تحدث الشيخ إسلام النواوي، أحد علماء وزارة الأوقاف، عن الأهمية البالغة لوصايا لقمان لابنه، والتي تمثل منهجًا تربويًا قيّمًا يجب أن يستعين به الآباء والأمهات في تربية أبنائهم.

وأوضح إسلام النواوي خلال تقديمه برنامج "وبشر المؤمنين"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الله سبحانه وتعالى وصف لقمان بالحكمة، ما يجعل وصاياه مرجعًا أساسيًا للتربية السليمة، مؤكدًا أن أولى هذه الوصايا كانت التوحيد، إذ قال لقمان لابنه: "يا بني لا تشرك بالله"، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الآباء يحرصون على توفير أفضل الفرص التعليمية والترفيهية لأبنائهم، لكنهم يغفلون عن ترسيخ العقيدة السليمة في قلوبهم.

وشدد النواوي على أن التربية الإيمانية ليست خيارًا، بل هي مسؤولية حتمية تقع على عاتق الآباء، موضحًا أن غرس الإيمان في قلوب الأبناء يساعدهم على الثبات عند الخطأ والعودة إلى الطريق الصحيح، كما أن كثيرًا من الآباء يتفاجؤون بعد سنوات بأن أبناءهم لا يؤدون الصلاة، متسائلين عن السبب، رغم أن التربية الإيمانية تبدأ منذ الصغر عبر المواقف اليومية والتوجيه السليم.

وأشار النواوي إلى أن بر الوالدين يأتي في المرتبة التالية بعد حق الله، مستشهدًا بالآية الكريمة: "ووصينا الإنسان بوالديه"، مؤكدًا أن البر لا يكون بالكلام فقط، بل بالمعاملة الحسنة والاحترام.

ولفت إلى أن بعض الآباء قد يشجعون أبناءهم على التصرف بعدم احترام تجاه الأم، ما قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة العقوق مع مرور الوقت. كما أشار إلى أهمية احتضان الأبناء والتقرب إليهم عاطفيًا، مستشهدًا بموقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قبّل أحفاده، وهو ما أثار استغراب أحد الصحابة الذي لم يكن يفعل ذلك مع أبنائه.

وأكد النواوي أن الأبناء يتأثرون بشدة بطريقة تعامل آبائهم مع أمهاتهم، ما يجعلهم في صراع بين تعاليم الدين وما يرونه من ممارسات يومية داخل الأسرة، كما أن القرآن الكريم ركز بشكل خاص على دور الأم نظرًا لصعوبته وتضحياتها، موضحًا أن هذا لا يعني أن الأم أعلى مكانة من الأب، بل إن الحقوق متساوية، لكن الأبناء بحاجة إلى التذكير الدائم بفضل الأمهات نظرًا لعدم إدراكهم لمعاناتهن.

وكما شدد النواوي على أن بر الوالدين واجب ديني لا يرتبط بعقيدة الأبوين، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا"، موضحًا أن البر لا يعني الطاعة المطلقة، لكنه يفرض المعاملة الحسنة والاحترام.

واختتم النواوي حديثه بالتأكيد على أهمية التواضع في التعامل مع الآخرين، محذرًا من الغرور والتكبر، ومشيرًا إلى أن الله شبه الصوت المرتفع بصوت الحمير في قوله: "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"، داعيًا الآباء إلى أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في الأخلاق والسلوكيات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العقيدة والأخلاق التربية الإيمانية إلى أن

إقرأ أيضاً:

جلسة في «الشارقة الدولي للكتاب»: الحبّ والحزم والحوار مفاتيح لتربية متوازنة

الشارقة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الفجيرة للثقافة والإعلام» تشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب الأهلي إلى نهائي «السوبر المصري»

أكدت موزة الشحي، مديرة إدارة الإرشاد الأسري في مؤسسة الشارقة للتنمية الأسرية، أن التربية الحقيقية هي فنّ يقوم على الموازنة بين الحنان والانضباط، مشدّدة على أن هذه الموازنة تنعكس مباشرة على الصحة النفسية وجودة حياة الأطفال.
وأوضحت أن التربية الواعية تهدف إلى تكوين إنسان راشد وحرّ ومسؤول، قادر على اتخاذ القرار وتحمل تبعاته بثقة واتزان.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية حملت عنوان «التربية بين الحب والحزم»، أقيمت ضمن فعاليات النسخة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025.
وبيّنت الشحي أن التربية السليمة لصناعة مستقبل الطفل ترتكز على ثلاثة محاور، هي الحبّ، والحزم، والتواصل الفعّال مع الأبناء.
وقالت: «التربية بالحب تعني أن يرى الطفل قيمته قبل أن يُواجَه بخطئه، فالحب لا يعتبر تدليلاً، بل أساس بناء الشخصية الواثقة، وهو ما يهدّئ الانفعالات ويعزّز الثقة بالنفس. أمّا التربية بالحزم، فتقوم على وضع حدود واضحة للسلوك مع الحفاظ على كرامة الطفل، وتشمل الثبات في تطبيق القوانين، ومنح الطفل خيارات محددة ضمن إطار من المسؤولية، حتى يدرك تبعات قراراته ويتعلم احترام القواعد»، مشيرة إلى أنّ الكلمة الزاجرة لا تؤتي أثرها إلا عندما تُقال في وقتها المناسب، لا عندما تتحوّل إلى عادة.
وأضافت: «الركيزة الثالثة هي التواصل الفعّال مع الأبناء، الذي يقوم على الاستماع الصبور والاحترام المتبادل. لا بدّ من تخصيص وقت يومي للحوار الهادئ، واحترام صمت الطفل عند الانفعال»، معتبرة أن الحوار المفتوح هو السبيل الأمثل لفهم احتياجات الأبناء والتقرّب منهم.
وحذّرت الشحّي من بعض الأخطاء التربوية الشائعة مثل الصراخ والتهديد، والسخرية، والمقارنة بالآخرين، وإطلاق الألقاب السلبية.
وختمت الجلسة بتوصيات عملية للأهل، منها تخصيص عشر دقائق يومياً لحوار بلا تصحيح، وتعديل السلوك دون إهانة أو مقارنة، وتقييم الأداء التربوي في نهاية كل يوم بروح من التأمل والمسؤولية.

مقالات مشابهة

  • رسامة 160 شماس بإيبارشية الشرقية ومدينة العاشر
  • رؤية مُعاصرة.. عمرو يوسف: «السلم والثعبان 2» مرجع للعلاقات العاطفية |فيديو
  • مجلة الأوقاف… خالد عرفان يكتب: كيف نُربي أبناءنا في زمن "الترند"؟
  • وصايا عمرو بن العاص.. 4 تحذيرات لأهل مصر
  • وصايا عمرو بن العاص رضي الله عنه لأهل مصر
  • احترام الكبير.. بين الشرع والأخلاق
  • جلسة في «الشارقة الدولي للكتاب»: الحبّ والحزم والحوار مفاتيح لتربية متوازنة
  • من داخل المتحف الكبير.. كواليس أول مبنى أنشئ بالمشروع الضخم عام 2006 (فيديو)
  • محافظ الدقهلية يتفقد انتظام العمل بعيادة ابن لقمان للتأمين الصحي
  • الأنبا مكاريوس يشارك في نهضة كنيسة مارجرجس بصفط الشرقية ويؤكد في كلمته: لا تخف