جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-29@11:30:28 GMT

منتدى التنمية الصيني

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

منتدى التنمية الصيني

 

 

تشو شيوان **

منصة لتعزيز التعاون العالمي في مواجهة التحديات الاقتصادية

مع تزايد حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، يُبرِز "منتدى التنمية الصيني 2025" أهمية الحوار والتعاون كأدوات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة؛ إذ إن حضور أكثر من 750 ممثلًا دوليًا لهذا الحدث في بكين يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بنهج الصين التنموي، خاصة في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والتكنولوجية التي يواجهها العالم اليوم.

ومن خلال المنتدى، تؤكد الصين مجددًا التزامها بالانفتاح والتعاون؛ حيث تعهد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ بتوسيع نطاق الوصول إلى السوق ومعالجة شواغل الشركات الأجنبي، وهنا يعكس إدراك الصين العميق لدورها كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي العالمي، خاصة في ظل التباطؤ الذي تشهده العديد من الاقتصادات الكبرى. وفي الحقيقة، أجدُ أن المنتدى تكمن في قدرته على توفير أرضية مشتركة للحوار بين الصين والعالم، وهو أمر تزداد الحاجة إليه في ظل تصاعد الحمائية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية؛ فبدلًا من الانغلاق، تقدم الصين نموذجًا يدعو إلى التكامل والتعاون والتشارك في الموارد، وهو ما يتماشى مع طموحات العديد من الدول الساعية إلى تحقيق تنمية مستدامة.

بالنسبة للدول العربية، يُمثل المنتدى فرصة ثمينة لتعزيز التعاون مع الصين، سواء عبر التكامل مع مبادرة "الحزام والطريق" أو عبر تعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر؛ فالتجربة الصينية في التنمية التكنولوجية والابتكار الصناعي يمكن أن تكون مصدر إلهام للدول العربية في سعيها لتنويع اقتصاداتها وبناء قطاعات مستقبلية أكثر استدامة.

وفيما يخص الموضوعات المطروحة في المنتدى؛ فهي تركز على الذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء، تعكس اتجاهًا عالميًا نحو إعادة تعريف مفهوم التنمية، ليكون أكثر تركيزًا على الابتكار والاستدامة، كما أن التركيز على تحول الطاقة والاقتصاد الرقمي يتماشى مع الأجندة الاقتصادية الطموحة للكثير من الدول العربية التي تسعى إلى تنويع اقتصاداتها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط. ولذلك، فإنَّ المنتدى يمثل فرصة لتفعيل شراكات جديدة، والاستفادة من الخبرات الصينية في تطوير البنية التحتية الذكية والتكنولوجيا المتقدمة، وفي هذا السياق، فإن التفاعل بين الشركات متعددة الجنسيات وصانعي القرار في الصين سيساعد على تشكيل رؤية اقتصادية أكثر تكاملًا للعالم، وهو ما قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة.

وفي وقت تتصاعد فيه النزعات الحمائية في الغرب، تقدم الصين نموذجًا مضادًا عبر تعهدها بحماية التجارة الحرة وتسهيل اندماج الشركات الأجنبية في سوقها. وقد كان خطاب رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ واضحًا؛ حيث قال إن الصين لن تنغلق على نفسها؛ بل ستعمق شراكاتها. وهذا الموقف ليس إيثارًا، بل إدراكًا أن النمو العالمي المترابط هو الضامن الوحيد للازدهار المشترك في عصر الأزمات المتتالية.

الدرس الأهم من "منتدى 2025" هو أن التعاون الدولي لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة وجودية، والصين تقدم نفسها كقائدة لهذا المسار، لكن نجاحها مرهون بقدرتها على تحويل الخطاب إلى مشاريع تُحدث فرقًا في حياة الناس، وبالنسبة للعالم فإن المنتدى فرصة لتعزيز الشراكة مع بكين في مجالات نوعية كالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الدائري، بعيدًا عن النموذج التقليدي للعلاقات التجارية.

منتدى التنمية الصيني ليس مجرد اجتماع اقتصادي؛ بل حدث استراتيجي يعيد رسم خريطة التعاون العالمي، فبينما تواجه الاقتصادات العالمية تحديات متزايدة، فإن مثل هذه المنصات توفر فرصًا لإيجاد حلول مشتركة ومستدامة. ويبقى السؤال الأهم: هل سيستفيد العالم من هذا الزخم لإعادة بناء نظام اقتصادي أكثر عدالة وشمولًا، أم ستظل التحديات السياسية والاقتصادية عقبة أمام تحقيق التكامل المنشود؟، هذا التساؤل الذي ينتظره العالم إجابته والتي لن نصلها إلّا لو وَضَعَ العالم يده مع بعضه البعض والعمل نحو مستقبل أفضل، وهذا جوهر ما تريده الصين من مثل هذه المنتديات العالمية، والأهمية الحقيقية للمنتدى تكمن في كونه اختبارًا عمليًا لإمكانية بناء تحالفات تنموية في عالم مُمزَّق.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجويفي يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لبحث تعزيز التعاون في مشاريع التنمية المحلية

استقبل وزير الحكم المحلي المكلف، عبد الشفيع الجويفي، اليوم الاثنين بمقر ديوان الوزارة في طرابلس، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، يرافقه نائب رئيس قسم التعاون وملحق مدير المشروع من بعثة الاتحاد الأوروبي. جاء ذلك بحضور ممثل إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، السيد محمد صويد، ومدير مكتب التعاون الدولي بوزارة الحكم المحلي.

وخلال اللقاء، تم استعراض سير عدد من المشاريع المشتركة، من أبرزها نجاح مشروع “بلديتي – المرحلة الثانية”، ومشروع “مساندة” الذي يقدم الدعم الفني للوزارة والبلديات، إلى جانب مناقشة مشاريع أخرى قائمة.

ورحب الوزير في كلمته بالسفير والوفد المرافق، معبراً عن شكره وامتنانه للدور البارز الذي تقوم به بعثة الاتحاد الأوروبي في دعم برامج التنمية المحلية والمشاريع المشتركة مع الوزارة، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يعد شريكاً أساسياً واستراتيجياً في تعزيز مسار اللامركزية والتنمية المستدامة في ليبيا.

من جانبه، أعرب السفير نيكولا أورلاندو عن تقدير الاتحاد الأوروبي للتعاون القائم مع وزارة الحكم المحلي، مشيداً بدورها كشريك مهم وفعال في تنفيذ عدد من المشاريع التنموية في مختلف البلديات.

وفي ختام اللقاء، أكد الوزير على أهمية استمرار التواصل والتنسيق مع فريق بعثة الاتحاد الأوروبي لضمان فعالية تنفيذ البرامج والمشاريع المشتركة وتحقيق الأهداف المرجوة من هذا التعاون.

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي لأحمر الشفاه
  • أمطار الصين تودي بحياة العشرات وإجلاء أكثر من 80 ألف
  • عُمان تشارك في "المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات" بجنيف.. الثلاثاء
  • مصر تبحث دعم التنمية وجهود إعمار غزة مع برنامج الأمم المتحدة
  • الجويفي يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لبحث تعزيز التعاون في مشاريع التنمية المحلية
  • انطلاق المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام فبراير المقبل بمشاركة أكثر من 250 شركة محلية وعالمية
  • «الشورى» يشارك في المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات بجنيف
  • مشاركة دولية واسعة في منتدى "التمويل المستدام والأخضر"
  • المطبخ العالمي: لا عذر لصمت العالم على ما يحدث بغزة
  • جنوب أفريقيا تشيد بالجهود المصرية في تعزيز التنمية بالقارة ودفع التعاون