وصايا لقمان.. كيف نغرس العقيدة والأخلاق في نفوس أبنائنا؟ فيديو
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
تحدث الشيخ إسلام النواوي، أحد علماء وزارة الأوقاف، عن الأهمية البالغة لوصايا لقمان لابنه، والتي تمثل منهجًا تربويًا قيّمًا يجب أن يستعين به الآباء والأمهات في تربية أبنائهم.
وأوضح إسلام النواوي خلال تقديمه برنامج "وبشر المؤمنين"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الله سبحانه وتعالى وصف لقمان بالحكمة، ما يجعل وصاياه مرجعًا أساسيًا للتربية السليمة، مؤكدًا أن أولى هذه الوصايا كانت التوحيد، إذ قال لقمان لابنه: "يا بني لا تشرك بالله"، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الآباء يحرصون على توفير أفضل الفرص التعليمية والترفيهية لأبنائهم، لكنهم يغفلون عن ترسيخ العقيدة السليمة في قلوبهم.
وشدد النواوي على أن التربية الإيمانية ليست خيارًا، بل هي مسؤولية حتمية تقع على عاتق الآباء، موضحًا أن غرس الإيمان في قلوب الأبناء يساعدهم على الثبات عند الخطأ والعودة إلى الطريق الصحيح، كما أن كثيرًا من الآباء يتفاجؤون بعد سنوات بأن أبناءهم لا يؤدون الصلاة، متسائلين عن السبب، رغم أن التربية الإيمانية تبدأ منذ الصغر عبر المواقف اليومية والتوجيه السليم.
وأشار النواوي إلى أن بر الوالدين يأتي في المرتبة التالية بعد حق الله، مستشهدًا بالآية الكريمة: "ووصينا الإنسان بوالديه"، مؤكدًا أن البر لا يكون بالكلام فقط، بل بالمعاملة الحسنة والاحترام.
ولفت إلى أن بعض الآباء قد يشجعون أبناءهم على التصرف بعدم احترام تجاه الأم، ما قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة العقوق مع مرور الوقت. كما أشار إلى أهمية احتضان الأبناء والتقرب إليهم عاطفيًا، مستشهدًا بموقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قبّل أحفاده، وهو ما أثار استغراب أحد الصحابة الذي لم يكن يفعل ذلك مع أبنائه.
وأكد النواوي أن الأبناء يتأثرون بشدة بطريقة تعامل آبائهم مع أمهاتهم، ما يجعلهم في صراع بين تعاليم الدين وما يرونه من ممارسات يومية داخل الأسرة، كما أن القرآن الكريم ركز بشكل خاص على دور الأم نظرًا لصعوبته وتضحياتها، موضحًا أن هذا لا يعني أن الأم أعلى مكانة من الأب، بل إن الحقوق متساوية، لكن الأبناء بحاجة إلى التذكير الدائم بفضل الأمهات نظرًا لعدم إدراكهم لمعاناتهن.
وكما شدد النواوي على أن بر الوالدين واجب ديني لا يرتبط بعقيدة الأبوين، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا"، موضحًا أن البر لا يعني الطاعة المطلقة، لكنه يفرض المعاملة الحسنة والاحترام.
واختتم النواوي حديثه بالتأكيد على أهمية التواضع في التعامل مع الآخرين، محذرًا من الغرور والتكبر، ومشيرًا إلى أن الله شبه الصوت المرتفع بصوت الحمير في قوله: "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"، داعيًا الآباء إلى أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في الأخلاق والسلوكيات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وصايا لقمان نغرس العقيدة الأخلاق نفوس أبنائنا إسلام النواوي المزيد إلى أن
إقرأ أيضاً:
طارق الشناوي: أم كلثوم تُمثل الذروة الفنية المُطلقة
أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن كثيرًا من ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي قد لا تكون نابعة دائمًا عن قصد أو تعمد، موضحًا أن جزءًا منها يحدث بشكل لا شعوري، حيث يغضب البعض دون أن يكون لديهم نية مسبقة للهجوم، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة تجنب التصريحات التي قد تشعل الأزمات حتى لو صدرت بحسن نية.
وأشار "الشناوي"، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، إلى ثقته الكاملة في حسن نية الكاتب أحمد مراد، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد على الإطلاق إجراء أي توازٍ أو مقارنة بين الشخصيات، لكنه أوضح أن المشكلة تكمن في أن التصريحات صدرت أمام رأي عام واسع ومن خلال وسائل إعلام تخاطب الملايين، وليس في جلسة خاصة بين أصدقاء.
وتطرق إلى الجدل الدائر حول فيلم "الست"، موضحًا رأيه الفني في بنائه الدرامي، حيث أكد أن القفلة يجب أن تكون دائمًا هي الذروة، مشيرًا إلى أن أم كلثوم نفسها كانت المثال الأوضح على ذلك، إذ كانت تعيد الكوبليه أكثر من مرة، لكن الأداء يبلغ قمته في المرة الأخيرة، التي تمثل أعلى وأجمل وأعمق لحظة فنية.
وأضاف أن أم كلثوم تمثل الذروة الفنية المطلقة، ولذلك ينبغي في أي حوار أو عمل فني يتناولها أن تكون هي القفلة، لأنها أجمل وأقوى وأعمق نهاية ممكنة.
وتساءل الشناوي عما إذا كان الجدل الكبير الذي أُثير حول الفيلم قد أفاده من حيث زيادة الفضول لدى الجمهور لمشاهدته والحكم عليه بأنفسهم، موضحًا أن بعض الهجمات قد تأتي بنتائج عكسية، حيث تضرب العمل ضربة مفاجئة لكنها بدلًا من إسقاطه ترفعه، لافتًا إلى أن ما حدث على الإنترنت كان صاخبًا ومبالغًا فيه وربما لعب دورًا عكسيًا.
وأكد أنه لا يمكن الحكم على نجاح أو فشل أي عمل فني بشكل مطلق بناءً على منشورات أو تعليقات، سواء كانت هجومًا أو دعمًا، مشيرًا إلى أن فكرة "الذباب الإلكتروني" أو القدرة على خداع الجميع طوال الوقت غير واقعية، مستشهدًا بالحكمة الشهيرة: "لا تستطيع أن تضحك على كل الناس كل الوقت".
وأوضح أن العمل الفني الحقيقي هو من يدافع عن نفسه في النهاية، فحتى إذا هوجم فيلم ما، فإن الناس ستذهب لمشاهدته وتحكم بنفسها، لافتًا إلى أن الرأي العام قد يدخل أحيانًا العمل الفني وهو يحمل موقفًا سلبيًا نتيجة كثرة الهجوم، لكن قوة الفن والإبداع قادرة على تغيير هذا الموقف وجذب المشاهد للعمل، حتى لو بدأ مشاهدته وهو متحفظ أو متردد.