الحرب على غزة .. بلسان الراب الجزائري
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
حينما بدأ الراب في سبعينيات القرن الماضي كان شكلا فنيا يعالج أو يخوض في مشكلات الطبقات المهمشة في أمريكا، لا سيما السود وما تعرضوا له من عنصرية وتمييز جعل من شوارعهم القذرة مختبرا لصناعة فن تعبيري يتميزون به عن غيرهم، ويعبرون من خلاله عن رفضهم لواقعهم المزري، كما كانت موسيقى الراب وسيلة سلمية للتعبير عن استيائهم من السلطة السياسية والثقافية في البلد.
وموسيقى الراب هي واحدة من العناصر الأساسية لثقافة الهيب هوب بشكل عام، وهي ثقافة أفروأمريكية، نشأت في أحضان البيئة الأفريقية واللاتينية في بلاد العم سام، تعددت فنونها بين الكتابة والرسم على الجدران (Grafity) ورقص البريك دانس (Breakdance) وأشكال أخرى، هي في الحقيقة فنون غرائبية ولدت خارج المركز، بمعنى أنها نشأت وانتشرت من الهامش إلى كل العالم، لتتحول موسيقى الراب إلى طرب الجيل الجديد الذي يشعر أنه مطرود من السلطة.
خرج مغني الراب الجزائري "ديدين كانون 16" (الاسم الحقيقي خير الدين يوسفي) وهو الرابر رقم واحد في الجزائر بلغة الأرقام (نسبة المشاهدة والاستماع على وسائل التواصل الاجتماعي) ليلة العيد ليطلق أغنيته الجديدة الموسومة بـ"souls" أي الأرواح، ومقتبسا عن شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء مطلع النشيد الوطني "قسما بالنازلات"، توعد ديدين جيش الاحتلال بالثأر لأطفال غزة وشهدائها في الحرب الأخيرة.
الراب كغناء لا يؤمن بالنوتة على السلم الموسيقي، وكقصيدة شعرية يؤمن كاتبها بالقافية ويكفر بالوزن، فالأغنية تصلح على أي موسيقى كانت، والدليل توظيف ديدين كانون في أغنيته الأخيرة للمقطع الشهير "أعطونا الطفولة.. أعطونا السلام"، ومع ذلك استطاع أن يجعل من رسالته لغزة الترند رقم 1 في المغرب العربي، في مفارقة محيّرة بين الجهاد في سبيل الله والمواساة بأغنية راب، ما يدفعنا للتساؤل: هل الفنون الحديثة والمعاصرة التي ولجت لعالمنا العربي ضمن ما يسمى بالغزو الثقافي تحافظ على نفس القيّم والمبادئ؟
المستمع للأغنية سيكتشف أنّ هذا المغني المتأثر بثقافة أمريكية الأصل، والمؤدي لنوع غنائي يعتبره الكثيرون رديئا، استطاع بأغنية لا تتجاوز مدتها 4 دقائق أن يوصل أوجاع الغزاويين لأكثر من نصف مليون شخص في أقل من 36 ساعة.
هذه العملية الحسابية تجعلنا ملزمين بإعادة النظر في موسيقى الراب، خصوصا على مستوى السلطة الثقافية التي تبقي عليه فنا هامشيا. هذا النوع الغنائي (الراب) أصبح لغة الإنسان المعاصر الذي يعيش في زمن السرعة والتكنولوجيا، ما يعني أن جمهوره في العالم العربي ليس منسلخا عن قيمه الأصيلة ولا عن عاداته ومبادئه، بل وجد بديلا موسيقيا مناسبا له يجعله أكثر انفتاحا على العالم.
قصيدة ديدين كانون بالعامية الجزائرية جعلت محبيه من الشباب يلتفون مجددا للقضية الفلسطينية، لقد نجح ببراعة في عدم جعل فرحة العيد تنسيهم في معاناة أشقائهم بعد إنهاء دولة الاحتلال لوقف إطلاق النار وإيقاف الهدنة.
القائمون على الثقافة والفنون في العالم العربي مطالبون بترسيم هذا النوع الغنائي واحتضان المبدعين فيه، قد يكون فنا مستوردا، ولكنه تشكل مرة ثانية داخل هذه الجغرافيا بلسان عربي وهوية عربية، هؤلاء الرابورات أثبتوا خلال العقد الأخير نجاحهم في اكتساح عالم الموسيقى حققوا ملايين المشاهدات وانتشرت أغانيهم كالنار في الهشيم، تفاعل معها الملايين من الشباب العربي لأنهم وجدوها أقرب إليهم وإلى واقعهم من أيّ نوع موسيقي آخر.
السلطة الثقافية اليوم هي التي تحتاج للراب لعقد صلح مع فئة واسعة من الشباب، إعطاء مساحة لهذا الفن داخل رزنامة المهرجانات والفعاليات الفنية والموسيقية سيحدّ من ظاهرة عزوف الجمهور عن المسارح وقاعات السينما ودور الثقافة، لكن على السلطة أن لا تفكر مطلقا في تقييد هذا النوع الغنائي الذي ولد خارج القفص. الراب لا تحكمه سلطة، وفي حال ما وقع أي رابور في هذا الخطأ انقلب عليه جمهوره كما حصل مع عدد منهم في السنوات الأخيرة.
خروج ديدين كانون 16 بأغنية الأرواح في ليلة عيد الفطر هو جرعة أمل بأنّ شباب الأمة، وإن كانوا في الظاهر بعيدين عن أزمات الأمة ومشكلاتها، إلّا أنهم لا يزالون يحافظون على انتمائهم لهذا الوطن الكبير من الخليج إلى المحيط، واعين بما يحصل وعلى دراية بما يجب أن يكون على الأقل في المرحلة الحالية.
مهاجمته للمطبعين وتغنيه بمجد الثورة الجزائرية هو دليل قاطع على أنّ هذا الجيل يؤمن بالثورة وبأحقية الشعب الفلسطيني في أرضه وشرعية المقاومة ضد الاحتلال الغاشم، هذا الجيل لم يبعده الراب عن غزة ولم يخلط عليه المفاهيم، بل إنّ الراب العربي في كثير من الأغاني يحمل قيما مضافة ويحث المستمع على التشبث بأرضه وأصله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الراب موسيقى الجزائري غزة الشباب الجزائر غزة موسيقى شباب راب مدونات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة موسیقى الراب
إقرأ أيضاً:
حظك اليوم الجمعة 12 كانون الأول/ ديسمبر 2025
اعرف كيف سيكون حظك اليوم وتوقعات الأبراج اليوم الجمعة 12 كانون الأول/ ديسمبر 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي؟ وماذا يخبئ لك برجكِ في عالم الفلك؟ إليك ما هي توقعات برجك الجمعة 12 كانون الأول/ ديسمبر 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي:
اقرأ ايضاًقد تضطر لإلغاء بعض خططك وأخذ إجازة للاعتناء بأحد أفراد الأسرة بعد طارئ. تشعر بانجذاب واضح تجاه شخص ما، لكنك تتردد في مصارحته. من المهم الاعتناء بصحتك، ممارسة الرياضة، وتجنب العادات الضارة مثل التدخين.
تشهد تغييرات إيجابية في العمل، وربما تحصل أخيرًا على زيادة في الراتب، ما يمنحك راحة كبيرة. تحتاج الآن إلى ترتيب أولوياتك واتخاذ قرارات حاسمة. قد يثير صديق قديم استياءك بتصرفاته، لكنه سيكشف لاحقًا أنه تحدث عنك بسوء.
حظك اليوم وتوقعات برج الجوزاء اليوم 21 أيار - 20 حزيرانيحاول البعض إحباطك في العمل، لكنك تتجاهل ذلك وتواصل تطوير نفسك بحماس. تميل لقضاء وقت أطول مع العائلة، بينما يشعر الشريك بغيرة قوية، قد تكون مبررة. انتبه لتصرفاتك معه لتجنب الوصول إلى مرحلة غير مرغوبة. كما يتحسن وضعك المالي مؤخرًا، ما يعزز شعورك بالسعادة، مع ضرورة التعامل بهدوء مع أي خلافات زملاء، إذ يظهر شخص اهتمامًا كبيرًا بك ويحاول لفت انتباهك.
حظك اليوم وتوقعات برج السرطان اليوم 21 حزيران - 22 تموزتشعر بالتشتت والقلق بشأن مستقبلك المهني رغم الاطمئنان من الآخرين. تجنب توقيع أي عقود جديدة حاليًا وتمسك بالصبر. تحتاج إلى فترة راحة واستجمام، وفي المجال العاطفي قد يدخل الحب حياتك فجأة، وقد تجد نفسك في علاقة جدية دون بحث مسبق.
حظك اليوم وتوقعات برج الأسد اليوم 23 تموز - 22 آبقد تواجه بعض العراقيل قريبًا، لكنك قادر على التعامل معها. ترددك أحيانًا يمنعك من المطالبة بحقوقك، لذا تحتاج إلى الجرأة أحيانًا. هناك مسألة تخص صديق تشغل بالك، ويجب أن تخطط جيدًا للمستقبل وتبحث عن مصادر دخل إضافية.
حظك اليوم وتوقعات برج العذراء اليوم 23 آب - 22 أيلولمن الناحية الصحية أكثر من تناول الفواكة والخضروات وشرب الماء لأنك تشعر بالجفاف أما عاطفياً حاول ان تهتم بشريكك فهو بحاجة لك هذه الفترة، مهنياً تبحث عن عمل جديد لكن لن يعجبك.,
حظك اليوم وتوقعات برج الميزان اليوم 23 أيلول - 22 أکتوبرتشعر بتراكم المسؤوليات وضغط الحياة خلال هذه الفترة، وتواجه تحديات متنوعة. قد تمر بموقف محرج في العمل، لكنك تتجاوز كل العقبات بسلاسة. الشريك يدعوك إلى وجبة غداء أو عشاء رومانسية، مما يمنحك فرصة للاسترخاء وتحسين حالتك النفسية.
حظك اليوم وتوقعات برج العقرب اليوم 23 تشرين الأول - 21 تشرين الثانيقد تتصرف باندفاع مع أحد الزملاء، ما قد يؤثر سلبًا على صورتك أمام الآخرين. احرص على الاعتذار وإصلاح علاقاتك، فالعداوات لن تفيدك. على الصعيد العائلي، الأجواء هادئة وقد تتلقى خبرًا سعيدًا.
حظك اليوم وتوقعات برج القوس اليوم 22 تشرين الثاني - 21 كانون الأولتتاح لك فرص جيدة في مجال الاستثمار المالي، ويجب استغلالها بحكمة. إشراك الشريك في بعض القرارات مهم لتجنب الخلافات، كما تحتاج الأمور العائلية لدعمك. تشعر بالقلق على شخص مقرب، لذا احرص على عدم الانغماس في التفكير المفرط.
حظك اليوم وتوقعات برج الجدي اليوم 22 كانون الأول - 19 كانون الثانيمن الناحية الصحية حاول أن تهتم بصحتك هذه الفترة خاصة مع برودة الطقس، أما عاطفياً حب جديد يدخل حياتك يا عزيزي حاول أن تستغله.
حظك اليوم وتوقعات برج الدلو اليوم 20 كانون الثاني - 18 شباطلا تؤجل المهام المطلوبة، فالتأجيل سيزيد من ثقل المسؤوليات. يشغل بالك شخص معين، وتنجذب إليه بشكل كبير، وتحاول التعبير عن مشاعرك مع خوف من رد فعله. الشجاعة والصدق ستساعدك على كشف ما يفكر فيه.
حظك اليوم وتوقعات برج الحوت اليوم 19 شباط – 20 آذاريوم إيجابي يحمل لك اتصالات ناجحة. قد يطرأ أمر يسبب بعض الحزن في نهاية اليوم، لكنك تتعامل معه بهدوء. صديق يطلب منك نصيحة مهمة، وتقدم له الدعم بكل طاقتك. المنزل يحتاج لترتيبات ومشتريات عديدة، وقد تنفق هذا الأسبوع مبالغ كبيرة لتأمين كل مستلزماته.
كلمات دالة:حظك اليوم الجمعة 12 كانون الأول/ ديسمبر 2025حظك اليومبرج الحملبرج الثوربرج السرطان تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن