إدلب- كرمت وزارة الدفاع السورية ألف شخص من جرحى الحرب أصيبوا بإعاقات دائمة، ضمن حفل أقيم في مدينة إدلب تحت عنوان "حفل معايدة أهل التحية والفداء"، وفاءً لتضحياتهم خلال سنوات الحرب، والتي فقدوا بها البصر أو أحد أطرافهم أو كليهما.

ويعد معظم مصابي الحرب ذوي الإعاقة الدائمة من فئة الشباب الذين انضموا للفصائل العسكرية، معلنين وقوفهم لجانب الثورة السورية وانخراطهم في الصراع ضد النظام السابق، وبينهم الكثير من حاملي الشهادات الجامعية في الطب أو الهندسة وغيرهما من الاختصاصات.

وأصيب الآلاف خلال سنوات الحرب بإصابات بليغة سببت لهم إعاقة دائمة، مما جعلهم بحاجة إلى شخص يلازمهم لتقديم المساعدة إذا كانت الإصابة مسببة لشلل كامل، في حين تغلب القسم الآخر منهم على إصابته إذا كانت ببتر أحد الأطراف أو شلل نصفي.

المصابون يطالبون بتأمين أعمال لهم تساعدهم على عيش حياة كريمة (الجزيرة) رغبات ومناشدات

أصيب أيمن الجدي (أب لـ4 أطفال) بحالة شلل منذ عام 2014 في مدينته معرة النعمان جنوب إدلب، والتي هُجر منها إلى مخيمات مشهد روحين شمال إدلب في عام 2020، لكن وبعد سقوط النظام السابق لم يستطع العودة إلى منزله المدمر، حيث يحتاج إلى إعادة إعمار، مما اضطره للبقاء في مخيم النزوح.

ويرغب أيمن في علاج لحالته، بالإضافة لتأمين مشروع عمل صغير يستطيع العمل به وهو على كرسيه، لعله يستطيع تأمين ما تحتاجه عائلته وأطفاله من مصاريف يومية.

أما أحمد غسان فأصيب بشلل نصفي خلال المعارك التي خاضتها الفصائل العسكرية عام 2020 ضد النظام السابق وروسيا، وقال للجزيرة نت "نحن نتلقى راتبا شهريا من قبل وزارة الدفاع، ولكننا كشباب ما زلنا قادرين على العمل والإنجاز، لذلك طالبنا بتأمين وظائف أو تأمين مشاريع صغيرة تتناسب ونوع الإصابة، لنكون منتجين لا مستهلكين فقط".

إعلان

وأضاف أن "الإعاقة هي إعاقة العقل وليس البدن، وما دام العقل يعمل فنحن قادرون على العطاء والبذل لهذا الوطن، فأنا متعلم وحاصل على شهادة جامعية وأستطيع العمل بشهادتي وأنا على كرسي الإعاقة".

في حين يفكر عرفات دعبول الذي هجّر من مدينة الزبداني في دمشق إلى إدلب عام 2016، في العودة إلى مسقط رأسه هو وعائلته المؤلفة من 6 أشخاص، ولكنه فقد منزله خلال الحرب، ويأمل أن يجد من يعيد له بناء منزله وتأمين عمل له يسهل عودته.

ويسعى والد الشاب أحمد الحسين (25 عاما) الذي هجر مع عائلته من قرية الحماميات بريف حماة إلى الشمال السوري، إلى تأمين ما يستطيع لابنه الذي يجر كرسيه بعد أن أصيب بشلل نصفي خلال المعارك مع النظام السابق، من علاج أو مسكن أو حتى المستلزمات الطبية واليومية التي يحتاجها.

وناشد أن يكون الاهتمام بهؤلاء المصابين هو الأولوية لما قدموه من تضحيات في سبيل أن يعيش الشعب السوري بحرية وكرامة، مؤكدا على عدم التنازل عن المطالبة بالعدالة الانتقالية، التي تضمن معاقبة من تسبب بشلل ابنه وغيره من الشباب في سوريا.

وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة يتوسط مصابي الحرب خلال تكريم لهم في إدلب (الجزيرة) وعود الحكومة

وفي كلمة ألقاها وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة أمام المصابين، شكر فيها ما قدموه من تضحيات خلال سنوات الحرب، "والتي فقدوا بها أجزاء من أجسادهم في سبيل نصر الثورة السورية، التي استطاعت بفضلهم تحرير سوريا من النظام البائد".

ونقل رسالة باسم رئيس الجمهورية أحمد الشرع، تقدم فيها بالتهنئة والتبريك لـ"رجال العز والكرامة.. الذين صبروا على جراحهم وآلامهم حتى تحقق النصر للثورة"، شاكرا لهم ما قدموه.

وأكد أن المصابين هم "وقود الثورة، وبآلامهم رسموا الطريق الذي عبرت من خلاله الثورة لتحقق النصر على النظام البائد"، وأضاف أن "جراحهم كانت مشاعل النور، والحافز الذي شجع على الاستمرار بالوقوف في وجه الطغيان، حتى تحررت الأرض وانتصر الحق".

إعلان

ووعد أبو قصرة ببناء جيش قوي حديث "يليق بتضحيات أهل سوريا، بالتزامن مع هذه المرحلة التاريخية الجديدة، التي تسير بها عجلة البناء بثبات، حتى تصبح سوريا كما أرادها السوريون".

وزارة الدفاع السورية تسعى لتوثيق جميع أسماء المصابين خلال سنوات الثورة (الجزيرة) مستقبل المصابين

من جهته، قال مدير مديرية شؤون الجرحى في وزارة الدفاع حذيفة السليمان للجزيرة نت إن المديرية تعمل على تنظيم أمور جميع الجرحى خلال سنوات الثورة الـ14، وتقوم بجمع المعطيات الخاصة بهم لتقديم الخدمات الطبية واللوجستية لهم في المستقبل، بالإضافة لمتابعة من يحتاجون لعلاج أو لتأمين أطراف صناعية.

ولفت إلى أن الوزارة تعمل على توثيق جميع الجرحى الذين كانوا مع الفصائل العسكرية، من خلال تقديم الوثائق الخاصة بهم لمديرية شؤون الجرحى، بمن فيهم من كانوا يتبعون لفصائل تفككت خلال سنوات الثورة، حيث سيتم التواصل معهم وإضافتهم لقائمة وزارة الدفاع.

وأشار السليمان إلى أن وزارة الدفاع لديها خطة لتأهيل المصابين وذوي الإعاقة لتوظيفهم في مؤسسات الدولة، بحسب خبراتهم ومهاراتهم ومستواهم العلمي ولمن يستطيع العمل، وذلك من خلال قانون -ربما يصدر في وقت لاحق- بتخصيص نسبة معينة في كل وزارة لتشغيل عدد من العاملين فيها ممن هم من ذوي الإعاقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان النظام السابق الدفاع السوری وزارة الدفاع خلال سنوات

إقرأ أيضاً:

مفتي سوريا: الثورة انطلقت من الفطرة والحرية والكرامة في مواجهة النظام البائد

أكد مفتي الجمهورية العربية السورية، الشيخ أسامة الرفاعي، أن الثورة السورية انطلقت من تمسّك السوريين بفطرتهم السليمة التي دفعت شبابها في بدايتها إلى المطالبة بالحرية والكرامة عبر مظاهرات سلمية.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء السورية "سانا"، خلال لقائه المصلين في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي بدمشق، أوضح المفتي أن الثورة نجحت وانتقلت من “مرحلة الجهاد والقتال إلى مرحلة بناء الدولة”، مشددا على أن النظام البائد خلف دولة منهارة وإمكانيات مدمّرة.

وقال الرفاعي إن الدين والرغبة بالحرية والتمسك بالكرامة هي القيم التي لم يتمكن النظام السابق من تغييرها رغم سنوات القمع، مضيفا أن انطلاق المظاهرات من بيوت الله كان دليلا – على حد قوله – على أن “الدين الصحيح متلبس بالحرية”.

انتهاكات النظام ودور النساء
وتطرق المفتي العام للجمهورية إلى ممارسات نظام بشار الأسد القمعية ضد المتظاهرين في السنوات الأولى للثورة، لافتا إلى الدور المهم للنساء في تلك المرحلة، سواء في إسعاف الجرحى أو دعمهم في مواجهة آلة القمع.

وحث الشيخ الرفاعي السوريين على الالتفاف حول الدولة، والعمل بروح التعاضد والتعاون والتراحم، للتخلص من آثار الماضي وما عاشه الشعب خلال العقود الستة الأخيرة.

وشدد على أهمية السلم الأهلي، قائلا: "ليس من المعقول أن ننجح ونحن نختصم ونتصارع.. الله لا يرضى عن المتخاصمين"، داعيا إلى مجتمع متماسك "كالجسد الواحد".


دعاء لسوريا وخطاب للوحدة
وفي ختام حديثه، دعا المفتي لسوريا وأبنائها، وحث جميع مكونات الشعب على الود والتعاطف والتعاون، وعلى نزع البغضاء من القلوب والعيش كإخوة متحابّين، معتبرا أن هذا النهج هو “البناء الحقيقي” للبلاد.

يُذكر أن الشيخ أسامة الرفاعي تولى منصب المفتي العام للجمهورية في 28 آذار/مارس الماضي، وهو أحد أبرز مشايخ الثورة السورية الذين خطبوا في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي، الذي يحمل رمزية خاصة بوصفه أحد أهم المراكز الدينية التي جمعت المصلين والثوار في التظاهرات ضد نظام الأسد.

مقالات مشابهة

  • مفتي سوريا: الثورة انطلقت من الفطرة والحرية والكرامة في مواجهة النظام البائد
  • الشرع يزور معرض الثورة السورية ويكرّم أبطال التحرير
  • الجيش السوري يهتف لغزة خلال عرض عسكري بذكرى انتصار الثورة (شاهد)
  • أمريكا تعتزم حظرا تدريجيا على استيراد أجهزة الكمبيوتر والطابعات الصينية
  • أجاك الدور يا دكتور.. الجزيرة نت ترافق من خط شعارات الثورة الأولى بدرعا
  • عاجل | وزارة الدفاع الإسرائيلية: 22 ألف ضابط وجندي أصيبوا منذ هجوم 7 أكتوبر 58% منهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة
  • “الثوري الإيراني”: صواريخنا عطلت مصفاة حيفا وضربت مركز للموساد خلال حرب الـ12 يومًا
  • الصين تتهم اليابان بإعاقة تدريبات بحرية في مياهها الإقليمية
  • معركة حمص.. بين الحرب النفسية والميدان حتى لحظة التحرير
  • الناشط علاء الدين اليوسف يروي قصة مشاركته في الثورة السورية