شوخين يؤكد ضرورة تحليل استخدام العملات المشفرة بعد إنشاء الاحتياطي الأمريكي
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
روسيا – يجب على السلطات الروسية تحليل آفاق استخدام العملات المشفرة، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشكيل احتياطي استراتيجي للعملات المشفرة في الولايات المتحدة.
أعلن ذلك ألكسندر شوخين رئيس اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الروس، وقال في مقابلة مع وكالة تاس: “بشكل عام، تعتبر العملات المشفرة، إذا جاز التعبير، تعديا على الحقوق السيادية للمركز المصدر لها.
وأشار شوخين إلى أنه في ظل ظروف العقوبات والقيود الخارجية على معاملات الدفع والتسوية للكيانات الاقتصادية الروسية، أصبحت العملات المشفرة إحدى الأدوات المستخدمة في التسديد وإجراء المدفوعات.
وأضاف: “بعد أن صرح ترامب بأن الولايات المتحدة ستصبح الآن عاصمة العملات المشفرة في العالم، وأنها بدأت بالفعل في تجميع احتياطيات من العملات المشفرة، إن صح التعبير، على الأقل في عملتي الإيثريوم والبيتكوين، يجب علينا كذلك أن ننظر إلى الأمر بطريقة ما – من ناحية، كيف نتعامل معه بحذر حتى لا ننشئ عدة مراكز إصدار، ومن ناحية أخرى – كيف نجري نفس التسويات عبر الحدود واستخدام الأصول المالية الرقمية”.
ووفقا له تم بالفعل دراسة هذه المسألة في إطار فكرة إنشاء نظام دفع وتسوية بديل للدولار باستخدام العملات المستقرة (Stablecoin).
وقال: “لكن العملة المستقرة لا تزال مرتبطة بالأصول. في هذا السياق، يمكننا التفكير في إنشاء نظام دفع وتسوية مماثل لحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، ولكن مع إضافة أصول إضافية، أي احتياطيات من الذهب. وهذا يعني العودة إلى حد ما إلى معيار الذهب والسلع المتداولة في البورصة بأسعار مستقرة لمدة عشر سنوات أو أكثر. ويتم حاليا إجراء مثل هذه الحسابات. هذه ليست عملة بديلة، بل نظام بديل لعلاقات الدفع والتسوية يمكن أن تستند إليه العملات الوطنية”.
وفي وقت سابق، صرحت رئيسة بنك روسيا إلفيرا نابيولينا بأنها لا ترى في الوقت الراهن وجود أي ظروف قد تؤدي إلى دخول العملة المشفرة إلى احتياطيات البنك المركزي الروسي.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: العملات المشفرة
إقرأ أيضاً:
الدولار تحت الضغط.. تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتصاعد التوترات التجارية يعيدان تشكيل النظام المالي العالمي
في خضم التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، يعيش الدولار الأمريكي لحظة فارقة تُنذر بتحولات قد تعيد تشكيل النظام المالي العالمي. في نهاية أسبوع مضطرب، يوشك الدولار على تكبّد خسارة أسبوعية جديدة، وسط إشارات واضحة على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وغياب التقدم في المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها، وعلى رأسهم الصين والاتحاد الأوروبي.
اقتصاد أمريكي متباطئ.. والدولار يدفع الثمنشهد الأسبوع سلسلة بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة، ما ساهم في تعزيز القلق بشأن المسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي. ويأتي ذلك في وقت لم تسجل فيه المحادثات التجارية أي انفراجة تذكر، رغم اقتراب مواعيد نهائية حاسمة. هذا التباطؤ الاقتصادي، المقترن بالجمود الدبلوماسي، انعكس بشكل مباشر على أداء الدولار، الذي فقد بعضًا من بريقه كملاذ آمن.
وينتظر المتعاملون في الأسواق العالمية تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة، وهو المؤشر الذي يُعتبر أحد أبرز معايير صحة الاقتصاد الأمريكي. وتُشير التوقعات إلى زيادة طفيفة بمقدار 130 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، بينما يُرجّح أن يستقر معدل البطالة عند 4.2%، مع احتمالات لارتفاعه إلى 4.3%.
تذبذب العملات في ظل الحذر العالميفي الأسواق الآسيوية، سادت حالة من الحذر، حيث تم تداول العملات ضمن نطاقات ضيقة. اليورو ارتفع إلى 1.1436 دولار، مستفيدًا من لهجة التشديد النقدي التي أظهرها البنك المركزي الأوروبي عقب اجتماعه الأخير. وفي المقابل، استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3576 دولار، محتفظًا بجزء من مكاسبه الأسبوعية البالغة نحو 0.9%، بينما تراجع الين الياباني إلى 143.93 مقابل الدولار.
وساهم الاتصال الهاتفي الذي دام أكثر من ساعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في تهدئة طفيفة للأسواق، لكن التأثير لم يدم طويلًا، حيث قلّصت العملات مكاسبها لاحقًا. أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، فارتفع بشكل طفيف إلى 98.85، لكنه لا يزال يتجه نحو خسارة أسبوعية تُقدّر بـ 0.6%.
رأي الخبراء.. أزمة ثقة حقيقية
أكد الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد في كلية إدارة الأعمال، أن تراجع الدولار ليس مفاجئًا في ظل التباطؤ الاقتصادي الملحوظ.
واضاف معن أن راينا انخفاض في معدلات النمو وتراجع ثقة بعض المستثمرين هذه كانت مؤشرات واضحة على أن الاقتصاد الأمريكي بدأ يفقد زخمه.
أشار إلى أن الأسواق لم تعد تنظر إلى الدولار بنفس الثقة السابقة، خاصة مع ازدياد التوترات التجارية والجيوسياسية.
لا تقتصر الأزمة على الداخل الأمريكي فقط، فالتوترات التجارية المستمرة مع الصين والاتحاد الأوروبي وعدد من الشركاء الآخرين تُلقي بظلالها على ثقة المستثمرين. يقول معن إن هذه الأزمات تدفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل أكثر استقرارًا مثل الذهب، أو حتى اليورو واليوان الصيني.
تداعيات قد تغير ملامح الاقتصاد العالمييحذر الدكتور معن من أن استمرار هذا الاتجاه قد يغيّر خريطة الاقتصاد العالمي. فبعض الدول بدأت بالفعل في تقليل اعتمادها على الدولار ضمن احتياطاتها النقدية، وهو مؤشر خطير قد يؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على العملة الأمريكية. ويضيف: إذا لم تتخذ الولايات المتحدة خطوات سريعة لإعادة الثقة في اقتصادها، فقد نشهد تحوّلات استراتيجية في موازين القوى المالية العالمية.
الإنذار المبكر لمستقبل الدولارخسارة الدولار هذا الأسبوع قد لا تكون عابرة، بل ربما تمثل ناقوس خطر لصناع القرار في واشنطن. فالمؤشرات السلبية المتلاحقة، من تباطؤ اقتصادي إلى جمود سياسي وتجاري، قد تعيد ترتيب أولويات المستثمرين والدول، ما يجعل من الضروري إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والتجارية الأمريكية قبل فوات الأوان.