يمن مونيتور:
2025-10-13@14:27:10 GMT

أردوغان… اللاعب الأخير في الشرق المعقد

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

أردوغان… اللاعب الأخير في الشرق المعقد

محمد الجرادي

في زمن تكاد فيه الشعوب تنسى ملامح القادة الحقيقيين، ظهر رجل لا يمكن وصفه بانه رجل عادي، رجب طيب اردوغان، ليس مجرد سياسي يعتلي المنصة ويرفع شعار الامة، بل معماري حلم، بنى تركيا الحديثة وهو يبتسم في وجه الرياح، ويشد وثاق ثيابه في وجه العواصف.

منذ أكثر من عشرين عاما، وهو لا يحكم فحسب، بل يعيد تعريف الدولة، دولة كانت تترنح تحت وطاة ديون صندوق النقد الدولي، تعاني من بنية تحتية منهارة، ومن نخبة سياسية فاقدة للروح

اتى من بلدية اسطنبول، لا من بوابة الجنرالات، حاملا معه فكرة ان الخدمة هي السياسة، فحول الفكرة إلى منهج، والمنهج الى نهضة.

تحت حكمه، شهدت تركيا تحولا اقتصاديا غير مسبوق

شبكات الطرق السريعة التي ربطت اطراف البلاد كانها شرايين جسد جديد، مشروع مترو مرمراي الذي اخترق قاع البوسفور وجمع بين قارتين في نبض واحد، مطار اسطنبول الجديد، الذي اصبح أحد أكبر مطارات العالم، الصناعات الدفاعية التي تحررت من التبعية، والمستشفيات والمجمعات السكنية والمدارس التي نمت في مدن كانت منسية.

اردوغان لم يبن حجارة، بل استنهض احساسا وطنيا جديدا

جعل التركي البسيط يشعر ان له قيمة، ان دولته لم تعد تنتظر الاوامر من الغرب، انها لم تعد حديقة خلفية لحلف الناتو، بل لاعب مستقل على الطاولة، لكنه، في طريقه الى ذلك، استدعى ما في داخله من حذر، وربما من خوف، بدأ يخشى على ما بناه، فشد قبضة الحكم، راى في كل معارضة تهديدا، وفي كل اختلاف خطر هدم، صار لا يفرق بين النقد والحقد، ولا بين الخصم والعدو،

أنا، ككثير من الشباب العربي، كنت اصفق للمعارضات، اراها المخلص، لكن بعد ان رايت كيف تسقط الاوطان حين تحكم بالفوضى، ادركت ان التغيير لاجل التغيير ليس دائما خلاصا.

في اليمن، كنت كغيري ممن ابتلعوا طعم الحلم، لنكتشف متأخرين أننا وقعنا في فخ المقلب الكبير. معارضة بلا مشروع، تملك فقط شهية مفتوحة للسلطة، ومنذ ذلك اليوم، تغير منظاري، صرت اؤمن ان التغيير الحقيقي ياتي من داخل النظام، لا من خارجه.

ولست اكتب عن تركيا من مقعد المشاهد البعيد، بل من عيون سافرت ودهشت، زرت هذا البلد مرتين، وكل مرة كنت اظن انني رايت كل شيء، فاكتشف انني ما رايت إلا القشرة الاولى من الجمال،

ابهرتني تركيا ببنيتها التحتية الحديثة، بشوارعها الملساء التي تشق الجبال بثقة، بجسورها التي تعانق البحر كأنها سطر في قصيدة، وبمدن البحر الاسود التي لا تشبه اي مكان رايته من قبل

اصطحبني في رحلتي إلى هناك الصديق العزيز محمد المقبلي، وكانت الطبيعة تتكلم بلغتها الخاصة، تسرد حكايات الماء والشجر والضباب، وتجعل من كل زاوية مشهدا يصلح ان يكون لحظة تامل.

لم تكن تركيا في تلك اللحظة مشروعا سياسيا في عقلي، بل كانت لوحة حية تجسد فكرة ان النهضة ليست حلما بعيدا، بل ممكنا اذا اجتمعت الارادة والحكمة والادارة.

اليوم، وبعد أكثر من عشرين عاما في الحكم، لا يزال اردوغان يتصرف كأنه في بداية الطريق، يناور، يتراجع، ثم يهاجم، يفتح صفحة جديدة مع الاكراد، في لحظة سياسية حساسة، بعد ان خلص من نفوذ البعث في سوريا، وأعلن زعيم الكرد إلقاء السلاح، يريد ان يبني جمهوريتهم معه، لا ضده، يريد ان يكتب فصلا اخيرا لا يشبه البدايات، بل يتجاوزها،

اردوغان ليس قديسا، لكنه ليس طاغية تقليديا ايضا، هو مزيج من الضوء والظل، من الطموح والخوف، من الديمقراطية الموجهة والسلطوية النامية، قد لا تحبه، وقد لا تثق به، وقد تتوجس من دهائه، لكنك لا تستطيع ان تتجاهله، اردوغان ليس زعيما من ورق، ولا دمية بيد العسكر، ولا صورة على الجدران

هو عقل سياسي يسير فوق حقل الغام، ويبتسم وكان الأرض مفروشة له بالورد.

هو النقيض المركب، الذي جمع في شخصه الحلم العثماني، والنهضة الاوروبية، والحنكة الشرقية، والخوف الازلي من السقوط

ولعل ما يغفله كثيرون، ان اردوغان لا يحارب فقط خصومه السياسيين، بل ايضا بقايا الافكار التي زرعتها الكمالية في الوجدان التركي، وعلى رأسها نظرة التعالي تجاه العرب .

الكمالية، في جوهرها، رأت في انتماء تركيا الى الشرق عارا، وفي العرب عبئا تاريخيا يجب تجاوزه لكن اردوغان، بخطابه وسياسته، حاول اعادة ترتيب هذه العلاقة، لا من منطلق عاطفي، بل من رؤية جيوسياسية واعية، فتح الابواب امام العرب، وازال الحواجز النفسية والرمزية، وقدم نموذجا لتركيا لا تخجل من هويتها، بل تصالح ماضيها وتبني مستقبلا مشتركا مع جوارها..

ولم تقتصر اعادة تشكيل تركيا على السياسة والاقتصاد فحسب، بل امتدت الى البنية الديموغرافية والاجتماعية.

في السنوات الاخيرة، تغيرت ملامح بعض الاحياء في اسطنبول وغازي عنتاب ومرسين، واصبحت اغلبية سكانها من السوريين او العراقيين او من جنسيات اخرى، في مشهد لم يكن ممكنا قبل عشر سنوات.

قد يراها البعض فوضى سكانية، لكن المتأمل يقرأها كجزء من مشروع اكبر: هندسة ناعمة للمجتمع التركي، تزحزح مركزية الهوية الكمالية وتفتح البلاد على تعددية جديدة.

هو لا يهدم الهوية، بل يعيد توزيعها، يوسع إطارها، يضخ فيها دماءً جديدة تجعلها أكثر مرونة، أكثر استعدادا للعصر.

اردوغان يدرك ان السلطة لا تُصان فقط بالمشاريع، بل ايضا بتغيير قواعد اللعبة من تحت، بهدوء، بلا إعلان.

تركيا اليوم تقف على مفترق طرق

ولاول مرة، لا تبدو بحاجة إلى منقذ، بل إلى من يحسن إدارة الانجاز، لا من يراكم الخطابات

اردوغان كتب سطره الخاص في تاريخ المنطقة

لكن السؤال الذي لن يجيب عنه الان هو

هل سيكتب نهاية تشبه ما بدأه؟!

ام انه، ككل من صعد عاليا، سيفتن بعلوه ويخطئ الطريق إلى الهبوط الآمن، قد يكتب التاريخ لاحقا انه فعل كل شيء… الا ان يترجل بارادته،،

وحدها الايام ستقول

هل كان اردوغان لحظة ذكية في تاريخ تركيا

ام انه كان… التاريخ نفسه

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أردوغان العلمانية تركيا

إقرأ أيضاً:

منتخب مصر الثاني يخوض المران الأخير قبل ودية البحرين

يختتم منتخب مصر الثاني، تدريباته مساء السبت، استعدادًا لمواجهة منتخب البحرين وديًا غدًا الأحد في المغرب.

ويشهد مران منتخب مصر الثاني، اليوم السبت، الاستقرار على تشكيل الفراعنة خلال ودية البحرين.

ويجري حلمي طولان عدة تعديلات على تشكيل الفراعنة أمام البحرين لمنح فرصة لعناصر أخرى للمشاركة مع المنتخب.

تفاصيل مران منتخب مصر الثاني مساء الجمعة

خاض منتخب مصر المشارك في كأس العرب، بقيادة الكابتن حلمي طولان، تدريباته - الجمعة - في معسكره المقام بالمغرب، وذلك بعد المباراة الودية التي خاضها أمس أمام منتخب المغرب.

وركز الجهاز الفني خلال المران على النواحي التكتيكية ، إلى جانب تجهيز جميع اللاعبين استعدادًا للمباراة المقبلة أمام منتخب البحرين والمقرر إقامتها وديًا مساء الاحد .

ويأتي معسكر منتخب مصر في المغرب ضمن المرحلة الثانية من برنامج الإعداد لخوض منافسات بطولة كأس العرب، المقرر إقامتها في قطر خلال شهر ديسمبر المقبل

 

استبعاد عمر جابر وكريم حافظ من معسكر المنتخب

قرر الجهاز الفني لمنتخب مصر المشارك في كأس العرب، بقيادة الكابتن حلمي طولان، عودة الثنائي عمر جابر وكريم حافظ إلى القاهرة، بعد تعرضهما للإصابة خلال معسكر الفريق المقام حاليًا في المغرب استعدادًا لبطولة كأس العرب المقرر لها في قطر ديسمبر المقبل.

وفي المقابل، استدعى الجهاز الفني اللاعب كريم العراقي، على أن ينضم إلى معسكر المنتخب غدًا الجمعة لتعويض الغيابات ودعم صفوف الفريق قبل المواجهة الودية المقبلة أمام البحرين.

منتخب مصر الثاني يخسر من المغرب للمحليين وديًا

خسر منتخب مصر الثاني أمام منتخب الرديف في المغرب بهدفين نظيفين، في المباراة الودية التي جمعتهما مساء اليوم الخميس.

ويلتقي منتخب مصر الثاني مع البحرين وديًا خلال التوقف الدولي في أكتوبر الجاري.

يستعد منتخب مصر الثاني لخوض منافسات كأس العرب في قطر خلال ديسمبر المقبل.


سر عدم إذاعة ودية منتخب مصر الثاني والمغرب للمحليين

كشف مصدر في اتحاد الكرة، سر عدم إذاعة مباراة منتخب مصر الثاني الودية ضد منتخب المغرب للرديف، التي تقام في ملعب الأخير.

قال المصدر إن مدرب المنتخب المغربي، رفض إذاعة المباراة.

وأفاد بأن مدرب المغرب يرغب في فرض مزيد من السرية على منتخب بلاده الذي يشارك في بطولة كأس العرب خلال ديسمبر المقبل في قطر.

أعلن الجهاز الفني لمنتخب مصر الثاني بقيادة حلمي طولان، تشكيل الفراعنة لمواجهة المغرب وديًا.

جاء التشكيل كالتالي:

أحمد الشناوي

كريم حافظ - أحمد سامي - محمود الونش - أحمد هاني

أكرم توفيق - عمرو السولية

أفشة

مصطفى شلبي - مروان حمدي - قطة

مقالات مشابهة

  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • أردوغان يستعرض مع رئيس الديوان الرئاسي بالإمارات القضايا الإقليمية والعالمية
  • إي فواتيركم يكسر حاجز الـ11 مليار دينار… أرقام قياسية في المدفوعات الرقمية
  • مجدي الجلاد: أكثر من 70% من الوجوه التي شاهدناها في مجلس النواب السابق لن تكون موجودة في المجلس المقبل
  • ما رمزية ودلالات زيارة بابا الفاتيكان القادمة إلى تركيا؟
  • قمة ''شرم الشيخ للسلام'' تنطلق غداً في مصر بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة
  • 58 قرشًا نزولاً.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم بعد التراجع الأخير
  • منتخب مصر الثاني يخوض المران الأخير قبل ودية البحرين
  • كيف نجحت تركيا في دخول المعادلة الفلسطينية رغما عن إسرائيل؟
  • بعد رفض إسرائيلي متواصل.. تركيا أردوغان تستعيد دورها في دبلوماسية غزة