بالأرقام.. الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
في 17 أبريل/نيسان من كل عام تحشد المؤسسات الأهلية والرسمية الفلسطينية وذوو الأسرى الفلسطينيين طاقاتهم، ضمن فعالية يوم الأسير الفلسطيني للتضامن مع المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإبراز قضيتهم ومعاناتهم.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تضاعفت معاناة الأسرى بشكل لم يسبق له مثيل منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، بإجماع مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
ويعود إحياء يوم الأسير إلى ذات التاريخ من عام 1974 حين أقر المجلس الوطني الفلسطيني 17 أبريل/نيسان من كل عام يوما للأسير الفلسطيني.
ووفق معطيات مؤسسات الأسرى فإن عدد حالات الاعتقال بين الفلسطينيين منذ عام 1967 وحتى نهاية عام 2024 بلغ نحو مليون فلسطيني، بينهم أكثر من 50 ألف حالة اعتقال سجلت في صفوف الأطفال دون سن 18 عاما، وأكثر من 17 ألف حالة اعتقال لفتيات ونساء بينهن أمهات.
واستنادا إلى بيانات مؤسسات الأسرى حول الاعتقال الإداري منذ العام 1967 فقد صدر أكثر من 60 ألف أمر اعتقال إداري بحق أسرى فلسطينيين، وهو اعتقال لعدة شهور قابل للتمديد بموجب ملف سري بلا تهمة أو سقف زمني.
في يوم الأسير الفلسطيني.. وقفة في بيت لحم، إسناداً للأسرى وغزة. pic.twitter.com/Gs1dqkD17j
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 16, 2025
إعلان 9900 معتقلويفيد بيان مشترك لمؤسسات مختصة بشؤون الأسرى، بينها نادي الأسير وهيئة الأسرى في بيان مشترك بمناسبة يوم الأسير، بأن الاحتلال يعتقل في سجونه أكثر من 9900 أسير وأسيرة ممن تعرف هوياتهم يقبعون في 27 سجنا ومركز تحقيق أو توقيف، يضاف إليهم أعداد أخرى تقدر بالآلاف لأسرى من قطاع غزة رهن "الإخفاء القسري".
ومن بين المعتقلين حاليا 29 أسيرة، و400 طفل تقل أعمارهم عن 18 عاما، ونحو 3500 معتقل إداري بذريعة وجود ملف سري، غالبيتهم أسرى سابقون، ومن بينهم 4 أسيرات، وأكثر من 100 طفل.
ووفق مؤسسات الأسرى -استنادا إلى معطيات إدارة السجون الإسرائيلية- يبلغ عدد المعتقلين من غزة والذين صنفهم الاحتلال بـ"مقاتلين غير شرعيين" 1747 حتى بداية أبريل/نيسان 2025.
يبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة 300 شهيد منذ عام 1967، بينهم 63 استشهدوا في ظل حرب الإبادة، مع استمرار إخفاء هويات غالبية شهداء معتقلي غزة الذين ارتقوا في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
ووفق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، يحتجز الاحتلال الإسرائيل جثامين 72 شهيدا من شهداء الحركة الأسيرة أقدمهم أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ العام 1980.
وفق مؤسسات الأسرى فإن من بين شهداء السجون الطفل وليد أحمد (17 عاما) والذي أعلن عن استشهاده في 24 مارس/آذار الماضي "بعد جريمة مركبة نفّذت بحقّه في سجن مجدو، وشكّلت جريمة التجويع السبب المركزي التي أدت إلى استشهاده" وفق تلك المؤسسات.
ومنذ عام 1968 جرت بين حركات المقاومة الفلسطينية والاحتلال 11 صفقة تبادل، أسفرت إجمالا عن تحرير أكثر من 9 آلاف، في حين أفرج عن نحو 8 آلاف ضمن اتفاقيات سياسية بين عامي 1993 و2014.
#متابعة | نادي الأسير: بعد تشريح جثمان الأسير وليد أحمد من سلواد قضاء رام الله، تبين أن جريمة التجويع كانت السبب المركزي التي أدت تراكميًا إلى إصابته بأعراض خطيرة وارتقائه في سجن مجدو. pic.twitter.com/Pl3fhOuFrG
— شبكة فلسطين للحوار (@paldf) April 5, 2025
إعلان ما بعد 7 أكتوبر 2023بلغت حصيلة حالات الاعتقال منذ بدء الإبادة في غزة 16 ألفا و400 حالة اعتقال، من بينهم أكثر من 510 من النساء، ونحو 1300 طفل "وهذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف، بما فيهم النساء والأطفال".
ويلفت تقرير المؤسسات الحقوقية إلى سجون جديدة تحت سلطة جيش الاحتلال سمتها الأبرز التعذيب، مؤكدا "استحداث معسكرات خاصّة لاحتجاز معتقلي غزة والضفة، مع تصاعد أعداد المعتقلين، إلى جانب السّجون المركزية، وكان من أبرزها معسكر "سديه تيمان" الذي شكل العنوان الأبرز لجرائم التعذيب، وسجن "ركيفت" ومعسكر "عناتوت" ومعسكر "عوفر"، ومعسكر "نفتالي"، ومعسكر "منشة" وهي معسكرات تابعة لإدارة جيش الاحتلال".
وتقول مؤسسات الأسرى إن تلك السجون هي فقط المعسكرات التي تمكنت المؤسسات الحقوقية من رصدها، غير مستبعدة وجود سجون ومعسكرات سرّية.
وفي هذه السجون "استخدمت دولة الاحتلال جملة من الأدوات لترسيخ جريمة الإخفاء القسري، بما في ذلك تطويع القانون بفرض تعديلات على ما يسمى بقانون المقاتل غير الشرعي الذي يحرم الأسير من أبسط حقوقه، ومنع اللجنة الدّولية للصليب الأحمر من زيارتهم".
ومن الأدوات أيضا عدم الإفصاح عن أعداد الأسرى وأماكن احتجازهم، وظروف اعتقالهم "وأي شيء يتعلق بمصيرهم، وتعمد الاحتلال بالتعامل معهم كأرقام".
عشية #يوم_الأسير..
حماس: تحرير الأسرى على رأس أولوياتنا في صفقة طوفان الأحرار#غزة #فلسطين https://t.co/jb1axyKVoS
— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) April 16, 2025
جرائم متصاعدةوفق المؤسسات الحقوقية، فإن أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال تتضاعف منذ بدء الإبادة، مشيرة إلى "المئات من المرضى والجرحى أعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التعذيب والجرائم الطبية".
إعلانوشكّلت جرائم التّعذيب بكافة مستوياتها، وجريمة التجويع، والجرائم الطبية، والاعتداءات الجنسية ومنها الاغتصاب، الأسباب الأساسية التي أدت إلى استشهاد أسرى ومعتقلين بوتيرة أعلى مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى، وذلك استنادا لعمليات الرصد والتوثيق التاريخية المتوفرة لدى تلك المؤسسات.
كما عكست الشهادات والإفادات من الأسرى داخل سجون الاحتلال التي نقلتها الطواقم القانونية والشهادات التي جرى توثيقها من المفرج عنهم "مستوى صادما ومروعا لأساليب التّعذيب الممنهجة، تحديدا في روايات معتقلي غزة".
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التصعيد من عمليات الاعتقال وما يرافقها من جرائم "أبرزها عمليات الإعدام الميداني، والتحقيق الميداني، إلى جانب عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم".
وأشارت إلى "عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات، والأموال، ومصاغ الذهب، (…) وهدم منازل تعود لعائلات أسرى، واستخدام أفراد من عائلاتهم رهائن، إضافة إلى استخدام معتقلين دروعا بشرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات مؤسسات الأسرى سجون الاحتلال یوم الأسیر أکثر من فی سجون من بین عام 1967
إقرأ أيضاً:
هل دخلت مصر حزام الزلازل؟ تحليل بالأرقام يكشف الحقيقة
في أحد أحياء القاهرة الشعبية، جلس أحمد بهدوء في شرفته المطلة على شارع ضيق، يشرب الشاي ويتابع آخر الأخبار، كانت العيون مُتعبة من طول النهار، والنسيم يداعب أوراق النخيل أمامه، لم يكد يغمض جفنيه حتى شعر بهزة خفيفة، كأن الأرض استعرضت نفسها للحظة ثم سكتت.
هرع إلى أولاده في الداخل، وهم يلعبون بالقرب من باب الشقة، أغمضوا أعينهم من الخوف، بينما حاولت والدتهم تهدئتهم، مرّت ثوانٍ تبدو كدقائق، ثم عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي، سمع أحمد بعدها الأحاديث تتكرر: "زلزال!"، لكنّ الأمر لم يتجاوز ذلك الشعور السريع، لم تقع أضرار، لكن قلبه ضرب بقوة، وتردد في نفسه أسئلة عن هذا الاهتزاز البسيط الذي مزّق هدوء بهو منزله.
يقول أحمد، الموظف بإحدى الهيئات الحكومية، إن أولاده هرعوا إلى هواتفهم فور شعورهم بالهزة الأرضية، ليجدوا آلاف المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل: "هل شعرتم بالزلزال؟"، في المقابل، ساد الذعر بعض جيرانه، فأطلق البعض صرخات مفاجئة، بينما اندفع آخرون مسرعين إلى الشارع.
وفي وقت لاحق، أعلنت الشبكة القومية للزلازل أن أجهزتها سجّلت هزة أرضية بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر، وقعت في ليلة الثالث من يونيو/حزيران الجاري، وكان مركزها قرب الحدود الجنوبية لتركيا، وقد شعر بها سكان عدة محافظات مصرية.
تكرار الزلازل في مصر حتى مايو 2025
في الشهور الماضية، شهدت مصر نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا، لكن معظم الهزات كانت ضعيفة وتأثيرها محدود.
شهدت مصر في الآونة الأخيرة سلسلة من الظواهر الطبيعية غير المعتادة، أبرزها تكرار الزلازل بقوة وصلت إلى 6.2 درجة على مقياس ريختر، حيث شعر بها سكان العديد من المحافظات، كما شهدت محافظة الإسكندرية إعصار قوي، مما أثار تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت التغيرات المناخية قد دفعت مصر إلى منطقة غير آمنة وأصبحت مهددة من قبل الظواهر الجوية غير المألوفة.
أبرز الأحداث الزلزالية
الشبكة القومية سجّلت نشاطًا يوميًا زلزاليًا حتى حدود 10 يونيو 2025، شملت أكثر من 30 هزة داخل مصر أو بالقرب منها، بقوى ضعيفة (2–4 درجات) وغير محسوسة غالبًا.الهزّات الثلاث "القوية" (6.4 مايو و6.24 مايو و5.8 يونيو) ليست محلية، بل انطلقت من تحت البحر المتوسط وتركت أثرًا محسوسًا في مصر.لم تُسجّل أي خسائر بشرية أو مواد نتيجة لهذه الهزات، وفق بيانات المعهد والمنشورات الرسمية.يؤكد خبراء المعهد القومي للبحوث الفلكية أنّ مصر خارج الحزام الزلزالي النشط، ونشاط هذه الفترة طبيعي ويُعزى لتحسين شبكات الرصد بدلًا من وجود فرط في النشاط.تحليل الأرقام
كشفت الأرقام التي حصلنا عليها من الموقع الرسمي للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الشبكة القومية سجّلت أكثر من 30 هزة ضعيفة داخل مصر، معظمها غير محسوس.
وأظهرت ثلاث هزات قوية (6.4، 6.24، و5.8 ريختر)، مصدرها تحت البحر المتوسط، ولم تُسجل أي أضرار في الأراضي المصرية.
وكشف تحليل الأرقام أن الاقتران بين تحسينات رصد الزلازل والنشاط الطبيعي هو السبب وراء تكرار ظهور هذه الهزات في الفترة المذكورة، ولا يوجد أي مؤشر على نشاط زلزالي مقلق داخل حدود مصر.
هل هناك علاقة بين التغيرات المناخية وهذه الظواهر؟
أكد الدكتور وحيد إمام، أستاذ العلوم البيئية بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لـ”الفجر”، أن تكرار الزلازل لا علاقة له بتغير المناخ، موضحًا أن المناخ يرتبط بتغيرات في الأحوال الجوية الممتدة لعقود، بينما الزلازل ناتجة عن انشقاقات في الصفائح التكتونية التي تشكل القشرة الأرضية.
وأضاف "إمام" أن هذه الصفائح عبارة عن ألواح سميكة متشابكة، وعندما تتعرض لضغط كبير تنفصل عن بعضها، مما يؤدي إلى حدوث الزلازل، موضحا أن الزلازل تحدث في أعماق الأرض ولا تتأثر بالعوامل الجوية أو المناخية.
وتابع أستاذ العلوم البيئية، أن الظواهر الأخرى مثل البراكين والحرائق قد تساهم بقدر كبير في تفاقم الاحتباس الحراري، وهذا ما دفع بعض الرؤساء مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، معتبرين أن الظواهر الطبيعية هي المحرك الأساسي للتغير المناخي، وليس فقط الانبعاثات الصناعية مثل الوقود أو الكربون المستخدم في الصناعة.
ما يحدث طبيعي.. ومصر ما زالت آمنة
من جانبه، قال الدكتور طه رابح، رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح خاص لـ”الفجر”، إن ما حدث من زلازل في الفترة الأخيرة ليس مفاجئًا بل يقع ضمن المسار الطبيعي لحركة الصفائح الأرضية.
وأكد "رابح" أن مصر ليست من الدول الواقعة ضمن مناطق الزلازل الخطرة، وما شهدته من اهتزازات أرضية كان نتيجة لتأثرها بزلازل حدثت في دول مجاورة.
وشدد أن الشبكة الوطنية للزلازل في مصر تعتبر من أكثر الشبكات تطورًا في المنطقة، ولكن لا يمكن استبعاد حدوث هزات أرضية متوسطة القوة كما حدث في زلزال 1992 الذي بلغت قوته 5.8 درجة.
حدوث زلزال مدمر أمر ضعيف
كشف الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، في تصريح صحفي، أنه لا يوجد دليل علمي على وجود تأثير الاحتباس الحراري على حركة الصفائح التكتونية، حيث تعتبر حركة الصفائح الإلكترونية ليست مرتبطة بالتغيرات المناخية قصيرة المدى، ولكن البراكين تساعد في انبعاث غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، مما يُؤثر على المناخ على المدى الجيولوجي الطويل ويمكن أن يغيرا من حركه الصفائح التكتونية.
واستكمل "نصير" أن مصر تتعرض لهزات أرضية متوسطة بسبب موقعها الجيولوجي، لكن احتمالية حدوث زلزال مدمر قريبًا ضعيفة وفقًا للبيانات الحالية.
وزارة البيئة: علينا أن نستعد
وفي وقت سابق، أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الزلازل ليست لها علاقة مباشرة بالتغير المناخي، لكنها أدت إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، مما ساهم في تسريع وتيرة هذه الظواهر، وجعل الظواهر الجوية أكثر حدة وتكرارًا.
وأكدت "فؤاد" أن مصر بدأت تقترب من منطقة نشاط زلزالي، مما يضعها على عتبة الخطر، وهو ما يتطلب رفع مستوى الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي طوارئ مستقبلية.