خورشيد أحمد.. رحيل رفيق درب المودودي
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
خورشيد أحمد عالم باكستاني متخصص في الاقتصاد، وعضو سابق في مجلس الشيوخ الباكستاني، وأحد أبرز قيادات الجماعة الإسلامية في باكستان، ومن أشهر المفكرين الإسلاميين في البلاد. ولد في نيودلهي عام 1932 وتوفي في المملكة المتحدة عام 2025.
وقد نعى أمير الجماعة الإسلامية في باكستان حافظ نعيم الرحمن البروفيسور خورشيد في حسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر) قائلا "انتقل إلى رحمة الله تعالى البروفيسور خورشيد … كان ذخرا للعالم الإسلامي، ومرجعا في الاقتصاد الإسلامي ومفاهيمه".
ولد خورشيد أحمد يوم 23 مارس/آذار 1932 في مدينة نيودلهي، التي كانت تتبع للحكم البريطاني قبل استقلال باكستان عن الهند عام 1947.
هاجر خورشيد أحمد مع عائلته من نيودلهي إلى مدينة لاهور الباكستانية.
تلقى تعليمه الأساسي في نيودلهي قبل هجرته إلى باكستان بعد الاستقلال، وانخرط في العمل السياسي منذ دراسته في نيودلهي، إذ كان عضوا في "رابطة باتشا الإسلامية".
بعد الهجرة إلى باكستان التحق بالكلية الحكومية في مدينة لاهور بإقليم البنجاب الباكستاني لاستكمال التعليم الثانوي.
التحق بعد ذلك بجامعة كراتشي، وحصل فيها على درجة البكالوريوس في الدراسات القانونية، ثم درجة الماجستير في الاقتصاد والدراسات الإسلامية، وانتقل إلى المملكة المتحدة، وهناك حصل على درجة الدكتوراه من جامعة ليستر.
إعلانمنحته جامعة كراتشي الدكتوراه الفخرية في التربية لإسهاماته المتميزة في المجال الأكاديمي، كما منحته الشهاد نفسها جامعة ليستر البريطانية وجامعة مالايا في ماليزيا.
جامعة لوبورو في الممكلة المتحدة منحته كذلك الدكتوراه الفخرية في الأدب عام 2003، ونال من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد الإسلامي عام 2006.
الخبرات العمليةعمل خورشيد أحمد أستاذا للاقتصاد في جامعة كراتشي، وكانت له مساهمات بارزة في تعزيز الفكر والاقتصاد الإسلامي.
ثم عمل مدرسا أيضا في جامعة ليستر في بريطانيا بعد حصوله على درجة الدكتوراه، إذ انضم إلى قسم الفلسفة، ودرّس فيه الفلسفة المعاصرة.
التجربة السياسيةبدأ انضمامه إلى الجماعة الإسلامية من بوابة جناحها الطلابي "جمعية الطلبة الإسلامية"، وتدرج فيها حتى وصل إلى منصب رئيس الجمعية في باكستان عام 1953.
انضم رسميا إلى الجماعة الإسلامية عام 1956، وكان له دور رئيسي في الحراك الطلابي والسياسي ضد الأحكام العرفية المفروضة في فترة حكم الجنرال محمد أيوب خان، وسجن أثناء تلك الحراكات.
كان له دور في مواجهة المنظمات والجمعيات الطلابية التي تحمل الأفكار والأيدولوجيا اليسارية في الجامعات الباكستانية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين.
الوظائف والمسؤولياتترقى خورشيد أحمد في صفوف الجماعة الإسلامية حتى صار نائبا لأمير الجماعة وأحد أقرب مساعدي مؤسسها أبو الأعلى المودودي، وخاصة داخل القيادة الفكرية العليا للجماعة.
شغل منصب الوزير الاتحادي للتجارة والتخطيط عام 1978، كما شغل منصب نائب رئيس لجنة التخطيط الباكستانية، وشغل عضوية مجلس الشيوخ الباكستاني أكثر من مرة، إذ فاز في دورات 1985 و1997 و2002.
كان رئيس تحرير مجلة "ترجمان القرآن" الشهرية التي تصدر عن الجماعة الإسلامية، وفي عام 1979 أسس وترأس معهد دراسات السياسات في إسلام آباد، و هو أول مركز أبحاث غير حكومي في باكستان، واستمر رئيسا له حتى عام 2021.
إعلانوخورشيد أحمد هو أحد الأعضاء المؤسسين للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووبين عامي 1984 و1992 شغل منصب رئيس المعهد الدولي للاقتصاد التابع للجامعة نفسها، كما شغل منصب نائب رئيس جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة السعودية.
أسس وترأس المؤسسة الإسلامية في ليستر بالمملكة المتحدة، وترأس معهد ماركفيلد للتعليم العالي التابع لها، وهو أول مركز أكاديمي للاقتصاد والتمويل الإسلامي في العالم الغربي.
هو الرئيس المؤسس لجامعة الإدارة والتكنولوجيا في لاهور، ونال عضوية مجالس إدارية في العديد من المؤسسات والمنظمات بجميع أنحاء العالم الإسلامي.
ساهم في تطوير الفقه الاقتصادي الإسلامي بصفته تخصصا، وأكاديميا ألّف 70 كتابا باللغتين الإنجليزية والأوردية، وله أبحاث في الاقتصاد الإسلامي والفكر الإسلامي المعاصر.
الجوائز والأوسمةحصل البروفيسور خورشيد أحمد على عدد من الجوائز والأوسمة الرفيعة منها:
جائزة الملك فيصل العالمية عام 1990، تقديرا للخدمات التي قدمها للعلم والإسلام. وسام الامتياز (عام 2011) وهو أعلى وسام مدني في باكستان. جائزة البنك الإسلامي للتنمية عام 1989 لمساهماته المتميزة في الاقتصاد الإسلامي. الوفاةتوفي خورشيد أحمد في المملكة المتحدة يوم 13 أبريل/نيسان 2025 عن عمر ناهز 93 عاما.
وقد نعاه أمير الجماعة الإسلامية حافظ نعيم الرحمن وقال عنه إنه "كان برلمانيا متميزا وقائدا نموذجيا"، وأضاف أنه كان يتميز بانضباطه لسياسات وقرارات حزبه حتى النهاية، "بعيدا عن الغرور والكبرياء والترويج للذات، وكان مثالا للتواضع".
وأعلنت الجماعة إقامة صلاة الغائب عليه في اليوم الموالي لوفاته، وأقيمت في المسجد المركزي لمقر الجماعة بلاهور.
كما نعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقال إنه "أسهم طوال مسيرته في بناء الجسور بين الفكر الإسلامي ومتطلبات العصر".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الاقتصاد الإسلامی الجماعة الإسلامیة فی باکستان شغل منصب
إقرأ أيضاً:
جامعة القاهرة تحتفي بمائة عام من التميز العلمي في مؤتمر تاريخي بدار الكتب
شهد الدكتور أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، فعاليات مؤتمر "جامعة القاهرة في مائة عام"، والذي عُقد برعاية الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، وذلك بقاعة المؤتمرات بدار الكتب المصرية.
حضر فعاليات المؤتمر، د.أسامة طلعت رئيس الهيئة القومية لدار الكتب والوثائق القومية، ود.أحمد زكريا الشلق، ود.أحمد الشربيني عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة الأسبق ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ورئيس اتحاد المؤرخين العرب مقرر المؤتمر، ود.عبد الراضي عبد المحسن عميد كلية دار العلوم بجامعه القاهره السابق، ود.أنور مغيث رئيس المجلس القومي للترجمة بوزارة الثقافة السابق، ود.عبد المنعم محمد مدير مركز التاريخ المعاصر بدار الكتب والوثائق القومية، والأستاذة نهال خلف الميري بمركز التاريخ الحديث والمعاصر بدار الكتب والوثائق القومية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية.
وقال الدكتور أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، خلال كلمته، إن جامعة القاهرة الصرح العريق الذي يمثل امتدادًا حضاريًا وعلميًا لمسيرة التعليم المصري، التي بدأت منذ آلاف السنين على أرض هذا الوطن العظيم، مؤكدًا أن العالم قد عرف مصر منذ فجر التاريخ كمنارة للعلم والمعرفة، حيث قدّم المصريون القدماء أولى نماذج التخصص العلمي في الطب والهندسة والكيمياء والفلك والفنون والقانون والأدب، والصناع والحرفيين ورجال القانون، وتركوا لنا برديات علمية وطبية لا تزال شاهدة على سبقهم وريادتهم.
وأضاف الدكتور أحمد رجب، أن العصر الإسلامي قد شهد مواصلة العلماء المصريين لهذا الدور الحضاري، وكان من بينهم الموسوعيون أمثال الإمام جلال الدين السيوطي، الذين ألّفوا مئات الدراسات في شتى فروع المعرفة، وجاءت نهضة محمد علي في القرن التاسع عشر، فشهدنا تأسيس مدارس نوعية مثل المهندسخانة ومدرسة الطب، كخطوة نحو بناء منظومة تعليم عصري، لافتًا إلى أن تلك الجهود قد توجت بتأسيس الجامعة المصرية عام 1908، التي تحولت فيما بعد إلى جامعة فؤاد الأول، ثم أصبحت جامعة القاهرة في عام 1953، لتصبح القلب النابض للتعليم العالي والبحث العلمي في مصر والعالم العربي.
وأكد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، أن جامعة القاهرة لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل خرج من رحمها عدد كبير من الجامعات الكبرى، مثل جامعة الإسكندرية، وجامعة عين شمس، وجامعة الفيوم، وجامعة بني سويف، وغيرها، مشيرًا إلى مساهمة الجامعة بخبراتها وأساتذتها وبرامجها الأكاديمية في بناء الجامعات العربية الحديثة، وتواصل تحليقها في سماء التميز والابتكار، كجامعة من الجيل الرابع، تقود قاطرة تطوير التعليم العالي في مصر والمنطقة، وتسير بخطى ثابتة نحو العالمية والتميز.
كما شهد فعاليات المؤتمر لفيف من القامات العلمية المرموقة من بينهم د.سيد فليفل، ود.هدى الخولي،ود. حامد عيد، ود. الهام ذهني، ود. اشرف مؤنس، ود. سيد علي، ود. ماجدة صالح، ود.سرفيناز حافظ، ود. هناء عبد الرحمن، ود.احمد الشرقاوي، ود. اشرف قادوس.