أوانطة البرجوازية عن أسباب الحروب الأهلية
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
قلنا في بوست سابق أن عودة حرب الجنوب لم تكن بسبب إعلان نظام نميري لقوانين الشريعة الإسلامية كما شاع لأنها اندلعت ثم قادها جون قرنق تقريبا في مارس ١٩٨٣ بينما أعلن نظام نميري تطبيق قوانين الشريعة في سبتمبر ١٩٨٣، أي بعد اندلاع الحرب بما يقارب نصف العام.
وذكر الكثير من المعلقين أن الحرب عادت بسبب خرق نميري لاتفاق أديس أبابا بتقسيم أقاليم الجنوب إداريا.
أصلا عادت حرب الجنوب لان صفوة لم ينتخبها أحد قررت أن تعيدها وصرحت بنيتها في عام ١٩٧٢. تقسيم الجنوب لم يكن إلا شماعة مريحة وفرتها صدفة. ولو لم يقسم نميري الجنوب لاشعلت الصفوة الحرب ووجدت سبوبة أخري.
لاحظ أن نميري قسم الجنوب بعد أن شكت قبائل ومناطق الجنوب لطوب الأرض من الهيمنة الخانقة لقبيلة الدينكا علي الجنوب. ولاحظ أن قادة الجنوب، وعلى رأسهم الدينكا، ظلوا يطالبون بالحكم الفدرالى للجنوب حتي لا يهيمن عليهم الشمال ولكنهم أنكروا إعطاء نفس الحق لمجموعات ومناطق الجنوب الأخرى كترياق لهيمنة الدينكا.
وبسبب الهيمنة القابضة للدينكا, تدور الآن، في عام ٢٠٢٥ حرب ضروس في الجنوب تتعلل بنفس هيمنة الدينكا. والان يوجد في الجنود من يقول أن هيمنة المندوكورو كانت أرحم من هيمنة الدينكا.
ولا يهتم أحد بوضع التاريخ في سياقه الصحيح لان سردية التاريخ الرسمي مسيسة حتي النخاع هدفها توزيع الجرم والملام لأغراض غير الحقيقة.
الحروب الأهلية مرض أفريقي عام لا ينحصر على السودان. من أهم أسباب الحروب طبيعة الدولة الأفريقية ووجود تنوعات حقيقية تشكل تحديات سياسية ولكنها أيضا مصادر ثراء وطني لو أحسن الجميع مقاربتها، والجميع هنا لا تستثني قادة الأقليات.
في الحروب الأفريقية، غالبا ما تقوم صفوة طموحة من مغامرين بإستغلال هذه التنوعات والتباينات لإشعال حروب مربحة فقط لهذه الصفوة التي لم تفوضها مجموعتها لإشعال حرب مدمرة للمجتمعات. ثم يتدخل خارج استعماري بعد أو قبل إشعال الحرب لترجيح طرف محارب يناسب مصالحه. وبعد ذلك تأتي جحافل المثقفين والأكاديمين لكتابة نصوص رائعة عن أسباب الحرب تتماشي مع هيمنة السردية الإستعمارية عن تاريخ العالم, وتتدثر السرديات بلبوس الحكمة الليبرالية والمدنية والاستنارة.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مبادرة لبنانية-فرنسية لإحياء تراث شكري وخليل غانم وإنقاذ قبريهما من الاندثار
كشف مراسل فضائية القاهرة الإخبارية من بيروت، أحمد سنجاب، عن نداء لإنقاذ قبري الأخوين شكري وخليل غانم في فرنسا، إذ ذكر أن هناك مبادرة لإحياء تراث وما قدماه الأخوان شكري وخليل غانم لذاكرة الدولة اللبنانية من أعمال، خاصة أن لهما دورًا بارزًا في عملية ولادة لبنان الكبير.
وأضاف "سنجاب"، خلال رسالة له على الهواء، أن الدولة اللبنانية تأسست في عام 1926 وكان يقيم حين ذاك شكري غانم في فرنسا، وكان له دور أدبي وسياسي بارز وكبير، ويعد من أهم الشخصيات اللبنانية التي تطالب بإنشاء دولة لبنان الكبيرة وتحرير الدولة عن الاحتلال أو التبعية في ذلك التوقيت.
وأكد أنه كانت هناك أحلام كبري للدولة اللبنانية وهذا يفسر ما كان يأملانه للبنان لم يتحقق منه الكثير حتى الآن، والبعض تحقق بالفعل، ولكن بسبب الظروف التي مر بها لبنان سواء على المستوى الاقتصادي أو المالي أو السياسي أو على مستوي الحروب المتكررة مثل الحروب الأهلية أو الحروب مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أثر على الأهداف التي رسماها في البداية ولم تتحقق بشكل كامل بسبب تلك الأحداث.
وانطلقت في فرنسا مبادرة لبنانية- فرنسية لحماية قبري الشقيقين شكري غانم (1929- 1861) وخليل غانم (1903-1846) من الاندثار، وهما من أبرز رموز النهضة الأدبية والسياسية في القرن التاسع عشر، وشخصيتان محوريتان في تاريخ لبنان الحديث.
يقود هذه المبادرة ميشال إدمون غانم، حفيد الأخ الأصغر للأخوين، الذي كرّس أكثر من عقدين للبحث في إرثهما الغائب عن الذاكرة الوطنية، ويؤكد أن هذين العملاقين رسما للبنان دروبًا كانا يأملان أن تكون مضيئة، لكن هذه الدروب اليوم مغطاة بالغبار واللا مبالاة، تمامًا كقبريهما في فرنسا، حيث بدأ الزمن والنسيان عملهما في التآكل.