نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا لكاتب العمود فيها زفي باريل يقول إن الحرب المتجددة في غزة ليست حربا دفاعية، بل سياسية تهدف إلى استمرار الصراع العسكري وتنفيذ مخطط لترحيل سكان غزة.

وأوضح باريل أن ترحيل سكان غزة هو جزء من رؤية أوسع لإعادة المستوطنات الإسرائيلية في القطاع وتوسيع السيطرة الإسرائيلية على الأرض، وقد تم التخطيط لهذه الحرب منذ فترة طويلة، ولم تبدأ بسبب رفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتسويات، بل نتيجة لانتهاك إسرائيل الاتفاقات السابقة ورفضها تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة الأسرى.

وأشار إلى أنه ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، تحدث مسؤولون إسرائيليون مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش علنا عن ضرورة احتلال غزة وإعادة المستوطنات هناك.

قيد التنفيذ الآن

وقال الكاتب إن الهدف الحقيقي للحرب هو تحقيق مكاسب سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لإرضاء قوى أقصى اليمين التي تدعمه. فبالإضافة إلى محو "كارثة" الانسحاب من غزة عام 2005، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى فرض نموذج جديد لـ"الترحيل الشرعي" لسكان غزة، مما قد يشكل سابقة يمكن تكرارها في الضفة الغربية وحتى داخل إسرائيل ضد العرب.

إعلان

وأكد أن الخطة قيد التنفيذ بالفعل، حيث يتم إنشاء إدارة خاصة لتنفيذ الترحيل، ويتم التخطيط لحكومة عسكرية في غزة، مع تخصيص ميزانية ضخمة لإغراء اللاجئين الفلسطينيين بالمغادرة وبناء مستوطنات جديدة. ومن المتوقع أن تقوم القوات الإسرائيلية بعملية الإخلاء والبناء والحماية للمستوطنين.

وأضاف بأن هذه الحرب تخدع جنود الاحتياط وتوهمهم بأنها تهدف إلى إعادة الأسرى، بينما الحقيقة أنها تخدم أهدافا سياسية وأيديولوجية ضيقة، مشيرا إلى أنه في ظل انقسام الرأي العام الإسرائيلي حول استمرار الحرب، يبدو أن "جيش الشعب" يتحول تدريجيا إلى "جيش الحكومة"، حيث يتم توجيه الجنود للقتال من أجل مشاريع استيطانية وليس لأمن إسرائيل الحقيقي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

غزة.. عزف على أوتار المقاومة وسط دمار الحرب والحصار

بين أنقاض حي الرمال في مدينة غزة، حيث حلّت الخيام مكان المنازل المدمرة، تعلو أصوات العود والكمان والناي، متحديةً دويّ الطائرات وهدير المسيّرات، في مشهد يجسّد مقاومة الحياة آلة الموت الإسرائيلية.

غزة تشهد مقاومة ثقافية بالموسيقى رغم الدمار الإسرائيلي والحصار المستمر منذ 2023 (الأناضول)

وعلى الرغم من الدمار الشامل الذي طال المدينة، وانعدام أبسط مقومات الحياة، بما فيها الأنشطة الفنية والثقافية، يصرّ مجموعة من الموسيقيين والمدرّسين على إحياء "ورشة موسيقى متنقلة" بين الخيام، لتعليم الشباب والأطفال عزف الآلات الموسيقية، كشكل من أشكال الصمود والشفاء النفسي من جراح الحرب.

الموسيقيون الفلسطينيون ينظمون ورشاً متنقلة لتعليم العود والكمان كعلاج نفسي للأطفال والناشئة (الأناضول)

إسماعيل داود، مدرّس العود السابق في معهد إدوارد سعيد للموسيقى، يوضح أن الهدف هو إدخال لحظات من الفرح إلى قلوب الصغار واليافعين، وإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطينيين، رغم كل ما يعانونه، شعبٌ يحب الحياة ويمسك بها بكل ما أوتي من قوة.

إسماعيل داود يؤكد أن الموسيقى رسالة للعالم بأن الفلسطينيين شعبٌ يحب الحياة ويتمسك بها (الأناضول)

أما رائد دهشان، أحد الطلاب المتعلمين على العود، فيصف الموسيقى بأنها "علاج نفسي" ينتشله من واقع الحرب المرير. يقول إن النغمات تجعله ينسى -ولو لوهلة- القصف والجوع والفقد، وتنقله إلى عالم آخر، حيث الجمال لا يزال ممكنا.

إسرائيل تواصل حربها على القطاع رغم إدانة دولية، متسببة في استشهاد عشرات الآلاف وتجويع الملايين (الأناضول)

وفي مدينة لم تسلم فيها حتى المدارس والمستشفيات والمراكز الثقافية، يؤكد دهشان أن المقاومة لا تعني فقط حمل السلاح، بل أيضا التمسك بالهوية والجذور رغم محاولات الاحتلال طمسها. "نحن باقون هنا، ولن نرحل، لأن هذه أرضنا، وليس لنا سواها"، يقول بثقة.

المحاكم الدولية تحاول محاسبة قادة إسرائيل بتهم جرائم حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين (الأناضول)

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها على القطاع، متجاهلة نداءات المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد قرابة 54 ألفا و900 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفق مصادر محلية، بينما حذّرت منظمات إغاثة من مجاعة تهدد أكثر من مليوني نسمة في القطاع المحاصر.

إعلان

مقالات مشابهة

  • شاهد | سكان غزة وجنوب لبنان يحتفلون بالقصف الإيراني ضد إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: الضربات الإسرائيلية مخططة منذ أسابيع بتنسيق أمريكي
  • هل حرب الاقليم الحالية ذات منطلقات دينية..أم وضعية سياسية ؟..قراءة تفكرية..
  • مجازر صهيونية مستمرة : 52 شهيدًا بينهم 32 من منتظري المساعدات في غزة والاحتلال يقطع الانترنت والاتصالات عن سكان القطاع
  • رضا فرحات: قافلة الصمود هدفها تشويه الدور المصري ونعلم من وراؤها
  • هآرتس: غريتا ثونبرغ عرّت الدعاية الإسرائيلية بعد اعتقالها
  • إسرائيل تقرر ترحيل 6 من متطوعي سفينة مادلين
  • رئيس تحرير هآرتس: هل تعيش إسرائيل حتى عام 2040؟
  • مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
  • غزة.. عزف على أوتار المقاومة وسط دمار الحرب والحصار