ما الأهداف الخفية وراء التصعيد الإسرائيلي في سوريا؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية خلال الأشهر الماضية، بدءا من الغارات الجوية المتكررة على مواقع عسكرية ومدنية، وصولا إلى التوغل البري المباشر في محافظة درعا، في إطار اعتبره محللون جزءا من إستراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وإفشال أي محاولة لإعادة إعمار سوريا.
وشهدت سوريا سلسلة اعتداءات إسرائيلية مكثفة خلال اليومين الماضيين، استهدفت مواقع في دمشق وريفها وحمص وحماة، منها قصف مبنى البحوث العلمية في حي برزة، وتدمير مدارج مطار حماة، وتوغل بري قرب سد الجبيلية في درعا، وأقر الجيش الإسرائيلي بتوغله في درعا، مهددا بـ"منع وجود أسلحة" في جنوب سوريا.
وردا على ذلك، أدانت الخارجية السورية هذه الاعتداءات باعتبارها "انتهاكا سافرا للقانون الدولي"، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم، كما انضمت تركيا إلى الإدانة، معتبرة أن إسرائيل تسعى لإبقاء سوريا "مقسمة وضعيفة".
وفي هذا السياق، يرى الدكتور مؤيد غزلان قبلاوي، الكاتب والباحث السياسي، أن الموقف السوري يبقى متمسكا بالدبلوماسية الدولية، رافضا الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي تستند إلى ذرائع "غير مقبولة".
إعلانويشير في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" إلى أن إسرائيل تهدف إلى إشعال نزاع داخلي في سوريا عبر استمالة مكونات اجتماعية معينة، لكن غالبية السوريين -حسب قبلاوي- يراهنون على تماسك الجبهة الداخلية، خاصة بعد الاتفاقيات الأخيرة مع "قسد" في حلب.
ويرى قبلاوي أن تماسك الجبهة الداخلية السورية ووحدة الصف الشعبي، تمثلان عنصر قوة أساسيا في مواجهة التحديات، يقلق إسرائيل، ويشير إلى أن الشعب السوري يعطي الأولوية للتعافي الاقتصادي، لكنه في الوقت نفسه مستعد لمقاومة أي محاولة إسرائيلية لزعزعة الاستقرار أو تقسيم البلاد.
كما يحذر من عودة إيران وحزب الله إلى الواجهة إذا استمر التصعيد، مؤكدا أن سوريا تعوّل على ضغط عربي ودولي لوقف العدوان، عبر تقديم شكاوى إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية لانتهاك اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 والقرارات الأممية ذات الصلة.
الهدف الحقيقي
بدوره، يعتبر الدكتور مهند مصطفى، الخبير بالشأن الإسرائيلي، أن تبرير إسرائيل هجماتها بـ"حماية أمن سكان الشمال" ليس الهدف الحقيقي لعدوانها، وإنما تريد إسرائيل منع ظهور سوريا قوية مستقرة اقتصاديا وعسكريا، إذ تعتبر أي نمو سوري تهديدا إستراتيجيا.
ويضيف أن إسرائيل تعتقد أنها السبب في إسقاط نظام بشار الأسد عبر ضرباتها ضد المحور الإيراني، لذا تسعى لفرض هيمنتها على مستقبل سوريا، كما تشمل الأهداف الحقيقية -وفق مصطفى- منع الوجود التركي في سوريا، إذ ترى أنقرة منافسا إقليميا.
ويعتقد مصطفى أن إسرائيل تسعى لتفتيت الجغرافيا السورية، من خلال تغذية اقتتال داخلي "مضبوط"، مع الحفاظ على قنوات اتصال بجماعات داخل سوريا، واستغلال ملف "الأقليات" لتحقيق هذا الهدف.
ويستبعد الخبير أن تكون إسرائيل مستعدة لعلاقة طبيعية أو محايدة مع سوريا في ظل المتغيرات الأخيرة، مؤكدًا أن الإستراتيجية الإسرائيلية الثابتة هي عدم السماح بوجود دولة قوية بجوارها.
إعلانويشير مصطفى إلى أن إسرائيل لن تنسحب من المناطق المحتلة إلا بـ3 سيناريوهات: ضغط عسكري خارجي، وهو غير وارد حاليا، أو اتفاق سلام يفرض تطبيعا مع النظام السوري الجديد، أو ضغط أميركي مباشر، وهو ما يبدو غير محتمل، حسب تقديره، في ظل التوافق التركي الأميركي على دور أنقرة في سوريا.
غير مقبولة
وفي السياق ذاته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الدفاع الوطني التركية الدكتور محمد أوزكان أن أنقرة تنظر إلى الاعتداءات الإسرائيلية على أنها "غير مقبولة وانتهاك للقانون الدولي".
ويؤكد أن تركيا ترى في استقرار سوريا مصلحة أساسية لها، وأن الهجمات الإسرائيلية تعرقل جهود أنقرة لتحقيق هذا الاستقرار.
ويوضح أوزكان أن تركيا تسعى لتحقيق الاستقرار في سوريا عبر السبل الدبلوماسية، وتؤكد أنها لا ترغب في مواجهة مع إسرائيل، وأن الأولوية يجب أن تكون لمساعدة السوريين على التعافي واستعادة عافيتهم بعد سنوات الحرب.
ويرى أن التعاون العسكري التركي السوري محتمل، كأمر طبيعي بين دولتين متجاورتين، لكنه لن يتخذ شكل عمليات مشتركة، مشيرا إلى أن أنقرة تعوّل على الدبلوماسية وكسب الوقت لتعافي سوريا، وأن "الزمن لصالح الاستقرار".
ويُجمع المحللون الثلاثة على أن التصعيد الإسرائيلي في سوريا ليس معزولا عن سياق أوسع يتعلق بإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، وأن غياب ردع فعلي شجّع إسرائيل على المضي في إستراتيجية "القضم التدريجي".
ويواجه السوريون -حسب المحللين- استحقاقين رئيسيين: الأول، تعزيز التماسك الداخلي ورفض أي محاولات لزعزعة الوئام الوطني، والثاني، حشد ضغط عربي ودولي عبر جامعة الدول العربية ومجلس الأمن لإجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان أن إسرائیل فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
المهندس البشير: مشاريع مذكرة التفاهم مع شركات دولية تسهم بتحقيق الاستقرار والاستدامة وتأمين الطاقة في سوريا
دمشق-سانا
أكد وزير الطاقة المهندس محمد البشير أن المشاريع التي تتضمنها مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم مع مجموعة شركات دولية متخصصة بمجال الطاقة، ستسهم بتحقيق الاستقرار والاستدامة وتأمين أمن الطاقة في سوريا، وتعزيز التنمية الاقتصادية وتسريع عجلة إعادة الإعمار، وتخفيف الأعباء عن الشعب السوري.
وقال البشير خلال مؤتمر صحفي اليوم مع الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط: تواجه سوريا تحديات في مجال الطاقة على مسارين، الأول متعلق بالبنية التحتية لمحطات التوليد، وهذه المذكرة وهذا الاتفاق سيحلان هذه المشكلة وهذا التحدي بشكل كبير جداً، أما المسار الآخر فهو مسألة توريدات المشتقات النفطية (الفيول والغاز) التي نحتاجها من أجل التوليد في المحطات الغازية، حيث سنشهد إمدادات جديدة من الغاز سواء من خط الغاز القادم من الأردن، أو من خط الغاز الذي نقوم الآن بصيانته وتأهيله، والذي يصل كلس بحلب، وخلال الأيام القادمة سنعمل على تحقيق إمدادات من الغاز للداخل السوري.
وأضاف الوزير البشير: توفير إمدادات الغاز سيساهم في زيادة توليد الكهرباء وعدد ساعات التشغيل، الأمر الذي ينعكس على الواقع المعيشي للناس، فاليوم يتم تشغيل الكهرباء بحدود أربع ساعات يومياً بسبب التوليد القليل، وبعد زيادة التوريدات في الأسابيع القليلة القادمة سيصل عدد ساعات التشغيل إلى حوالي 10 ساعات يومياً، وسينعكس ذلك على الواقع الاقتصادي وواقع التنمية الشاملة، وستسهم المشاريع المتوقع إنجازها خلال ثلاث سنوات في تحقيق الاستقرار والاستدامة، وتحقيق أمن الطاقة في سوريا خلال الفترة القادمة.
وتابع وزير الطاقة: هذه الاتفاقية بمشاركة الولايات المتحدة تشكل تطبيقاً عملياً لرفع العقوبات عن سوريا، وهذا يتيح الفرص للاستثمار في سوريا، ومن هنا ندعو جميع الشركات الإقليمية والدولية والمحلية للتوجه إلى الاستثمار داخل سوريا، فالقطاعات الحيوية متهالكة الأمر الذي يخلق فرص عمل استثمارية واعدة على جميع المستويات الصناعية والتجارية والسياحية والطاقة وغيرها، وسنبدأ منذ يوم غد استلام المواقع للشركات، والعمل في الميدان لتنفيذ المشاريع.
وقال الوزير البشير: لرفع العقوبات دور كبير جداً في إعادة إحياء الاستثمار في سوريا، وعودة المستثمرين والشركات في جميع القطاعات، وهناك الكثير من الشركات تقدمت إلينا، وبعد سقوط النظام قابلنا آلاف الشركات التي تريد العمل والاستثمار في سوريا، حيث كان هناك عائق العقوبات الغربية، والجميع كان مترقباً لرفع العقوبات، وبعد رفعها تحررت سوريا من القيود، وتوقيع مذكرة تفاهم مع كبرى الشركات العاملة في الطاقة في أمريكا وتركيا وقطر، دليل عملي على رفع العقوبات، الأمر الذي سيفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في سوريا في مختلف القطاعات.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون: ستكون الفائدة للبلد والشعب والاقتصاد بشكل كبير جداً، ورتبنا تحالفاً قوياً جداً مع أفضل الشركات التركية والأمريكية في مجال الطاقة، وسيتم استخدام تكنولوجيا أمريكية وأوروبية في المشاريع الغازية، وأفضل التكنولوجيا العالمية في مجال الطاقة الشمسية.
وأضاف الخياط: سيتم تمويل المشروع من خلال البنوك الإقليمية والدولية، إضافة لضخ رأس المال المطلوب للمشروع من قبل الشركات وجميعهم سيساهمون بذلك، ونأمل أن يتم الانتهاء من المشاريع قبل الموعد المحدد، وبأعلى نوعية لتمكين الشعب السوري من العودة إلى الحياة الطبيعية، وتحول سوريا من دولة لديها عجز في الطاقة إلى دولة مصدرة لها.
المهندس البشير 2025-05-29tarekسابق عودة 730 مهجراً من مخيمات اللجوء في الأردن إلى مناطقهم في ريف حمص انظر ايضاً المهندس البشير يستقبل مجموعة من رجال الأعمال السوريين في كندادمشق-سانا استقبل رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد البشير مجموعة من رجال الأعمال السوريين والصناعيين والمستثمرين …
آخر الأخبار 2025-05-29الكرامة يواجه حطين في أبرز مواجهات المرحلة السابعة بالدوري الممتاز لكرة القدم 2025-05-29وزير الأوقاف يترأس اجتماعاً لتطوير العمل الدعوي في المساجد 2025-05-29“شباب سوريا والمستقبل”… مساحة شبابية تفاعلية للتعرف على مسؤوليتهم في إعادة الإعمار والمساهمة في قيادة التغير بالمجتمع 2025-05-29وزير الصحة يبحث مع الوكالة الألمانية سبل تطوير القطاع الصحي ودعم التنمية المستدامة 2025-05-29وزير النقل يتلقى اتصالين من نظيريه التركي والقطري لدعم التعاون في مجال النقل البري 2025-05-29قوى الأمن الداخلي تنفذ حملة في بلدتي السحيلية وابطع بريف درعا 2025-05-29مستشار وزير الرياضة والشباب يشارك بمؤتمر الذكاء الاصطناعي في الرياضة بإمارة دبي 2025-05-29مركز العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل في جامعة حمص يقدم خدمات علاجية نوعية وتدريباً للطلبة 2025-05-29تربية حمص تجري جلسات تدريب ودعم نفسي للمتأهلين للمرحلة الثالثة من مبادرة تحدي القراءة العربي 2025-05-29الخياط: سنشارك بالاستثمار في عدة قطاعات أبرزها المقاولات والبنية التحتية وإعادة الإعمار إضافة إلى مشاريع الطاقة
صور من سورية منوعات تأثير القهوة على الصحة يعتمد على جيناتك 2025-05-29 هاتف “أونر400 برو” يحول الصور الثابتة إلى فيديوهات 2025-05-29فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |