كيف تسلّح أمريكا حلفاءها لإغراق السفن الحربية الصينية؟
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
تقوم الولايات المتحدة بتزويد حلفائها الرئيسيين في المحيط الهادئ (أستراليا، واليابان، وتايوان)، بصواريخ مضادة للسفن، في وقت توسع فيه البحرية الصينية نطاق عملياتها، ما يثير توترات جيوسياسية في المنطقة، وفقاً لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقد حذرت بكين من أن المنطقة يجب ألا تتحول إلى "ساحة للألعاب الجيوسياسية"، وفقاً لما صرّح به متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن للمجلة.
وفي المقابل، لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب تعليق مكتوب.
China has seen a rise in patent filings for tools capable of severing submarine cables—which facilitate more than 95 percent of global communications. https://t.co/LDIaEmIVFK
— Newsweek (@Newsweek) March 24, 2025 تصاعد التهديد الصينيويشير تقييم حديث لوزارة الدفاع الأمريكية، إلى أن الصين تمتلك أكبر أسطول بحري في العالم من حيث عدد السفن، حيث يضم أكثر من 370 قطعة بحرية، بما في ذلك حاملتا طائرات، وتسعى إلى تحدي الهيمنة البحرية الأمريكية داخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها.
وقد نفذت البحرية الصينية عمليات استعراض للقوة شملت تحركات متزايدة حول تايوان، ونشر حاملة طائرات بالقرب من الجزر اليابانية النائية، إلى جانب رحلة استكشافية غير معتادة استمرت شهراً حول أستراليا.
وتأتي هذه التحركات في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذها في المحيط الهادئ، ما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى اتخاذ تدابير وقائية.
وأما اليابان وتايوان، فتمثلان بحسب المجلة جزءاً من "السلسلة الأولى من الجزر"، وهي مفهوم دفاعي أمريكي يعود إلى الحرب الباردة، يهدف إلى احتواء الأنشطة العسكرية الصينية في المحيط الهادئ الغربي. ومن بين الاستراتيجيات التي تعتمدها واشنطن لمواجهة الصين، دعم أستراليا بالغواصات النووية والصواريخ بعيدة المدى.
As the United States and allies boost readiness in case of conflict with China, Beijing is pulling out two new tools. One of them is capable of cutting information superhighways at the bottom of the ocean, and the other is able to hide at the deepest depths on the planet. pic.twitter.com/aHpe1MGbNh
— China in Focus - NTD (@ChinaInFocusNTD) March 25, 2025 سباق التسلح في المحيط الهادئوفي إطار تعزيز قدراتها الدفاعية، أجرت أستراليا في الشهر الماضي تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ "AGM-158C" المضاد للسفن بعيد المدى (LRASM)، بمدى يصل إلى 575 ميلاً، باستخدام مقاتلاتها الحربية. وكانت واشنطن قد وافقت عام 2020 على بيع 200 صاروخ من هذا الطراز لأستراليا مقابل 990 مليون دولار.
وقال أليكس لاك، المحلل البحري المقيم في أستراليا، لـ"نيوزويك": إن "هذا الصاروخ يزيد بشكل كبير من مدى القوات الجوية الأسترالية وقدرتها على ضرب السفن الحربية، بفضل قدرته على التملص من أنظمة الدفاع الجوي للعدو".
وبالإضافة إلى ذلك، خصصت أستراليا 4.4 مليار دولار لشراء صواريخ "SM-2 Block IIIC" و"SM-6" من الولايات المتحدة، والتي تتميز بقدرتها على دعم الدفاع الجوي وضرب الأهداف البحرية.
واليابان أيضاً من بين الدول التي تشتري صواريخ "توماهوك" الأمريكية، إذ أعلنت في عام 2023 عن صفقة بقيمة 2.35 مليار دولار لشراء 400 صاروخ، نصفها من طراز"Block V". كما طلبت 182 صاروخاً من نوع "SM-6" بقيمة 1.35 مليار دولار، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية البحرية.
Japan Test-Fires New Ballistic Missile for Island Defense in Pacific
Japan has test-launched a domestically developed ballistic missile in the United States, Tokyo said, amid the threats posed by China and North Korea.https://t.co/UJgIKQSI9q
وتعمل طوكيو على تطوير صواريخها الخاصة، مثل النسخة المطوّرة من صاروخ "Type 12"، بمدى يصل إلى 745 ميلاً، مما يعزز قدرات الدفاع اليابانية ضد أي غزو محتمل.
أما تايوان، فتواجه تهديداً مستمراً من احتمال استخدام الصين للقوة ضدها، لذا تعتمد على مزيج من الصواريخ الأمريكية والمحلية لاستهداف السفن الحربية. ومن بين ترسانتها، تمتلك صواريخ هسيونغ فنغ III الأسرع من الصوت، التي يمكن إطلاقها من الجو أو البحر أو البر. كما تمتلك صواريخ هاربون الأمريكية بمدى 91 ميلاً، التي يمكن إطلاقها من السفن الحربية والغواصات والطائرات وقاذفات برية.
ووافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2020، على بيع 100 منظومة دفاع ساحلي و400 صاروخ هاربون لتايوان بقيمة 2.37 مليار دولار.
ويرى المحللون أن الصواريخ المضادة للسفن ستساعد تايوان في مواجهة أي اعتداء بحري أو حصار ساحلي أو عمليات إنزال برمائية محتملة من قبل الصين.
ولكن كيتش لياو، مدير مشارك في مركز المجلس الأطلسي لدراسات الصين، أشار في حديثه للمجلة إلى أن المشكلة الأساسية لا تتعلق بكمية الصواريخ، بل بقدرتها على الصمود أمام الضربة الصينية الأولى، والحصول على بيانات استهداف دقيقة، والتغلب على الدفاعات الصينية الإلكترونية والفيزيائية.
وفي ظل تصاعد التوترات في المحيط الهادئ، يبقى سباق التسلح البحري مستمراً، حيث تعتمد الدول الحليفة للولايات المتحدة بشكل متزايد على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد.
ويبقى السؤال مفتوحاً، حول ما إذا كانت واشنطن ستواصل الضغط على أستراليا واليابان وتايوان لشراء المزيد من الصواريخ الأمريكية، خاصة مع الدعوات المتكررة من الإدارات الأمريكية السابقة لزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل الحلفاء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بكين الخارجية الأمريكية تايوان اليابان الصين أمريكا تايوان اليابان فی المحیط الهادئ السفن الحربیة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
تراجع المؤشر الرئيسي للنشاط الاقتصادي في أمريكا خلال سبتمبر
أظهر التقرير الصادر عن معهد كونفرانس بورد الأمريكي (أمريكا) للدراسات الاقتصادية تراجع المؤشر الرئيسي للنشاط الاقتصادي خلال سبتمبر الماضي.
وذكر التقرير أن المؤشر تراجع بنسبة 0.3% خلال سبتمبر، بعد تراجعه بنفس النسبة خلال أغسطس الماضي، وفقاً للبيانات المعدلة.
وقالت يوستينا زابينسكا لامونيكا كبيرة مديري مؤشرات دورة الأعمال في "كونفرانس بورد": "انخفض مؤشر نشاط الأعمال الأمريكي الرئيسي مجدداً في سبتمبر، مسجلاً انخفاضاً للسنة الثانية على التوالي، وأدى ضعف توقعات المستهلكين والشركات إلى انكماش المؤشر بشكل عام"، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
وأضافت أن توقعات المستهلكين ومؤشر الطلبات الجديدة الصادر عن معهد إدارة الإمدادات الأمريكي ساهما سلباً في مؤشر النشاط الاقتصادي، تلاهما مؤشر طلبات الشركات المصنعة الجديدة للسلع والمواد الاستهلاكية، وطلبات إعانة البطالة لأول مرة.
وفي الوقت نفسه، ساهمت أسعار الأسهم، ومؤشر الائتمان الرئيسي، وطلبات الشركات المصنعة الجديدة للسلع الرأسمالية غير الدفاعية باستثناء الطائرات، بشكل إيجابي في المؤشر الرئيسي.
وذكر المعهد أن المؤشر الاقتصادي الرئيسي تراجع بنسبة 2.1% خلال الأشهر الستة من مارس حتى سبتمبر 2025، مقابل تراجع بنسبة 1.3% خلال الأشهر الستة السابقة.
في الوقت نفسه، قال معهد كونفرانس بورد إن مؤشر التزامن الاقتصادي الذي يقيس الموقف الاقتصادي الراهن ارتفع بنسبة 0.1% خلال سبتمبر بعد استقراره دون تغيير خلال الشهر السابق.
في المقابل ارتفع مؤشر التأخر الاقتصادي الذي يرصد الأوضاع المالية بعد حدوث تحولات اقتصادية كبيرة بنسبة 0.1% بعد ارتفاعه بنفس النسبة خلال الفترة نفسها.
"الخزانة" الأمريكية تبيع سندات بقيمة 39 مليار دولار
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية بيع سندات أجل 10 سنوات بقيمة 39 مليار دولار، وجاء الطلب عليها في حدود المتوسط.
وبلغ سعر العائد على السندات العشرية 4.175% من قيمتها الاسمية، وبمعدل تغطية للطرح بلغ 2.55 مرة.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد باعت سندات أجل 10 سنوات الشهر الماضي بقيمة 42 مليار دولار، حيث بلغ سعر العائد عليها 4.074% ومعدل التغطية 2.43 مرة من قيمة الطرح، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
يذكر أن معدل التغطية هو مقياس للطلب على السندات، حيث يشير إلى حجم الاكتتاب مقارنة بحجم الطرح، وبلغ متوسط معدل التغطية في آخر 10 طروحات للسندات فئة العشر سنوات 2.54 مرة.
وباعت الوزارة يوم الاثنين سندات أجل 3 سنوات بقيمة 58 مليار دولار أمس، حيث جاء الطلب عليها أعلى من المتوسط، بحسب الاسواق العربية.
ومن المقرر أن تعلن وزارة الخزانة غداً الخميس نتيجة الاكتتاب في طرح سندات مدتها 30 عاماً بقيمة 22 مليار دولار، في ختام أسبوع طرح السندات طويلة الأجل.