معلومات الوزراء: 90% من المواطنين في 15 دولة يشعرون بتزايد عدد الأزمات العالمية
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عدداً جديداً من نشرته الدورية التي يصدرها بعنوان "نظرة على استطلاعات الرأي المحلية والعالمية"، والتي تضمنت نخبة لأبرز نتائج استطلاعات الرأي التي تجريها تلك المراكز العالمية في المجالات المختلفة، وذلك في إطار سعى المركز نحو رصد ومتابعة أبرز استطلاعات الرأي التي تجريها مراكز الفكر والاستطلاعات الإقليمية والعالمية، للتعرف على ما يدور بشأن القضايا المختلفة التي يتم استطلاع آراء المواطنين حول العالم بخصوصها، فضلاً عن التوجهات العالمية إزاء الموضوعات التي تهم الشأن المصري والعربي.
تضمن العدد استطلاعا لمؤسسة "فوم للرأي العام" على عينة من المواطنين الروس بهدف التعرف منهم عن رأيهم في أهمية عضوية روسيا في تجمع بريكس.
وقد أوضح 60% من الروسيين المشاركين بالاستطلاع أنهم على علم أو سمعوا عن دول بريكس قبل ذلك.
وأفاد 33% من الروسيين الذين سمعوا عن مجموعة دول بريكس بأن لديهم علمًا بأن الصين عضو من ضمن دول المجموعة، تليه معرفتهم بأن الهند ضمن المجموعة بنسبة 30%، كما رأى 28% من الروسيين الذين سمعوا عن البريكس أن العلاقات بين دول المجموعة قائمة على أساس المساواة، في حين رأى 22% أن كلًا من روسيا والصين تلعبان دورًا قياديًا داخل المجموعة، وأكد 20% من الروسيين الذين سمعوا عن مجموعة دول بريكس أن التعاون الاقتصادي والتنمية وتعزيز اقتصاديات دول بريكس تأتي في مقدمة الأهداف التي تسعى المجموعة إلى تحقيقها.
واتصالًا، رأى 31% من الروسيين الذين سمعوا عن مجموعة بريكس أن أنشطة المجموعة لها تأثير كبير على الأوضاع في العالم، في حين رأى 14% أن لها تأثيرًا طفيفًا، و7% فقط رأوا أنها ليس لها تأثير، وأكد 41% من الروسيين الذين سمعوا عن مجموعة دول بريكس أنه في حالة توسع المجموعة بشكل كبير عن طريق انضمام عدد أكبر من الدول فإن ذلك من شأنه أن يجعل المنظمة أكثر فاعلية.
وأشار 17% من الروسيين الذين سمعوا عن مجموعة بريكس إلى أن التعاون الاقتصادي والتنمية وتعزيز الاقتصاد تأتي في مقدمة العوامل الإيجابية التي ستعود على انضمام بلادهم إلى المجموعة، يليها توحيد الدول والتعاون والعلاقات الودية 10%، ثم دعم روسيا على الساحة العالمية 6%.
كما احتوى العدد على استطلاع لشركة "إبسوس" على عينة من المواطنين الإيطاليين للتعرف على ما إذا كان لا يزال الشعب الإيطالي محافظًا على ثقافة الادخار، حيث أوضح 47% من الإيطاليين أن التعامل مع النفقات غير المتوقعة هو من الأهداف الأساسية التي تدفعهم إلى الادخار، وقد ارتفعت النسبة لتصل إلى 61% في جيل طفرة المواليد (من عام 1946 إلى 1964)، كما أوضح 20% من الإيطاليين أن القدرة على السفر والترفيه والتعامل مع النفقات الطبية هي من أهداف الادخار لديهم، يليها تأمين التعليم ومستقبل الأطفال 18%، وقد ارتفعت في جيل طفرة المواليد نسبة المهتمين بالادخار بغرض السفر والترفيه 29%، كما ارتفعت لديهم نسبة المهتمين بالادخار للتعامل مع النفقات الطبية لتصل إلى 50%.
ورأى 38% من الإيطاليين أن الادخار يمنحهم الشعور براحة البال، كما أفاد ما يقرب من الربع أنه يعزز الشعور بالتضحية والتحكم في المستقبل (26% لكل منهما).
وارتباطًا، ووفقًا للاستطلاع نفسه، أفاد 70% من الإيطاليين أن ارتفاع تكلفة المعيشة وانخفاض القوة الشرائية كانا من أبرز العوامل التي أثرت على أولويات الادخار لديهم.
وجاءت في المرتبة التالية عوامل مثل تغير الظروف الاقتصادية وظروف العمل، بالإضافة إلى تغيرات في أنماط الحياة والاستهلاك (60% لكل منهما).
وأعرب 64% من المواطنين بالعينة عن رضاهم عن وضعهم الاقتصادي الحالي مقابل 13% منهم غير راضٍ مطلقًا عن الوضع.
ورأى 54% من الإيطاليين أن الاقتصاد والعمالة هما أكثر القضايا التي تتعلق بحياتهم اليومية، تليهما الصحة 35%.
وأكد 63% من الإيطاليين أنهم يحتفظون بمدخراتهم في صورة سيولة نقدية في حساباتهم الجارية، في حين أوضح 34% أنهم يفضلون استثمار مدخراتهم.
وأوضح 44% من المواطنين الإيطاليين أن الادخار أصبح ضرورة لضمان الأمان المالي، فيما اعتبره ربع المواطنين فرصة لتحقيق أهداف معينة، كما رأى 16% أنه يعكس فضل إدارة الموارد المالية و15% رأوه عادة مكتسبة من العائلة.
واستعرض العدد استطلاع شركة "ديلويت" على عينة من المديرين التنفيذين في 27 دولة حول العالم بهدف التعرف على استراتيجيات شركاتهم للحد من آثار تغير المناخ.
وقد رأى 38% من المبحوثين بالعينة أن الابتكار بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والرقمي والتوقعات الاقتصادية، يعد أهم القضايا التي تواجه مؤسساتهم خلال عام 2025، يليه تغير المناخ 37%، وتغير البيئة التنظيمية 34%، ثم المنافسة على المواهب 33%، وعدم اليقين السياسي 32%.
وتوقَّع 70% من المديرين التنفيذين في 27 دولة أن يؤثر تغير المناخ على استراتيجية شركاتهم وعملياتهم بشكل كبير خلال السنوات الثلاث القادمة، في حين توقع 28% أن يؤثر ذلك بشكل متوسط على شركاتهم.
وفي نفس سياق الاستطلاع، أعرب 51% من المديرين التنفيذين في 27 دولة عن أن تغيير أنماط الاستهلاك أو التفضيلات يعد من أهم القضايا المناخية التي تؤثر بالفعل على شركاتهم، يليه كلٌ من اللوائح التي تهدف إلى خفض الانبعاثات والتأثيرات البيئية والآثار التشغيلية للكوارث المتصلة بالمناخ والظواهر الجوية 50% لكل منهما.
وأوضح 45% من المديرين التنفيذين في 27 دولة أن تحويل نموذج الأعمال لمعالجة تغير المناخ والاستدامة يعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية شركاتهم البيئية.
وجاء في المرتبة الثانية تضمين اعتبارات الاستدامة في كل أنشطة الشركات 35% مع عدم تأثير ذلك على نموذج الأعمال الأساسي.
ووفقًا للاستطلاع نفسه، أعرب 92% من المديرين التنفيذين في شركات بـ 27 دولة عن تفاؤلهم سواء جدًا أو إلى حد ما بأن العالم سوف يتخذ خطوات كافية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
ووافق 92% من المديرين التنفيذين بالعينة على أنه يمكن لشركاتهم الاستمرار في النمو مع الحد من الانبعاثات الكربونية، كما رأى 90% من المديرين التنفيذين في 27 دولة أن العالم يمكنه أن يحقق النمو الاقتصادي العالمي مع الوصول أيضًا إلى أهداف تغير المناخ.
ورأى 55% من المبحوثين أن العدالة المناخية أو ضمان الانتقال العادل يعد من أهم العوامل في جهود شركاتهم نحو تعزيز الاستدامة البيئية.
وأشار 54% من المديرين التنفيذين في 27 دولة إلى أن التعاون مع المجتمعات المحلية للمساعدة في الحد من آثار تغير المناخ يأتي في مقدمة الجهود التي تتخذها شركاتهم لضمان الانتقال العادل وتحقيق المساواة المناخية.
كما استعرض العدد استطلاع شركة "إبسوس" على عينة من المواطنين في 15 دولة حول العالم للتعرف على مدى شعورهم بتزايد المخاطر وتأثيرها على حياتهم اليومية، حيث أوضح 90% من المواطنين بالعينة أنهم يشعرون بتزايد عدد الأزمات العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، وقد جاءت هذه النسبة مرتفعة بين مواطني قارة أفريقيا 92%، والأمريكيتين 91%، ثم مواطني قارة أوروبا 90%، ومواطني آسيا والمحيط الهادئ 89%، كما رأى 91% من المواطنين في 15 دولة حول العالم أن تزايد عدد الأزمات العالمية له تأثير على حياة المواطنين، وقد ارتفعت هذه النسبة بين مواطني قارتي كل من أوروبا وأمريكا اللاتينية 92% لكل منهما، يليهم مواطنو قارة آسيا والمحيط الهادئ 90% ثم مواطنو قارة أفريقيا 84%.
واتصالًا، رأى 77% من المواطنين في 15 دولة حول العالم أن التلوث وتغير المناخ يأتيان في مقدمة المخاطر التي تواجههم في حياتهم اليومية، يليهما مخاطر الطاقة 75%، ثم كل من التعرض للمواد الضارة على المدى الطويل والأمن السيبراني 73% لكل منهما، واعتقد 79% من المواطنين بالعينة أن الأفراد في العالم أكثر عرضة للخطر نظرًا للطريقة التي تطورت بها الأحداث خلال السنوات الخمس الماضية، كما اعتقد 71% من المواطنين أن بلادهم أكثر عرضة للخطر.
وفي سياق الاستطلاع نفسه، اعتقد 40% من المواطنين في 15 دولة حول العالم أن عامة السكان في بلادهم لديهم القدرة على التمييز بدقة بين المعلومات الصحيحة والخطأ على منصات التواصل الاجتماعي، وقد جاءت هذه النسبة مرتفعة بين مواطني قارة آسيا والمحيط الهادئ 47%، تليهم قارة أفريقيا 42%، ثم مواطنو قارة أمريكا 40%، ومواطنو أوروبا 36%.
ورأى 84% من المواطنين بالعينة أن انتشار المعلومات الكاذبة له عواقب وخيمة على العنف والكراهية، يليه تأثيره على التعليم وتعليم الشباب في الفئات العمرية الصغيرة 81%.
ووافق 88% من المواطنين في 15 دولة حول العالم على أن دمج محو الأمية الإعلامية والتحقق من الحقائق في التعليم يأتي في مقدمة العوامل التي تساعد على منع انتشار المعلومات الخاطئة، يليه معاقبة ومساءلة الأفراد التي تقوم بنشر معلومات خاطئة وأخبار كاذبة 87%، ثم التدابير الحكومية مثل فرض قيود مؤقتة على الإنترنت وإزالة المحتوى على المنصات الرقمية للاستجابة السريعة في أثناء الأزمات 70%.
ومن استطلاعات العدد، استطلاع شركة "جيول بول" على عينة من المواطنين الذين يقيمون في مناطق الصراع في 10 دول حول العالم للتعرف على الآثار الناجمة من هذه الصراعات القائمة على مواطني تلك البلدان، حيث أفاد 55% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يعانون من اضطرابات النوم، وقد أرجع 54% منهم السبب في ذلك إلى القلق المستمر بسبب الصراعات التي تشهدها بلادهم، وقد أوضحت النتائج أن الشابات سجلن معدلات أعلى من الشباب فيما يخص الإجهاد العاطفي، وأعرب 38% من المشاركين في الاستطلاع عن عدم شعورهم بالأمان وقد ارتفعت النسبة لدى الفتيات الشابات 39% مقارنًة بالشباب 36%، وأوضح 53% بالعينة أنهم فقدوا فرصتهم في التعليم بسبب الصراع.
وفي نفس سياق الاستطلاع، أعرب 59% من المشاركين عن عدم وصول الكهرباء إليهم أو وصولها بشكل محدود، كما أشار 41% إلى عدم حصولهم على مياه، وأعرب 63% من المشاركين في الاستطلاع عن تأثر سبل معيشتهم بسبب الصراع في بلادهم، كما أعرب 65% من المشاركين عن رغبتهم في إجراء محادثات سلام وأكدوا ضرورة إشراك الشباب بها؛ حيث أعربت 45% من الشابات عن تأييدهن لمشاركة الشباب، بينما اقترح 39% منهم إشراك الفتيات والشابات في تلك المحادثات.
وتضمن العدد أيضاً استطلاعا لمركز "نانوس" على عينة من المواطنين الكنديين للتعرف على آرائهم في المهاجرين الجدد إلى بلادهم وخطة الهجرة الجديدة وتأثيرها في انطباعهم عن رئيس وزراء بلادهم، حيث أعرب 78% من الكنديين بالعينة عن دعمهم لتوجه الدولة نحو خفض أعداد المهاجرين الذين يهدفون إلى الإقامة الدائمة في بلادهم، مقابل 17% عارضوا ذلك، ورأى نصف الكنديين بالعينة -تقريبًا 51%- أن قانون الهجرة الجديد الخاص بالمقيمين الدائمين الجدد ليس له تأثير في انطباعاتهم عن رئيس الوزراء "جاستن ترودو"، وأوضح 28% من الكنديين بالعينة أن خطة الهجرة الجديدة لها تأثير إيجابي في انطباعهم عن رئيس الوزراء "جاستن ترودو"، في حين رأى 17% عكس ذلك.
ومن الاستطلاعات، استطلاع "المعهد الفرنسي للرأي العام" على عينة من النساء الفرنسيات للتعرف على أشكال العنف الاقتصادي التي يواجهنه داخل منازلهن، حيث أعرب 86% من النساء الفرنسيات المتزوجات بالعينة عن امتلاكهن حسابًا مصرفيًا، فيما أكدت 83% قدراتهن على تلبية احتياجاتهن الأساسية دون الحاجة إلى مساعدة مالية من أحد أفراد الأسرة، وأعربن 6 من كل 10 نساء متزوجات بالعينة (60%) عن قدرتهن في أن يدفعن إيجار مسكن بمفردهن إذا اضطررن إلى مغادرة منزل الزوجية، و56% منهن أعربن عن إمكانيتهن المالية في ترك بيت الزوجية دون مساعدة خارجية، فيما أفدن 17% من النساء الفرنسيات بالعينة بتعرضهن للسرقة الكاملة لمواردهن المالية، في حين تعاني 1 من كل 10 نساء (11%) من سيطرة كاملة على شؤونها المالية من قبل شريك حياتها.
واتصالًا، أوضح 32% من النساء الفرنسيات بالعينة أنهن واجهن أشكالًا من العنف، سواء كان جسديًا أو لفظيًا أو اقتصاديًا، بما في ذلك 26% تعرضن لعنف جسدي أو لفظي، و23% تعرضن للعنف الاقتصادي، كما أوضح 58% من النساء الفرنسيات بالعينة اللاتي تعرضن للعنف الاقتصادي أنهن واجهن صعوبات أو عجز في تلبية احتياجاتهن الأساسية، كما أوضح 8 من كل 10 نساء بالعينة تقريبًا (82%) أنهن يعتقدن أن للبنوك دورًا مهمًا في دعم النساء اللاتي يواجهن العنف الاقتصادي خاصًة من خلال منحهن الفرصة لفتح حساب بأسمائهن فقط أو الوصول إلى برامج لحماية الدخل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار تجمع بريكس إبسوس تغير المناخ الأمن السيبراني من المواطنین بالعینة من المشارکین تغیر المناخ للتعرف على لکل منهما لها تأثیر دول بریکس فی مقدمة بریکس أن کما رأى فی حین
إقرأ أيضاً:
جنوب إفريقيا.. من القمة العالمية لإنتاج الذهب إلى التراجع التدريجي بنهاية الألفية الثانية
أنتجت ثلثي ذهب العالم في فترة السبعينيات.
تمتلك مناجم تُعد من الأعمق في العالم.
يساهم قطاع التعدين بنسبة تتراوح بين 7 إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي.
تمتك احتياطيات رسمية تقدر بنحو 125 طنًا من الذهب ضمن الاحتياطات النقدية.
أبرز المستوردين للذهب: «الصين، سويسرا، أمريكا، بريطانيا، وألمانيا».
توقف إنتاج الأصفر لفترات طويلة أدى إلى تراجع القدرة التنافسية للدولة.
تصدرت جنوب إفريقيا إنتاج الذهب في العالم والقارة السمراء لعقود من الزمن، بداية من ذروة الإنتاج في فترة السبعينيات إلى نهاية الألفية الثانية، حيث وصل الإنتاج في تلك الفترة إلى ثلثي ذهب العالم، بإنتاج سنوي قدر بنحو ألف طن، وذلك لاكتشاف مجموعة من المناجم بحوض «ويتوراترسراند»، الذي مثل انطلاق الطفرة الذهبية في البلاد، ما وضعها على صدارة المشهد، ومع مرور الوقت تراجع الإنتاج أمام منافسين جدد، حيث لم يتجاوز إنتاج جنوب إفريقيا عام 2024 حاجز المائة طن، مقارنة بجمهورية غانا التي تصدرت القارة بإنتاج سنوي بلغ نحو 130 طنا، وعلى رغم من فقدانها موقع الصدارة العالمي، فإنها ما زالت تحافظ على حضور قوي في صناعة الذهب بفضل خبرتها الطويلة وبنيتها التحتية المتطورة.
وبدأ إنتاج جنوب إفريقيا من الذهب في التراجع بداية من عام 2001، حيث عانت من بعض العوامل المتشابكة التي أودت بها للتخلي عن الصدارة، وفي عام 2007 تراجعت عن المركز الأول عالميًا لصالح الصين، وهو بداية الانحدار الكبير الذي شل الإنتاج إلى اليوم، حيث واجهت البلاد منافسة قوية من دول أخرى تمتلك تقنيات ومعدات أحدث، تمكنها من استخراج المعدن الأصفر بسرعة وكفاءة أعلى، كما أدى نضوب المناجم السطحية إلى الاعتماد على التعدين العميق، وهو ما رفع تكاليف استخراج الذهب بشكل كبير، خاصة في ظل مشاكل البنية التحتية وأزمات الطاقة التي تعاني منها البلاد نظرًا لاحتياج التعدين العميق إلى كميات ضخمة من الطاقة والتهوية وضخ المياه، علاوة على ذلك شهد قطاع التعدين موجات من الإضرابات العمالية للمطالبة بتحسين الأجور ما تسبب في توقف الإنتاج لفترات طويلة والذي أدى بدوره إلى تراجع القدرة التنافسية للدولة.
وتمتلك الدولة الذي يصل عدد سكانها إلى 62 مليون نسمة، ويبلغ مساحتها نحو 1.22 مليون كيلو مترا مربعا، احتياطيات رسمية تقدر بنحو 125 طنًا من الذهب ضمن الاحتياطات النقدية، ما يضعها في المرتبة الرابعة أفريقيًا بعد كل من: «الجزائر، ليبيا، ومصر»، حيث تُعد هذه الاحتياطيات داعمًا قويًا للاقتصاد الوطني والعملة المحلية، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، وتعكس سياسة البنك المركزي في تنويع الأصول الاحتياطية والاعتماد على المعدن الأصفر كملاذ آمن لتعزيز الاستقرار المالي.
ويمثل الذهب جزءًا مهمًا من اقتصاد البلاد، رغم تراجع مكانته أمام نمو قطاعات أخرى مثل: «البلاتين، والفحم»، ولكن قطاع التعدين يسهم بنسبة تتراوح بين 7 إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب دوره المهم كمصدر رئيسي للعملات الأجنبية عبر الصادرات، ومساهمته في خلق فرص عمل كبيرة للمواطنين وتنشيط الحركة الاقتصادية، حيث ساهم المعدن النفيس في دفع عجلة التنمية لعقود متواصلة، في قطاعات مختلفة.
وعلى الرغم من انخفاض تأثير الذهب في صياغة السياسات الوطنية، فإنه ما زال يشكل عاملًا مؤثرًا في قرارات الحكومة المتعلقة بضرائب الشركات وحماية البيئة وفرص العمل في مناطق التعدين، كما يحتفظ بأهمية استراتيجية في العلاقات الاقتصادية مع الدول المستوردة والمستثمرة في القطاع، وهو ما يمنحه دورًا رئيسيًا غير مباشر في صياغة العلاقات الدولية للبلاد.
طرق استخراج الذهبويُستخرج المعدن الأصفر في جنوب إفريقيا عبر عدة طرق مختلفة تختلف بطبيعة الرواسب وعمقها، وأكثر الطرق شيوعًا هو التعدين العميق تحت الأرض، حيث تمتلك البلاد مناجم تُعد من الأعمق في العالم وتصل في بعض الحالات إلى أكثر من أربعة كيلومترات تحت سطح الأرض، حيث يستخدم العمال المعدات الثقيلة لحفر الأنفاق لاستخراج الصخور الغنية بالذهب ونقلها إلى السطح لمعالجتها.
ويُستخدم التعدين السطحي عندما يكون الذهب بشكل قريب من سطح الأرض، حيث تقوم الجرافات والشاحنات الضخمة بإزالة الطبقات العلوية من التربة والصخور للوصول إلى الذهب الخام، فيما يُستخدم التعدين بالغسل أو الغربلة، لفصل الذهب عن الرمال باستخدام الماء وأحواض الغسل أو أجهز الطرد المركزي، ويستخدم في ظل وجود الرواسب النهرية أثناء عملية التنقية.
وأخيرًا عند استخراج الذهب الخام، تبدأ مرحلة المعالجة «السيانيدية»، وهي عبارة عن عملية كيميائية تعتمد على إذابة الذهب باستخدام محلول «السيانيد»، ثم استخلاصه من المحلول عبر طرق كهربائية أو كيميائية أخرى، وفي النهاية يُنقل الذهب المستخلص إلى أفران خاصة لمرحلة التكرير والصهر، حيث يُنقى من الشوائب للحصول على ذهب عالي النقاء جاهز للتصدير للأسواق العالمية.
وتحتوي الدولة الأفريقية على عدد كبير من المناجم الغنية بالذهب، حيث يأتي حوض «ويتواترسراند»، كواحدًا من أغنى المناطق بالذهب في العالم، ويحتوي على النسبة الأكبر من احتياطيات الذهب في البلاد.
ويشمل عددًا كبيرًا من المناجم، أبرزها منجم «ساوث ديب»، الذي يحتوي على قرابة 32.8 مليون أوقية من الذهب، إلى جانب منجم «مبونينج»، والذي يُعرف بأنه أعمق منجم في العالم بعمق أربعة كيلومترات، ويحتوي على ما يزيد من 45 مليون أوقية، كما يحتوي أيضًا على مناجم أخرى مثل منجم «كلوف»، و«دريفونتين»، و«تشيبونج»، والتي تساهم بشكل رئيسي في إنتاج الذهب في البلاد.
وإلى جانب ذلك، تأتي منطقة «باربيرتون»، كواحدة من أقدم وأشهر مواقع الذهب، حيث شهدت تلك المنطقة الاكتشافات الذهبية في البلاد أواخر القرن التاسع عشر، ولا تزال حتى الآن تنتج ذهبًا عالي الجودة بفضل رواسبها الغنية، إضافة إلى تميزها بمناجم صغيرة ومتوسطة الحجم تواصل العمل بكفاءة لإنتاج الذهب، مما يحافظ على مكانتها كمركز تاريخي وانتاجي في خريطة الذهب بجنوب إفريقيا.
الشركات العاملة في الذهبوتعمل مجموعة كبيرة من الشركات المحلية والأجنبية في قطاع التعدين بجنوب أفريقيا، وتتمثل الشركات المحلية في: «أنجلو جولد أشانتي، جولد فيلدز، هارموني جولد، وسيباني ستيلووتر»، وهي شركات تصل عملياتها إلى دول أخرى في القارة وخارجها، وأما عن الشركات الأجنبية فتتمثل في: «نيومونت، باريك جولد، شاندونج جولد»، وتتركز أنشطتها في دول مثل: «جمهورية غانا، ومالي، وتنزانيا»، إلى أن تأثيرها يمتد عبر سلاسل التوريد التي تشمل جنوب أفريقيا.
وتواجه جنوب أفريقيا ظاهرة التعدين غير المشروع، المعروف محليًا باسم «الزمازاما»، وهو عبارة عن استخراج الذهب من المناجم المهجورة بشكل غير قانوني عبر مجموعة من المنقبين الذين يعملون في الغالب في ظروف شديدة الخطورة داخل الأنفاق غير المؤمنة لاستخراج الذهب وبيعه إلى دول الجوار، ما يمثل خسارة للبلاد تقدر بمليارات الدولارات سنويًا، حيث أصبحت مشكلة اقتصادية وأمنية معقدة تعاني منها بشكل متكرر.
ودخلت المجموعات المسلحة على خط التعدين غير المشروع إلى جانب المنقبين، مستغلة ضعف الرقابة على آلاف المناجم المهجورة في البلاد، حيث تسيطر بالقوة على مناطق التعدين لاستخراخ الذهب وتهريبه إلى الأسواق الخارجية ودول الجوار.
واجهة التصديروتتجه صادرات الذهب الجنوب أفريقي لعدد من الدول العربية والأجنبية، حيث تستقبل الأسواق الآسيوية كميات ضخمة من الذهب، وفي مقدمة المستوردين دول مثل الهند والصين، حيث يستخدم في صناعة المجوهرات والحُلي الذي يُعد جزءًا مهمًا من الثقافة والتقاليد..
وفي القارة العجوز، تأتي سويسرا في مقدمة المستوردين للذهب الجنوب أفريقي، لكونها واحدة من أهم الدول في تكرير الذهب وإعادة صياغته بأعلى مستويات النقاء، قبل إعادة تصديره إلى الأسواق العالمية، إلى جانب استقبال دول مثل: «أمريكا، بريطانيا، ألمانيا»، إلى الذهب الجنوب أفريقي.
اقرأ أيضاًبصادرات 11.6 مليار دولار.. غانا على أعتاب دخول نادي الخمسة الكبار عالميا في إنتاج الذهب
خبراء: ارتفاع أسعار الذهب العالمية يعزز أرباح الاقتصاد الوطني في غانا