تكريم ألف محارب أصيبوا بإعاقة خلال الثورة السورية في إدلب
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
إدلب- كرمت وزارة الدفاع السورية ألف شخص من جرحى الحرب أصيبوا بإعاقات دائمة، ضمن حفل أقيم في مدينة إدلب تحت عنوان "حفل معايدة أهل التحية والفداء"، وفاءً لتضحياتهم خلال سنوات الحرب، والتي فقدوا بها البصر أو أحد أطرافهم أو كليهما.
ويعد معظم مصابي الحرب ذوي الإعاقة الدائمة من فئة الشباب الذين انضموا للفصائل العسكرية، معلنين وقوفهم لجانب الثورة السورية وانخراطهم في الصراع ضد النظام السابق، وبينهم الكثير من حاملي الشهادات الجامعية في الطب أو الهندسة وغيرهما من الاختصاصات.
وأصيب الآلاف خلال سنوات الحرب بإصابات بليغة سببت لهم إعاقة دائمة، مما جعلهم بحاجة إلى شخص يلازمهم لتقديم المساعدة إذا كانت الإصابة مسببة لشلل كامل، في حين تغلب القسم الآخر منهم على إصابته إذا كانت ببتر أحد الأطراف أو شلل نصفي.
أصيب أيمن الجدي (أب لـ4 أطفال) بحالة شلل منذ عام 2014 في مدينته معرة النعمان جنوب إدلب، والتي هُجر منها إلى مخيمات مشهد روحين شمال إدلب في عام 2020، لكن وبعد سقوط النظام السابق لم يستطع العودة إلى منزله المدمر، حيث يحتاج إلى إعادة إعمار، مما اضطره للبقاء في مخيم النزوح.
ويرغب أيمن في علاج لحالته، بالإضافة لتأمين مشروع عمل صغير يستطيع العمل به وهو على كرسيه، لعله يستطيع تأمين ما تحتاجه عائلته وأطفاله من مصاريف يومية.
أما أحمد غسان فأصيب بشلل نصفي خلال المعارك التي خاضتها الفصائل العسكرية عام 2020 ضد النظام السابق وروسيا، وقال للجزيرة نت "نحن نتلقى راتبا شهريا من قبل وزارة الدفاع، ولكننا كشباب ما زلنا قادرين على العمل والإنجاز، لذلك طالبنا بتأمين وظائف أو تأمين مشاريع صغيرة تتناسب ونوع الإصابة، لنكون منتجين لا مستهلكين فقط".
إعلانوأضاف أن "الإعاقة هي إعاقة العقل وليس البدن، وما دام العقل يعمل فنحن قادرون على العطاء والبذل لهذا الوطن، فأنا متعلم وحاصل على شهادة جامعية وأستطيع العمل بشهادتي وأنا على كرسي الإعاقة".
في حين يفكر عرفات دعبول الذي هجّر من مدينة الزبداني في دمشق إلى إدلب عام 2016، في العودة إلى مسقط رأسه هو وعائلته المؤلفة من 6 أشخاص، ولكنه فقد منزله خلال الحرب، ويأمل أن يجد من يعيد له بناء منزله وتأمين عمل له يسهل عودته.
ويسعى والد الشاب أحمد الحسين (25 عاما) الذي هجر مع عائلته من قرية الحماميات بريف حماة إلى الشمال السوري، إلى تأمين ما يستطيع لابنه الذي يجر كرسيه بعد أن أصيب بشلل نصفي خلال المعارك مع النظام السابق، من علاج أو مسكن أو حتى المستلزمات الطبية واليومية التي يحتاجها.
وناشد أن يكون الاهتمام بهؤلاء المصابين هو الأولوية لما قدموه من تضحيات في سبيل أن يعيش الشعب السوري بحرية وكرامة، مؤكدا على عدم التنازل عن المطالبة بالعدالة الانتقالية، التي تضمن معاقبة من تسبب بشلل ابنه وغيره من الشباب في سوريا.
وفي كلمة ألقاها وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة أمام المصابين، شكر فيها ما قدموه من تضحيات خلال سنوات الحرب، "والتي فقدوا بها أجزاء من أجسادهم في سبيل نصر الثورة السورية، التي استطاعت بفضلهم تحرير سوريا من النظام البائد".
ونقل رسالة باسم رئيس الجمهورية أحمد الشرع، تقدم فيها بالتهنئة والتبريك لـ"رجال العز والكرامة.. الذين صبروا على جراحهم وآلامهم حتى تحقق النصر للثورة"، شاكرا لهم ما قدموه.
وأكد أن المصابين هم "وقود الثورة، وبآلامهم رسموا الطريق الذي عبرت من خلاله الثورة لتحقق النصر على النظام البائد"، وأضاف أن "جراحهم كانت مشاعل النور، والحافز الذي شجع على الاستمرار بالوقوف في وجه الطغيان، حتى تحررت الأرض وانتصر الحق".
إعلانووعد أبو قصرة ببناء جيش قوي حديث "يليق بتضحيات أهل سوريا، بالتزامن مع هذه المرحلة التاريخية الجديدة، التي تسير بها عجلة البناء بثبات، حتى تصبح سوريا كما أرادها السوريون".
من جهته، قال مدير مديرية شؤون الجرحى في وزارة الدفاع حذيفة السليمان للجزيرة نت إن المديرية تعمل على تنظيم أمور جميع الجرحى خلال سنوات الثورة الـ14، وتقوم بجمع المعطيات الخاصة بهم لتقديم الخدمات الطبية واللوجستية لهم في المستقبل، بالإضافة لمتابعة من يحتاجون لعلاج أو لتأمين أطراف صناعية.
ولفت إلى أن الوزارة تعمل على توثيق جميع الجرحى الذين كانوا مع الفصائل العسكرية، من خلال تقديم الوثائق الخاصة بهم لمديرية شؤون الجرحى، بمن فيهم من كانوا يتبعون لفصائل تفككت خلال سنوات الثورة، حيث سيتم التواصل معهم وإضافتهم لقائمة وزارة الدفاع.
وأشار السليمان إلى أن وزارة الدفاع لديها خطة لتأهيل المصابين وذوي الإعاقة لتوظيفهم في مؤسسات الدولة، بحسب خبراتهم ومهاراتهم ومستواهم العلمي ولمن يستطيع العمل، وذلك من خلال قانون -ربما يصدر في وقت لاحق- بتخصيص نسبة معينة في كل وزارة لتشغيل عدد من العاملين فيها ممن هم من ذوي الإعاقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان النظام السابق الدفاع السوری وزارة الدفاع خلال سنوات
إقرأ أيضاً:
افتتاح المركز الثقافي في إدلب إيذاناً ببدء مشروع ثقافي وطني على مستوى المحافظات
إدلب-سانا
برعاية وزارة الثقافة، افتتح في مدينة إدلب اليوم المركز الثقافي، في خطوة تعبّر عن التزام الوزارة بتأسيس بنية مؤسساتية ثقافية حديثة في مختلف المحافظات السورية.
وأكد وزير الثقافة السيد محمد ياسين صالح خلال الافتتاح أن إدلب تمثّل المحطة الأولى في مشروع ثقافي وطني يمتد ليشمل سائر المحافظات، انطلاقاً من رؤية الوزارة التي تُعلي من شأن الثقافة، بوصفها ركيزة للتحول السياسي والاجتماعي، وأداة لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، ومجالاً للتلاقي والتعبير الحر.
بدوره أشار محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن إلى أهمية إعادة تفعيل المؤسسات الثقافية في هذه المرحلة المفصلية، بوصفها مكوناً أساسياً في ترسيخ قيم الانتماء والتعدد والوعي الوطني، فيما استعرض مدير الثقافة في إدلب السيد خالد يوسف الحاج جاسم، الأفق الجديد الذي يفتحه المركز أمام الحراك الثقافي في المحافظة.
وتضمّن برنامج الافتتاح عرضاً مسرحياً بعنوان “اسمي انتهى”، وقصيدة شعرية بعنوان “النصر” ألقاها الشاعر حذيفة العرجي، إلى جانب فقرة شعرية مفتوحة شارك فيها عدد من الشعراء عبّروا من خلالها عن روح المرحلة وتطلعاتها.
كما رافق الفعالية عدد من المعارض الفنية المتنوعة، شملت فنون الرسم التشكيلي والخط العربي والفسيفساء والحِرَف اليدوية، في تجسيد حي لتنوّع التعبير الثقافي المحلي وثرائه.
وخصّصت إحدى فقرات الفعالية لتسليط الضوء على التجارب الثقافية التي شهدتها إدلب خلال سنوات التحرير، في تأكيد على استمرارية الفعل الثقافي رغم التحديات، وعلى الدور الذي تؤدّيه الثقافة في حماية الذاكرة واستعادة المعنى.
كما عقد الوزير صالح خلال زيارته جلسات حوارية مع فاعلين في المجتمع المحلي، من مثقفين وفنانين وناشطين في الحقل الثقافي، تناولت التحديات التي تواجه المشهد الثقافي، وسبُل تفعيل دور المركز ليكون فضاءً مفتوحاً أمام المبادرات المجتمعية والشبابية.
واختُتم اليوم بجلسة شبابية أقيمت في “كتاب كافيه”، جمعت مجموعة من الشباب المهتمين بالشأن الثقافي، وطرحت خلالها رؤى جديدة حول الثقافة ودورها في المرحلة المقبلة، بما يعكس توجه الوزارة نحو إشراك الجيل الصاعد في صياغة المشهد الثقافي السوري.
ومن المقرّر أن تتواصل الأنشطة الثقافية في المركز على مدار اليومين التاليين، متضمنة ندوات وورشات عمل وعروضاً فنية، ترسيخاً لمكانة المركز كمؤسسة وطنية جامعة تحتضن الإبداع، وتُعيد وصل المجتمع بقيم الثقافة الحرة.
ويُعدّ افتتاح المركز الثقافي في إدلب محطة رئيسية في المسار الإستراتيجي الذي تنفذه وزارة الثقافة لبناء فضاء ثقافي في سوريا الجديدة وربط المؤسسات الثقافية بالمجتمعات المحلية، ويمنح الثقافة دورها المحوري في التعبير والتلاقي وبناء الوعي.
تابعوا أخبار سانا على