هناك أسئلة مهمة تحتاج لإجابات شافية ووافية
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
هناك أسئلة مهمة تحتاج لإجابات شافية ووافية تتوفر عبر البحث والتنقيب وتوليد أسئلة من الإجابات وتوجيه النقد وطرح مطالب بالتحقيق والمكاشفات من الباحثين حتى نصل لمرافئ آمنة تمنع الاتهامات الجزافية غير المحققة أو على الأقل تحد منها. وقبل البحث تحتاج لإرادة وصدق مع النفس من المعنيين بها للإجابة عليها بل والإصرار على تقديم هذه الإجابات كي تكون هناك فرصة لإعادة الثقة أو تثبيتها بين القوى المدنية المعنية وجمهورها والمدافعين عنها وعن مواقفها بل وعموم الشعب السوداني.
- مثلاً السؤال حول دور الاتفاق الإطاري في إشعال الحرب والذي في رأيي لا يجب أن يتكرر كإكليشيه ومادة مكايدة ومكايدة مضادة، لينزوي ويضيع جوهره بين اتهام نوايا "الناقمين على القوى المدنية" ومحاولاتهم إلصاق كل الرزايا بها، والدفاع المعتاد المكرر للقوى المدنية المبني على إدعاء حسن النوايا في طرحه والقول بأن أحد أهم أهدافه الوصول لجيش مهني موحد، هكذا! هذا جدل دائري ولن يصل بنا إلى جوهر القضية!
- هل كانت هناك قوى أو أفراد من القوى المدنية رأوا أن الد.عم الس.ريع ومنذ وقت مبكر يجب أن يكون بديلاً للجيش السوداني وهل قالوا بذلك تصريحاً أو تلميحاً؟ بحيث يتم تذويب الجيش- باعتباره جيش الكيزان- داخل قوات الد.عم الس.ريع -باعتبارها نواة جيش السودان الجديد في المستقبل-، وإن حدث ذلك، فما المواقف التي اتخذتها القوى التي كانت مؤمنة بخطأ هذا التوجه إن وجدت؟ الإجابة الشارحة على مثل هذا السؤال من المعنيين به في القوى المدنية، تحتاج الوضوح والصراحة وقبلها الحس الوطني السليم والضمير الحي بعد الدمار الذي حاق بحيوات العباد والبلاد، خاصة وأن هناك أسئلة أخرى لم تتم الإجابة عليها بعد والتي قد تعد كقرائن، وهي أسئلة من شاكلة: كيف لبعض القوى المدنية التي كانت جزءاً من الاتفاق الإطاري، وأصبحت لاحقاً جزءاً من تحالف القوى المدنية التي أعلنت الحياد في الحرب، أن تعلن انحيازها الفاضح للمليشيا بعد عام ونصف من الحرب، بل وتتحالف معها وتدخل في إجراءات دستورية وتأسيسية ليكون لهذه المليشيا مشروعية كاملة وترتب معها لتشكيل حكومة جديدة؟ هل وقع هذا الأمر فجأة وفقط خلال الشهر الأخير والذي أعلن فيه عن تباين المواقف بين فصيلين داخل القوى المدنية في تقدم، وشهد " فك الارتباط" بين صمود وتحالف تأسيس، أم كان متوقعاً ويجري الدفع نحوه على قدم وساق في الاجتماعات وأثناء النقاشات، لتنزلق باتجاهه هذه القوى بكل سهولة ويسر تحت نظر جميع القوى الحليفة، بل وتحت سمعها وبين ظهرانيها حتى لتتهم بشبهة التواطؤ الجماعي وفقاً لأحداث ومجريات ومواقف سياسية وإعلامية وإجرائية بدأت ما قبل الحرب واستمرت خلال الشهور الأولى للحرب وصولاً لفك الارتباط؟
- ما الذي جعل قائد المليشيا يعلن في أحد خطاباته أن الاتفاق الإطاري هو سبب الحرب وما الذي استند عليه من معلومات وهل هو قول مرسل أم يقوم على وقائع محددة يرمي لها؟ وما الذي جعل الصمت سيد الموقف من قبل القوى المدنية التي شاركت في صياغة الإطاري حين صدر هذا الاتهام من قائد المليشيا وهي التي طالما نفت هذه التهمة وبقوة وضراوة عندما صدرت من آخرين؟
مثل هذا النوع من الأسئلة وغيرها ضروري الإجابة عليها الآن وليس غداً، وبدون التفاف وتسويف، والسعي لتوفير ذلك بذات قوة السعي لإيقاف الحرب وصياغة المشاريع السياسية المستقبلية، حتى لا يكون للخصوم والناس في عمومهم، على هذه القوى المدنية حجة!
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى المدنیة
إقرأ أيضاً:
حبيسة الأحلام
بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ لو أنه عاش لبقى فى السلطة يصارع من أجل الجميع حتى الآن -نظريا على الأقل- كما قال بنفسه فى تصريح واضح للرجل الراحل العظيم ، ولكنه مات ورحل فورا ولم يعش ليرى كيف تعاقبت العقود وليس فقط السنين، دون أن ترى القضية الفلسطينية الحل المنشود للأسف العميق.
فلسطين والقضية الفلسطينية هدف نبيل وحلم كبير عند الكثيرين، حتى أن البعض ربط كل شىء بحلول أجل هذا الهدف وتحقيق هذا الرجاء.
كثيرون يرون أن التوصل إلى رؤية الحلم العربى تتجسد في الدولة الفلسطينية الحقيقية، ولكن الأحلام تحتاج الى الكثير لترى النور وتصبح جزءا من الواقع. الأحلام تحتاج الى أرجل قوية من التعليم والصحة والتصنيع والحياة السياسية الحقيقية وحرية الرأى وتنوعه والتناوب السلمى على السلطة الذى يحمى من النزاعات الداخلية ومن الاغتيالات ومن التردى الشعبى فى بئر الخوف والاعتقالات والهروب إلى دول أخرى بحثا عن حياة آمنة.
الأحلام تحتاج إلى الصدق والشفافية والعمل الكثير والتصنيع والتجارة والتنوع داخل المجتمع، لأن التنوع هو سر الابتكار . الأحلام بضاعة باهظة وتحتاج إلى التسامح والى الإيمان بأن الغد لا يمكن أن يأتى بضياء لفرد يختص نفسه بكل شىء أو لشلة فى مجتمع ما تختص نفسها من دون شعبها بكل شىء ، لأن النجاح والنجاة والاستمرارية لا يحققهم الا المجموع. والمجموع فقط – بجميع أجزائه دون إقصاء- يمثل الشرط الجامع المانع. على مستوى الفرد: ينجح الفرد وحده لأنه لابد له من قرار ينبع من رأسه، ولابد له من رضاء وعزيمة وارادة ينبعون من روحه وفلبه وعقله هو نفسه ، حتى يستطيع التحرك بخطوة جادة قوية موجهة نحو أهدافه . وذات الشىء على مستوى المجتمعات التى ترغب فى التقدم الى الأمام بخطى واثقة هادفة نحو أهداف وطنية تضيف الى رصيده المزيد من الحقائق المهمة التى كانت يوما مجرد أحلام ولا شىء غير الأحلام أو ربما بعض رسم على بعض ورق. وفلسطين هى الحلم الذى ينزف دما منذ الأزل وحتى الآن ، بينما تخلو الأيدى من كل شىء الا القليل.
وقد رأى الرجل -قبل سنوات بعيدة- أن يكون الآمر الناهى فى كل شىء وفى كل الأمور وفى كل المناحى وفى جميع الأحوال وطوال العمر ، حتى يضمن أن تسير الأمور بشكل جيد، وحتى يتحقق الحلم العربى القومى، وحتى ترى فلسطين الحياة على الأرض الفلسطينية فى بهاء ورخاء وعزة بقوة اليد العربية. ومات الرجل ومرت عشرات السنين، وما زالت فلسطين حبيسة الأحلام تنتظر الرجل الآمر الناهي الذى يرى كل الأمور ويتخذ كل القرارات فى كل النواحى وفى كل الموضوعات ويصبغ الحياة كلها بحكمته الصائبة الثرية رغم أنف الجميع.
Tags: القضية الفلسطينيةفلسطين