مرت الشعوب بتجربة الحرب وصلت لقناعات علي انها اسوأ تجارب حياتها لخص الشاعر زهير بن ابي سلمي ذلك في أبياته المعبرة حين قال :-
وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ *** وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً *** وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا *** وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
في تصوير معبر لكنه رغم هذا الشعر والأدب من مثل هذا الشاعر الحكيم كما نجد في عصرنا الشاعر نزار القباني المعروف بقصائده عن الحب فكتب قصيدته المعبرة:-
يا وطني الحزين
حولتني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتب الحب والحنين
لشاعرٍ يكتب بالسكين
***
خلاصة القضيه
توجز في عباره
لقد لبسنا قشرة الحضاره
والروح جاهليه.
الذين صورا ما تخلفه الحرب من دمار في العمران والبنيان و المرافق خاصة و عامة و الأنفس وكما صور الحرب الروائي الروسي تولستوي في روايته الحرب و السلام كما هو الحال بالنسبة للروائي الامريكي إيرنست هامنقوي في روايته وداعا للسلاح ورسم الفنان بابلوا بيكاسوا لوحة جرنيكا عن بشاعة الحرب تخليدا لمدينة في أسبانيا تعرضت للعدوان وغيرهم من الفنانيين و الأدباء أما العمران والبنيان فا يمكن اصلاحه واعادته لحاله بل افضل بيد ان هناك ما لا يمكن اصلاحه واعادته لحاله أعني الجروح النفسية التي لا تندمل بسهولة إلا عند التعامل معها بما يناسب كل حالة علينا في هذا الطرف ان نسعى لتثقيف أنفسنا عن المشكلات النفسية التي قد تعانيها أو تحدث لاحد افراد الاسرة او الاهل، احاول فيما يلي ان اقدم اضاءات علي مشكله قد تحدث عند التعرض لصدمة كالحرب مثل هذه معلومات عامه، لا تغني من مراجعة الطبيب النفسي او المعالج النفسي أو الأخصائي الاجتماعي النفسي أو غيرهم من المختصين.
في حالة التعرض لما يعرف باللغة الانكليزية (Post Trauma Syndrome Distress) الذي يعني (اضطراب مابعد الصدمة) و حسب الخبرة العالمية قد يعاني من يتعرض لهذا النوع من الاضطراب تظهر أعراضه كمثل : تغييرات سلبية في التفكير ٫ والمزاج تتضمن أفكار سلبية عن النفس او الاخرين ٫شعور باللوم او الإحساس بالذنب أو الغضب مشكلات في التذكر و بالانفصال عن عن الاسرة والاهل ٫ فقدان الشعور بالاستمتاع بأنشطة كان ينشغل بها سابقا٠ قد تظهر أعراض جسدية مثل ضيق صدري ٫ عدم إنتظام ضربات القلب ٫ سرعة التنفس٫ القلق و الاضطراب و غيرها مما قد تلاحظه الأسرة والاقارب٠ دور الأسرة في حالات مشابهة هذه الحاله تحدث غالبا المراة والاطفال وكبار السن.
الخطوات التي يمكن اتباعها من الاسرة والاهل تشمل : تمكين من يعاني بإضطراب ما بعد الصدمة الفضفضة عن معاناته يلزم اختيار مكان و وقت مناسب عدم وجود أي مشتتات الإنصات التام دون مقاطعة ٫ يمكن أن يستفسر من حدثيه عن الأمور التي لم تفهمها , تجنب اعطاء النصائح
أو التخمين او وضع افتراضات٠
كما أشرت سابقا هذه مجرد معلومات عامة متاحة علي المنصات بغرض التوعية والتثقيف الذاتي ولابد من مراجعة الطبيب المختص لاجراء تقييم الحاله وتحديد خطة العلاج السلوكي والدوائي حسب مقتضيات الحال مرت الشعوب بتجربة الدخول في الحروب وكونت لديهم خبرة في تأثيرها على الناس ماذا يمكن ان يحدث عند التعرض اي الآثار النفسية المحتملة وكيفية التعامل معها بطريقه ملائمه حسب كل حاله ، حسب تعليمات الطبيب المختص، نسأل سبحانه وتعالى ان يلطف بأهلنا مما يدعو لتكثيف الجهود للإيقاف الحرب لتلافي تفاقم الآثار النفسية الوخيمة على أهل السودان الذين يستحقون الأفضل دائما.
modnour67@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ربطه على النخلة وخلص عليه.. إيداع المتهم بقتل عامل تلقيح النخيل بالشرقية بمستشفى الأمراض النفسية
قررت محكمة جنايات الزقازيق، إيداع عامل زراعى متهم بقتل عامل تلقيح النخيل بدائرة مركز شرطة ديرب نجم بمحافظة الشرقية بمستشفى العباسية للصحة النفسية لمدة 45 يوما تحت الملاحظة لبيان سلامة قواه العقلية والنفسية وقت ارتكاب الواقعة، وتأجيل نظر الدعوي لجلسة اليوم الأول من دور سبتمبر المقبل.
صدر القرار برئاسة المستشار أسامة أحمد معوض الحلواني وعضوية المستشار إسلام منصور والمستشار هانى صلاح الدين احمد والمستشار محمود محمد عبد العزيز وسكرتارية إسلام محجوب.
تعود أحداث القضية ليوم ٦ / ٤ / ٢٠٢٤، عندما أحالت النيابة العامة المتهم محمد.إ. أ. ع 36 سنة عامل زراعي ومقيم بمنشأة صهبرة بدائرة مركز شرطة ديرب نجم للمحكمة لإتهامه بقتل المجني عليه المجني عليه متولى رمضان محمد السيد 50 سنة، عامل تلقيح نخيل ومقيم بدائرة المركز.
وأسند أمر الإحالة قيام المتهم بقتل المجني عليه عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتله وأعد لذلك الغرض قطعة خشبية ( دلفه شباك ( محل الإتهام الثاني) وما أن أبصره أعلى شجرة النخيل لتلقيحها حتى قام بجذبه عنوه فسقط أرضا وإنهال عليه ضربا بالأداء بعدة ضربات حتى اتلفها على جسد المتوفى إلى رحمه مولاه وتقيده باستعمال إحدى الحبال قاصداً من ذلك قتله فأحدث به الإصابات والتي أودت بحياته.
وكشفت التحقيقات حدوث مشادة كلامية بين المجني عليه والمتهم، لقيام المجني عليه بتلقيح نخيل زوجة شقيق المتهم، قام على إثرها المتهم بتكبيل المجني عليه واحكم وثاقة على النخلة، ثم تعدي عليه باداة خشبية أثناء قيامه بعملية تلقيح النخيل.
وعقب تقنين الإجراءات ونفاذاً لإذن النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم وبالعرض على النيابة العامة قررت إحالته إلى محكمة جنايات الزقازيق والتى أصدرت قرارها المتقدم.