قاضٍ أميركي يأمر بنقل طالبة تركية إلى "فيرمونت" بعد اعتقالها بسبب دعمها للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
أصدر قاضٍ اتحادي في الولايات المتحدة الأميركية، يوم الجمعة، قرارًا بنقل الطالبة التركية روميسا أوزتورك من مركز احتجاز في ولاية لويزيانا إلى ولاية فيرمونت، وذلك في خطوة أولية لصالحها في معركتها القانونية ضد ما وصفته بـ "الاعتقال التعسفي" الذي تعرضت له من قبل سلطات الهجرة الأميركية، بسبب نشاطها العلني في دعم القضية الفلسطينية.
جاء هذا القرار من القاضي ويليام سيشينز، الذي ينظر في القضية داخل المحكمة الجزئية الأميركية، مشيرًا إلى أن اعتقال أوزتورك يثير "مخاوف دستورية كبيرة" تتعلق بانتهاك حقوق حرية التعبير المكفولة في الدستور الأميركي، ما يتطلب دراسة قانونية معمقة وعادلة.
خبير: مفاوضات واشنطن وطهران "استكشافية".. وإيران لا تثق في ترامب (فيديو) ترامب: المحادثات بين أوكرانيا وروسيا "وصلت لذروتها" اعتقال بسبب مقال رأي داعم لفلسطينترجع تفاصيل القضية إلى يوم 25 مارس الماضي، حيث تم توقيف أوزتورك، البالغة من العمر 30 عامًا، في ولاية ماساتشوستس من قبل سلطات الهجرة، وذلك أثناء دراستها في جامعة "تافتس" حيث كانت قد حصلت على منحة لمتابعة دراساتها العليا لنيل درجة الدكتوراه في علم النفس.
وبحسب الوثائق القانونية، فإن أوزتورك قد شاركت في كتابة مقال رأي في صحيفة الطلبة بالجامعة، عبّرت فيه عن انتقادات حادة لإدارة الجامعة، داعية إياها إلى سحب استثماراتها من الشركات التي تتعاون مع إسرائيل، في أعقاب اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
كما طالبت الجامعة بالاعتراف بأن الفلسطينيين يتعرضون لـ "إبادة جماعية".
وأكد القاضي أن الأدلة المقدمة من أوزتورك، والتي شملت المقال وآراءها العلنية، تعزز ادعاءها بأن الاعتقال جاء كعقوبة على ممارسة حقها الدستوري في حرية التعبير، وليس استنادًا إلى أسباب قانونية أخرى كما تزعم السلطات.
حرية التعبير على المحكفي قراره، قال القاضي سيشينز: "إن مقال الرأي الذي كتبته السيدة أوزتورك يعد بلا شك شكلًا من أشكال التعبير عن قضايا عامة، وهو ما يكفله الدستور الأميركي ضمن حرية التعبير"، مضيفًا: "حتى هذه اللحظة، لم تقدم الحكومة أي دليل يدعم وجود دافع قانوني بديل لاحتجازها".
وقد قرر القاضي تحديد جلسة للنظر في طلب إطلاق سراحها بكفالة في التاسع من مايو المقبل، مع تحديد جلسة استماع رئيسية للمرافعات في القضية بتاريخ 22 من الشهر ذاته.
كما منح الحكومة مهلة أربعة أيام لاستئناف قراره القاضي بنقل أوزتورك إلى فيرمونت.
فيديو الاعتقال يشعل الرأي العامالجدل المحيط بقضية أوزتورك تصاعد بعد انتشار مقطع مصور يُظهر لحظة اعتقالها من قبل عناصر شرطة ملثمين في أحد شوارع مدينة سومرفيل بضواحي بوسطن، حيث أثار المقطع ردود فعل واسعة داخل الأوساط الأكاديمية والحقوقية، التي رأت في الحادثة دليلًا على تزايد القمع ضد الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية داخل الولايات المتحدة، خاصة في ظل سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
يُشار إلى أن إدارة ترامب كانت قد تبنت نهجًا متشددًا تجاه الهجرة والنشاطات السياسية داخل الحرم الجامعي، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ما أثار انتقادات متكررة من منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية.
انتصار قانوني أولي وحراك متصاعدوتمثل خطوة القاضي بنقل أوزتورك إلى ولاية فيرمونت، والتي تتمتع فيها المحكمة بولاية قضائية على قضيتها، أول انتصار قانوني في طريقها نحو الإفراج المحتمل والعودة إلى مقاعد الدراسة.
وقد تعهد فريقها القانوني بمواصلة الدفاع عنها حتى استنفاد جميع السبل القانونية.
من جانبهم، أعرب ناشطون مؤيدون لفلسطين عن تضامنهم مع أوزتورك، مؤكدين أن قضيتها تسلط الضوء على التحديات التي تواجه المدافعين عن حقوق الفلسطينيين داخل الولايات المتحدة، لا سيما في الأوساط الأكاديمية التي شهدت خلال الشهور الماضية موجة من الاحتجاجات الطلابية المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حرية التعبير دعم فلسطين دونالد ترامب اعتقال نشطاء الحرب على غزة قضايا الهجرة حقوق الإنسان القضاء الأميركي جامعة تافتس حریة التعبیر
إقرأ أيضاً:
بسبب رسوم ترامب الجمركية.. أبل تبتعد عن الصين وتعتمد على هذه الدولة
في تحول كبير يشير إلى تغيرات جوهرية في سلاسل الإمداد العالمية، أصبحت الهند المصدر الرئيسي للهواتف الذكية المباعة في الولايات المتحدة، متجاوزة بذلك الصين (لأول مرة)، وذلك بعد أن زادت شركة أبل من عمليات تجميع هواتف آيفون داخل الأراضي الهندية، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة "بلومبيرج" والتي أشارت فيه إلى أن الهند تتصدر قائمة مصدّري الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة متجاوزة الصين.
الهند تتفوق لأول مرة على الصينأشار تقرير وكالة "بلومبيرج"، إلى أن الهند سجلت خلال الربع المنتهي في يونيو الماضي أعلى نسبة من صادرات الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة، حيث استحوذت على 44% من السوق، بينما تراجعت الصين، التي كانت تهيمن سابقًا على أكثر من 60% من الحصة السوقية، إلى 25% فقط. وجاءت فيتنام، التي تعتبر مركزًا رئيسيًا لإنتاج شركة سامسونج، في المرتبة الثانية.
نقل التصنيع خارج الصينبدأت كبرى شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها أبل، بنقل جزء من عمليات التصنيع خارج الصين إلى دول أخرى مثل الهند وفيتنام، ويأتي هذا التحول في محاولة لتقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية، لا سيما مع تزايد الضغوط الأمريكية بشأن الاعتماد المفرط على الصين، وقد أثار هذا التوجه غضب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لطالما دعا الشركات إلى توسيع قاعدة التصنيع داخل الولايات المتحدة.
ارتفاع حاد في إنتاج الهواتف داخل الهندتشير البيانات إلى أن حجم إنتاج الهواتف الذكية في الهند تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال الربع الأخير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس حجم النمو في هذا القطاع داخل الدولة الآسيوية التي باتت تلعب دورًا حاسمًا في سلسلة التوريد العالمية.
تراجع في الشحنات إلى السوق الأمريكيعلى الرغم من تعزيز الإنتاج في الهند، تراجعت شحنات هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة بنسبة 11%، ويُعزى ذلك إلى تغيير أبل لنمط الشحنات التقليدي، إذ قامت بشحن كميات كبيرة في وقت مبكر من العام لتخزين وحدات احتياطية تحسبًا لأي تطورات تتعلق بالرسوم الجمركية.
صناعة آيفون لا تزال متمركزة في الصينورغم هذا التحول التدريجي، فإن أبل لا تزال تعتمد بشكل كبير على الصين في تصنيع هواتفها، إذ يُنتج ما يقرب من 90% من هواتف آيفون داخل الصين، ويُذكر أن أبل لا تنتج حاليًا أي هواتف ذكية داخل الولايات المتحدة، بالرغم من إعلانها نيتها توظيف المزيد من العمال محليًا وتعهدها بضخ استثمارات تصل إلى 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.
آيفون.. منتج أمريكي يُصنع خارجيًاتبيع أبل أكثر من 220 مليون وحدة من هواتف آيفون سنويًا حول العالم، ويقدر أن نحو 60 مليون وحدة يتم بيعها داخل الولايات المتحدة، ورغم أن الهاتف يُسوّق باعتباره منتجًا أمريكيًا يحمل عبارة "صُمم في كاليفورنيا"، إلا أن الواقع يشير إلى أن النسبة الأكبر من إنتاجه لا تزال تتم خارج الأراضي الأمريكية، مما يثير نقاشًا متجددًا حول مستقبل التصنيع والتكنولوجيا في الولايات المتحدة.