لم يغادر العاصمة حتى تحررت.. والي الخرطوم .. الصمود والثبات
تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT
لم يغادر العاصمة حتى تحررت..
والي الخرطوم .. الصمود والثبات
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
برز والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة في طليعة الذين قدموا إسهاماتٍ مقدرة فى حرب الكرامة.
ويكفي أنّه لزم ولايته ولم يغادرها حتى تكللت تضحيات القوات المسلحة بانتصارات ساحقة اكتملت أمس الأول بتحرير محلية الخرطوم وتطهير قلب العاصمة واستعادة القصر الرئاسي والمؤسسات السيادية ومقرات الوزارات.
ومع مغيب شمس تمرد ميليشيات آل دقلو، سطر “حمزة” سيرة ومسيرة لم ولن تمحى من ذاكرة السودانيين.
في فجر الخامس عشر من أبريل، وجد والي الخرطوم نفسه محاصرًا من قبل ميليشيات الدعم السريع وسط العاصمة وعاش أيامًا صعبة لم تخلُ من الرصاص والدانات، ثم غادرها لمحلية أم درمان التي تجسدت فيها معالم نجاحه.
تحديات الخدمات
في ظل الأوضاع الكارثية كان التحدي الأكبر ضمان الحد الأدنى للخدمات الأساسية لا سيما في المناطق المحررة، وكذلك احتياجات العائدين للمناطق المحررة، حيث عمل أحمد حمزة على تنشيط المؤسسات التعليمية الخدمية لا سيما في مجال الكهرباء، والمياه، والصحة. كما تابع بنفسه الجهود المبذولة لإعادة تشغيل المستشفيات على غرار مستشفى “النو” الذي لم يخرج من الخدمة رغم الاستهداف الممنهج له ورغم شح الموارد ودمار البنية التحتية.
الوالي استطاع فور تحرير محلية أم درمان من أن يعيد الحياة لمنطقة تدمرت تمامًا ودارت فيها معارك طاحنة، حيث قام على تهيئة أحياء أم درمان القديمة في فترة وجيزة، معيدًا الخدمات لها. كما استطاع كذلك العمل على تأمين المناطق المحررة باعتباره رئيس لجنة أمن الولاية.
جهود أحمد عثمان حمزة لم تتوقف عند أم درمان بل امتدت لبحري بعد تحريرها، حيث شهدت في فترة وجيزة عمليات نظافة وإعادة للخدمات بمناطق “الكدرو، والسامراب، والدروشاب” وغيرها.
إعادة الإعمار
على المستوى الإداري، وقف بنهجه العملي في التعامل مع قضايا الوالي، رغم أن الخرطوم كانت ساحة مواجهة عسكرية، حيث تقطعت أوصالها بين مناطق تحت سيطرة الميليشيا آنذاك وأخرى في يد الجيش، حيث لم يغادر المشهد بل ظل موجودًا على الأرض يعمل في صمت على استعادة العمل الإداري وتشغيل ما يمكن تشغيله، مشرفًا على جهود إعادة الإعمار في المناطق التي استعادتها القوات المسلحة آنذاك.
وينتظر الوالي أحمد حمزة تحدٍ كبير يتمثل في نفخ الحياة بقلب العاصمة النابض في السوق العربي، وكذلك شرق وجنوب الخرطوم التي استعادتها القوات المسلحة خلال الأيام القليلة الماضية.
اليوم ومع بدء مرحلة الإعمار، يواصل حمزة مهامه في ترتيب المشهد الإداري والخدمي واضعًا أُسسًا لاستعادة العاصمة لعافيتها. وبفضل صموده وإدارته الحكيمة، ستمضي العاصمة بثباتٍ صوب مرحلةٍ جديدة سيكون الإعمار عمادها، وهو ما يتطلب جهودًا مضاعفة من حمزة.
محطاتٌ مهمة
وحُظي والي الخرطوم بمحبة شديدة ليس من سكان الولاية فحسب بل ارتفعت حتى صار من الأسماء التي كانت ترد بين الحين والآخر في ترشيحات الوزراء الاتحاديين وأحيانًا رئيسًا للوزراء.
شعبية حمزة ارتفعت إبان صموده في العاصمة ومجابهته لتحديات الولاية والتواصل مع الأهالي وتلبية احتياجاتهم الضرورية، كما ظل الوالي مواصلًا لرموز المجتمع والفن والرياضة الذين فضلوا البقاء في أم درمان، وهو ما جعله شخصيةً تحظى بالتقدير والاحترام ليس فقط من الجهات الرسمية بل من المواطنين أنفسهم الذين لمسوا فيه روح المسؤولية اتجاههم وإدارته للأزمة من الميدان لا من المكاتب.
ومع إعلان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الخرطوم حرةً من داخل القصر الرئاسي، تعززت مكانته كوالٍ نال حب الناس بثباته، وأصبح اسمه مرتبطًا بمحطات مهمة في تاريخ العاصمة، حيث كان صوتها الحاضر في وقت الصمت ويدها الممتدة عندما تقطعت السبل بالمواطنين.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: والی الخرطوم أم درمان
إقرأ أيضاً:
والي غرب دارفور: سنظل نعمل بكل الوسائل لتحقيق العدالة ودحر المليشيات
قال الجنرال بحرالدين آدم كرامة نائب حاكم إقليم دارفور والي ولاية غرب دارفور في تدوينة له الأحد على الفيسبوك ان محكمة بورتسودان شهدت اليوم السبت انعقاد أولى جلسات قضية أحداث مدينة الجنينة المؤسفة، التي شكّلت إحدى أكثر صفحات الحرب دمويةً وألمًا ووحشيةً في تاريخ السودان الحديث. وذلك في مشهد مهيب يختصر معاناة مدينة بأكملها.واضاف “حضرتُ الجلسة بصفتي الدستورية والي ولاية غرب دارفور، ونائب حاكم إقليم دارفور، تلك المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا والتي نسعى من خلالها جاهدين لخدمة البلاد والعباد، وكذلك بصفتي الشخصية كأحد أبناء مدينة الجنينة، أحمل في قلبي وجع أهلها وأنينهم، وأمثّل بوجداني صوت آلاف الضحايا والمشرّدين الذين ينتظرون لحظة الإنصاف والعدالة”.مبينا ان هذه الجلسة مثلت اختبارا حقيقيا لضمير الدولة السودانية وعدالة قضائها، فالقضية ليست مجرد ملفٍ جنائي، بل قضية وطنٍ يسعى لاستعادة كرامته وهيبته.وزاد “واليوم، بينما تستمع المحكمة إلى أقوال الشهود وتستعرض الأدلة، يضع أهل السودان أعينهم على بورتسودان، منتظرين أن تخرج من بين جدران هذه القاعة بداية الطريق نحو العدالة الحقيقية لكل من طالته يد الظلم من المليشيات المتمردة والمتعاونين معها، وكشف وفضح التدخلات الخارجية، مؤكدين أنه لا إفلات من العقاب”.مشددا على ايمانهم بأن العدالة لا تتحقق بالانتقام، بل بالمحاسبة الشفافة والإنصاف الكامل، وأنها لا تعرف لونًا ولا انتماءً قبليا، بل تقوم على مبدأ أن لا أحد فوق القانون، وأن دماء الأبرياء أغلى من كل الحسابات السياسية أو القبلية.واضاف “وسنظل نعمل بكل الوسائل الدستورية والمؤسسية لتحقيق العدالة، ودحر المليشيات، وتخليص الشعب السوداني عامةً، وشعب غرب دارفور خاصةً، من بطش التمرد وقوى الشر التي أرادت تمزيق نسيج الوطن وإهانة كرامة إنسانه”.محييا كل الجهود الرسمية والشعبية التي أسهمت في وصول هذه القضية إلى منصة القضاء، والدعاء لضحايا الجنينة بالرحمة والمغفرة، وللجرحى بالشفاء العاجل، وللوطن بالأمن والسلام.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب