تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق  شبكة معقدة للجماعات المتشددة فى المنطقة وأهدافهم عابرة للحدود.. وتصل أعدادهم إلى ثلاثة آلاف مقاتل خطورة المقاتلين تتمثل فى توفير حاضنة لكل التيارات المتطرفة فى أفغانستان منذ وصول طالبان للسلطة فى العام 2021الحكومة الأفغانية تستخدم ورقة المقاتلين الأجانب والإيجور للضغط على بكين ومحاولة استنزافها 

أفغانستان باتت منصة الإرهاب العالمي وبوابته الرئيسية فى آسيا منذ أكثر من ستين عامًا وتحديدًا منذ وفود ما سُمى بالمقاتلين العرب أو المجاهدين العرب فى العام 1979، وما تلى ذلك من سيطرة حركة طالبان على السلطة، وهو ما اضطر واشنطن إلى غزوها فى العام 2001 حتى خرجت بعد 20 عامًا وتحديدًا فى العام 2021.

وصلت الحركة إلى السلطة مرة أخرى بعد خروج القوات الأمريكية قبل ٤ سنوات، حيث سلمت واشنطن السلطة بعد عقدين لمن كانت تُحاربهم فى أفغانستان، وكان الملاحظ أنّ الحركة لم تتغير، النسخة الثانية مثل الأولى تمامًا مع بعض الفروق التى راعت إلى حد عدم استفزاز المجتمع الدولي.

فالحركة التى احتضنت أسامة بن لادن بعد تفجيرات برجى التجارة العالمي، هى نفسها التى وفرت الحماية له لسنوات طويلة، وقد تم غزو أفغاسنان من أجل الحصول على رأس الرجل، نفس الحماية وفرتها لخليفته أيمن الظواهرى حتى قتل بعد خروج القوات الأمريكية بفترة قصيرة حتى تم مراقبة تحركاته وقتل داخل منزلة فى حى السفارات وعلى مقربة من مقر الحكومة الأفغانية.

على كل الأحوال الحركة وفرت ملاذًا آمنًا لكل المقاتلين الأجانب من كل الأقطار، حتى أصبحت منصة الإرهاب الأولى فى العالم، ومن هؤلاء المقاتلين الأجانب، الإيجور، وهم مسلمو تركستان الشرقية، ولأن هناك حدودا جغرافية ومصالح اقتصادية بين البلدين أفغاسنان والصين، فإنّ التهديد بات كبيرًا.

تهديدات مقاتلى الإيجور

مقاتلو الإيجور فى أفغانستان يمثلون تهديدًا استراتيجيًا للمصالح الصينية؛ حيث يتراوح عدد هؤلاء المقاتلين ثلاثة آلاف مقاتل، خاصة وأنّ السلطات الأفغانية ترفض الإفصاح عن أى معلومات ترتبط بأعداد هؤلاء المقاتلين، وهنا تبدو مشكلة أخرى ترتبط بحصر الأعداد.

كما أنّ الحكومة الأفغانية تستخدم ورقة المقاتلين الأجانب عمومًا ومقاتلى الإيجور على وجه الخصوص للضغط على الصين أو محاولة استنزافها من أجل تحقيق مصالحها أو على الأقل مواجهة التوغل الأمريكى السابق بالوجود الصينى الحالي.

فى نفس الوقت تقوم الحكومة الأفغانية بين الوقت والآخر بإصدار تطمينات إلى الحكومة الصينية، خاصة وأنها تحتاج إلى الحليف الصيني، تحتاج إلى الصين وتضغط عليها فى نفس الوقت، فهناك هدف استراتيجى يرتبط بتحقيق مصالح الحركة الموجودة على رأس السلطة. 

وهناك من يرجح أنّ عدد المقاتلين الإيجور فى أفغانستان يتراوح بين سبعمائة إلى ثمانمائة، وقد تتداول الحكومة الأفغانية أرقامًا أقل من ذلك بكثير، بينما الواقع على الأرض وفق المصادر الميدانية يشير إلى أنّ العدد يصل إلى ثلاثة آلاف ومرشح للزيادة.

يستخدم المقاتلون الأيجور أفغانستان نقطة انطلاق إلى مناطق الحروب والصراعات، سواء فى ليبيا أو سوريا، كمثال، كما أنّ هناك عددا غير قليل من الصينيين الذين يقيمون فى أفغانستان، وهنا تتعمد الحكومة الأفغانية إلى إخفاء المعلومات الحقيقية والواقعية الخاصة بهم.

الخطورة تبقى الهجرة العسكرية لهؤلاء المقاتلين من مناطق الصراع لأفغانستان، أو العودة إلى مناطق وجودهم ونفوذهم فى الدولة الحدودية، فهناك معلومات تُشير إلى استعداد قرابة ألفين من هؤلاء المقاتلين إلى العودة إلى أفغانستان.

أولًا: أسباب وجود المقاتلين فى أفغانستان

توفير حاضنة لهؤلاء المقاتلين من قبل حركة طالبان التى وصلت إلى السلطة فى البلاد فى العام ٢٠٢١.

الضغط على الحكومة الصينية التى تسعى لملء الفراغ الأمريكى فى أفغانستان بعد انسحاب الأخيرة.

استخدام أفغانستان كمحطة جهادية تنطلق من خلالها إلى العديد الدول التى تنتشر فيها الحروب والصراعات.

استخدام أفغانستان كمنطقة تدريب وتأهيل لتنفيذ عمليات مسلحة فى إقليم تشانج يانج وباقى الأراضى الصينية، والتى يدعى هؤلاء المقاتلين أنهم يُعانون اضطهادًا فيها.

صحيح توسعت العلاقات بين البلدين، وكان السفير الصينى أول مسئول أجنبى يلتقى مؤسس وزعيم طالبان الملا محمد عمر فى قندهار عام ٢٠٠٠، ولكن تبقى ورقة مقاتلى الإيجور فى الصين المهدد الرئيس والأساسى للعلاقات الإستراتيجية بين البلدن.

وهنا تحتاج الصين إلى ممارسة ضغوط فعليّة على الحكومة الأفغانية تُودى فى النهاية إلى نتيجة ترتبط بتفكيك أى وجود للمقاتلين الإيجار. وصحيح ان التقديرات الصينية بأنّ إقامة علاقات مع الحكومة الأفغانية أمر مقدم على أى خلاف سياسى أو تصدير مشكلة، ولكن هؤلاء المقاتلين سوف يظلون الورقة الخاسرة للصين فى أفغانستان، والتعايش معها قد يُهدد هذه العلاقات، ليس هذا فحسب وإنما سوف يُهدد الأراضى الصينية، فهؤلاء المقاتلون يُرسلون تهديدات بممارسة عمليات إرهابية أو ما يُطلقون عليه تحرير إقليم تركستان الشرقية.

ثانيًا: تفكيك الوجود الخاص بمقاتلى الإيجور

-فرض حصار على هؤلاء المقاتلين داخل الأراضى الصينية وخارجها، مع التنسيق الاستخبارى رفيع المستوى بين الحكومة الصينية والأفغانية.

-قطع شريان الاتصال والتواصل بين المقاتلين خارج الأراضى الصينية وبين نظرائهم المقيمين على الأراضى الصينية.

-تفكيك مجموعات المقاتلين خارج الأراضى الصينية عسكريًا وفكريًا، وهو ما يستلزم معلومات استخباراتية عنهم ومواجهة فكرية لما يطرحونه.

-تقنين أوضاع بعض هؤلاء المقاتلين القانونية فى حال تخليه عن العنف، على أنّ يظهر على شاشات التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى للمساعدة فى تفكيك المنظومة الفكرية التى يؤمن بها هؤلاء المقاتلون والتحذير من واقع تجربته انغماس آخرين فى المشروع الجهادي.

-دراسة التوجه الفكرى والأيديولوجى مع دراسة التحركات العسكرية لهؤلاء المقاتلين، واستخدام هذا التوجه فى القضاء عليهم، وهو ما يحتاج إلى مزيد من الدراسات النقدية والبحوث فى هذا السياق، تكون قادرة على قراءة الأفكار المؤسسة التى يُؤمن بها هؤلاء المقاتلون. 

-استغلال العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأفغانستان والتى تمتد إلى خمسينيات القرن الماضى فى الضغط من أجل تفكيك الوجود الخاص بمقاتلى الإيجور.

-طرح مشاريع استثمارية واقتصادية جديدة تبدو مغرية للجانب الأفغانى من أجل تحقيق مزيد من المكاسب الخاصة بتفكيك الوجود الخاص بمقاتلى الإيجور، خاصة وأنّ البلدين يتمتعان بحدود يبلغ طولها ٧٦ كيلومترا فى جبال بامير شمالى أفغانستان، ولكن لم تستخدم هذه الحدود حتى الآن على مدى عقدين ماضيين من الزمن.

-تطوير العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الصين وأفغانستان إلى تعاون استخبارى أكبر يُساعد فى القضاء على تهديد المقاتلين الإيجور على أمن الصين.

_المطالبة بتسليم الحاجى فرقان من قبل الحكومة الأفغانية، وهو ما سوف يُساعد كثيرًا فى تفكيك الوجود الجهادى لهؤلاء المقاتلين على الأراضى الأفغانية.

-وضع خطة تتعلق بمواجهة المشروع السياسى والأيديولوجى الخاص بالمقاتلين الأيجور وتهديداتهم فى أفغاسنان، وهو ما يستلزم مزيدا من الكتابات التى قد تُساعد فى تحقيق هذا الغرض، خاصة وأنّ هؤلاء المقاتلين باتت لهم ارتباطات وثيقة بتنظيم "داعش" (ولاية خراسان)، فضلًا عن علاقة هؤلاء المقاتلين بفصائل "طالبان".

-تنشيط الوجود الاستخبارى الصينى فى مناطق انتشار المقاتلين الإيجوار وبخاصة في: ولايات بدخشان، تخار، وبادغيس شمال وشمال غرب أفغانستان.

ثالثًا: تطوير الوجود الصينى فى أفغانستان

الصين لها وجود قوى فى أفغانستان ولكنه يحتاج إلى تطوير ليس بهدف التنمية الاقتصادية ولكن بهدف القضاء على التهديدات الخارجية، ومنها مقاتلى الإيجور، خاصة وأنها أول دولة تسلم مقر السفارة الأفغانية لحركة طالبان عام ٢٠٢١ بعد الانسحاب الأمريكى مباشرة، وأرسلت سفيرها إلى كابل مباشرة، وبالتزامن مع التحركات الدبلوماسية، تدفق مئات المستثمرين الصينيين إلى العاصمة الأفغانية.

الوجود الصينى فى أفغانستان يحتاج إلى مزيد من التطوير وتعميق العلاقات، وربما يكون المقايس فى تطوير هذه العلاقات النفوذ الذى ينتهى بتفكيك خطر مقاتلى الإيجور، وليس فقط بزيادة الإستثمارات الصينية فى أفغانستان، أو تحقيق استفادة اقتصادية للصين من وراء ذلك.

وربما هناك فرصة للصين ترتبط بأنّ أفغانستان مشغولة فى الحرب الأوكرانية منذ ما يزيد عن أكثر من عامين، مع الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان بعد أكثر من عشرين عامًا، وهنا تبدو قوة العلاقات فى الغطاء الأمنى والاستخباراتى للصين على الأراضى الأفغانية.

تبدو الصين الشريك والمتعاون الأقرب إلى أفغانستان، لكن هذه العلاقة تحتاج إلى دراسة وافية بحيث تجمع ما بين المصلحة والضغط بهدف تحقيق هدف الصين من تفكيك تهديدها الموجود على الأراضى الأفغانية.

ضرورة الاتجاه إلى وجود تعاون مستقبلى يرتبط بعدم استقبال أفغانستان للمقاتلين الإيجور، أو أنّ يضع هؤلاء على لوائح الإرهاب داخل الأراضى الأفغانية، أو توقيع اتفاق أمنى يقضى بتسليم هؤلاء المقاتلين من قبل سلطات الحكم فى أفغانستان.

الفراغ الأمريكى 

الصين الدولة الوحيدة القادرة على ملء الفراغ الأمريكي، ولكنها لم تستطع أنّ تحقق كل مطالبها حتى الآن وبخاصة التى تتعلق بالأمن، رغم أنّ كل الظروف مهيئة لتحقيق ذلك، سواء ما حققته الصين فى السنوات الأربع الماضية أو وضع أمريكا وروسيا وإيران التى لم تستطع أنّ تبقى كحليف لحركة طالبان بسبب الاختلافات الأيدولوجية والنزاعات حول موارد المياه.

وفى نفس السياق تضررت علاقة السلطات فى أفغانستان بدولة باكستان بشكل خطير بسبب حركة طالبان الباكستانية الفترة الأخيرة، وهنا بات الظرف الجغرافى والسياسى معًا مهيئًا لتنامى العلاقات ما بين الصين وأفغانستان.

والصين مضطرة لضرورة استغلال الموقع الجغرافى المهم الذى تتمتع به افغانستان، والتى تتمتع بموقع جيوستراتيجى فريد، حيث تربط بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى وشرق وغرب آسيا فى نفس الوقت.

رابعًا: محاربة الأهداف الاستراتيجية للإيجور

من المهم رصد الأهداف العليا للمقاتلين الإيجور، خاصة وأنّ هذه القوات تسعى لاستهداف المصالح الصينية فى المنطقة، كرد فعل ما يروج هؤلاء المقاتلون على السياسات التى تتبعها الحكومة الصينية ضد المسلمين الإيغور فى إقليم شينجيانج، وهو ما يستلزم تفكيك خطاب هؤلاء المقاتلين والرد عليه.

كما من المهم تفكيك تحركات المقاتلين الإيجور والتى تسعى إلى إقامة دولة إسلامية داخل الأراضى الصينية، ومحاولة اكتساب تعاطفى عربى وإسلامى وكذلك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.

كما أنه من الضرورى الكشف عن العلاقة الوثيقة بين تنظيم داعش – فرع خراسان، ففك هذا الارتباط قد يُساعد كثيرًا فى التقليل من مخاطر هؤلاء المقاتلين تمهيدًا للقضاء بصورة كاملة على خطرهم.

خاصة وأنّ هناك تقارير ميدانية أكدت وجود تنسيق جزئى وتعاون ميدانى بين بعض بعض مقاتلى الإيجور فى أفغانستان وبين وحركة طالبان، خصوصًا فى المناطق الحدودية الوعرة، حيث تتقاطع المصالح الأمنية والعسكرية.

الانتباه إلى وجود المقاتلين الأيجور فى معاقل خاصة بهم فى منطقة وردوج بولاية بدخشان، وتستفيد من التضاريس الجبلية لتأمين وجودها وتنفيذ عملياتها، وهو ما يحتاج إلى تفكيك أمن وعسكرى عبر التنسيق مع الحكومة الأفغانية.

خامسًا: التهديدات الدولية والأقليمية

يمثل المقاتلين الأيجور تهديدًا أمنيًا كبيرًا للصين ولمحيطها، هذا التهديد مباشر، وهو ما يثير قلق دول الجوار أيضًا، خاصة وأنّ تعاون المقاتلين الإيجور مع المقاتلين الأجانب من دول أخرى وداعش- ولاية خرسان، فضلًا عن التعاون مع حركة طالبان المسلحة، كل هذا يخلق وضعًا يبدو صعبًا من الناحية الأمنية على الصين والمنطقة.

فوجود هؤلاء المقاتلين بكثافة فى شمال أفغانستان يُعقد من المشهد الأمنى والأضرار على الصين، وهو ما يستلزم سرعة المواجهة ومحاولة التفكك. ويعد المقاتلون الإيجور فى أفغانستان يمثّلون جزءًا من المشهد المعقد للجماعات المتشددة فى المنطقة. أهدافهم العابرة للحدود، وعلاقاتهم المتعددة بطالبان وداعش، تجعلهم عاملًا مؤثرًا فى معادلات الأمن الإقليمي، وتستدعى معالجة شاملة تضم الجوانب الأمنية والفكرية والسياسية، كما أنه يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل لمعالجة الأثار والتدعيات بصورة سريعة.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: منير أديب المقاتلون الأجانب أفغانستان آسيا الحکومة الأفغانیة المقاتلین الأجانب هؤلاء المقاتلین الحکومة الصینیة على الأراضى المقاتلین ا الأفغانیة ت أفغانستان ی حرکة طالبان یحتاج إلى خاصة وأن فى العام مزید من کما أن فى نفس من أجل من قبل

إقرأ أيضاً:

تسلم البطن الجابتك

تسلم البطن الجابتك

كتبت- يسرية محمد الحسن

ما من منطقة تأذت من هذه الحرب مثلما تأذت به ولاية الخرطوم ! دمار ما بعده دمار تفكيك وتدمير ممنهج بل ومدروس للبنى التحتية بالعاصمة كلها. كل شبر.. كل متر كل مربع كل شارع.. حارة.. حي.. سوق.. مشفى مدرسة.. جامعة دور العبادة.. تخيلوا حين يهدمون مسجدا.. أو كنيسة تتعالى أصواتهم النكرة بالتكبير !!! حتى الأشجار والطيور والحيوانات لم تسلم من بطش هؤلاء (الذين يعدنا
قادتهم بجلب الديمقراطية والعدالة وحقوق المواطنين) قبلا توعد وهدد قائدهم بأن عمارات الخرطوم (ستسكنها الكدايس).. خربوها نعم. دمروها نعم.. جعلوا عاليها واطيها.. نعميين !!. اضطهدوا مواطنيها وأذلوهم أيما اضطهاد وإذلال ! وهل من بعد سرقة (شقى العمر ) للمواطنين المسالمين العزل الأبرياء سيكون لهؤلاء نصيب من قبول لدى مواطنىدي ولاية الخرطوم. التي وبعد رحيلهم المذل عنها أصبحت كما تمنى قائدهم في مقولته تلك … ولاية لا تصلح حقا الا (لسكنة الكدايس)!!..عامان كانهما دهر بأكمله ! ذاق فيها الناس ( الويل وسهر الليل)! والظلم والقهر والاضطهاد، والاذلال والعنف والقتل والسبي للنساء والبنات والاختفاء القسري للرجال والنساء على حد سواء.. والتخويف والرعب والإرهاب. كانوا يقفون على كل باب ! كان مواطنو الخرطوم أسرى في أيدي هؤلاء.. نعم أسرى بكل مافي الكلمة من معان ومدلولات ! أسرى داخل الأحياء.. لا يستطيعون التحرك إلى أي جهة بالولاية أو خارجها. إلا بعد تفتيش دقيق وتمحيص أدق ولك أن تتخيل عزيزنا القارئ. كيف كان الحال في عاصمتنا الجميلة قبل وقوعها في أيدي هؤلاء القتلة وكيف كان حال مواطنيها الذين لم تسعفهم ظروفهم المادية للهرب من هذا الجحيم.. خرج هؤلاء الذين ( لا يشبهون البشر) ولا أي علاقة لهم البتة بالجنس البشري ! او حتى بجنس الحيوان. نعم. فبعض الحيوانات رؤوفة ببني جلدتها وأجناسها..! دمار بهذا الحجم للبنى التحتية وللمباني. سكنية او حكومية ونهب ممتلكات المواطنين وتدمير بيوتهم بهذا العنف والإصرار والترصد لا يمكن بأي حال. أن يكون وليد اللحظة ! هي خطط مدروسة وبعناية فائقة لـ( مسح كل شيء. اي شيء) له علاقة بعاصمة اسمها الخرطوم !..

خرج الجنجويد. نعم. بعد أن نفذوا تعليمات قياداتهم العليا. كما طلب منهم بالملي والسنتمتر والشولة والنقطة لم يخرج أحمد عثمان حمزة..! لم يبارح ولايته قط عاش لحظة بلحظة هذا (التسونامي) الغريب والمتوحش والشرس واللا دين له ولا وطنية ولا إنسانية ورأى رأي العين كل ما حدث وهو صابر صامد في في مكانه يمارس نشاطه في كرري التي لم يستطع هؤلاء (الغجر) أن يطؤوها ! ولكن دانات مدافعهم ومسيراتهم كانت تفشل دوما في أن تصيب المنطقة بأذى ! فترتد إليهم بالخزي والخيبة والحسرة والانهزام.

خليت الخرطوم تماما من مغول العصر وكان أول من انتقل للعمل فيها من مقر أمانة الحكومة الذي دمر ونهب وسرق كل شيء بداخله والي الولاية ووزراء حكومته المكلفين ما من أي معينات أو اموال. ليبدأ هؤلاء الرجال تطويع المستحيل ليصبح واقعا ولكن المستحيل أصبح واقعا بالفعل ! كيف ذلك وبأي أموال أو معينات. أو… أو… لا ندري ولا نعلم.. فقط نعلم أن مجهودات جبارة بذلت ولا زالت تبذل لإعادة عاصمة البلاد إلى ألقها وجمالها وماضيها الجميل..
بالأمس ساقتني قدماي إلى (سوق ستة) وسوق ستة سادتي واحد من الأسواق الشعبية المنتشرة بعاصمة الجمال.. لبرهة حسبتها دهرا تحسست رأسي هل ضللت طريقي؟ (فقد اعتدت أن أمشي بأرجلي كثيرا) نعم هو سوق ستة أو سوق الوحدة كما يسمونه ولكني لم أصدق عيناي وأنا أرى (جبال نفايات السوق والجنجويد ) وقد اختفت !!

الطرقات التي كانت مرتعا خصبا لأولئك الأوباش. يدخنون الحشيش داخل الرواكيب ويحتسون القهوه والشاي ويأكلون ويشربون ويذلون المواطنين ! بل يعتدون عليهم ضربا بسياط العنج. دون أي مبررات..! هذه الرواكيب والفوضى والعشوائية التي كان سائدة ولمدة العامين الماضيين قد اختفت !! لم أصدق أنه سوق الوحدة لماذا.. لأن هذا السوق حوله هؤلاء الأوباش إلى مكب نفايات كل الموبقات والخارج عن القانون هو سيد الموقف.. عاد كل شيء إلى وضعه.

قبل السنتين الماضيتين لأول مرة أرى أنه كانت هناك شوارع أسفلت داخل هذا السوق.. كان لابد أن استفسر عن الأمر فقد كنت قبل يومين بالسوق. وكان على حاله المتسخ والـ (مقرف) والعشوائية والفوضى تملأ كل مكان فيه ما الذي حدث بالضبط وأي معجزة تلك التي وفي يومين فقط غيرت ملامح السوق تماما تماما ليعود كما عرفناه قبل أن تطأه الأقدام النجسة جاءتني الإجابة من فورها.. من وجوه المواطنين والفرح يغمر الوجوه… (الوالي كان هنا يوم السبت الفات، وطاف على كل السوق، أي مكان، أي راكوبة، أي زقاق، وكان زعلان شديد. لما شاف الحاصل) وركب عربة، ما فخمة زي عربات المسؤولين البنشوفها في التلفزيون… يرد بائع ليمون كان جوارنا.. الكلام ده أول أمس، أمس جات حملة كبيرة ماليها عد، وعربات للشرطة والأمن، وضباط كبار وصغار، وعساكر، وآليات كبيرة.. السوق ده في ست ساعات بس، أهو زي ما إنتو ونحن شايفنو رجع كيف؟؟!!!

 

القائد الذي سيخلد اسمه في تاريخ السودان الحديث كأعظم قائد انتصر على أكبر مؤامرة تحاك ضد دولة بالعالم قديمًا وحديثًا، فخامة الرئيس البرهان، أخاطب سيادتكم. لأنكم أنتم من اخترتم الاستاذ أحمد عثمان حمزة واليًا على ولاية الخرطوم. أخاطبكم وبكل الأدب أقول: كيف سيكون الجزاء لهذا الرجل الذي طوع المستحيل في زمن قياسي، وبفضل جهوده عاد مواطنو الخرطوم إلى الديار التي نعمت بالأمن والأمان والخدمات من بعد طول غياب.

 

هذا الوالي، النموذج لرجل الدولة المتفاني في خدمة مواطنيه، يستحق منكم، أخي القائد، التكريم ومنحه أرفع الأوسمة التي تقلد عادةً لأعظم القادة في ميادين القتال. فمثله لم تلده أمّه بعد!! وأخي سعادة الأستاذ الفخيم أحمد عثمان حمزة، والي ولاية الخرطوم، يوم شكرك ما يجي!! وتسلم البطن الجابتك.

بسرية محمد الحسن

صحيفة أخبار اليوم

الخرطوم.

 

البرهانوالي الخرطوميسرية محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • أنا الذي.. طرح ثالث أغاني الكينج محمد منير مع روتانا على يوتيوب.. فيديو
  • أفغانستان المجني عليها في الإعلام
  • تسلم البطن الجابتك
  • قبل حفل العلمين.. الكينج محمد منير يستعد لطرح «أنا الذي»
  • ممنوع على الأجانب.. شاهد كيف يبدو منتجع ونسان-كالما في كوريا الشمالية
  • طرح مشروع تملك الأجانب
  • أنا الذي.. طرح برومو أغنية الكينج محمد منير
  • عمرو أديب ينعى زياد الرحباني: عبقري لن يتكرر
  • كلام مباشر قوي.. عمرو أديب يعلق على تصريحات الرئيس السيسي بشأن غزة
  • الاحتلال يفرض رقابة عسكرية مُشددة على المُراسلين الأجانب الراغبين في دخول غزة