كتاب: المنعطف الأمريكي الرابع
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
مراجعة: كمال فتاح حيدر ..
تعاظمت المخاوف لدى الشعب الأميركي بأنهم في طريقهم لمواجهة انتكاسات عنيفة وأزمات خانقة، وذلك بسبب الاستقطاب المتزايد، وبسبب التفاوت الاقتصادي، والتنافر الملموس بين الأقلية الحاكمة والأكثرية المحكومة، فالمؤسسات السياسية التي كانت تحظى بالاحترام في كل الولايات أصبحت غير فعالة وغير شرعية.
وقد استعان الكاتبان بالتاريخ للتنبؤ بالمستقبل. وسبق لهما أن تنبئا عام 2010 بأزمات عام 2020. . وفي هذا السياق نذكر ان تورتشين Turchin هو عالم أحياء متخصص في ديناميكيات الحياة cliodynamics، وهو نوع من تحليل البيانات القائمة على نماذج رياضية وقواعد بيانية ضخمة لها علاقة بالأزمات التاريخية السابقة التي تمتد إلى آلاف السنين. .
يقترح (تورتشين) مخططاً دورياً للصعود المجتمعي والتفكك اللاحق على أساس مضخة الثروة wealth pump، حيث تزداد الطبقات الاجتماعية العليا ثراءً ونفوذا. فإذا تُرِكَت تعمل على هواها دون رادع، فإنها سوف تنمو ويتعاظم شأنها إلى الحد الذي يتفتت فيه النظام برمته. وهنا لابد من إعادة بناء المجتمع من جديد (من الألف إلى الياء). فالأوضاع السائدة اليوم في أميركا تتحكم بها الأوليغارشية oligarchy (حكم الأقلية المترفة)، وربما اصبحت متطرفة إلى الحد الذي جعل من الضروري اعادة النظر بسلطاتها التنفيذية والتشريعية. .
اما كتاب (هاو Howe) فهو تكملة لكتابه الصادر عام 1997 بعنوان المنعطف الرابع The Fourth Turning، وشاركه في التأليف الكاتب السياسي الساخر ويليام شتراوس William Strauss، وعلى النقيض من (تورشين)، يركز (هاو) بشكل ضيق على الولايات المتحدة، رغم أنه يقترح تكرار التجربة الأمريكية في أماكن متفرقة من العالم. .
يقول (هاو) في كتابه: (أن الأنجلو-أميركية مرت بخمسة قرون من العصر الذهبي وهي الآن في نهاية القرن السادس. ويشمل كل عصر ذهبي أربعة أجيال تتوافق مع فصول السنة. فهناك فترة ازدهار (ربيع) لكل بداية جديدة؛ وصحوة (صيف) عندما ينقلب الجيل التالي ضد والديه؛ وتفكك (خريف) عندما تبدأ المؤسسات في الاضمحلال؛ والأزمة (الشتاء) عندما ينهار كل شيء، مما يمهد الطريق لعصر جديد. وكل منعطف ينتج نوعية خاصة من الشخصيات المعقدة. .
ويقول أيضاً: (نحن الآن في مرحلة الأزمة أو المنعطف الرابع من عصر الألفية الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، لقد حان فصل الشتاء، ويمكننا أن نتوقع منعطفاً تنازلياً بعد عام 2025). .
وهو يعترف بأن التاريخ مليء بالمفاجآت، لكنه يرى أن خلافة الأجيال لها ديناميكيتها الداخلية الخاصة التي سادت على مر القرون. .
لا شك إن تقسيمه للأحداث إلى فترات زمنية هو تقسيم تعسفي. وذلك لأن أكبر نقاط الضعف كانت في الفترة من 1865 إلى 1886، وهي فترة من السنوات التي أعقبت أزمة الحرب الأهلية عندما ولدت أميركا الموحدة حديثاً. وهو يصف هذه الفترة من الصراع السياسي المستمر عندما لم تتمكن البلاد من تحديد ما إذا كانت مجتمعاً زراعياً في الأساس أم حضرياً صناعياً باعتبارها عثرة في خطته؛ فقد شهدت هذه الفترة إعادة دمج الجنوب في الاتحاد على أساس إضفاء الطابع المؤسسي على قوانين جيم كرو. ومن المنطقي أن نحدد تاريخ الفترة من انتخاب ويليام ماكينلي في عام 1896، وهي لحظة إعادة تنظيم حقيقية بشرت بعصر التقدمية وميزت قبول البلاد للحاجة إلى إنشاء دولة وطنية حديثة مع هيئات تنظيمية كبيرة مثل هيئة الغابات الأميركية التي يعمل بها موظفون مدنيون فازوا بوظائفهم بجدارة. .
تشهد الولايات الأمريكية الآن صراعاً بين الأنظمة، وهو صراع لا مفر منه. ورغم أن مصير الشعب الأمريكي يتأرجح بين الديمقراطيين والجمهوريين فهو على يقين من أن الولايات المتحدة مقدر لها أن تتحول إلى شيء آخر. ولا أحد يعرف كيف ستسير الأمور في هذا الاتجاه. .
ختاماً: نرى ان كتاب: (المنعطف الرابع هنا) يستحق القراءة. فهو مليء بالبيانات التاريخية الرائعة والملاحظات الثاقبة، وينجح في تقديم حجة مقنعة مفادها أن الأزمة التي يشعر بها الشعب الأمريكي قد تسللت بالفعل داخل بيوتهم. وسوف تأخذ الأزمة الأمريكية شكلاً جديداً من أشكال التدمير الذاتي. وسوف تتحول أميركا قريباً إلى بلد مختلف. . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
ضابط استخبارات أرمني ينشر كتابًا عن “هاكان فيدان”
أنقرة (زمان التركية) – نشر الكاتبان الضابط المتقاعد في الاستخبارات الأرمنية العقيد جيفورغ ميناسيان والخبيرة في الدراسات التركية أنجيلا سيمونيان كتابًا بعنوان “هاكان فيدان: لمحات من صورة المرشح المحتمل لرئاسة تركيا المستقبلية”.
وقد كشف الكاتب يلماز أوزديل عن هذا الكتاب خلال برنامجه السياسي الشهير “Kırmızı Beyaz” على قناة “سوزجو تي في”، الذي تقدمه إيبك أوزباي، حيث أعلن عن صدور كتاب من تأليف ضابط استخبارات أرمني عن وزير الخارجية التركي الحالي.
الكتاب يُعرَض في موسكو بحدث إطلاق خاص
عُرض الكتاب في معرض “ببليو-جلوبوس” للكتب في موسكو، حيث وُصف فيه فيدان -الرئيس السابق لجهاز المخابرات التركية (MIT) ووزير الخارجية الحالي- بأنه “سياسي تركي واعد”. كما ظهر على غلاف الكتاب صورة لقصر الرئاسة في أنقرة.
وقال ميناسيان خلال حفل الإطلاق: “هذه المعلومات قد تكون مفيدة في مجالات العلاقات الدولية والدبلوماسية والأمن”، مضيفًا:
“منذ عام 2011، تابعت أنشطة فيدان بدقة. شخصيته مثيرة للاهتمام. سمعت اسمه لأول مرة أثناء عملي في جهاز الأمن الوطني الأرمني. منذ ذلك الحين، بدأ اسمه يظهر باستمرار في الإعلام. حتى الاستخبارات الأرمنية كانت تراقب تحركاته عن كثب. العقيد كارين باروناكيان -وهو صديق مقرب لي- كرّس حياته لمحاربة الأجهزة السرية التركية. كان دائمًا يحذرني قائلًا: ‘يجب الانتباه إلى فيدان، إنه شخصية جادة ويجب متابعة صعوده إلى القمة السياسية في تركيا’. كان كارين أول من لاحظ فيدان”.
وأضاف: “جمع المعلومات عن رؤوساء الأجهزة السرية مهمة صعبة للغاية. فيدان يتحرك وفقًا لبرنامج عمل محدد، ويجتمع مع قادة حماس ومسؤولين من دول مختلفة، مما يظهر منهجية واضحة في عمله. عمله في الاستخبارات أكسبه توازنًا وقدرة على تحليل الأحداث بهدوء. لقد قطع شوطًا طويلًا في هذا المجال. وبعد تعيينه وزيرًا للخارجية، بدأت تركيا تبني سياسة خارجية أكثر استقلالية، مع تعزيز صناعتها الدفاعية وشراكاتها الاستراتيجية في اتجاهات تقليدية وجديدة. إنه يصوغ رؤية تركيا للعالم”.
أما الكاتبة الثانية، أنجيلا سيمونيان، فهي خبيرة في الدراسات التركية وتخرجت في كلية الدراسات الشرقية بجامعة يريفان، كما أجرت أبحاثًا حول المنشآت الصناعية التركية.
“تركيا تحت المجهر الأرمني والروسي“
قال يوري نافويان، مدير دار النشر “ديالوغ” التي أصدرت الكتاب:
“تركيا تحتل موقعًا بالغ الأهمية في السياسة الإقليمية والعالمية. أعتقد أن الباحثين والسياسيين الروس والأرمن، وكذلك المؤسسات الرسمية، يهتمون بشكل خاص بالأشخاص الذين يتخذون قرارات السياسة الخارجية في تركيا. ما تأثير هذه القرارات؟ وما المخاطر المحتملة التي قد تنتج عنها؟ وكيف يمكن تخفيفها؟ وأي تعاون ممكن بين تركيا ودول جنوب القوقاز والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والبلقان وشمال إفريقيا؟ هذا الكتاب يجيب على هذه الأسئلة”.
“في سوريا، بنى البنية التحتية للنفوذ“
من جانبه، ذكر الخبير السياسي أندريه أريشيف -الذي حضر حفل الإطلاق- أن فيدان لعب دورًا محوريًا في الملف السوري، قائلًا:
“بذل كل ما في وسعه لتحويل الوضع لصالح تركيا. بعد وقف إطلاق النار عام 2014-2015، نتذكر كيف بنيت البنية التحتية للنفوذ التركي بجهود مباشرة من المخابرات التركية التي كان فيدان يرأسها آنذاك. كان لذلك نتائج كبيرة، بعضها صادم أو مفاجئ للكثيرين، وأدى إلى تغييرات جذرية في الشرق الأوسط وسوريا ومحيطها”.
مؤلف الكتاب خبير في مكافحة الإرهاب
ووفقًا لمعلومات نشرت مع الكتاب، فإن ميناسيان ضابط متقاعد من جهاز الأمن الوطني الأرمني، حيث شغل مناصب عملياتية وإدارية بين 1996 و2022، كما مثل أرمينيا في مركز مكافحة الإرهاب التابع لدول الكومنولث المستقلة.
وجاء في مقدمة الكتاب أنه يتضمن تحليلات من البروفيسور أندريه بيزروكوف (ضابط استخبارات روسي سابق وأكاديمي في جامعة موسكو) والبروفيسور ألكسندر سفارانتس (خبير في العلوم السياسية).
Tags: كتاب عن هاكان فيدانهاكان فيدانوزير الخارجية التركي