كلمات في وداع الفريق الفاتح عروة
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
في رحيل الكبار… معنى آخر للحياة
كلمات في وداع الفريق #الفاتح_عروة
جمعتني بالفريق الفاتح عروة، رحمه الله وأحسن إليه، أيام صفاء طيبة.
كان التواصل خلالها يدور في مجمله حول قضايا تتصل بمعاركه الماضية والحاضرة، “تلك الأيام”…
من تجربته في جهاز الأمن وما أُثير حولها من جدل، إلى معارك شهيرة ساهم فيها مقاتلا في صف الجيش بجنوب السودان،
ودوره في إثيوبيا مع ملس زيناوي، ثم صراعات الاقتصاد والمال والاتصالات،
بحكم موقعه في شركة “زين”، لا سيما معركته المشهورة مع بنك الخرطوم بشأن شراء أسهم شركة “كنار”.
كان الفاتح، كعادته في كل معاركه، شرسًا، عنيدًا، مقاتلًا حتى آخر لحظة.
وهل يُستغرب هذا من جنرال ابن جنرال، خاض الحروب وخبرها؟!
وضعني حظي السيئ في طريق تلك المعركة، من خلال حلقة من برنامجي “حتى تكتمل الصورة”،
خصصتها للنقاش حول هذه القضية.
وبسببها، انقطع التواصل بيننا لسنوات، امتدت من ذلك العام وحتى العام الماضي،
حين وصلتني رسالة منه، كانت كفيلة بكسر جدار سميك من القطيعة، بنته وقائع وأقوال عديدة.
ويشهد الله أنني، طوال تلك السنوات، لم أكن أحمل في صدري كراهية لشخصه…
نعم، كنت غاضبًا، من موقف رأيته حينها قاسيًا ومتسرعًا تجاهي وتجاه المؤسسة التي بها اعمل .
لكن الغضب لم يتحول إلى كراهية، والقطيعة لم تتحول إلى عداوة.
بل كنت أحفظ له مكانة في داخلي، وأعلم أنه، رغم الخلاف،
رجل لا يُختصر بموقف، ولا يُدان بحادثة واحدة.
كان الفاتح عروة رجلًا مهيبًا، صاحب رأي وعزيمة، وخصمًا شرسًا في سبيل ما يريد ويسعى له.
عاش فارسًا، ومات فارسًا.
وكيف لا، وهو الذي واجه المرض اللعين بشجاعة نادرة، تليق بمثله من الشجعان
في صحائف السودان، البلد الذي أحبه، الكثير مما يجب أن يُدوَّن لصالح الفاتح عروة:
العسكري المقاتل، ورجل الأمن الذكي الماهر، والدبلوماسي الحاذق،
والإداري الخبير، وقائد واحدة من أهم شركات الاتصالات في تاريخ السودان المعاصر.
لم يكن ملاكًا، لكنه كان إنسانًا بكل ما في رحلة الإنسان من صواب وخطأ، وصعود وتعثر.
وحين يطلق ضحكته تلك — التي لا تُنسى — كنت أراه بقلب طفل.
حين داهمه المرض، فزع إلى تدوين تجربته وقول كلمته.
كان وفيًّا، وهو ينتصر بشهادته للرئيس البشير في محبسه.
وكان شجاعًا، وهو يكسر المعتاد من الأقوال التي تتردد بين الناس بيقين لا يقبل الشك.
وتبقى شهادته، التي نطق بها قبل رحيله، في كراسة التاريخ:
يُؤخذ منها ويُرد — شأن كل مرويات التاريخ، وأقوال فرسانه، وصنّاعه.
نم هانئًا، أيها الفارس المغوار، فقد انتهت رحلة عامرة، مثيرة، وجدلية بامتياز.
وقد آن لك أن تستريح…
غفر الله لك، وتقبّلك، وجمعنا بك في مستقر رحمته.
وألزم أحبابك، وأهلك، وعارفي فضلك الصبر، وحسن العزاء.
الطاهر حسن التوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الفاتح عروة
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: حديد وأسياخ السودان القادم…
حديد وأسياخ السودان القادم…
يشغلنا القادم ونستعير له من الماضي
لهذا ننقل أنه في دافور القديمة كان المتنافسان (على الوظيفة) يقتتلان بالسيوف…
والأسلوب هذا يصلح لملء مليون وظيفة قادمة
على الأقل واسطتك هي سيفك
وأسلوب للحاضر والحرب
والإمام اليمني حين يدخل الحوثيون البيضاء يقول لهم من على المنبر
: دخلتوا البيضاء بإسلوبكم ولن تخرجوا منها إلا بإسلوبنا …. أقم الصلاة
ونقول للمرتزقة
دخلتوا السودان بإسلوبكم ولن تخرجوا إلا بإسلوبنا
…ونلتفت إلى إعلام الحرب
وإلى أن عبدالله عزام يدير إعلام حرب أفغانستان ضد أعتى إمبراطورية …. وينتصر
ولم تكن عنده إذاعة ولا محطات تلفزة ولا صحف ولا وجود لشعب بمعني شعب
وعزام كان يكتفى بطبع صور الأطفال الذين مزقتهم قنابل الروس (خمس طن) ويكتب على الصور
: أهلنا أطباء العالم المسلمين … نحن بخير… طمئنونا عليكم ….
ومخابرات الاتحاد السوفيتى تهزم أما الأوراق هذه وتنسف عبدالله عزام
القنبلة زرعها المتعاونون فى عربته
…….
لكن ما يشغلنا هو
السفراء كلامهم محسوب … لكن السفير أحمد دياب يجعلنا نتشكك وهو يكتب عن النميري
وكتابه هو (خواطر وذكريات…)
قبلها بساعات كنا نقرأ كتاب النميري (النهج الإسلامي …. كيف)
وفيه مجاهدات لها صليل
وفيه أيام الشريعة
تعاد بعد مئات الأعوام
وفيها القيادة الرشيدة …. وتحريم بنت ألحان وإستباحة الحسان
وقبلها مصادفة نكتب هنا عن أن النميري لما سمع/ قبل نزوله من الطائرة فى القاهرة إنه لم يعد رئيساً
يرفض السير على البساط الأحمر
وإنه يوصى بتسليم الزي العسكرى للجيش
وتسليم ما بقى من مصاريف الرحلة للسفير
ولما فتحوا خرانته فى بيته وجدوا فيها بضع جنيهات
وعقد من الجذع يخص والدته
……
لكن السفير دياب/ الذى لا يخفي يساريته على درجة التشيع … ويرثى لعبد الخالق ولمحمود محمد طه/ الرجل هذا يحكي كيف أن شقيقه ينصحه بإعداد السجادة. وتحديد القبلة .. و…
قال دياب
وانا أعددت هذا وحددت مواقيت الصلوات هناك وكتبت هذا على ورقة سلمتها النميري
قال: ونميري يقرأ الورقة ثم ينظر إلى بنظرة غريبة
والسفير يفسر النظرة هذه حين يقول
: ولم أر .. النميرى يصلي أبدا
قال
: وفى ساعة خروجه إلى الطائرة يدخل يده فى جيبه ويخرج الورقة تلك ويسلمنى أياها ونظراته تقول لى
: ألعب غيرا…
ودياب يقص حكاية أخري مع نقد الله/ حزب الأمة/ الذى حين يساله عن قبلة الصلاة يجد أنه لا يعرف
….. من يكتب تاريخنا
وأن كان دياب حيا نقول له
: إتلومت ….
وانا لا أصدقك
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب