تحقّق: هل تجبر بريطانيا فعلا تلاميذ المدارس على دراسة الإسلام؟
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
في الواقع، هناك توقع قانوني بأن المناهج المدرسية يجب أن تعكس مسألةهامة وهي أن التقاليد في إنجلترا "مسيحية في الأساس".
تدّعي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أن المملكة المتحدة تجبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والسادسة عشرة على دراسة الإسلام كأحد المواد الدراسية الرئيسية.
ويوجه البعض اتهامات مبالغا فيها بأن نظام التعليم البريطاني قد سقط وأن على الآباء والأمهات إخراج أطفالهم من المدارس.
ويقول آخرون أن تدريس الإسلام سيحل محل المسيحية والهندوسية في المدارس.
وقد تراوحت ردود الفعل بشأن هذه الادعاءات التي انتشرت كالنار في الهشيم إذ أن هناك من يروّج لها بشكل سلبي، وبين من يرى أنها أمر جيد يجب الاحتفاء به.
وفي كلتا الحالتين، فإن هذه الادعاءات كاذبة - إذ لا توجد وسائل إعلام موثوقة تنقل الخبر المفترض، ولم يصدر أي إعلان رسمي من الحكومة.
يقودنا البحث على جوجل عما إذا كان التعليم الديني (RE) إلزاميًا في المملكة المتحدة إلى تقرير صدر في يناير 2024 عن مجلس اللوردات، الغرفة العليا للبرلمان البريطاني، والذي يتناول جودة التعليم الديني في إنجلترا على وجه التحديد.
قال اللوردات إن تعليم التربية الدينية إلزامي في جميع المدارس التي تمولها الدولة في إنجلترا، لكنه ليس جزءًا من المنهج الوطني، ويحق للوالدين قانونًا سحب أطفالهم من جميع الدروس أو جزء منها.
وأضافت أنه يمكن للتلاميذ اتخاذ قرار الانسحاب بأنفسهم بمجرد بلوغهم سن 18 عامًا.
المنهاج الوطني هو مجموعة من المواد والمعايير التي تستخدمها المدارس حتى يتعلم الأطفال نفس الأشياء، مما يعني أن تدريس مادة التربية الدينية المتكاملة قد يختلف مثلا من مدرسة إلى أخرى، إذا كانت تابعة لكنيسة إنجلترا.
وجاء في التقرير: "يجب أن تتبع المدارس غير الدينية التي لا تزال تحتفظ بالمناهج الدراسية المتفق عليها من قبل مؤتمر المناهج الدراسية المحلية، وهي هيئة مخصصة أنشأتها السلطات المحلية“.
وتابع التقرير: "يجب توفير التربية الدينية في المدارس ذات الطابع الديني وفقًا لسند الثقة الخاص بالمدرسة أو، في حالة عدم وجود سند ثقة، يجب أن يتم توفيرها وفقًا لمعتقدات الدين أو الطائفة المحددة في المرسوم الذي يحدد المدرسة على أنها ذات طابع ديني".
وجد تقرير منفصل صادر في أبريل 2024 عن أوفستد، وكالة التفتيش التعليمية الحكومية في إنجلترا، أن التقاليد المسيحية كانت الأكثر دراسة في جميع الفئات العمرية.
Relatedفرنسا: جدل واسع حول مشروع قانون لحظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضيةبسبب صلاة تلاميذ مسلمين أثناء الاستراحة في إحدى مدارس نيس.. وزير التعليم الفرنسي يطالب بفتح تحقيق مجلس الدولة الفرنسي يصادق على منع ارتداء العباءة في المدارسبرنامج "إيراسموس" انتهى.. فهل تأخذ هولندا مكان بريطانيا؟وذكرت الوثيقة أن "هذا يتماشى مع التوقع القانوني بأن المناهج الدراسية يجب أن تعكس أن التقاليد في إنجلترا "مسيحية في الأساس".
وبالفعل، ينص قانون التعليم في المملكة المتحدة لعام 1996 على ما يلي: "يجب أن يعكس كل منهج متفق عليه حقيقة أن التقاليد الدينية في بريطانيا العظمى هي في الأساس مسيحية مع مراعاة تعاليم وممارسات الديانات الرئيسية الأخرى الممثلة في بريطانيا العظمى".
كما أشارت وكالة أوفستد أيضًا إلى أن اليهودية والإسلامية هما الديانتان التاليتان الأكثر دراسة في المرحلة الابتدائية، بينما تحتل البوذية المرتبة الثانية في المرحلة الرئيسية الثالثة (التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عامًا).
وقالت أوفستد إن الديانتين الأكثر شيوعًا في المرحلتين الرئيسيتين الرابعة والخامسة (من سن 14 إلى 18 عامًا) هما المسيحية والإسلام.
في حين أن وزارة التعليم لم ترد على طلب يورونيوز للتعليق حتى وقت إعداد هذا التقرير، إلا أنه لا يوجد دليل على أن المدارس تُجبر على تدريس الإسلام "كمادة رئيسية"، وبينما هناك الكثير من القرائن التي تثبت أن المسيحية هي الدين الأكثر تناولا في دروس التربية الدينية الإلزامية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يدلي بشهادته في فضيحة "قطر غيت" واعتقال اثنين من كبار مساعديه إدانة لوبان: رسالة ضد اليمين المتناغم مع ترامب وبوتين؟ أم مسار داخلي مستقل؟ قصف إسرائيلي جديد على الضاحية الجنوبية لبيروت وعون يشير إلى نوايا "مبيتة" تجاه لبنان الإسلامتعليمالمسيحيةإنجلتراديانةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب عيد الفطر محكمة إسرائيل فرنسا الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب عيد الفطر محكمة إسرائيل فرنسا الذكاء الاصطناعي الإسلام تعليم المسيحية إنجلترا ديانة دونالد ترامب عيد الفطر محكمة إسرائيل فرنسا الذكاء الاصطناعي السياسة الأوروبية محاكمة مارين لوبن حركة حماس قطر حروب التربیة الدینیة یعرض الآنNext فی إنجلترا یجب أن
إقرأ أيضاً:
نصرة الإسلام تدعو لحكم بالشريعة في مالي وتتوعد الروس بعد انسحاب فاغنر
دعت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" إلى إقامة "حكومة شرعية" تحكم بالشريعة الإسلامية في مالي، موجهة تحذيرات حادة إلى روسيا بسبب "الجرائم التي ترتكبها قواتها وميليشياتها ضد الأبرياء في دول الساحل".
جاء ذلك في بيان نشرته وكالة "الزلاقة" التابعة للجماعة، أمس الإثنين، وتناقلته وسائل إعلام إفريقية بالتزامن مع تصاعد الهجمات على الجيش المالي، وانسحاب مجموعة "فاغنر" الروسية من البلاد.
وأكدت الجماعة أن ما أسمته بـ"الصائل الروسي الغازي" سيواجه مقاومة متصاعدة، محذّرة من تكرار التجربة السوفييتية في أفغانستان. واعتبرت الجماعة انسحاب "فاغنر" نصرًا كبيرًا، بعد معارك واسعة قالت إنها خاضتها ضد القوات المالية وحلفائها الروس في عدة مناطق شمالية ووسطى من البلاد.
الانقلاب العسكري في مالي.. تحولات السلطة وبوابة النفوذ الروسي
شهدت مالي انقلابًا عسكريًا في 18 أغسطس 2020 أطاح بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، تلاه انقلاب ثانٍ داخلي في مايو 2021 أزاح الحكومة الانتقالية التي شكلها العسكر أنفسهم، وكرّس سلطة المجلس العسكري بقيادة العقيد أسيمي غويتا، الذي أصبح رئيسًا فعليًا للبلاد.
منذ ذلك الحين، اتجهت السلطة الجديدة في باماكو إلى فك الارتباط مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وطردت قواتها من البلاد، كما انسحبت من مجموعة دول الساحل الخمس (G5 Sahel)، وفتحت المجال واسعًا أمام النفوذ الروسي العسكري والاقتصادي.
"فيلق إفريقيا".. مأسسة التواجد الروسي بعد فاغنر
مع إعلان مجموعة "فاغنر" الروسية انسحابها رسميًا من مالي، برز كيان جديد يحمل اسم "فيلق إفريقيا" بصفته الجهة الرسمية البديلة، ما يشير إلى تحول استراتيجي في الحضور الروسي في الساحل الإفريقي من نمط المرتزقة إلى نمط المؤسسات العسكرية شبه الرسمية.
وقد أعلن "فيلق إفريقيا" أن روسيا ستواصل دعم باماكو "بشكل أكثر جوهرية"، مؤكدًا أن مغادرة "فاغنر" لن تعني تراجع موسكو عن مشروعها في مالي ودول الجوار. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب العقوبات الغربية وتضفي طابعًا رسميًا على التمدد الروسي المتسارع في المنطقة، خاصة في ظل انسحاب تدريجي للقوى الغربية.
من هي "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"؟
تُعد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" أبرز التحالفات الجهادية المسلحة في منطقة الساحل، وتأسست في مارس 2017 إثر اندماج أربع جماعات: أنصار الدين، والمرابطون، وجبهة تحرير ماسينا، وإمارة الصحراء الكبرى التابعة لتنظيم القاعدة. ويقود الجماعة إياد أغ غالي، وهو شخصية مالية بارزة من الطوارق سبق أن شارك في الحركات الانفصالية ثم اتجه إلى العمل الجهادي.
وتنضوي الجماعة تحت راية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتُعتبر العدو الأول للقوات المالية والفرنسية والروسية، وتنفذ عمليات واسعة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وتركز خطابها على طرد "الاحتلال الأجنبي" وإقامة "حكم شرعي إسلامي"، وتتمتع بقدرات قتالية عالية وتنظيم شبكي يمتد في عمق الصحراء الكبرى.