شبكة اخبار العراق:
2025-12-13@17:36:46 GMT

العراق في قفص ستغادره إيران

تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT

العراق في قفص ستغادره إيران

آخر تحديث: 14 أبريل 2025 - 9:22 صبقلم: فاروق يوسف عبر العشرين سنة الماضية تُركت إيران ترتب أوضاعها في العراق، نفوذا وهيمنة وتمددا ومصادرة ووصاية حتى وصلت إلى مرحلة تطبيع مشروعها بحيث لم تعد في حاجة إلى أن تديره بنفسها أو من خلال أدواتها المباشرة. لم تعد هناك ضرورة لمبعوثيها الذين كانوا يعالجون ما يحدث من فجوات كما كان عليه الحال يوم كان قاسم سليماني زعيم فيلق القدس حيا والذي كان يقضي جل أوقاته في العراق حتى أنه قُتل هناك.

لقد انتهت المرحلة التي كانت إيران فيها تشعر بأن وجودها في العراق قد يتعرض للخطر. ليس هناك في الأفق ما ينذر بوقوع احتجاجات عاصفة كما حدث في تشرين الأول – أكتوبر 2019، كما أن مقتدى الصدر قد وصل إلى قناعة مفادها أن فوضاه قد تسبب له خسارة موقعه السياسي وتطيح كل مكتسباته. سيكون معارضا دائما لكن ضمن حدود مرسومة لا يغادرها. غير أن الأهم من ذلك كله أن مسألة الحكم قد حُسم أمرها فصارت الدولة مُلكا مسجلا باسم تحالف الإطار التنسيقي وهو مجموعة الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران علنا. كل ما قامت به إيران وما فعلته لم يقع في الخفاء، بل كان على مرأى من الولايات المتحدة. صحيح أن الأخيرة سحبت قواتها من الأراضي العراقية عام 2011 غير أنها أبقت العراق في دائرة نفوذها وتحت رعايتها ناهيك عن استمرارها عسكريا من خلال قواعدها الثابتة. الأهم من ذلك أن أموال العراق من صادراته النفطية كانت ولا تزال تذهب إلى نيويورك ومن هناك يتم تحويل ما تحتاجه الحكومة العراقية. ما هو واضح منذ البدء أن العراق كان دائما بالنسبة إلى إيران مصدر العملة الصعبة في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها. وإذا كانت الطبقة السياسية الحاكمة في العراق قد وجدت في تمويل إيران بالعملة الصعبة فرصة للتعبير عن الولاء المذهبي المطعم بالفساد النادر من نوعه فإن الإدارات الأميركية كانت على إطلاع كامل على كل دولار يتم تحويله إلى إيران. وما الإعفاءات التي كانت تسمح للعراق بالتعامل اقتصاديا مع إيران خارج قانون العقوبات إلا دليل صارخ على أن كل شيء كان متفقا عليه. لقد تعاونت الولايات المتحدة وإيران على رسم صورة مستقبل العراق. وهو عراق إيراني. لا قيمة اليوم لما يتردد من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من إيران عدم التدخل في شؤون العراق واحترام استقلاله وسيادته على أراضيه وحل ميليشياتها هناك شرطا للبدء في مفاوضات من أجل إقامة علاقات طبيعية وعودة إيران إلى المجتمع الدولي بطريقة إيجابية. كل ذلك لا ينفع العراق في شيء. فالميليشيات على سبيل المثال يمكن حلها بيسر. لكن ما سيحصل بعد ذلك أسوأ بكثير. مثال ذلك يختصره السؤال التالي “أين هي منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري والتي تأسست في إيران جناحا عسكريا للمجلس الأعلى ثم انفصلت عنه بعد احتلال العراق؟” واقعيّا وزارة الداخلية بكل أجهزتها هي منظمة بدر. ميليشيا إيرانية تحكم العراق أمنيا. لذلك فإن حل الميليشيات إن حدث من خلال العبقرية الإيرانية فإنه سيعني إذابتها في جسد الدولة العراقية. ذلك معناه أنها ستدير وزارات وفي مقدمتها وزارة الدفاع. لا أعتقد أن هناك جرعة سم أسوأ من ذلك. لا نحتاج إلى تكهنات العرافين وأخبار المنجمين في ما يتعلق بمصير العراق بعد المفاوضات المباشرة التي يعقدها الطرفان الأميركي والإيراني في مسقط. حتى لو كان ذلك المصير مدرجا في جدول الأعمال فإن إيران لن تشعر بالانزعاج. صحيح أن الأجهزة الأميركية تعرف كل شيء، ما هو معلن وما هو مخفي، غير أنها قد لا تكون راغبة في ضرب المعادلة السياسية القائمة في العراق وهي معادلة ترجح الكفة الإيرانية مئة في المئة، بل إن مَن يعملون في سياق تلك المعادلة لا يرون أية أهمية لمصلحة العراق دولة والعراقيين شعبا. لقد فقد العراق خصوصيته؛ فقد انتماءه إلى شعبه قبل أن يفقد انتماءه إلى محيطه العربي. لن تفكر الولايات المتحدة في إنقاذه وهي التي عملت على تدميره قبل أن تسلمه إلى إيران. ولو كانت غير ذلك لما احتاجت إلى التفاوض مع إيران التي ستخرج من القفص الذي سيظل العراق فيه حبيسا. إن الأمل الوحيد في خروج العراق من القفص الإيراني مرتبط بإرادة شعبه وهي إرادة تم ذبحها وتمييعها واستلابها ومصادرتها في ظل صمت أميركي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق العراق فی

إقرأ أيضاً:

برلمانية: هناك اهتمام كبير من جانب الحكومة من أجل الاستثمار خلال الفترة القادمة

قالت ميرفت الكسان ، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن هناك اهتماما كبيرا من جانب الحكومة من أجل الإستثمار خلال الفترة القادمة.

وأكدت الكسان فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن مصر تستهدف ضخ استثمارات فى القطاع الخاص، وأن يكون هناك شراكة مع القطاع الخاص فى مجالات الزراعة والتصنيع و المواد الغذائية.

نائب الشيوخ: تراجع التضخم رسالة ثقة ودفعة مهمة لجذب الاستثمارمحافظة قنا: نعد خريطة استثمارية واضحة خالية من المعوقاترئيس الوزراء: إقبال الشركات العالمية على الاستثمار في مصر دليل السير على الطريق الصحيحمحافظ بورسعيد يشيد بقرار إنشاء شركة النادي المصري للاستثمار الرياضي| شاهد

وكان قد أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه الحكومة بضرورة إطلاق حزمة كاملة من التيسيرات لجميع القطاعات في الدولة ووضع رؤية متكاملة بصورة كبيرة لعدد من القرارات من شأنها تساعد الاقتصاد المصري في النمو بشكل أسرع .. مشيرًا إلى أن الحكومة تبذل مع كافة الجهات المعنية، وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية، جهد كبير في الخروج بأفكار كثيرة في هذا الأمر؛ في حين سيتم عرضها على السيد الرئيس، بحيث يتم رؤيتها تتحقق خلال الفترة القادمة.

وأشار مدبولي - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأربعاء، عقب اجتماع الحكومة بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الجديدة - إلى التقارير الذي نشرته وكالة "فيتش" الدولية والخاص بالتصنيف الائتماني للاقتصاد المصري، موضحًا أن هذه المؤسسة الدولية المهمة التي تتابع اقتصاديات الدولة، قامت خلال تقريرها الاخير برفع للمرة الثانية توقعاتها لنمو الاقتصاد المصري خلال شهرين من 4.9 إلى 5.2 للعام المالي الحالي بناء علي الأداء الجيد جدا للاقتصاد خلال الربع الاول من العام .

وقال إن الوكالة الدولية أرجعت هذه الزيادة المتوقعة نتيجة زيادة الاستثمارات وزيادة الصادرات وتحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد المصري والقطاع الخارجي وتوافر العملة الأجنبية واستقرار سعر العملات بالإضافة إلى توقعاتها بارتفاع إيرادات قناة السويس بصورة تدريجية خلال الفترة المقبلة وبالتالي أبقت المؤسسة تصنيف مصر عند المستوي B مع نظرة مستقبلية مستقرة .

وأضاف أن مؤسسة "فيتش" الدولية توقعت أن يحافظ الجنيه المصري على أدائه القوي أمام سلة العملات الأجنبية.. مشيرًا إلى أن كل هذه المؤشرات تعد مهمة جدا؛ للوقوف أمامها كونها تؤكد ما تقوله الحكومة بوضوح شديد دومًا من أن النمو الذي يحدث في الاقتصاد المصري قائم على إنتاجيه حقيقية وقطاعات رئيسية تعمل بغض النظر عن الظروف الموسمية او الصفقات أو الأموال الساخنة، هذا إضافة إلى إعلان البنك المركزي عن زيادة جديدة في الاحتياطي من العملة النقدية الأجنبية؛ والتي تبلغ 50 مليارا و216 مليون دولار بالمقارنة بالشهر الماضي بزيادة بلغت 145 مليون دولار خلال شهر .

وأوضح مدبولي أنه يلتقى - بصفة دورية - بمحافظ البنك المركزي على مدار الأسبوع حيث يوجد تنسيق كامل بين الحكومة والبنك المركزي في كل الإجراءات التي يتم التحرك خلالها بهدف تخفيض معدلات التضخم؛ وهو ما يؤدي لانخفاض تدريجي في أسعار الفائدة ويتيح فرصة أكبر للقطاع الخاص والمواطنين من الاستفادة من التسهيلات الائتمانية.. مشيرًا إلى أن الرقم الخاص بالتضخم لشهر نوفمبر أوضح انخفاض التضخم بشكل ملحوظ وأزال التخوفات من استمرار صعود التضخم حتي الشهر الماضي، لافتا إلى أن السبب الرئيسي لانخفاض التضخم هو انخفاض أسعار الخضروات والمواد الغذائية الأساسية على الرغم من ارتفاع أسعار وسائل النقل نتيجة ارتفاع أسعار الوقود؛ مما يثبت أن الإجراءات الحكومية كانت مناسبة وفي توقيت مثالي للوصول إلى النسبة الحالية من التضخم وصولًا إلى نهاية العام الجاري.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن التضخم وصل - في المدن المصرية - إلى 12.3 مقارنة للشهر الماضي البالغ 12.5، وأن التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية هو 10 %؛ وهو ما توقعته الحكومة للوصول إلى هذا الرقم بنهاية العام الجاري؛ وهو ما يؤكد أن الإدارة المشتركة لإدارة هذا الملف بين الحكومة والبنك المركزي تسير بشكل جيد . 

طباعة شارك الحكومة استثمارات القطاع الخاص الزراعة التصنيع

مقالات مشابهة

  • الولائية والخنوع ..رشيد:أي اعتداء على إيران هو اعتداء على العراق!!
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • مصطفى بكري: هناك رموز ستختفي والحكومة ستتغير بعد الانتخابات.. فيديو
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • العراق يدعو لاستئناف الجهود الدبلوماسية بين إيران والمجتمع الدولي
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • فوائد واسعة لـالبابونج.. هل هناك أضرار في حال تناوله يوميا؟
  • قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • برلمانية: هناك اهتمام كبير من جانب الحكومة من أجل الاستثمار خلال الفترة القادمة