باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
تسعى القمة إلى تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار الكامل في البحر الأسود، الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بوساطة أمريكية بين روسيا وأوكرانيا.
ستشهد العاصمة الفرنسية باريس، يوم الخميس المقبل، انعقاد قمة رفيعة المستوى تجمع قادة العالم بهدف مناقشة أمن أوكرانيا ووضع إطار للضمانات الأمنية طويلة الأجل.
يأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار الغزو الروسي الشامل الذي دخل عامه الرابع، وسط جهود متزايدة لتوفير الدعم العسكري والمالي والسياسي لأوكرانيا.
وفقًا لمصادر قصر الإليزيه، من المتوقع أن تشارك 31 دولة في القمة، بما في ذلك دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي مثل المملكة المتحدة وكندا والنرويج.
وسيستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الأربعاء، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مأدبة عشاء عمل، كجزء من التحضيرات للقمة.
الأولويات الفرنسية وأهداف القمةأكد قصر الإليزيه أن فرنسا ستضع "تعزيز الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا" على رأس أولوياتها خلال القمة. الهدف الرئيسي هو وضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها الدول الأوروبية، بما في ذلك دراسة إمكانية نشر قوات حفظ سلام دولية على الأراضي الأوكرانية.
هذه الخطوة تأتي ضمن جهود "تحالف الراغبين"، وهو مجموعة من الدول التي تعهدت بالتعاون لتقديم معاهدة سلام مشتركة سيتم تقديمها إلى الولايات المتحدة ومناقشتها خلال القمة.
كما تسعى القمة إلى تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار الكامل في البحر الأسود، الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بوساطة أمريكية بين روسيا وأوكرانيا.
ومع ذلك، لا تزال فرنسا وغيرها من شركاء الاتحاد الأوروبي يتعاملون بحذر، حيث أكد الإليزيه أن الطريق نحو حل دائم "لا يزال طويلاً"، واصفًا الاتفاق الحالي بأنه مجرد "خطوة أولى".
Relatedقصف روسي عنيف يشعل حرائق جنوب أوكرانيا ويخلّف إصابات وأضرارا جسيمة إصابات ودمار واسع جراء قصف روسي على أوديسا قبيل زيارة الرئيس التشيكي لأوكرانيابين بوتين وكيم ودّ لا ينقطع.. زعيم كوريا الشمالية يؤكد دعمه الغزو الروسي لأوكرانياتوترات أوروبية-أمريكية وثقل الجهود الدبلوماسية
تأتي هذه القمة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد تسريب محادثة خاصة لكبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب، تضمنت انتقادات حادة تجاه أوروبا.
ووصف أحد المسؤولين الأمريكيين أوروبا بأنها "غير قادرة على تحمل العبء الحر"، وهي تصريحات أثارت غضب العديد من المسؤولين الأوروبيين.
مع ذلك، تؤكد باريس أن جميع الجهود المتعلقة بالقمة تتم بالتنسيق الكامل مع واشنطن. وأشار الإليزيه إلى أن "كل شيء يتم بشفافية تامة مع شركائنا الأمريكيين"، ومن المقرر أن يطلع ماكرون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نتائج القمة.
نقاط النقاش الرئيسيةتركز القمة على عدة محاور رئيسية:
1. تعزيز المساعدات لأوكرانيا: يناقش القادة كيف يمكن لكل دولة مشاركة زيادة دعمها العسكري والمالي، مع تحديد الالتزامات الفردية.
2. وقف إطلاق النار الكامل: رغم موافقة أوكرانيا على الاتفاق، لم تحدد روسيا موقفها النهائي بعد. وتظل فرنسا متشككة في أي تنازلات روسية محتملة، نظرًا للسجل التاريخي لموسكو في الغش والتلاعب.
3. دعم الجيش الأوكراني طويل الأمد: يعتبر الجيش الأوكراني "خط الدفاع الأول لأوروبا"، وبالتالي فإن تعزيز قدراته يعد ضرورة استراتيجية لمنع المزيد من العدوان الروسي.
4. إنشاء "قوة طمأنة": تعد مسألة نشر قوات حفظ السلام واحدة من أكثر القضايا حساسية. بينما تدعم فرنسا والمملكة المتحدة هذه الفكرة بشدة، تعارض دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، مثل إيطاليا وبولندا، هذه الخطوة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انعطافة ميدانية في الصراع السوداني: الجيش يقترب من الحسم في العاصمة شروط أمريكية على سوريا مقابل رفع جزئي للعقوبات... هل يستطيع الرئيس السوري تلبيتها؟ ما أبرز دلالات الاتفاق الدفاعي الجديد في جنوب شرق أوروبا بالنسبة للمنطقة؟ فولوديمير زيلينسكيتحالفإيمانويل ماكرونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل روسيا أوكرانيا حروب اليمن دونالد ترامب إسرائيل روسيا أوكرانيا حروب اليمن فولوديمير زيلينسكي تحالف إيمانويل ماكرون دونالد ترامب إسرائيل روسيا أوكرانيا حروب اليمن دفاع قوات الدعم السريع السودان السياسة الأوروبية مجاعة سوريا قصف یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يسعى لتحالف خليجي–أفريقي لحماية البحر الأحمر وسط تراجع أمريكي
كشفت أنيت ويبر، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في منطقة القرن الأفريقي، عن تحركات أوروبية لتعزيز التعاون الإقليمي بين دول الخليج والقرن الأفريقي، بهدف حماية البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات المائية حيوية للتجارة العالمية، وسط تصاعد التهديدات الأمنية وتراجع الاهتمام الأمريكي.
وقالت ويبر في تصريحات لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، إن ضفتي البحر الأحمر - الخليج العربي والقرن الأفريقي - بحاجة إلى بناء هيكلية تنسيقية مشتركة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لمناقشة المصالح والفرص الأمنية والاقتصادية في هذا الشريان البحري الحيوي.
ويُعدّ البحر الأحمر أحد أهم شرايين العالم للنقل البحري العالمي، إذ يمرّ عبره ما يصل إلى 15% من التجارة البحرية العالمية. لكن موقعه بين منطقة الخليج والقرن الأفريقي، لم يبق بمنأى عن الصراع الدائر حوله.
ونفّذ المتمردون الحوثيون في اليمن عدة هجمات على ممرات الشحن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مدّعين تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي، علماً بأن حركة الشحن في البحر الأحمر بدأت للتو بالتعافي. في الوقت نفسه، يستمر الصراع في السودان والصومال، حيث يتزايد خطر حركة الشباب.
وقالت أنيت ويبر، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في منطقة القرن الأفريقي، إن "ضفتي البحر الأحمر مع الاتحاد الأوروبي" يجب أن توحدا جهودهما "لمناقشة المصالح المشتركة والإمكانيات المشتركة لتعزيز الأمن في البحر الأحمر".
وعن الأهمية الاستراتيجية للممر المائي والحاجة إلى التعاون لتأمينه ،قالت ويبر: "نحن جميعًا نستخدمه في تجارتنا، وللغاز الطبيعي المسال، والهيدروجين الأخضر، والاتصال تحت الماء".
وقالت السيدة ويبر إنه على الرغم من وجود تفاعل ثنائي بين دول الخليج والقرن الأفريقي ، إلا أن التعاون الإقليمي محدود. وأضافت: "يجب وضع هيكلية مشتركة. يتطلب الأمر جهدًا أوليًا لنكون مجموعة، ونتحدث، ونحدد أفكارنا المشتركة".
وأضافت أنه لا توجد مبادرة متعددة الأطراف من هذا القبيل حتى الآن، لكنها أضافت: "نأمل أن نبدأ قريبًا جدًا" لأن التهديدات تأتي من جانبي البحر الأحمر. "لدينا الحوثيون، وحركة الشباب، وداعش، ونواجه خطر تعاون السودان الوثيق مع إيران في البحر الأحمر، على سبيل المثال - وهذا ليس في مصلحتنا".
ورغم أن أوروبا لا تملك ساحلًا على البحر الأحمر، إلا أن تجارتها تأثرت بشكل كبير بالهجمات على الممر الملاحي. فكما قالت ويبر: "الجميع يعاني - بما في ذلك أوروبا - بسبب هجمات الحوثيين".
وتسري هدنة، بوساطة عُمانية، منذ الشهر الماضي بين الحوثيين والولايات المتحدة، تنص على امتناع الجماعة المدعومة من إيران عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر. وجاء الاتفاق بعد أسابيع من تكثيف القصف الأمريكي على أهداف للحوثيين في اليمن، وتزايد الإحباط الأوروبي من الإدارة الحالية .
تراجع الدعم الأمريكي
وقالت السيدة ويبر إن المحادثة الجماعية المسربة عبر تطبيق سيجنال - حيث كان كبار المسؤولين الأميركيين يتشاركون خطط الحرب في اليمن - كانت بمثابة جرس إنذار للاتحاد الأوروبي.
حيث نُقل عن نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، قوله في المحادثة المسربة: "أكره إنقاذ أوروبا مجددًا". فردّ وزير الدفاع، بيت هيجسيث : "نائب الرئيس، أشاركك تمامًا كراهيتك للانتهازية الأوروبية. إنه لأمرٌ مؤسف".
وقالت السيدة ويبر، متحدثةً عن عدم رغبة الولايات المتحدة في مواصلة دعمها المالي لأمن الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر: "لقد أوضحت الولايات المتحدة الأمر بوضوح تام. لا أعتقد أنهم سيغادرون غدًا، لكنني أعتقد أن الأمر واضح تمامًا".
وأطلق الاتحاد الأوروبي عملية "أسبيدس " - التي تعني باليونانية "درع" - في فبراير من العام الماضي ردًا على هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر وصولًا إلى قناة السويس. وتوفر العملية حماية وثيقة للسفن التجارية، وتعترض الهجمات التي تستهدفها، وترصد التهديدات المحتملة وتُقيّمها.
وقال قائد مهمة أسبيدس البحرية لرويترز يوم الخميس إن حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر زادت بنسبة 60 بالمئة إلى ما بين 36 و37 سفينة يوميا منذ أغسطس آب من العام الماضي لكنها لا تزال أقل من الأحجام التي كانت تسجل قبل أن يبدأ الحوثيون في اليمن مهاجمة السفن في المنطقة .
وأشادت السيدة ويبر بتعاون الاتحاد الأوروبي وانخراطه مع دول الخليج فيما يتعلق بالبحر الأحمر، ولكن أيضا في السودان والصومال. وبالإضافة إلى السودان، أكدت المبعوثة ويبر أن الاتحاد الأوروبي يتحرك في نفس الاتجاه الذي تسير فيه دول المنطقة مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، حيث يشكل الصومال مثالاً آخر على التعاون.
وأضافت في إشارة إلى تحول المصالح والأولويات الأميركية في البلاد: "نرى الولايات المتحدة تبتعد عن مقديشو أكثر باتجاه شمال الصومال، باتجاه ساحل البحر الأحمر"."إنهم لا يعتبرون حركة الشباب تهديدًا إرهابيًا دوليًا، بل يرونها تهديدًا محليًا".