أبطال غزة.. طبيبة أسترالية تستذكر لحظات قضتها مع مسعفين أعدمهم الاحتلال
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
استعرضت الطيبة الأسترالية، آمي نيلسون، المختصة بطب الطواري، والمتطوعة في منظمة أطباء بلا حدود، والصليب الأحمر، وذهبت إلى غزة، جانبا من معايشتها لعدد من المسعفين الذين أعدمهم جيش الاحتلال، في واحدة من أسوأ جرائمه بحق القطاع الطبي في غزة.
وقالت في مقال بصحيفة الغارديان، ترجمته "عربي21": "أكتب لأشهد على الروعة العظيمة لهؤلاء الرجال وعلى لطفهم ورقتهم وطيبتهم".
وأضافت: "عندما وردت الأخبار الأولية عن إعدام ثمانية مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واختفاء مسعف آخر في عيد الفطر، حدقت طويلا في صور الرجال الذين قتلهم الجيش ومنذ ذلك الحين، ازداد تعلقي بهم يوما بعد يوم. فقد عرفت بعضا من هؤلاء الرجال".
وقالت إنها نظرت إلى الصورعن أيامها التي قضتها في غزة العام الماضي "باحثة عن هؤلاء الرجال في ذاكرتي ورأيتهم مع المرضى، راكعين بجانب النقالات التي كانت بمثابة أسرة وهم يضمدون الجروح ويتحدثون ويطمئنون. ورأيتهم يحملون المرضى في سيارات الإسعاف وينطلقون في غبار الصيف، ثم رأيتهم يضحكون ويلعبون كرة القدم في ملعب التنس".
وتابعت: "قتلوا ودفنوا إلى جانب ستة من مسعفي وحدة الدفاع المدني في غزة وموظف من الأمم المتحدة، وفي نيسان/أبريل 2024، كنت جزءا من فريق طبي طارئ يقدم الرعاية الطبية في غزة، وبناء على طلب منظمة الصحة العالمية، عمل فريقنا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نقطة استقرار للصدمات. يا له من شرف".
وأضافت: "في ملعب تنس بخانيونس عملنا من خيمتين، واحدة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأخرى لنا، متعاونين باستمرار وبحرية تامة. عاينا المرضى وعالجنا من استطعنا علاجه، وحققنا استقرار حالتهم وأحلنا من لم نستطع علاجهم إلى أماكن أخرى. وكان المسعفون ينقلون المرضى مباشرة من أماكن الإصابات في الخطوط الأمامية، وعندما تستقر حالتهم، يعيدونهم إلى سيارات الإسعاف وينقلونهم إلى حيث يأملون أن يتلقوا الرعاية التي يحتاجونها".
وشددت بالقول: "لقد تحمل أطباء الهلال الأحمر الفلسطيني الذين عملت معهم في خان يونس مخاطر أكبر بكثير من أي مخاطرة واجهتها خلال عقد من العمل في مناطق النزاع، لتقديم رعاية طبية منقذة لحياة مواطنيهم".
وكانت نيلسون قد كتبت في العام الماضي بعد عودتها من غزة مقالا في "الغارديان" قالت فيه إن "إسرائيل تشكل خطرا ملموسا وغير مسبوق على العاملين في المجالين الإنساني والطبي في غزة".
وتشير آخر التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتل ما لا يقل عن 409 من العاملين في المجال الإنساني في غزة، وأن العدد في ازدياد مستمر. وكانت عاملة الإغاثة الأسترالية زومي فرانكوم واحدة منهم. وقد مرت ذكرى وفاتها قبل أيام قليلة، وبصمت مفرط.
وقالت نيلسون: "العمل الإنساني الطبي، بالنسبة لي، هو المساهمة في توفير الرعاية الصحية للأشخاص في المناطق الأكثر احتياجا وكذلك الشهادة على معاناتهم، بأي طريقة تتطلبها اللحظة. وأكتب في هذه اللحظة لأشهد، ولكن ليس على معاناة الطاقم الطبي للهلال الأحمر الفلسطيني، لأنك تستطيع أن تقرأ عن ذلك بنفسك. في الواقع، إذا لم تر عنف إسرائيل الصارخ ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين في غزة والضفة الغربية، فأنت أعمى".
وأشارت إلى أنها تكتب "لأشهد على الطبيعة المذهلة لهؤلاء الرجال، على حبهم ولطفهم ورقتهم وطيبتهم. نتوقف عن رؤية إنسانية الناس بسرعة كبيرة في الحروب بأي وصف، وخاصة في المذابح الجماعية أو حتى الإبادة الجماعية، فالمحو يتطلب مثل هذا النسيان".
وأضافت:" شاهدت رجال الهلال الأحمر الفلسطيني يعملون بجد وفعالية. جلست معهم بين المرضى، أستمع إلى حديث عاطفي وأُعجب بمعنوياتهم العالية. وفي لحظات أكثر خصوصية وصراحة، كانوا يشرحون: ما الخيار المتاح لهم؟ كانوا بحاجة إلى التحلي بالتفاؤل الكافي للوقوف على أقدامهم كل يوم لمواصلة العمل. كانوا مرهقين وخائفين، لكنهم استمروا".
تابعت: "تناولنا الطعام معا وسط منطقة صراعٍ، ومع التقشف الناتج عن الحصار الإسرائيلي الممنهج للإمدادات في غزة، كان زملاؤنا في الهلال الأحمر الفلسطيني يطعموننا يوميا من مطابخهم. يبدو أن العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني كانوا يعطون من خيرهم الذي لا ينضب".
وتنهي بالقول إن صديقا سابقا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر كتب على إنستغرام: "لقد فقد الحزن معناه وجميعنا عاجزون عن التعبير". وكتب لي آخر: "إنه لتحد كبير أن نكرم حياتهم كما ينبغي". و "بينما أُكافح للكتابة وأُقتلع الكلمات كالأسنان دون تخدير، أشعر بكلمات أصدقائي بروحي وعضلاتي. لا أستطيع مواجهة هذا التحدي ولا شيء يمكنني قوله يمكن أن يكرم رجال جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بما يكفي. بدلا من ذلك، أكتب بحزن للتاريخ".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة المسعفين الاحتلال إعدام غزة إعدام الاحتلال مسعفين صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهلال الأحمر الفلسطینی العاملین فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
"الهلال الأحمر" يسخر أكثر من 120 وحدة إسعافية لخدمة ضيوف الرحمن
رفع الهلال الأحمر السعودي جاهزيته في العاصمة المقدسة والحرم المكي لتقديم خدمات إسعافية عالية الجودة لضيوف الرحمن طيلة فترة موسم الحج، ضمن استعداداته الميدانية لحج العام الحالي 1446هـ.
وسخرت الهيئة أكثر من 120 وحدة إسعافية تعمل على مدار الساعة، مدعمة بأكثر من 100 مركبة في العاصمة المقدسة، منها 80 وحدة إسعافية موزعة على مناطق مختلفة، تتمركز 45 وحدة منها في الشمال الشرقي والغرب، وأكثر من 15 وحدة في الجنوب بالإضافة إلى 20 وحدة في المنطقة المركزية.
أخبار متعلقة القبض على مواطن لنقله 8 مخالفين لنظام أمن الحدود"الوطني للأرصاد" ينفذ تمرين "رصد 8" لرفع الجاهزية خلال موسم الحج .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الهلال الأحمر السعودي يعلن عن بدء التسجيل للتطوع لحج عام 1446هـ - اليوم (أرشيفية)الوحدات المشاركة
تمتلك الوحدات المشاركة في موسم الحج بالعاصمة المقدسة أكثر من 160 فني طب طوارئ، مدعومين بأكثر من 100 مركبة إسعاف، و12 مركبة إسعاف آلية، وثلاث عربات جولف مجهزة، لتكون على أتم استعداد للتعامل مع الكوارث والأزمات.
وجهزت الهيئة أكثر من 30 وحدة إسعافية في الحرم المكي، منها 7 فرق في المسعى والرواق السعودي، و8 فرق في المسعى والساحات الشرقية، إلى جانب 10 فرق في الساحات الغربية والجنوبية، وفرقتين في التوسعة السعودية الثالثة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الهلال الأحمر السعودي يعلن عن بدء التسجيل للتطوع لحج عام 1446هـ - اليوم (أرشيفية)حالات طارئة
يعمل ضمن هذه الوحدات أكثر من 60 مسعفًا، مدعومين بـ 16 عربة جولف مجهزة لتعزيز سرعة الوصول إلى الحالات الطارئة في المناطق ذات الكثافة العالية.
وتتكامل هذه الجهود في إطار منظومة تنسيقية مع الجهات الحكومية المشاركة، بما يسهم في رفع مستوى السلامة في النقل الطبي وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، مدعومة بأكثر من 550 متطوعًا ومتطوعة من فرق التطوع التابعة للهلال الأحمر السعودي، موزعين على أكثر من 200 فرقة تطوعية تعمل على مدار الساعة.
وتشمل تخصصات متعددة من أبرزها فني طب الطوارئ، وتقديم الدعم والمساندة في جميع المواقع ذات الكثافة البشرية العالية.