هل سمع نتنياهو من ترامب أشياء لا يريدها؟
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
حمل المؤتمر الصحفي للرئيس الأميركي دونالد ترامب وضيفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكثير من الرسائل والدلالات، في مشهد قال محللون إنه بدا مغايرا لمؤتمرهما السابق مطلع فبراير/شباط الماضي.
ووفق محللين، فإن نتنياهو أجبر على سماع أشياء لا يريدها مثل وقف الحرب على غزة، وإجراء مباحثات أميركية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، فضلا عن الموقف الأميركي من سوريا وتركيا.
وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي الأميركي السابق توماس واريك إن استدعاء نتنياهو على عجل قد يكون مرتبطا بـ"الانزعاج الإسرائيلي من التعريفات الجمركية، وقد يرتبط أيضا بالمحادثات بين واشنطن وطهران".
ووفق حديث واريك للجزيرة، فإن ترامب حاول طمأنة الإسرائيليين بشأن مخاوفهم من سوريا وتركيا واحتمال أن تشكلا تهديدات أمنية، لافتا إلى أن ترامب حسم الأمر، مؤكدا أنه لن يتشدد بشكل عدائي مع سوريا كما اقترح مستشارو نتنياهو.
وخلال ردهما على أسئلة الصحفيين، قال نتنياهو إنه ناقش مع ترامب قضايا عدة مثل الوضع في سوريا، وتدهور علاقات إسرائيل مع تركيا، إضافة إلى الرسوم الجمركية، وأزمة المحتجزين في غزة.
وأكد نتنياهو أنه تباحث مع ترامب بشأن إيران، وقال إن "تل أبيب وواشنطن ملتزمتان بعدم السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي".
إعلان
تهديدات ترامب تكتيك
وفي الشأن الإيراني، تحفظ الباحث المتخصص في الدراسات الأميركية علي أكبر داريني على حديث ترامب عن محادثات مباشرة بين بلاده وإيران، مشيرا إلى أن طهران لم توافق على محادثات من هذا النوع.
وقال داريني إن إيران منفتحة على الانخراط في محادثات مباشرة مع واشنطن "عندما يُنجز التقدم في المباحثات غير المباشرة"، مشددا على الحاجة إلى الثقة واختبار نوايا ترامب.
وكان ترامب أفاد بأنه أجرى نقاشا رائعا مع نتنياهو بشأن إيران والتجارة، وكشف عن إجراء واشنطن محادثات مباشرة مع طهران، ووصفها بأنها تتم على أعلى المستويات.
ولم يستبعد ترامب أن يكون هناك اتفاق مع إيران "وربما يكون مختلفا وأكثر قوة"، إلى جانب تأكيده أن بلاده تسعى بكل جهد للتوصل إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار في غزة.
وأعرب داريني عن قناعته بأن الرئيس الأميركي يستخدم التهديدات تكتيكا للحصول على تنازلات من الجانب الإيراني، في حين تأخذ إيران التهديدات الأميركية بجدية وعلى مستويات عالية.
وحسب هذا المتحدث، فقد تجهزت إيران لأسوأ السيناريوهات، كما أنها تؤمن بأن تكلفة شن الحرب سوف تكون مرتفعة على الولايات المتحدة.
وخلص إلى أن واشنطن "لن تبدأ بحرب مدمرة في الشرق الأوسط"، إذ قال إنها "لم تعد تهيمن على العالم"، إلى جانب امتلاك إيران قوة ردع كافية.
دفع أثمان
بدوره، أقر الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين بأن نتنياهو لم يقل الكثير خلال المؤتمر الصحفي مع ترامب، وبدا الأمر كأنه حملة علاقات عامة.
ورجح جبارين أن تعطي الولايات المتحدة ما سماها "وسادة أمان" لنتنياهو في ظل وجوده على كثير من الأشجار في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا.
وأكد أن البيت الأبيض غير معني بإحراج إسرائيل في المجتمع الدولي، لافتا إلى أن ترامب هو الملاذ الوحيد لإسرائيل في ظل العزلة التي تعيشها.
إعلانوحسب جبارين، فإنه يتوجب على إسرائيل أن تدفع أثمانا، كاشفا أن رؤساء وزراء إسرائيل عندما كانوا تاريخيا يحتاجون النزول عن أشجار كان يحدث الأمر في سياق "أوامر أميركية لا يجوز عصيانها".
وجدد تأكيده أن نتنياهو دأب على التلويح بورقة التهديد الإيراني لاستقطاب الكل الإسرائيلي، وكان يريد تصفية القضية الفلسطينية عبر هذه الورقة، لكنه في الوقت نفسه لم يجرؤ على مدى 15 عاما على ضرب منشآت إيران النووية.
وخلص إلى أن إسرائيل إذا نجحت في جر الولايات المتحدة لشن حرب على إيران "فقد يكون ذلك ملاذا مخلصا لنتنياهو من ورقة فشله العسكري في غزة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يحدد "سبب" موافقة إسرائيل على اقتراح ترامب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان نشره مكتبه، الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار مع إيران بعد أن حققت هدفها بإزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني.
وأضاف نتنياهو: "إسرائيل تشكر الرئيس ترامب على دعمه في الدفاع ومشاركته في القضاء على التهديد النووي الإيراني".
وفي السياق، قال ترامب إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "دخل حيز التنفيذ الآن"، ودعا الجانبين إلى عدم انتهاكه.
وذكر ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال أن "وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن، الرجاء عدم انتهاكه".
وفي وقت سابق، قال ترامب: "جاءتني إسرائيل وإيران، في آنٍ واحد تقريبًا، وقالتا: سلام".
وأضاف: "عرفتُ أن الوقت قد حان. العالم، والشرق الأوسط، هما الرابحان الحقيقيان. سيشهد كلا البلدين حبًا وسلامًا وازدهارًا هائلين في مستقبلهما".
وتابع: "لديهما الكثير ليكسباه، لكنهما سيخسران الكثير إذا انحرفا عن طريق البر والحق. مستقبل إسرائيل وإيران لا حدود له، ومليء بالوعود العظيمة. بارك الله فيكما".
إعلان ترامب
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن قبل ساعات أن إيران وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي رده، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة "إكس" أنه في تلك اللحظة لم يكن هناك أي اتفاق رسمي على وقف لإطلاق النار أو إنهاء للعمليات العسكرية.
ومع ذلك، أضاف عراقجي أنه في حال أوقفت إسرائيل "عدوانها غير القانوني" ضد الشعب الإيراني بحلول الساعة الرابعة فجرا بتوقيت طهران "فلا نية لدينا في مواصلة الرد بعد ذلك".
وفي وقت لاحق، قال عراقجي إن العمليات العسكرية "استمرت حتى اللحظة الأخيرة، عند الساعة 04:00 صباحا".