صواريخ اليمن مشرعة وجاهزة، لا تحمل رسالة تهديد عابرة، بل هي ترجمة عملية لالتزام أخلاقي وديني وإنساني. هذا الاستعداد ليس رد فعل لحظيًا، بل هو نتيجة وعي عميق بأهمية الدفاع عن المظلومين والحقوق والحرمات ومقدسات الأمة الإسلامية. تتجه هذه القدرات الصاروخية نحو عمق العدو الصهيوني، حاملة معها رسالة مفادها أن الصمت على الظلم لم يعد خيارًا.

دعم غزة: إسناد يتجاوز الحدود

تأتي هذه التحركات اليمنية في سياق دعم وإسناد المقاومة في غزة، التي تتعرض لحرب إبادة وجرائم لا إنسانية وحصار وتجويع ظالم. في ظل تخاذل العديد من الدول وتصرفاتها المستهجنة، اتخذت الجمهورية اليمنية موقفًا فريدًا من نوعه، بتحويل الأقوال إلى أفعال. لقد استمر هذا الإسناد لأكثر من عام ونصف، على الرغم من تعرض اليمن لعدوان متعدد الأوجه من قوى عالمية وإقليمية. هذا الصمود ليس إلا دليلًا على أن القرار اليمني نابع من قناعة راسخة لا يمكن أن تهزها التهديدات أو الضربات العسكرية.

استراتيجية المواجهة برا :

 يد على الزناد على  امتداد الساحل الغربي والجبهات البرية، تقف القوات اليمنية على أهبة الاستعداد. إنها ليست مجرد وضعية دفاعية، بل هي استراتيجية مواجهة شاملة تهدف إلى ردع أي عدوان خارجي أو داخلي. اليد على الزناد هنا ليست مجازًا، بل هي تعبير عن حالة جاهزية كاملة للتعامل مع أي طارئ. هذا التنسيق والانسجام بين القوات المسلحة والقيادة السياسية يعكس قوة القرار ووحدة الموقف، وهو ما يجعل اليمن لاعبًا رئيسيًا في أي معادلة أمنية في المنطقة.

إن هذه التحركات تثبت أن اليمن اليوم لم يعد مجرد مسرح للصراعات، بل هو فاعل حقيقي ومؤثر، يمتلك القدرة على فرض إرادته وحماية مصالحه ومقدساته.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

البحر الأحمر يعيد رسم خرائط القوة البحرية.. اليمن يفرض معادلات جديدة على واشنطن ولندن

يمانيون | تقرير
المعارك التي اندلعت في البحرالأحمر، والمواجهة البحرية بين القوات المسلحة اليمنية من جهة، والأساطيل الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى، إلى ما يشبه “منعطفًا تاريخيًا” في الحروب البحرية.

فالمعارك التي اندلعت في هذه الرقعة الحساسة من العالم، لم تكن مجرد صراع محلي، بل اختبارًا واقعيًا لأحدث منظومات الدفاع والهجوم في بيئة معقدة، حيث تتداخل الجغرافيا الضيقة مع المصالح الدولية، وتتصادم التكتيكات غير المتكافئة مع الترسانة التكنولوجية المتقدمة.

في هذا التقرير، نستعرض من خلال المصادر الغربية كيف شكّلت معركة البحر الأحمر نقطة فاصلة في تطور العقيدة البحرية العالمية، والتحديات التي تواجه البحرية البريطانية، والتحولات الصناعية التي تقودها الولايات المتحدة جراء الدروس التي تعلمتها من المواجهة مع اليمن.

التحول الأمريكي.. من الدفاع التقليدي إلى الابتكار منخفض التكلفة
حيث أكد موقع The War Zone العسكري الأمريكي أن البحرية الأمريكية اضطرت، تحت ضغط التجربة اليمنية، إلى إعادة تقييم منظوماتها الدفاعية، بعدما أظهرت المعركة محدودية فاعلية الأنظمة الصاروخية التقليدية في مواجهة التكتيكات اليمنية المعقدة والمبتكرة.

فقد اعتمدت القوة البحرية اليمنية على مزيج من الطائرات المسيّرة والصواريخ، بتنظيم هجومي متزامن ومفاجئ، أربك قدرات الاعتراض التقليدية، وأدى إلى استنزاف مخزون الصواريخ باهظة الثمن خلال زمن قصير.

وفي خطوة عملية، بدأت البحرية الأمريكية بتزويد عدد من مدمرات فئة “إيرلي بيرك” بأنظمة اعتراض متطورة، مثل “كويوت” و”رود رونر إم”، التي تتميز بقدرتها على التحليق قبل الاشتباك، وإمكانية إعادة التوجيه أثناء الطيران، وكلفتها المنخفضة مقارنة بالصواريخ الدفاعية التقليدية.

هذه الأنظمة وُصفت بأنها أكثر ملاءمة للتعامل مع التهديدات غير المأهولة، خاصة في بيئة القتال البحري التي تفرض قيوداً على إعادة التذخير أثناء العمليات.

إضافة إلى ذلك، تعمل البحرية على تطوير تقنيات إعادة التذخير في عرض البحر، مستفيدة من الخبرات الميدانية المكتسبة في مواجهة المسيّرات والصواريخ اليمنية، وكذلك التهديدات الإيرانية الموجهة نحو كيان الاحتلال الصهيوني.

انعكاسات التجربة اليمنية على صناعة السلاح الأمريكية
إلى ذلك أشارت مجلة Aviation Week الدفاعية إلى أن وزارة الحرب الأمريكية تعمل على زيادة إنتاج صواريخ Patriot PAC-3 وأنظمة THAAD، استجابةً للطلب المتزايد داخلياً وخارجياً، مدفوعة بتجارب الاشتباكات الأخيرة مع إيران والقوات اليمنية، بما في ذلك أكبر عملية اعتراض في تاريخ منظومة THAAD خلال يونيو الماضي.

وأكدت شركة Lockheed Martin المصنعة للـ THAAD أن الدروس المستفادة من هذه المواجهات ستُدمج في التحديثات المستقبلية للمنظومات، في إقرار واضح بأهمية التكتيكات الهجومية اليمنية في اختبار حدود الدفاعات الجوية والبحرية الغربية واختراقها.

الأزمة البريطانية.. فجوات استراتيجية وصناعية
وعلى الجانب الآخر، كشف موقع Navy Lookout البريطاني المتخصص في الشؤون البحرية أن البحرية الملكية البريطانية تواجه أزمة عميقة، وصفها بـ”المقلقة”، تهدد قدرتها على تنفيذ المهام العالمية.

فقد أدى خروج عدد من السفن والمقاتلات البحرية من الخدمة، مع نقص حاد في الكوادر البشرية، إلى غياب شبه كامل عن مناطق استراتيجية مثل غرب آسيا، وعدم القدرة على دعم العمليات في البحر الأحمر.

التقرير أشار أيضاً إلى فجوات صناعية وتمويلية متراكمة منذ ما بعد الحرب الباردة، تسببت في فقدان مهارات وقدرات حيوية، بينما يواصل المسؤولون تقديم صورة دعائية وردية تتناقض مع الواقع الميداني.

البحر الأحمر.. مختبر تكتيكي يعيد رسم خرائط القوة
تكشف هذه التطورات أن معركة البحر الأحمر لم تكن مجرد حدث محلي في سياق الإسناد اليمني لغزة، بل مختبراً تكتيكياً أعاد صياغة مفاهيم الحرب البحرية.

فقد أثبتت التجربة أن منظومات الدفاع البحري التقليدية، مهما بلغت كلفتها، يمكن تحييدها عبر تكتيكات ذكية وتكنولوجيا منخفضة التكلفة، وأن التفوق ليس بالضرورة لمن يمتلك السلاح الأغلى، بل لمن يوظفه في الإطار الزمني والميداني الأكثر فاعلية.

مقالات مشابهة

  • العزلة الأمريكية تتسع.. والبحر الأحمر يتحول إلى ساحة مواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني
  • البحر الأحمر يعيد رسم خرائط القوة البحرية.. اليمن يفرض معادلات جديدة على واشنطن ولندن
  • القوات المسلحة اليمنية تنفذ 4 عمليات عسكرية في الأراضي الفلسطينية
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ أربع عمليات بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع إسرائيلية
  • تقارير غربية: اليمن حيّد القوة البحرية البريطانية وأربك الأساطيل الدولية في البحر الأحمر
  • غروندبرغ يحذر من جر اليمن إلى أتون الاضطرابات الإقليمية ويطالب بوقف الهجمات في البحر الأحمر
  • روسيا: العمليات البحرية اليمنية سببها الحرب الإسرائيلية على غزة
  • كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية
  • بريطانيا تكشف تفاصيل التحول الاستراتيجي الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر