انطلقت اليوم أعمال ملتقى التجارب والفرص: الذكاء الاصطناعي في مراكز مصادر التعلم، الذي تنظمه المديرية العامة لتطوير المناهج ممثلة بوزارة التربية والتعليم على مدى يومين، ويهدف إلى تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مراكز مصادر التعلم وفرص الاستخدام وتحدياته.

رعى حفل أعمال الملتقى حمد بن خلفان الراشدي، مستشار وزيرة التربية والتعليم للشؤون الإدارية.

وقال علي بن عبدالله الهنائي، المدير المساعد لمراكز مصادر التعليم والوسائل التعليمية بدائرة تقنيات التعليم: جاء الملتقى في خضم تسارع التقنيات، وأهمية مواكبة الذكاء الاصطناعي وتأثيره الجوهري على تطوير التعليم ومخرجاته، ونظرا للدور المهم الذي تمثله مراكز التعلم كبيئات تعليمية متجددة، فالسعي فيها حثيث إلى استثمار أحدث التقنيات في دعم المعلم والمتعلم، حيث تجاوزت مفهومها التقليدي لتحتضن التقنيات، ولتغدو فضاءات متجددة للإبداع والابتكار، ومساهمة في تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، ومع بزوغ فجر الذكاء الاصطناعي تتاح لنا فرصة لإعادة صياغة دورها لتصبح بيئات ذكية، قادرة على التفاعل والتكيف مع احتياجات المتعلمين وتقديم محتوى متخصص بأدوات قادرة على تحليل البيانات وفهم الأنماط وتوجيه الطلبة نحو مسارات تعلم تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم ومساندة المعلمين في توجيه وتقييم الأداء بأساليب جديدة ومبتكرة وبتجارب تعلمية أكثر عمقا وتأثيرا.

وأضاف: إن الملتقى يتضمن مناقشات معمقة عبر محاور متنوعة وأوراق العمل التي تتناول مواضيع أساسية كأهمية تحويل مراكز مصادر التعلم إلى محركات للتطوير والابتكار وتعزيز دور أخصائيي مصادر التعلم في صناعة الثقة لدى المستفيدين، واستخدامات الذكاء الاصطناعي ودور البرامج الوطنية في تطوير التعليم في ظل التسارع التقني وفرص وتحديات الذكاء الاصطناعي بمراكز التعلم وتأثير روبوتات المحادثة الذكية وتطبيقاتها في تطوير الخدمات التي تقدمها المراكز، واستخدام الواقع الافتراضي والفضاء الإلكتروني والميتافرس في العملية التعليمية.

من جانبها قالت نوال بنت علي البلوشية، أخصائية مصادر بمدرسة زينب بنت أبي سفيان للتعليم الأساسي بمحافظة مسقط: الملتقى جاء لتعزيز أدوار أخصائيي مراكز مصادر التعلم لخدمة العملية التعليمية وخدمة البيئة المدرسية وتطوير مهاراتهم التقنية وتوعيتهم بأخلاقيات استخدام التقنية والنشر العلمي، مشيرة إلى أن بعض مراكز مصادر التعلم قطعت شوطا في هذا الجانب وبدأت في استخدام التقنيات الحديثة بإدخال الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، وحتى روبوتات الدردشة الذكية، والشات بوت وغيرها. ويعد الملتقى فرصة للمشاركة في هذا التوجه وإيجاد فرص حقيقية للاتفاق على آليات معينة ومحددة يشترك في تنفيذها الجميع من أخصائيي مصادر تعلم ومشرفين.

وأضافت البلوشية: أصبحت للطلبة الآن توجهات كثيرة في استخدام التقنيات، ودورنا كأخصائيي مصادر تعلم في البيئة المدرسية أن نوعي الطلبة حول الاستخدام بحيث يكون بطريقة صحيحة وآمنة وسليمة، حتى يجنوا الفائدة الأكثر من التقنية الحديثة، ونعرّفهم على أبرز التقنيات والبرامج التي ممكن أن يستخدموها سواء في دراستهم في المناهج الدراسية والاختبارات إلكترونية، والألعاب التعليمية، وهذه التطبيقات والبرامج تغير لديهم مفهوم المناهج القديمة التقليدية وتحمسهم أكثر على الدراسة والاستمتاع بالحصة الدراسية، كما تخدم هذه البرامج الإداريين والهيئة التدريسية، وتساعدهم في إيجاد تطبيقات برامج ذكية تسرّع من عملية تقديمهم للمادة الدراسية بأسلوب جاذب للطلبة لشرح المادة الدراسية.

وقالت سهام بن عوض عجزون، أخصائية مصادر تعلم من مدرسة الراية للتعليم الأساسي بمحافظة ظفار: أصبح الذكاء الاصطناعي واحدًا من أهم الأدوات التي تُحدث تحولا جذريا في طرق التعليم وأساليبه. وفي مراكز مصادر التعلم يبرز دوره بشكل مميز؛ حيث يوفّر تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب، بناءً على احتياجاته وقدراته؛ فالذكاء الاصطناعي لا يساعد فقط في تسريع الوصول إلى المعلومات، بل يسهم في تحليل أداء الطلبة، وتقديم توصيات ذكية، وتنظيم الموارد التعليمية بشكل يسهل على الجميع الاستفادة منها، كما يُسهّل هذا التطور على المعلمين والأخصائيين اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، مما يُعزّز جودة التعليم، ويوفّر بيئة تعليمية أكثر تفاعلا وابتكارا، لذلك فإن دمج الذكاء الاصطناعي في مراكز مصادر التعلم لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة، لنواكب هذا العصر الرقمي، ونصنع جيلا قادرا على الإبداع والتفكير النقدي، ومواكبة متغيرات المستقبل بثقة واقتدار.

وأضافت: في ظل التحولات التقنية وظهور الذكاء الاصطناعي، وتزاحم الكم الهائل من المعلومات يأتي دور أخصائي مصادر التعلم في انتقاء الأفضل من المعلومات وإبرازها وإتاحتها للمستفيد بطرق حديثة مبتكرة تساهم في إثراء العملية التعليمية وخدمة المنهاج؛ فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الروبوتات أو البرمجة فقط، بل يمتد ليكون شريكًا فعّالًا في تعزيز الموارد التعليمية للطلبة، فمن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تمكن من صناعة محتوى تعليمي متجدد ومتنوع، يتناسب مع مستويات الطلاب وطرق تعلمهم المختلفة.

وأشارت إلى أن من التحديات التي تواجه مراكز مصادر التعلم قلة الوعي والمعرفة الكافية باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ فالكثير قد لا يمتلك الخلفية التقنية التي تؤهلهم لاستخدام هذه الأدوات بالشكل الصحيح، كما أن تكلفة البنية الأساسية والتجهيزات التقنية عقبة كبيرة، خصوصًا في البيئات التعليمية ذات الميزانيات المحدودة، فتبنّي الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى أجهزة حديثة، وشبكات قوية، وبرامج متقدمة، كما توجد مشكلة تدريب الكوادر، حيث يتطلب استخدام هذه التقنيات تطويرًا مستمرًا للمعلمين والمشرفين، مما قد يحتاج إلى وقت وجهد ودعم مستمر، كما توجد مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات وأمن المعلومات، إذ إن استخدام أنظمة ذكية لتحليل بيانات الطلبة يتطلب ضوابط واضحة لحماية المعلومات الشخصية، وقد يواجه بعض المعلمين والطلاب مقاومة للتغيير؛ نتيجة الخوف من استبدال الإنسان بالتقنية أو صعوبة التكيّف مع الأنظمة الذكية. لهذا، فإن مواجهة هذه التحديات تحتاج إلى وعي، وتخطيط، وتعاون بين جميع الأطراف، حتى نتمكن من بناء بيئة تعليمية ذكية، آمنة، ومواكبة لمستقبل التعليم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تطویر ا

إقرأ أيضاً:

عائدات AT&T تتضاعف نتيجة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي

في وقت أصبحت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تسيطر على مشهد التكنولوجيا – من Galaxy AI إلى Apple Intelligence – يبدو أن شركات الاتصالات بدورها تراهن بقوة على هذه الثورة، وعلى رأسها شركة AT&T التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهدافها التشغيلية والمالية.

 عائد مضاعف واستراتيجية تقود إلى توفير 3 مليارات دولار

بحسب تصريحات الشركة، فإن كل دولار استثمرته AT&T في الذكاء الاصطناعي التوليدي عاد عليها بعائد مضاعف، في خطوة تعكس النجاح الفعلي لهذه الاستثمارات.

وتستهدف الشركة تحقيق وفورات مالية تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا بحلول نهاية عام 2027، عبر دمج حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها.

 دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مستويات العمل

تحدث آندي ماركوس، كبير مسؤولي البيانات والذكاء الاصطناعي في AT&T، لمجلة Forbes، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكرًا على الفرق التقنية، بل أصبح جزءًا من سير العمل اليومي في كافة أقسام الشركة. 

ومنذ انضمامه إلى AT&T عام 2020، يقود ماركوس استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تشمل الخدمات الموجهة للمستهلكين، والأعمال، والوظائف الداخلية.

وحتى الآن، أكمل أكثر من 50,000 موظف تدريبات رسمية على الذكاء الاصطناعي، بينما تُشغّل الشركة أكثر من 600 نموذج من نماذج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي ضمن بيئاتها الإنتاجية، وتُراجع آلاف حالات الاستخدام الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

 تطبيقات عملية تعزز الكفاءة وتحسّن تجربة العملاء

تشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي في AT&T مجالات مثل كشف الاحتيال، منع المكالمات المزعجة، تحسين عمليات التوزيع الميداني، وأداة موظفين تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي تحمل اسم Ask AT&T. 

وتهدف هذه التطبيقات إلى رفع كفاءة العمل الداخلي وتحسين تجربة العملاء على حد سواء.

وتُدار هذه الجهود من خلال إطار حوكمة صارم وتعاون بين الأقسام المختلفة، مع التركيز على سلامة البيانات، لا سيما وأن الشبكة تنقل يوميًا نحو 900 بيتابايت من البيانات، ما يستدعي إدارة مسؤولة وحذرة.

 المرحلة القادمة: أنظمة ذكية تتخذ قرارات ذاتية

تُخطط AT&T للدخول في المرحلة التالية من تطوير الذكاء الاصطناعي، وهي الأنظمة العاملة ذاتيًا (Agentic Systems)، والتي يُمكنها اتخاذ قرارات بشكل مستقل. ويرى ماركوس أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي لا سقف لها، مؤكدًا أن الشركة تواكب هذه التطورات بتفاؤل مدروس.

 تحذيرات من فقاعة محتملة في سوق الذكاء الاصطناعي

ورغم التفاؤل الذي تبديه الشركات، تزداد التحذيرات من جهات متعددة بشأن فورة الذكاء الاصطناعي في الأسواق. 

يرى بعض المحللين أن شركات التكنولوجيا اليوم مبالغ في تقييمها بشكل يُذكّر بفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، مع ارتفاع في نسب السعر إلى الأرباح، واستثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية والمواهب، دون خارطة طريق واضحة أو نهاية محددة.

ومع اشتداد المنافسة العالمية، هناك قلق متزايد من أن حمى الذهب الخاصة بالذكاء الاصطناعي قد تنتهي بانفجار اقتصادي مؤلم، إن لم يتم توجيه هذه الاستثمارات بحكمة.

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence Galaxy AI

مقالات مشابهة

  • السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
  • شهداء بنيران الاحتلال قرب 3 مراكز مساعدات في غزة
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • خبراء يكشفون خطر الذكاء الاصطناعي على الدماغ
  • بي بي سي تختار مديرة تنفيذية من ميتا لإدارة الذكاء الاصطناعي
  • وضع الذكاء الاصطناعي يصل إلى الشاشة الرئيسية في هواتف أندرويد
  • عائدات AT&T تتضاعف نتيجة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • لأول مرة.. النائب عبدالمنعم إمام يتحدث تفصيليًا عن توظيف الذكاء الصناعي في السياسة والانتخابات