بلدية غزة تحذر من غرق آلاف الأسر نتيجة المنخفض وسط غياب الإمكانيات
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
غزة - صفا
قالت بلدية غزة يوم الأربعاء، إن المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، يفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة وسط دمار البنية التحتية وغياب الإمكانيات.
وذكرت البلدية في بيان وصل وكالة "صفا"، أن المنخفض الجوي بدأ بالتأثير على مدينة غزة، في وقت تواجه فيه طواقم بلدية غزة تحديات جسيمة وغير مسبوقة، نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، وخاصة شبكتي الصرف الصحي ومياه الأمطار، خلال عامين من حرب الإبادة.
وحذرت من خطر الغرق في العديد من المناطق المنخفضة، خاصة في محيط مخيمات الإيواء والشوارع المنحدرة، التي باتت تعاني من تراكم المياه.
وبينت أنها ورغم محدودية الإمكانيات وتدمير عدد كبير من الآليات والمعدات، تواصل طواقمها أداء واجبها الإنساني والخدماتي، حيث تعمل على تنفيذ حلول طارئة للحد من آثار المنخفض، تشمل إنشاء سواتر رملية حول المخيمات، وتسوية الطرق المحيطة، ونشر مضخات مؤقتة بجوار المناطق المنخفضة، في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة.
كما حذرت البلدية من أن الوضع الحالي يُهدد آلاف الأسر، لاسيما مع تلف عدد كبير من خيام الإيواء، ما يعرّض النازحين لمخاطر التشرد من جديد، في ظل غياب البدائل المناسبة للمأوى.
وناشدت المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والإغاثية بضرورة التدخل العاجل، وتوفير المعدات والآليات اللازمة، والبدء بتأهيل منظومتي الصرف الصحي ومياه الأمطار، إلى جانب توفير المساكن المؤقتة (الكرفانات) بشكل فوري.
وأهابت البلدية بالمواطنين إلى ضرورة الابتعاد عن المناطق المنخفضة، واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظاً على سلامتهم خلال تأثيرات المنخفض الحالي.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: بلدية
إقرأ أيضاً:
مأساة النازحين بغزة تتضاعف وسط غياب الدعم ومستلزمات الإيواء
غزة - خاص صفا تتفاقم معاناة النازحين في قطاع غزة مع كل منخفض جوي يضرب فلسطين، في ظل غياب مستلزمات الإيواء، وعدم وجود جدران تقيهم البرد القارس ولا أسقف تحميهم من المطر، بسبب العيش داخل خيام مهترئة تفتقد لأبسط مقومات الحياة. ومع هطول الأمطار الغزيرة، يتسلل البرد إلى عظام الأطفال، فتراهم يلوذون ببطانيات رطبة وملابس لا تقي جسدًا ولا تحفظ حرارة، مما يُهدد حياتهم وصحتهم. وتسبّبت الأمطار الغزيرة يوم الأربعاء، بغرق المئات من خيام النازحين في قطاع غزة، ما فاقم معاناتهم ومأساتهم، في ظل غياب كل مستلزمات الإيواء. ومنذ فجر اليوم، تلقى الدفاع المدني في قطاع غزة، أكثر من ألف مناشدة غرق لخيام نازحين، مغ ارتفاع المياه في مراكز إيواء لأكثر من متر. ويطالب النازحون المؤسسات الدولية والعالم بالتدخل العاجل للضغط على "إسرائيل" لأجل إدخال الخيام ومستلزمات الإيواء بشكل عاجل، لإنهاء معاناتهم، وتجنب حدوث أي كارثة إنسانية. أوضاع لا تحتمل المواطنة أم محمد منون تقول لوكالة "صفا": "أوضاعنا الإنسانية تتفاقم وتزداد خطورة مع كل منخفض جوي، حيث نمنا والماء يقطر فوقنا، استيقظنا وأجسامنا مبللة". وتضيف أن "غياب الصرف الصحي، ونقص الأغطية، وندرة المواد العازلة، كلّها تجعل من كل ليلة شتاء في غزة معركة بقاء". وتتابع "كل ما نملكه الآن هو الدعاء إلى الله أن ينحرف المنخفض ويرد عنا البرد والمطر، فالخيام التي نعيشها لا تقي من الرياح ولا من الأمطار الغزيرة، ونعيش كل يوم على أمل ألا يصيب أطفالنا مكروه". منون التي تعيش وأبنائها في مخيم أنصار غرب مدينة غزة، تعمل يدًا بيد مع زوجها ورجال المخيم، لأجل تثبيت الخيم وتفادي اقتلاعها مع هبوب الرياح القوية التي حذرت منها دائرة الأرصاد الجوية. وتردف "عملنا ما بوسعنا وقمنا بإغلاق الثقوب وتثبيت الخيام لئلا تذهب مع الريح، لكن لن يسعف ذلك بشيء، لأن الخيام مهترئة بعد عامي النزوح، ولا تتحمل موجه هواء واحدة فكيف بعاصفة قوية". وتكمل حديثها "في المنخفضات السابقة غرقنا وابتلت فراشنا وأغطيتنا ولم تكن بالقوة العاصفة القادمة والتي يتحدثون عنها". "نحن لا نملك شيئًا سوى انتظار انحراف المنخفض، وأن يتلطف ربنا بنا وبصغارنا، بعدما يئسنا من مناشدة العالم لإدخال الكرفانات ولوازم الايواء". وفق منون حاجة ماسة للخيام وأما الخمسينية نهى شعبان، فتبكي حالًا وصلت إليه، بعدما كانت تتّنعم في منزل من عدة طبقات وغرف كثيرة، أصبحت تعيش في خيمة بالية من قماش رديء. تقول لوكالة "صفا": "الخيام لا تقي البرد، فالثقوب تملؤها وسقفها مال ظهره ولم يعد يقوى على مقاومة الرياح العاتية، والمطر يزيد معاناتنا سوءًا، والأغطية قليلة جدًا، ولا تدخل مساعدات، كما أننا لا نملك المال للشراء بسبب غلاء الأسعار". وتضيف شعبان "طالما لا يوجد بديل عن الخيام ولا حلول بالأفق لإدخال موارد الإيواء، فنحن بحاجة ماسة إلى شوادر جديدة نضعها فوق سقف الخيمة، علها تمنع تسلل مياه الأمطار إلينا كذلك نحتاج لفافات نايلون لإغلاق الثقوب في محاولة لمنع تسرب هبات الرياح". وتردف "نحن نعيش هنا عقوبة جماعية، وننظر إلى السماء ونترجى بقلوب يعتصرها الألم بأن ينحرف المنخفض ليس كرهًا في المطر، وإنما رأفة بحال وصلنا إليه".