قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، إن منهج الإمام الأشعري في فهم النصوص الشرعية هو من أرسى الأسس العلمية المستندة إلى اللغة والمعقول، وهو منهج عميق ومرن في الوقت ذاته، مضيفًا أن الإمام الأشعري فهم خصوصية اللغة العربية والقدرة على الجمع بين النصوص العقلية والنقلية، مستندًا إلى ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين.

وأوضح الدكتور علي جمعة، خلال تصريحات له، اليوم الأحد، أن الإمام الأشعري عندما جاء لفهم النصوص عرف خصائص اللغة وعرف المعقول، وفهم أن الرب رب والعبد عبد، وعرف ما كان عليه السلف من الصحابة والتابعين والأئمة المدبّعين، وقد أخذ بذلك جميعه، كما أنه عرَف أيضًا المخالف وعلة ذلك، وفهم كيف جاءت هذه الفكرة له، وكيف وضع مذهبه.

علي جمعة: الإيمان بنور الله وكتابه يخرج الإنسان من ظلمات الدنيا ويهديه إلى سبل السلامعلي جمعة: الاستغفار مهم غاية الأهمية وعلاج لكل داء

 وأضاف أن الإمام الأشعري كان له قولان في تفسير النصوص: الأول هو التأويل، والقول الثاني هو التفويض، لكنه لم يقع لا في التقسيم ولا في التشبيه ولا في التعطيل.

وأشار جمعة إلى أن المنهج العلمي الرصين الذي تبناه الإمام الأشعري قد اتبعه 95% من العلماء الفضلاء، وذلك بعد النظر العميق في منهجه، مؤكدا أن الإمام الأشعري تناول العديد من القضايا في مؤلفاته مثل "اللمع" و"الإبانة"، وكذلك في "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين"، إضافة إلى كتابه "الاستحسان في الخوض في علم الكلام"، الذي أكد فيه أن كل عصر له مقتضاه في الخطاب الديني.

 وقال جمعة: "الإمام الأشعري تكلم في الاستحسان بما يشبه كلامنا اليوم في تجديد الخطاب الديني، سبحان الله، كل عصر له أذان، وكل عصر له أسلوب، وكل جماعة لها طريقها في التفهيم، لكن الجميع يفهم الحقيقة الواحدة".

وأضاف جمعة أن الإمام أبو منصور الماتريدي جاء بنفس الطريقة، وبينهما 21 مسألة خلافية. وأوضح أنه عندما درس العلماء الخلافات بين أبي الحسن الأشعري والماتريدي، اكتشفوا أن 8 مسائل فقط كانت اختلافات حقيقية، أما البقية فكانت اختلافات لفظية. 

وتابع: "خلاف لفظي يعني أنه لو اطلع كل فريق على ما قاله الآخر لما وجد فيه أي اختلاف، بل وافق عليه"، مؤكدا أن هذه الاختلافات لم تتجاوز 8 من أصل 1500 مسألة، مما يعني أن نسبة التطابق بينهما تقترب من 99.5%.

وأكد الدكتور علي جمعة أن هذا الفهم العميق للنصوص الشرعية يعكس التوازن والاعتدال الذي يسعى العلماء إلى تحقيقه، ويؤكد أن الاختلافات بين العلماء في النهاية لا تخرج عن إطار الفهم المتعدد للنصوص.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة علي جمعة الأزهر الإمام الأشعري الأشعري المزيد علی جمعة

إقرأ أيضاً:

لقاء للعلماء والخطباء في عمران لمناقشة المستجدات في ظل الجرائم الصهيونية في غزة

الثورة نت/..

عقد في محافظة عمران اليوم، لقاء موسع للعلماء والخطباء والمرشدين، تحث شعار “لاعذر للجميع أمام الله في نصرة غزة ومواجهة المخططات الصهيونية الأمريكية”.

وفي اللقاء أكد محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان، إلى المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والخطباء خلال المرحلة الراهنة في تعزيز الوعى والصمود المجتمعي.

ونوه بالدور التنويري الذي يضطلع به العلماء تجاه المجتمع، في الإرشاد والتوعية بالمؤامرات التي تستهدف الأمة وعقيدتها وهويتها ووحدتها، ما يتطلب الاضطلاع بالواجب الديني والأخلاقي والإنساني تجاه قضايا الأمة المركزية.

وأشار جعمان إلى أهمية الحشد والتعبئة والتوعية بأهمية التحرك والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والاستمرار في الحراك الشعبي لحضور الفعاليات والوقفات والمسيرات الجماهيرية المناصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وفي اللقاء الذي ضم أمين عام محلي المحافظة صالح المخلوس ووكلاء المحافظة عبدالعزيز أبوخرفشة وأمين فراص وحسن الأشقص، ومسؤول التعبئة سجاد حمزة، أكدت كلمات أعضاء رابطة علماء اليمن صالح الخولاني وعبدالواحد الاشقص وقاسم السراجي، إلى ضرورة التكاتف وتلاحم المسلمين لنصرة المجاهدين في غزة لمواجهة أعداء الأمة.

وحذروا من خطورة وتبعات التهاون أو التفريط أوالتثبيط في الدعوة للجهاد في سبيل الله ونصرة الشعب الفلسطيني، داعين كافة العلماء إلى الاضطلاع بواجبهم في الحث على الجهاد ومواجهة العدو الأمريكي، والإسرائيلي الذي يرتكب جريمة إبادة في غزة في ظل صمت عربي إسلامي معيب.

فيما تطرقت كلمتا ممثلي السلفية والدعوة بالمحافظة محمد الريمي وفهد الصعر، إلى خطورة التخاذل عن نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وعاقبة ذلك في الدنيا والآخرة.

وأكدتا أنه لا عذر لأحد من أبناء الأمة في بذل الجهد لرفع الظلم عنهم ونصرتهم.

وأشار الريمي والصعر إلى أن ما يجري بأبناء غزة، سببه تخاذل أبناء الأمة وعدم قيامهم بواجبهم.

واستنكرا استمرار المجازر وجرائم الإبادة وحرب التجويع الصهيونية في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المُجَوَّعِينَ الفلسطينيين.

وأكد بيان صادر عن اللقاء تلاه عضو رابطة علماء اليمن – مفتي عمران العلامة محمد الماخذي، أهمية انعقاد اللقاء بمشاركة كوكبة من العلماء والخطباء من أبناء محافظة عمران، لتبيين الموقف الشرعي الواجب على المسلمين تجاه الشعب الفلسطيني.

وشدد على أهمية اتخاذ موقف صارم للتصدي للعدو الصهيوني، الأمريكي وإيقاف جرائم الإبادة في قطاع غزة.

وأكد البيان على وجوب اتحاد المسلمين صفاً واحداً لنصرة غزة وكل فلسطين والمسجد الأقصى، مبينا أن الاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين وخصوصاً في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية، كما قال تعالى: (وَاعتصموا بحبل الله جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا).

وأدان استمرار المجازر وجرائم الإبادة والتجويع الصهيونية في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المُجَوَّعِينَ الفلسطينيين.

وحمل بيان لقاء العلماء والخطباء والمرشدين، دول الطوق العربية وشعوبها حول فلسطين، المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع.

ولفت، إلى أن استمرار وبقاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة أشدُّ حُرمة، يجب التخلص منها بقطع العلاقات بكل صورها وأشكالها معه، والواجب الشرعي ينبغي أن تتحول تلك العلاقات إلى عداء شديد للعدو الصهيوني.

كما أكد البيان على حرمة وجود القواعد العسكرية الأمريكية، كونها تشكل تهديدا على المنطقة، حيث تعتبر تلك القواعد منطلقاً للعدوان واختراقاً للأمن القومي العربي والإسلامي، مطالبا بإخراجها وتحرير المنطقة منها كواجب شرعي.

ودعا جميع علماء الأمة الإسلامية إلى الاضطلاع بالمسؤولية، في تبيين الموقف لجميع المسلمين أنظمة وشعوباً وجيوشا، بإدانة العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة.

وعبر البيان عن الأسف والادانة للمواقف المتراجعة والمخزية لعلماء الأزهر الشريف، مجددا الدعوة لدعاة الفتنة من علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، والكف عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل.

كما حذر من مغبة المواقف المخزية والفتاوى والبيانات المضللة التي تعتبر اصطفافاً مع العدو، وتفريقاً لكلمة المسلمين، مؤكدا أنه لا نجاة للأمة ولا سبيل لنيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال إلا بالجهاد في سبيل الله ضد “أمريكا وإسرائيل”.

وأشاد البيان بالموقف المشرف الميداني والإيماني للشعب اليمني، وقيادته الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقوات المسلحة الباسلة المساند لغزة والمتضامنة مع كافة الشعوب المظلومة.

وبارك، بيان القوات المسلحة الذي أعلنت فيه خيارات تصعيدية وتوسيع دائرة الاستهداف لكل ماله علاقة بالكيان الصهيوني المجرم وبداية المرحلة الرابعة لإسناد غزة.

ونوه البيان بالمواقف الإيمانية المشرفة من قبل بعض العلماء كمفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا، وهي مواقف مهمة وشجاعة في زمن الصمت والخذلان.

وأثنى على مواقف النخب الثقافية والسياسية والإعلامية والشعبية، وعلى الدور الإيجابي للناشطين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي وإسهامهم في إظهار الحقائق وتفنيد الشائعات ومواجهة الحرب النفسية وفضح العملاء والخونة.

ودعا العلماء والخطباء إلى أهمية مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم، كسلاح فعال لمواجهة العدو والتصدي لمؤامراته ومخططاته.

مقالات مشابهة

  • العلماء يحلون لغزًا عمره ملايين السنين... هل يعود أصل البطاطا إلى الطماطم؟
  • يسري جبر: الاجتهاد عمل علمي منضبط يستند إلى النصوص القطعية
  • الطيور تمتلك “ثقافة” و”تراثا” تتناقله الأجيال
  • مفارقة الشفافية.. هل تزيد ثقة الناس في العلم عبر الكذب؟
  • مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية شاملة (8)
  • الأهلي يتفوق إفريقيا.. تصنيف جديد يضعه بين الكبار في مونديال الأندية
  • وكيل أوقاف بني سويف للأئمة: المديرية تفتح أبوابها لكل صاحب فكر ورسالة
  • الدكتور احمد زياد الحجاج .. مبارك التخرج
  • بصادرات 11.6 مليار دولار.. غانا على أعتاب دخول نادي الخمسة الكبار عالميا في إنتاج الذهب
  • لقاء للعلماء والخطباء في عمران لمناقشة المستجدات في ظل الجرائم الصهيونية في غزة