أكدت الأحزاب المصرية أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفقة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لمدينة العريش، واطلاعه على الجهود المصرية في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، جاءت لتؤكد للعالم محورية الدور المصري في احتواء الكارثة الإنسانية في غزة وتثبيت دعائم الاستقرار في المنطقة.

وأوضحت الأحزاب في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن احتشاد المصريين أمام معبر رفح بالتزامن مع هذه الزيارة، يعد رسالة قوية للعالم بأن الشعب المصري يقف وراء قيادة بلاده في رفض مخطط التهجير، كما يؤكد أن الجميع يدرك أهمية المرحلة التي تمر بها مصر والمنطقة، وأهمية دور الدولة في استعادة حقوق الفلسطينيين، بجانب صلابة الموقف المصري المدعوم بإرادة شعبية ترفض تصفية القضية الفلسطينية.

وقال رئيس حزب الإصلاح والنهضة الدكتور هشام عبد العزيز إن الوقفة الشعبية التي شهدتها مدينة العريش بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي، تمثل رسالة واضحة للعالم مفادها بأن الشعب المصري يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية في رفض أية مخططات لتهجير الفلسطينيين من غزة، وأن قضية فلسطين ليست فقط قضية دبلوماسية أو إنسانية بل هي في صميم الوعي الوطني المصري.

وأضاف "أن ما يجرى اليوم في العريش لم يكن مجرد تعبير رمزي بل موقف وطني مدروس، يعكس إدراكًا شعبيًا عميقًا لحساسية المرحلة، ولضرورة الدفاع عن الثوابت التاريخية لمصر، وفي مقدمتها حماية الأمن القومي ورفض تصفية القضية الفلسطينية تحت أي مسمى".

وتابع "أن اختيار العريش، المدينة القريبة من معبر رفح والحدود مع قطاع غزة، يضفي على الوقفة طابعًا شديد الدلالة، ويعكس حضور الوجدان الشعبي في منطقة تمثل خط الدفاع الأول سياسيًا وإنسانيًا".

وأوضح أن زيارة الرئيس ماكرون إلى العريش واطلاعه على الجهود المصرية في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، جاءت لتؤكد للعالم محورية دور مصر في احتواء الكارثة الإنسانية في غزة، وتثبيت دعائم الاستقرار في المنطقة، وهو ما تواكب مع خروج المصريين في وقفة حضارية تُبرز توافق الشعب والدولة في موقف صلب يرفض التهجير ويطالب بحل عادل وشامل.

من جانبه.. أشاد عضو الهيئة العليا في حزب الوفد النائب المهندس حازم الجندي بمشهد اصطفاف المصريين من جميع المحافظات أمام معبر رفح بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، واتجاهه رفقة الرئيس السيسي لزيارة المصابين والجرحى الفلسطينيين بمستشفيات مدينة العريش، مؤكدا أن هذه الحشود رسالة من المصريين للمجتمع الدولي بالتأكيد على رفض القاهرة لمخطط تهجير الفلسطينيين ومحاولة تصفية القضية تحت أي مسمى.

وقال "إن مشهد اليوم عكس حجم الوعي والإدراك الذي يتمتع به الشعب المصري لما يُحاك ضد مصر والمنطقة العربية من مؤامرات وتحديات وأزمات من شأنها إشعال فتيل الفتنة وإثارة الفوضى والقلق ونشر الاضطرابات لزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة".

وأضاف "أن الحشود الشعبية التي يشهدها العالم من أمام معبر رفح هي إدراك شعبي وطني بهذه اللحظة التاريخية التي يحتاج فيها الوطن إلى اصطفاف وتماسك مجتمعي والتفاف حول القيادة السياسية ومؤسسات الوطن لحماية الأمن القومي المصري والعربي، وتعزيز جهود الدفاع عن مقومات السلام الشامل والعادل في ظل هذه التوترات والاضطرابات التي تشهدها المنطقة".

وأكد أهمية زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، وانعقاد القمة الثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن، لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه ما يحدث من جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على ثبات موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية أمن قومي، وليست مجرد تضامن سياسي أو إنساني، وبذل جهود كبيرة لوصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون عوائق.

وبدوره.. قال القيادي بحزب مستقبل وطن تامر الحبال إن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش، في هذا التوقيت العصيب، تأتي لتسجل تقدير العالم لدور مصر القيادي في المنطقة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار إلى أن هذه الزيارة لا تعكس فقط مكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، بل تؤكد أيضًا أنها القوة الأساسية التي تعتمد عليها القوى الكبرى في إدارة الأزمة الفلسطينية.

وأضاف "أن زيارة ماكرون إلى العريش تعتبر فرصة للاحتكاك المباشر مع التحركات المصرية على الأرض، في وقت تتكامل فيه الجهود الدبلوماسية مع الإجراءات الميدانية على معبر رفح، الذي يشهد جهودًا مصرية كبيرة لفتح ممرات إنسانية وإدخال المساعدات إلى غزة.

وتابع "أن هذا التنسيق بين مصر وفرنسا، كما بين جميع الأطراف الدولية، يعكس مكانة مصر كداعم رئيسي للسلام والاستقرار في المنطقة"، لافتًا إلى أن زيارة ماكرون تبرز الدور المحوري للرئيس السيسي، الذي استطاع على مدار الأشهر الأخيرة، أن يعزز مكانة مصر الدولية خلال تقديم حلول واقعية وفعالة تُحسن من وضع الفلسطينيين في غزة وتُساهم في تثبيت الهدوء في المنطقة.

وأشار إلى أن احتشاد المواطنين المصريين أمام معبر رفح، يرسل رسالة قوية للعالم بأن الشعب المصري يقف وراء قيادة بلاده، ويؤكد أن الجميع يدرك أهمية المرحلة التي تمر بها مصر والمنطقة، وأهمية دور الدولة في استعادة حقوق الفلسطينيين.

وقال "إن هذا المشهد لا يعكس فقط تضامن المصريين مع أشقائهم الفلسطينيين، بل يبرز كذلك تلاحم الشعب مع القيادة السياسية في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية".

من جهته قال أمين عام تحالف الأحزاب المصرية رئيس حزب إرادة جيل النائب تيسير مطر "إن الحشود الهائلة التي تشهدها مصر اليوم، تعبير حي على رفض جموع الشعب المصري للسياسات العنترية الإسرائيلية والتصعيد العسكري غير المسبوق تجاه قطاع غزة وأبنائه.

وأضاف أن المصريين تحركوا من نابع وطني خالص، وللشعور بالمسؤولية تجاه أشقائهم الفلسطينيين الذين يعانون من أزمة الدفاع عن أنفسهم في ظل آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة"، مؤكدا أن هذا الموقف الشعبي يتسق مع الموقف الرسمي في رفض التصعيد الإسرائيلي وسياساته الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين.

وحمّل رئيس الحزب، المجتمع الدولي مسئولية صمته تجاه ما يحدث على الأراضي الفلسطينية المحتلة، رافضًا السياسة الدولية التي تتعامل من منطلق ازدواجية المعايير ولاسيما فيما نراه من ممارسات تتجاوز كافة المواثيق والقوانين الدولية ومعايير حقوق الإنسان.

ومن ناحيته.. ثمن حزب الوعي برئاسة باسل عادل التحركات المصرية المتزنة والحاسمة، التي توازن بين الحكمة والصلابة، وترفض التهجير جملةً وتفصيلًا، وتُصر على أن أمن غزة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، وأن تصفية القضية الفلسطينية لن تمر.

وأكد أن هذه الزيارة الرئاسية المشتركة ليست مجرد تفقد ميداني بل رسالة سياسية وأخلاقية بليغة، تُعلي من قيمة السلام، وتُذكّر العالم بأن الإنسانية لا تتجزأ، وأن حق الحياة والأمن والسلم يجب أن يكون مكفولًا لكل إنسان، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه، فالأمن والسلم والحياة حقوق أصيلة للجميع.

وأشاد بالمشهد الشعبي العظيم الذي شهده محيط مدينة العريش، حيث تدفق الآلاف من أبناء الوطن من مختلف المحافظات، حيث عبّرت هذه الحشود عن الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية، وأكدت أن مصر تقف صفًا واحدًا في وجه مخططات تقسيم المنطقة وسحق القضية المركزية للأمة.

من جانبها أكدت رئيس حزب مصر أكتوبر الدكتورة جيهان مديح أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش، في هذا التوقيت الحرج، تمثل دعمًا سياسيًا مهمًا للموقف المصري الثابت برفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، موضحة أن هذه الزيارة تبرز بوضوح الاحترام الدولي للدور المصري المحوري في إدارة أزمات المنطقة، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقالت "إن الحشود الشعبية التي تزامنت مع الزيارة وخرجت في رفح لتجدد رفضها لأي مخطط للتهجير، تعبر عن الموقف الشعبي والرسمي المصري الموحد في حماية الحقوق الفلسطينية، ورفض أي حلول على حساب الأمن القومي المصري، فهو بمثابة تأكيد وإشارة خضراء لدعم كل ما يتراءى للقيادة السياسية للحفاظ على أمن الوطن القومي واستقراره".

وشددت على أن زيارة ماكرون تعكس إدراك فرنسا لدور مصر الحاسم في وقف إطلاق النار، والدفع نحو مسار سياسي شامل يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني، وأن فرنسا بصفتها الصوت الأوروبي المؤثر تؤيد المساعي المصرية في تثبيت الهدنة، وتفعيل مبادرات الإعمار، ومنع انفجار الأوضاع الإنسانية.

وأكدت أن مصر كانت وستظل حجر الزاوية في استقرار المنطقة، وصاحبة الكلمة الرشيدة في إدارة أصعب الأزمات بحكمة وحنكة بقيادة سياسية رشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي تحفظ مقدرات شعبها وتحمل رؤية استراتيجية واضحة، وهو ما يجعل العالم ينظر إلى القاهرة باعتبارها عاصمة التوازن الإقليمي.

اقرأ أيضاًخبير سياحي: زيارة السيسي وماكرون لخان الخليلي فرصة ذهبية للترويج العالمي للسياحة

القاهرة الإخبارية: ترقب وصول الرئيسين السيسي وماكرون إلى مدينة العريش

الرئيس السيسي وماكرون يشهدان فعاليات منتدى رجال الأعمال المصري الفرنسي |فيديو

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جرائم حرب إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي السيسي وماكرون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة الرئيس الفرنسي جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية تصفیة القضیة الفلسطینیة زیارة الرئیس الفرنسی السیسی وماکرون أمام معبر رفح مدینة العریش الأمن القومی الشعب المصری هذه الزیارة فی المنطقة قطاع غزة أن زیارة أن هذه

إقرأ أيضاً:

ما دلالات رحلة السيسي لأبو ظبي بعد يومين من زيارة عراقجي للقاهرة؟

التقى رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس الإمارات محمد بن زايد الإمارات، في أبوظبي الأربعاء، في زيارة غير معلنة مسبقا اعتبرها مراقبون رد فعل سريع من أبوظبي على زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، للقاهرة، الاثنين الماضي.

وأكد الحليفان منذ 2013، ابن زايد والسيسي، على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار بقطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وفق بيان رئاسة الجمهورية المصري، الذي أعلن عودة السيسي، سريعا بعد نحو 4 ساعات من نشر خبر الزيارة، ما يشير إلى أن اللقاء الذي تناول أوضاع لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن والصومال والأوضاع الاقليمية، جاء على عجل والزيارة كانت خاطفة كذلك.


"رسائل عراقجي من قلب القاهرة"

وكان الوزير الإيراني عباس عراقجي، وعقب لقاء السيسي، أشار إلى تطورات مرتقبة بعلاقات البلدين المقطوعة رسميا لنحو 46 عاما، قائلا إنّ: "العقبة الأخيرة في العلاقات مع مصر ستزال قريبا وربما خلال الأسابيع المقبلة"، دون أن يذكر تلك العقبة أو يشير إلى كيفية إزالتها.

إلى ذلك، بدا متفائلا في تصريحاته، وأوضح أنه التقى السيسي للمرة الرابعة، مؤكدا في الوقت نفسه أنّ: "مستوى الثقة بين مصر وإيران حاليا لم يكن موجودا من قبل"، مبشرا بالاتفاق على استمرار المشاورات السياسية، والتوافق على زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع آفاق التبادل السياحي.

وأرسل الوزير الإيراني من قلب القاهرة رسالة قوية إلى دول الخليج العربي بزيارته منطقة خان الخليلي الأثرية بقلب القاهرة التاريخية، وتناول العشاء مع 3 من وزراء خارجية مصريين سابقين بينهم الأمين العام للجامعة العربية الأسبق عمرو موسى، إلى جانبه صلاة عراقجي في مسجد الإمام الحسين الشهير بالعاصمة المصرية.

كما وجهت إيران، عبر لقاء عراقجي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في القاهرة، رسالة إلى المفاوض الأمريكي وإدارة الرئيس دونالد ترامب، وإعلانه أن بلاده لن ترضى بأي اتفاق مع واشنطن يحرم طهران من مواصلة عمليات تخصيب اليورانيوم.

"صمت عربي وغضب إسرائيلي"

الخليج العربي ومنه السعودية والإمارات لم يبد رد فعل رسمي تجاه زيارة عراقجي، وتصريحاته حول التقارب مع القاهرة، ومحاولة التقارب شعبيا مع المصريين بجولته الليلية، لكن الاحتلال بدا منزعجا بشدة من الزيارة والتقارب المحتمل.

والثلاثاء، عقب لقاء عراقجي، والسيسي، بيوم واحد، حذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، من تداعيات ما وصفه بـ"التقارب الإيراني المصري"، مؤكدا عبر منصة "إكس"، أن الحديث عن تعاون بين القاهرة وطهران "ينذر بالخطر"، مشيرا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو، تشن منذ شهور "حملة معادية لمصر تهدد اتفاقيات السلام بين البلدين".

وللمرة الثانية زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه أسقط طائرة مسيّرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية قادمة من الأراضي المصرية، وكانت تحمل أسلحة وذخيرة، في واقعة مشابهة لادعاءات إسرائيلية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

"أجواء ملتهبة"

خبراء ومتابعون للملف المصري الخليجي والمصري الإيراني، قالوا في تقرير سابق لـ"عربي21"، إن "زيارة المسؤول الإيراني التي جاءت بدعوة من القاهرة، كان بها رسائل متعددة إلى حلفاء مصر الإقليميين والدوليين: إسرائيل والإمارات والسعودية وأمريكا، خاصة بعد حالة الفتور والتجاهل من العواصم الأربعة لرأس النظام المصري".

ويرون أن "زيارة السيسي للإمارات واستقبال ابن زايد له بمطار أبوظبي واستضافته بقصر الشاطئ بعد أزمة تجاهله من حضور القمم الخليجية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض وأبوظبي وقطر، هي رد فعل لزيارة المسؤول الإيراني".



ولفتوا إلى أن "لها الكثير من الدلالات، وقد يتبعها العديد من النتائج، بينها احتمالات استعادة وضع العلاقات المصري الإماراتي مجددا والتوافق على ملفات خلافية أو تقليل حجم الخلاف حولها"، مشيرين لأزمات "غزة، وليبيا، والسودان، والصومال، وإثيوبيا ومياه النيل".

ومع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية 16 أيار/ مايو الماضي، وعقد القمة الأمريكية الخليجية، دون دعوة السيسي، رغم حضوره قمة سابقة مع ترامب في الرياض عام 2017، أزعج دوائر الحكم المصرية، خاصة وأن ترامب زار الإمارات والتقى حليفه ابن زايد، في ظل تجاهل تام للسيسي.

ذلك التجاهل، لفت إلى وجود تضارب إماراتي سعودي مع مصر، في ملفات بينها الحرب في غزة وتهجير الفلسطينيين ضمن خطة ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب ملفات وأزمات أخرى مثل ليبيا والسودان جارتي مصر الغربية والجنوبية والتي تواصل حكومة أبوظبي دعم مليشيات فيهما ضد السلطات الشرعية في البلاد.

"سياسة الكيد"

وفي رؤيته السياسية والاستراتيجية لأحداث الإقليم وعلاقات القاهرة المتأرجحة صعودا وهبوطا مع داعميها،  تحدث السياسي والإعلامي المصري الدكتور حمزة زوبع، لـ"عربي21"، حول دلالات استدعاء ابن زايد للسيسي بعد يومين من زيارة وزير خارجية إيران للقاهرة.

المتحدث السابق باسم حزب "الحرية والعدالة" المصري سابقا، قال إنه "منذ عهد جمال عبدالناصر ومعه العسكرية المصرية نتحرك بمنطق الكيد، وبغض النظر عن الموقف من حكام الرياض الحاليين لنراجع خطب ناصر وسبه للملك فيصل، ثم بعد فترة يعلن أن الأمة العربية دفعت لنا مبالغ مالية".

ومضى يؤكد أن "السلطة المصرية الحالية تتعامل بطريقة الكيد بأن تستقبل الوزير الإيراني في هذا التوقيت وتفرد له مساحة للقاء والتفاوض مع مسؤول رفيع بالطاقة الذرية، ويبدو أنه أسلوب يعطي نتيجة مع النظم الخليجية".

وأوضح أن "السلطة المصرية تظهر أنها متوجهة عكس اتجاه الخليج ونحو إيران، ويسلط الذباب الإلكتروني والمذيع أحمد موسى وغيره للحديث عن دول خليجية بطريقة لا تليق بالدولة المصرية".

في إجابته على السؤال: "هل تتوقف على إثر لقاء السيسي وابن زايد نتائج كانت متوقعة على خلفية زيارة عراقجي لمصر؟، يرى زوبع، أن "القرار النهائي بعودة العلاقات المصرية الإيرانية ليس بيد السلطة المصرية بالتمام والكمال، إنما دعوة عراقجي للقاهرة تكتيك يفعله، وفي المقابل يعرف الخليج أنه في النهاية سيعود إليه مجبرا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية".

وتساءل السياسي المصري: "من يأتي لمن؟، كيف يستدعى رئيس دولة بهذه الطريقة كما لو كان سفيرا عند دولة عظمى؟"، مؤكدا أننا "أمام نموذج جاء لتقزيم مكانة ودور وقيمة مصر واعدامها وجوديا، فالأمر لا يجب أن يكون بهذه الصورة، وتلك الزيارة تنم عن أن الذين يحكمون مصر لا يدركون حجمها، ولا لديهم علم بمناطق قوتها".

وفي تقديره للنتائج المرتقبة لزيارة السيسي إلى الإمارات، واحتمالات التوافق على بعض الملفات أو تهدئة بعض المخاوف، أعرب زوبع، في نهاية حديثه عن مخاوفه من أن "يظل النظام المصري يترك السودان تتمزق بأموال الإمارات، ومياه النيل تذهب بغطاء من الإمارات".

وتعجب من أن "نكون في هذا الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي والإقليمي ثم يعلن عن إنشاء مدينة في الصحراء يأتي لها بمياه النيل (جريان) غرب القاهرة".

وفي ظل نظام السيسي، أشار السياسي المصري إسلام لطفي، إلى "الدور المهم والمحوري الذي يجب أن تقوم به مصر في الإقليم- لا العالم- بحيث يصعب تجاوزها وعقد ترتيبات إقليمية بدونها".

وفي حديثه لـ"عربي21"، وفي ملف غزة، أكد أن "اتخاذ موقف حاسم، وتصعيد دبلوماسي حقيقي، ورفض للتجويع، ودعم لوجيستي في بداية حرب غزة؛ كان يمكن أن يحافظ لمصر على مكانها الطبيعي".

ويرى أن "تحركات مصر في ليبيا، وفي ملف غاز المتوسط، بما يكفل مصالح مصر لا الإمارات؛ كان يمكن أن يكفل لمصر مقعد على الطاولة".

وتابع السياسي المصري: "موقف ناضج ورشيد ومبادر من التغييرات التي جرت في سوريا؛ كان يمكن أن يحافظ لمصر على مقعدها حول طاولة تحديد مستقبل الإقليم".

ولفت إلى أن "تقوية الجبهة الداخلية بوقف القمع والهوس الأمني، وإنفاذ القانون دون تمييز، ومحاربة الفساد المؤسسي، وكفالة قضاء مستقل نزيه -بالتأكيد- كان سينعكس على مصر وسمعتها الدولية وكان سيكفل لها مقعد على الطاولة".

ومضى يؤكد أننا "في لحظة تفوق خليجي بامتياز، واعترافنا بهذا الأمر لا يعني ألا نتعامل مع هذا الواقع الجديد، وأن نحاول أن نطوعه ونرشده لخدمة قضايا عادلة".

وخلص للقول: "بعض دول الخليج لا تريد مصر دولة فاشلة وستحول دون ذلك؛ لكن أيضا يزعجها ويرهبها مصر القوية والقادرة، وبالتالي، الحفاظ على مصر مرهقة مستنزفة، مشغولة بنفسها داخل حيزها الجغرافي حالة نجاح لهذه الدول".

لطفي، أعرب عن أسفه من أن "نظام السيسي بسياساته في الاقتراض غير المحسوب، وفي الانسياق والتبعية وراء بعض المغامرين الخليجيين؛ حقق لهم مرادهم".

وختم مبينا أنه "بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظني أن تجاهله للسيسي، له علاقة بإدراك ترامب بعقلية التاجر أنه لا ربح سياسي أو اقتصادي يمكن جنيه في اللحظة الراهنة من وراء السيسي وهي نقطة جيدة".

مصالح الإمارات أم تحالفها مع السيسي؟

وبالرغم من العلاقات الاستراتيجية الوثيقة التي تربط مصر والإمارات، والتي ظهرت بوضوح في الدعم الإماراتي الكبير للسيسي بعد عام 2013، إلا أن هناك تقارير وتحليلات تشير إلى وجود نقاط خلاف في بعض الملفات الإقليمية، مدفوعة بتضارب المصالح.

ففي ملف غزة، هناك خلاف حول تهجير الفلسطينيين وشكل الحكم والإدارة في غزة بعد وقف الحرب الدموية الإسرائيلية، حيث تتبنى الإمارات الرؤية الإسرائيلية والأمريكية القائلة بضرورة استبعاد حماس من إدارة القطاع ونزع سلاحها، وتهجير الفلسطينيين إلى السودان أو "أرض الصومال".

وفي ملف ليبيا، بينما دعمت الإمارات مصر، قوات خليفة حفتر تتواجد في الشرق، تسعى القاهرة لتأمين حدودها الغربية، بينما تسعى أبوظبي لوجود مكثف بشرق ليبيا، وتعزيز نفوذها هناك، ما قد يتعارض أحيانا مع أهداف مصر.



أما ملف السودان، فيتهم الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو، بينما تميل مصر إلى دعم الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ما يتعارض مع المصالح الأمنية والاقتصادية لمصر، التي تمثل السودان عمقها الاستراتيجي.

وتسعى الإمارات إلى فرض نفوذها بمنطقة القرن الإفريقي وباب المندب والبحر الأحمر، بدعم إقليم صوماليلاند الذي يمنح إثيوبيا منفذا بحريا على البحر الأحمر بدعم إماراتي ما يهدد أمن مصر القومي وأمنها المائي وقناة السويس.

وخلال لقاء السيسي، بوزير الخارجية الإيراني، الاثنين الماضي، أكد على أهمية عودة الملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر لطبيعتها، بما يعيد الحياة لشريان قناة السويس الذي خسر نحو 7 مليارات دولار العام الماضي، نتيجة الاضطرابات في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

وذلك إلى جانب ملف آخر وجودي يمس حياة أكثر من 107 ملايين مصري، وهو مياه النيل، خاصة مع ما تشير إليه التقارير من أن أبوظبي والرياض، من أكثر الداعمين لإثيوبيا، ومن المساهمين في تمويل السد الإثيوبي على النيل الأزرق، والكشف عن خطط إثيوبية ببناء سدود جديدة بتمويل إماراتي.

والإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، فيما تعد أبرز الممولين لمشاريع الطاقة المتجددة في سد النهضة، كما قدمت عام 2018،  مساعدات واستثمارات بقيمة 3 مليارات دولار لأديس أبابا، لتساعدها في 2019، في الحصول على منظومة الدفاع الجوي "بانتسير إس 1"، لتأمين السد الإثيوبي.

وفي نهاية شباط/ فبراير الماضي، أكد المؤرخ الإثيوبي آدم كامل فارس، لموقع "سي إن إن"، على دور الإمارات ببناء السد الإثيوبي، وأنها تقدم لحكومتها "كل الخدمات اللازمة بمختلف المجالات"، قائلا إنها "قدمت لنا خدمات عظيمة لم تقدمها أي دولة أخرى".

وفي آخر ملفات التقارب الإماراتي الإثيوبي، ففي 17 أيار/ مايو الماضي، أعلنت أبوظبي عن شراكة استراتيجية مع إثيوبيا لتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة التهديدات الرقمية، من خلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.

وفي ذات السياق، يرفض سياسيون ومعارضون مصريون استمرار الاستحواذات الإماراتية القائمة منذ العام 2022، على الأصول المصرية والممتلكات الحكومية والأراضي الاستراتيجية، والموانئ الحيوية، ويتخوفون من تحول تلك الأصول إلى شركات دولية تتبع للكيان الإسرائيلي المحتل.

وبعد توقيع صفقة "رأس الحكمة"، بقيمة 35 مليار دولار، في شباط/ فبراير 2024، أكد مسؤولون إماراتيون بأن الاستثمارات الإماراتية في مصر ارتفعت إلى حوالي 65 مليار دولار بعد الصفقة التي تمثل أضخم صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ ثاني أكبر اقتصاد إفريقي وثالث أكبر اقتصاد عربي.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. محمود مرسي “عتريس” الفن المصري وبصمة لا تُنسى على الشاشة (تقرير)
  • أمين عام القاهرة الجديدة بالجيل يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد الأضحى المبارك
  • الرئيس السيسي يُهنئ المصريين بعيد الأضحى المبارك
  • الرئيس السيسي يهنئ المصريين بعيد الأضحي المبارك
  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد الأضحى
  • المفتي يهنئ الرئيس السيسي وقيادات الدولة والشعب المصري والأمة الإسلامية بعيد الأضحى
  • مدحت بركات: زيارة الرئيس السيسي للإمارات تعكس التزام مصر بالتعاون العربي
  • الهلال الأحمر المصري: توزيع آلاف الملابس على الأسر الفلسطينية والمصرية الأكثر احتياجًا
  • ما دلالات رحلة السيسي لأبو ظبي بعد يومين من زيارة عراقجي للقاهرة؟
  • ما دلالات زيارة السيسي لأبو ظبي بعد يومين من زيارة عراقجي للقاهرة؟