في ذكراها.. الطبيبة جوانا كانن استمعت للهمس ودوّنت صرخات الصمت
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تركت الكاتبة البريطانية جوانا كانن، التي تحل اليوم ذكرى رحيلها، بصمة فريدة في الأدب الحديث، ممزوجة بحسّها الإنساني العميق وتجربتها الطبية الغنية.
جوانا، التي بدأت حياتها كطبيبة نفسية، لم تكن كاتبة عادية، كانت أذنًا صاغية لقصص لم تُروَ، وقلوبًا سكنت الصمت طويلًا، انتقلت من أروقة المستشفيات إلى صفحات الكتب، حاملة معها قصص الناس الذين لم يجدوا يومًا من يُنصت لهم.
من الطب إلى الأدب
مارست جوانا الطب النفسي لسنوات، وهناك اكتشفت أن لكل مريض حكاية، وأن بعض الجروح لا تُرى بالعين، بل تُحسّ بالكلمة. هذه الرؤية انعكست في أولى رواياتها "The Trouble with Goats and Sheep" التي صدرت عام 2016، وسرعان ما أصبحت من أكثر الكتب مبيعًا في بريطانيا.
رواياتها كانت دائمًا عن "الآخرين"، عن أولئك الذين يختبئون خلف ستائر الحياة اليومية، في روايتها "Three Things About Elsie"، على سبيل المثال، أعادت إحياء ذكريات امرأة مسنّة بمنتهى الدفء والصدق، وكأنها تمنح الشيخوخة صوتًا بعد طول صمت.
كلماتها كانت ملاذًا
ما ميّز كتابات كانون أنها لم تكن تكتب لتبهر، بل لتُشعر القارئ أنه ليس وحده. حفرت بكلماتها في أعماق النفس، وسبرت أغوار العزلة، وكتبت عن المعاناة دون ادّعاء، وعن الطيبة دون سذاجة.
إرث باقٍ
ورغم رحيلها، تظل كلماتها حيّة في ذاكرة القرّاء، وكأنها تهمس في آذانهم: "كل شخص لديه قصة تستحق أن تُروى"، في ذكرى وفاتها، نُعيد قراءة كتبها لا لنرثيها، بل لنحتفي بروحها التي آمنت بالكلمة كعلاج، وبالحكاية كنجاة، رحلت جوانا كانون، وبقيت حكاياتها تُضيء الزوايا المنسية من أرواحنا.
من أعمالها :" مهر آخر لجان، التحديق في القمر، التقينا أبناء عمومتنا، الطليعة وركوب الخيل، التاج الثلاثى، الممر البسيط، لا جدران جاسبر، يتيم المريخ، الجدار الشمالي، ثلج في الحصاد، وادى الضبابى" وغيرها الكثير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأدب الحديث طبيبة نفسية إرث باق المزيد
إقرأ أيضاً:
أشرف العشماوي: «زمن الضباع» كانت أول رواياتي بعد محاولات قصصية بدائية وفاشلة
قال الروائي أشرف العشماوي، إن أول عمل أدبي كتبه كان رواية «زمن الضباع»، والتي مثلت البداية الرسمية له في عالم الأدب، مشيرًا إلى أن تلك الرواية ضمت كل ملامح التجربة الأولى من مزايا وعيوب، كما احتوت على معظم الأخطاء التي يقع فيها أي كاتب في عمله الأول.
وأضاف العشماوي، خلال حواره مع الإعلامية منة فاروق، في برنامج «ستوديو إكسترا»، على قناة «إكسترا نيوز»، أنه سبقت تلك الرواية عدة محاولات لكتابة القصص القصيرة، لكنه وصفها بأنها كانت بدائية وفاشلة، لدرجة أنه قام بمسحها نهائيًا من جهاز الكمبيوتر، مؤكدًا أنه لم يكن راضيًا عنها.
وأوضح أن الرواية كنوع أدبي تناسبه أكثر من القصة القصيرة، لأن الأخيرة تتطلب كثافة وتركز على لحظة توهج أو تنوير، بينما يفضل هو النفس الطويل والمساحات السردية الواسعة التي تتيحها الرواية، وهو ما يجعله أكثر ارتياحًا لهذا النوع من الكتابة.
وأشار العشماوي إلى أن الأسلوب الواقعي هو الأقرب إليه، لكنه لا يكتب الواقع كما هو، بل ينطلق من حادث بسيط أو لحظة واقعية ثم ينسج منها عالمًا خياليًا متكاملًا، لافتًا إلى أن بعض كبار الكُتاب الذين قرأوا «زمن الضباع» أخبروه أن بها بوادر موهبة حقيقية، وهو ما منحه الدافع لتقديم أعمال أقوى لاحقًا.