يمنية جديدة، متماسكة ومرنة وذات قدرة على إدارة حرب معقدة بأسلوب هجومي وسيادي.
وأن اليمن لم يعد مجرد ساحة صراع هامشية، بل تحول إلى فاعل إقليمي يُحسب له الحساب في معادلات الردع الإقليمي والدولي.. فالإرادة السياسية المصحوبة بالتطور التقني والقدرة على المناورة أوجدت بيئة ردع حقيقية أفقدت واشنطن قدرتها على التحكم بالمشهد.
وإذا كانت هذه التقارير الإعلامية الغربية تمثل مؤشرات أولى، فإن المتوقع أن تكشف الأيام القادمة عن المزيد من الوثائق والحقائق التي ستؤرخ لهذه الهزيمة الأمريكية، في معركة خاضها اليمنيون بسلاح السيادة والكرامة الوطنية، وليس بالتفوق التكنولوجي وحده.