أميركا لإيران في عُمان: إمّا القبول بتعديل عقيدة النظام أو مواجهة الانهيار
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
كتبت راغدة درغام في" النهار": انعقدت المحادثات المهمة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والجمهورية الإسلامية الإيرانية في عُمان، وهي الأولى منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ملامح المباحثات، أمباشرة كانت أم غير مباشرة، تفيد بأن رجال النظام في إيران يتخبّطون وهم يحاولون شراء الوقت وإنقاذ ماء الوجه وإيجاد صيغ الهروب إلى الأمام.
يتصوّر رجال طهران، أو أنهم يسوّقون هذا التصوّر للاستهلاك الداخلي والإقليمي، أن إدارة ترامب مستعدّة للاستغناء عن إصرارها على تغيير إيران سلوكها الإقليمي مقابل انفتاح طهران على تنازلات في شأن برنامجها النووي. بصراحة، هذا هراء. بصدق، الأفضل للحكومة الإيرانية أن تُحسن قراءة ما في ذهن الرئيس الأميركي إذا كانت تريد البقاء في السلطة، ليس لأن دونالد ترامب مهتم بالإطاحة بالنظام فهو لا يفكّر من منظور تغيير النظام، بل لأن دفن الرؤوس في الرمال ليس في مصلحة إيران ولا لصالح شعبها العريق.
وللتذكير، إن الرئيس الأميركي الذي أطاح بتفاهمات الرئيس الأسبق باراك أوباما مع النظام في طهران راضخاً لشرط استبعاد السلوك الإقليمي ودعم الميليشيات والوكلاء عن حديث الاتفاقية النووية، هذا الرئيس هو جو بايدن وليس دونالد ترامب. للتذكير، إن إدارة بايدن هي التي مكّنت إسرائيل من تنفيذ عملياتها الساحقة ضد "حزب الله" في لبنان كما ضد "حماس" في غزة، بسلاح متفوق وباستخبارات دقيقة وبتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وبنصائح القيادة المركزية الأميركية للشرق الأوسط التي باتت إسرائيل أخيراً تحت جناحها.
الرئيس دونالد ترامب استفاد مما قام به سلفه الرئيس جو بايدن لناحية شلّ وبتر ذراع إيران الأساسية أي "حزب الله" في لبنان. في سوريا، حيث تم دفن مشروع "الهلال الفارسي" بهرولة الحرس الثوري الإيراني هرباً بعد سقوط نظام بشار الأسد، ارتأى دونالد ترامب أن هذا إنجاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نال إعجاب الرئيس الأميركي ودعمه. في العراق، يبحث فريق ترامب في وسائل قطع الطريق على استغلال إيران لموارد العراق للتهرب من العقوبات، كما يبحث في سبل احتواء الحشد الشعبي التابع لإيران عبر تطويقه وليس عبر استهدافه عسكرياً. هذا فيما يمضي الرئيس ترامب في استكمال العمليات العسكرية في اليمن للقضاء على الحوثي وقياداته هناك.
مباحثات الفرصة الأخيرة في عُمان قد لا تظهر نتائجها بصورة فورية سيّما إذا نجحت طهران في السيطرة على نفسها أمام نبرة الإملاء والإنذار الأميركية. قد تعضّ طهران على أصبعها لأنّ لشراء الوقت أولوية. إنّما في نهاية المطاف، لن تتمكن إيران من إبقاء باب الديبلوماسية والحوار مفتوحاً.
في نهاية المطاف، وعاجلاً، على رجال الحكم في طهران أن يقرروا ما هي سبل الحفاظ على استمرارية النظام علماً أنّ بقاء النظام هو الأولوية القاطعة لهم حتى لو كان على حساب بقاء إيران. عليهم أن يقرروا إن كان تعديل العقيدة بالساق النووية وساق الوكلاء هو الضمان لبقاء النظام. أو إن كان استمرار النظام بعقيدته القرار الأخير حتى وإن كان ذلك، عملياً، يعني تدمير النظام.
مواضيع ذات صلة الخارجية الأردنية ترحب باستضافة سلطنة عُمان للمحادثات بين أميركا وإيران Lebanon 24 الخارجية الأردنية ترحب باستضافة سلطنة عُمان للمحادثات بين أميركا وإيران
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا ما قالته عن دونالد ترامب حزب الله إن کان
إقرأ أيضاً:
من هو الوريث لحركة اجعل أميركا عظيمة مجددًا؟ ترامب يُبقي خياراته مفتوحة
يبدو أن معركة خلافة ترامب على رأس الحركة التي غيّرت وجه الحزب الجمهوري لن تُحسم قريبًا، فيما يفضّل الرئيس إبقاء الغموض قائمًا. اعلان
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخلال الأشهر الأخيرة، امتنع مرتين على الأقل عن الإعلان رسميًا عن اختيار نائبه، جي دي فانس، كوريث لحركة "أجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، مفضّلًا إبقاء خياراته مفتوحة.
ففي تصريحات للصحافيين يوم الثلاثاء، قال ترامب إن فانس "على الأرجح" المرشح الأوفر حظًا لخلافته، وهو ما ردده أيضًا في أحاديث خاصة مع مقربين منه، لكنه في الوقت ذاته أشاد بوزير خارجيته، ماركو روبيو، الذي بات أحد أكثر مستشاريه قربًا وثقة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن ترامب، في الكواليس، يحرص أحيانًا على إذكاء التنافس بين فانس وروبيو، مازحًا بشأن طموحاتهما السياسية المعروفة. وفي إحدى المناسبات، قال لهما: "كنت أعتقد أن القائمة ستكون فانس-روبيو، لكن ربما تصبح روبيو-فانس".
Related رغم الغمز والتلميح.. ترامب يؤكد أنه لا "يبحث" عن ولاية ثالثةقمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا.. زيلينسكي يحذر من اتخاذ أي "قرار من دون أوكرانيا"ترامب: المؤيدون يطالبونني بانتظام بالترشح لولاية ثالثةويواجه الحزب الجمهوري حالة ترقب وحذر مع اقتراب نهاية الحقبة السياسية المؤثرة لترامب، وسط تساؤلات حول قدرة الوجوه الصاعدة على الحفاظ على زخم الحركة التي قادها طوال عقد. وبحسب المقربين، فإن ترامب لا يستعجل حسم القرار، ويرى أن على من سيحمل لواء الحزب أن يثبت جدارته أولًا. كما أن الحديث عن خليفة يزعجه، إذ لا يميل إلى التفكير بما بعد ولايته، خاصة وأنه ألمح علنًا إلى رغبته في ولاية ثالثة رغم تعارضها مع الدستور.
فانس، الذي أتم 41 عامًا هذا الشهر، يُعتبر حتى الآن الأوفر حظًا في انتخابات 2028 وفق استطلاعات الرأي، فيما أبلغ روبيو (54 عامًا) مقربين منه أنه لن ينافس فانس، رغم إشارته في مقابلات إعلامية إلى أنه لا يستبعد تمامًا الترشح مجددًا.
ورغم التنافس المفترض، يؤكد المقربون أن العلاقة بين الرجلين قوية، وأنهما تعاونا بشكل وثيق منذ دخولهما البيت الأبيض. فانس عزز مكانته في الحركة حين اختاره ترامب نائبًا له العام الماضي، معتبرًا إياه شخصية قادرة على حمل شعلة "أميركا أولًا". أما روبيو، فبعد سنوات من التوتر والمنافسة على ترشيح الحزب الجمهوري في 2016، أصبح من أقرب مستشاري ترامب، ويشغل منصب مستشار الأمن القومي إلى جانب وزارة الخارجية.
على الصعيد السياسي، يتولى فانس ملفات داخلية واسعة، من الدفاع عن البيت الأبيض في مواجهة خصومه، إلى قيادة الجهود الانتخابية للحفاظ على أغلبية الجمهوريين في الكونغرس، كما يشغل منصب رئيس لجنة تمويل الحزب، ما يمنحه شبكة اتصالات واسعة مع كبار المانحين. أما روبيو، فيدير الملفات الدولية الحساسة، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، مع تبني مواقف أكثر انسجامًا مع القاعدة المؤيدة لترامب.
ومع أن ترامب يثني على كليهما، فإنه يرفض حسم موقفه الآن، مؤكدًا في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" في مايو/أيار: "أعتقد أن فانس رجل رائع وذكي للغاية. ماركو رائع. هناك كثيرون رائعون".
بهذا، يبدو أن معركة خلافة ترامب على رأس الحركة التي غيرت وجه الحزب الجمهوري، لن تُحسم قريبًا، وأن الرئيس نفسه يفضّل إبقاء الغموض قائمًا، ربما ليبقى الجميع في حالة استعداد دائم لنيل رضاه ودعمه.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة