فايننشال تايمز: حرب إسرائيل اللانهائية ترهق الجيش إلى أقصى حد
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
حذر محللو الدفاع وجنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي من استنزاف متزايد للجيش مع اقتراب البلاد من صراع شامل في غزة، بحسب صحيفة فايننشال تايمز التي ذكرت أيضا نقلا عن مصادر أن حرب إسرائيل اللانهائية ترهق الجيش الإسرائيلي إلى أقصى حد.
وقالت الصحيفة نقلا عن محللي الدفاع وجنود الاحتياط إن هناك خيبة أمل من أهداف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة الذين استبعدوا إنهاء القتال رغم الضغط الشعبي المتواصل للتوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين المتبقين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
وقال عاموس هاريل محلل الشؤون الدفاعية في صحيفة هآرتس إن للمرة الأولى منذ بداية الحرب "قد يكون هناك احتمال لعدم التحاق بعض جنود الاحتياط بالخدمة"، مضيفا أن هذه المشكلة قد تتفاقم إذا لم يكن هناك إجماع بشأن الحرب.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن عائلات جنود الاحتياط الإسرائيليين أن اتفاق جنود الاحتياط مع الجيش كان يقضي بالخدمة 30 يوما في السنة، لكن قيل لهم أن يستعدوا لـ5 سنوات من القتال العنيف.
ووفقا لأرقام الجيش الإسرائيلي، قُتل أكثر من 800 جندي وجُرح نحو 6 آلاف منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويرى بعض المحللين أن الرقم الأخير أعلى عند مراعاة الصحة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة.
إعلانونقلت :فايننشال تايمز" عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن هناك حاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي -خاصة ألوية جديدة من المدرعات والمشاة- لتعزيز دفاع إسرائيل والحفاظ "إلى أجل غير مسمى" على مناطق عازلة داخل قطاع غزة.
ووفقا لاستطلاع رأي أجراه منتدى زوجات جنود الاحتياط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال نحو 80% من المستجيبين إن دوافعهم للخدمة قد انخفضت منذ بداية الحرب بسبب عدم تجنيد اليهود الحريديم والصعوبات الشخصية.
ويشكل الحريديم -وفقا للصحيفة- نحو 14% من السكان، وتم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية منذ تأسيس إسرائيل، وهي سياسة واجهت مقاومة متزايدة حتى قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما اعتبرتها المحكمة العليا غير دستورية.
وتطالب الغالبية العظمى من الإسرائيليين بأن يخدم الحريديم كغيرهم، لكن نتنياهو، الذي يعتمد ائتلافه على حلفاء الحريديم، أوضح أن حكومته لا تنوي تجنيدهم قسرا.
وبحسب صحيفة فايننشال، لم يلتحق سوى بضع مئات من الرجال الحريديم بالجيش خلال العام الماضي، من بين أكثر من 10 آلاف أمر تجنيد أرسله الجيش الإسرائيلي، وفقا للأرقام الرسمية.
وقال العديد من جنود الاحتياط الذين تحدثوا إلى صحيفة فايننشال تايمز إنه في حين أنه من النادر أن يُغادر جندي احتياط وحدته بالكامل، إلا أنهم الآن أكثر عرضة للتغيب عن التدريب أو الخدمة العملياتية لأسباب شخصية.
وقال ضابط احتياط متمركز منذ أشهر قرب غزة للصحيفة إن معدل الإبلاغ عن التجنيد في بعض وحدات الاحتياط أصبح أقل من النصف، وأكد المحلل العسكري، هاريل، هذا الرقم، مضيفا أنه من المرجح أن يزيد الجدل الأوسع حول مسار الحرب من حدة الغضب.
كما نقلت فايننشال تايمز عن مصادر بأن جنود الاحتياط قد يعلقون خدمتهم إذا شعروا بأنهم يضحون بأنفسهم لتحقيق أهداف اليمين المتطرف "المتمثلة في إعادة بناء المستوطنات في غزة وطرد جميع الفلسطينيين".
إعلانوأشارت إلى أنه تم تسريح ضابط مخابرات وطيار إسرائيليين بعد إعلانهما تعليق خدمتهما الاحتياطية وأنهما لن يشاركا في حرب "لا تخدم مصلحة شعب إسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فایننشال تایمز جنود الاحتیاط
إقرأ أيضاً:
مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
الثورة نت /..
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، الأربعاء، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق استعادة لروحها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت “مخبأة في الأدراج”.
وأضاف مشعل في مقابلة مع قناة الجزيرة اليوم الأربعاء ، أن القضية اكتسبت أيضا مساحات جديدة إلى جانب المقاومة، ودخلت على شرائح من جيل الشباب الأميركي والأوروبي.
وأوضح أن وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر، وأصبح “الإسرائيلي” منبوذا ينتسب إلى كيان قاتل، وارتكب إبادة جماعية في قطاع محاصر.
وأشار مشعل إلى أن الأمة استيقظت واستعادت الروح تجاه القضية الفلسطينية التي تمثل شرفها، وأن العدو “الإسرائيلي” عدو للأمة بأكملها.
وأكد أن قطاع غزة يدفع ثنا باهظا اليوم في مسيرته نحو التحرر، مستدركا أن الذي “يجبر الفلسطينيين على المُر هو وجود الاحتلال على الأرض”.
وشدد مشعل على أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي وانتهاء شلال الدم من أجل تسويق ذلك على الساحة الدولية، لإنقاذ سمعة “إسرائيل”، ومن أجل تطبيع بعض دول المنطقة مع العدو.
وبحسب مشعل، فإن الحرب بصورتها التي تمثل حرب إبادة شاملة التي رأيناها عبر عامين كاملين، لا شك أنها انتهت واستنفدت قدرة المجتمع الدولي على تحملها. مستدركا: “نأمل ألا تعود”.
وبيّن أن الحراك العربي والإسلامي يرفض التهجير واستمرار حرب الإبادة في غزة، لكن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة من قادة 8 دول عربية وإسلامية خلال اجتماعهم مع ترامب وأركان إدارته، كان نوعا من الخطوة الختماية للوصول إلى إنهاء الحرب.
ولفت مشعل إلى أن “الحرب انتهت، لكن القتل لن يتوقف”.
وتنتهك “إسرائيل” كل القوانين الدولية في قطاع غزة، دون أن يكترث العالم بذلك، وفقا لمشعل الذي أكد أن المسؤولية الآن تتمثل في أن تطبب جراح غزة وتغاث، وأن يعود الشارع العربي والإسلامي إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية و”إسرائيل” لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة، للانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأردف مشعل أنه منذ أكثر من شهرين تتعامل “حماس” والمقاومة الفلسطينية بمسؤولية ومرونة كافية لإيقاف الحرب على غزة، ولا تزال تتعامل بانضباط من أجل ألا تعود الحرب وأن يتنفس الناس الصعداء، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية في غزة.
وتابع أن هناك من يريد أن يفرض رؤيته على المقاومة، مثل نزع السلاح، وهو أمر مرفوض في ثقافة الفلسطينيين.
وقال إن المقاومة تريد ضمانة لطرح فكرة ألا يستعرض بسلاحها في غزة (يتم تجميده)، بعيدا عن فكرة نزع السلاح، لأن نزع السلاح يعني نزع الروح، وألا يأتي أي تصعيد عسكري من غزة، مقابل وقف الحرب ووقف التصعيدات والانتهاكات “الإسرائيلية”، مستدركا أن استراتيجية غزة هي التعافي والانشغال بنفسها.
كما أوضح مشعل أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.
وقال رئيس “حماس” في الخارج، إنه جرى التوافق برعاية الإدارة المصرية على أن تسلم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط، تلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، لصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لكن “إسرائيل” تعطل ذلك.
وأضاف أن فكرة “مجلس السلام” التي اقترحها ترامب، محفوفة بالمخاطر، لأن تحته مجلس تنفيذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، مؤكدا أن ذلك مرفوض بالنسبة للمقاومة، لأنه شكل من أشكال الوصاية ويذكر بالانتداب البريطاني.
وتابع مشعل، أن الحركة إلى جانب حركات المقاومة، يريدون أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وتعجيل إعادة إعمار غزة، إلى جانب بقاء وقف إطلاق النار وعدم عودة الحرب.
وارتكبت قوات العدو منذ 7 أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.