لجريدة عمان:
2025-06-04@15:20:10 GMT

معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

في هذا الأسبوع يُفتتح العرسُ الثقافي السنوي العماني أي معرض مسقط للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، وهو عرس سنوي منتظر بشوق من محبي الثقافة بجميع تشكلاتها، كما تهاجر إليه الثقافات والأفكار والعلوم من أقطار عديدة في العالم لتجدها قريبة منك في بلدك بفضاء إنساني مفتوح أمام نتاج الإنسان وتقدم إبداعاته واختراعاته، وتعدد ثقافته وميولاته.

لقد كتبتُ في السنوات الماضية كثيرا عن معرض مسقط للكتاب إعجابا ونقدا، فلا أريد هنا تكرار ما كتبت، بيد أني مضطر أن أعقب على البرنامج الثقافي للمعرض، الذي لم تظهر الصورة النهائية – حسب تصوري - بَعد، ونحن على بُعد يومين من افتتاح المعرض، عدا تضمينه ضمن بيانات دورة المعرض والذي انتشر عقب المؤتمر الصحفي لمعرض مسقط للكتاب الأربعاء الماضي، وحتى الآن لم نرَ البرنامج في صورة تصميمية جاذبة تليق بمعرض الكتاب، والأصل أن يكون ذلك بشكل مبكر يخلق دعاية ضمنية للمعرض، كما أنه يعطي صورة فخرية له نباهي بها المعارض الأخرى إذا ما أحسن اختيارات برامجه، وانطلقت من العموميات إلى الإبداع والإحكام، وهذا لا أجده بصورة ظاهرة في الجدول المنتشر، مقارنة بمعارض قريبة منا، والتي تصاحبنا هذه الأيام أيضا.

هناك 3 جوانب ممكن أن نحاكم بها جاذبية البرنامج، وهي الثيمة وخيط الثقافة ومدار البرنامج ذاته، بمعنى ليست العبرة بكثرة الفعاليات، وإنما بمدى حضور الإبداع والإحكام فيها، فهناك فعاليات رئيسة تكون مدار البرنامج تُسلط عليها الأضواء بشكل أكبر، فلكل يوم مثلا فعاليته الرئيسة، تحوي رموزا ثقافية كبيرة لها ثقلها المعرفي وليس الإعلامي فحسب على المستوى المحلي أو العربي والعالمي، لتكرم بالتفاعل من حيث الحضور والصحافة والتوثيق، وهناك فعاليات مصاحبة، يجمع هذا ثيمة لها علاقة بالثقافة، ويدرك المتابع مدى حضور خيط الثقافة فيها بشكل أعمق.

والبرنامج له مدارات لأن الناس بطبيعتهم يعيشون عوالم مختلفة، فهناك مثلا مدار من حيث الفعاليات كندوات وحوارات، ومدار من حيث الفنون كالموسيقى والرسم والمسرح، وهكذا من حيث الطفل والمرأة وغيرها، كل مدار له فعالياته الرئيسة من جهة والثانوية المصاحبة من إدارة البرنامج أو المؤسسات الثقافية من جهة أخرى، بيد أن تداخل البرنامج بدون إحكام يؤدي إلى طغيان البرامج المصاحبة على البرامج الرئيسة، والتي في الأصل يكون الاهتمام والإنفاق عليها بشكل أكبر، كما يؤدي إلى عدم ظهور الخيط الثقافي خصوصا فيما يتعلق بثيمة المعرض ورسالته المخصصة لكل عام.

ما قلته سلفا لا يعني انتقاصا من برنامج العام، أو من الجهة المنظمة له، حيث يبذلون جهدا كبيرا في إعداده وتطويره يشكرون عليه، إلا أنني كمتابع أقرأ من الخارج، وأزعم أنني لصيق المعرض منذ سنوات خلت لأكثر من عقد، كما أزعم أنني متابع للعديد من المعارض العربية من حيث التأمل والحضور، لكن في الوقت نفسه أسعد كثيرا عندما نباهي بمعرض مسقط عربيا ودوليا لما يصل إلى درجة الإحكام والريادة والإبداع، فالمعرض ليس بيعا وشراء فقط، بل هو تظاهرة ثقافية، وسوق ثقافي مفتوح بكل ما تعنيه الثقافة وسبلها من معنى، فهو لا يمثل الجهات المنظمة بل يمثل عُمان جميعا، ورغم الكثافة السكانية القليلة في عُمان مقارنة مثلا بمصر أو المغرب أو الجزائر، أو بالسعودية في الخليج؛ بيد أنه اليوم يعتبر من المعارض العربية التي تحمل بُعدا ثقافيا مهما، ويشكل إضافة في المشهد الثقافي بشكل واسع.

الأمر الآخر والذي أتعجب منه كل عام وهو ضيف الشرف، وعُمان اليوم لها حضورها العربي والدولي والحمد لله - كما ندرك ذلك في السنوات الخمس الأخيرة من النهضة المتجددة من خلال زيارات السلطان - حفظه الله - وعادة يكون ضيف الشرف دولة ما تهاجر إليك بثقافتها وفنونها وإبداعها، وتعرفك على كتابها ومبدعيها وفنانيها، كما أن معرض الكتاب يهاجر بشكل غير مباشر إلى تلك الدولة عن طريق الإعلام والصحافة والكتابة، فلا معنى أن يكون ضيف الشرف محافظة عمانية، فهذا ممكن تحققه عند المعارض المحلية، أو في مهرجان مسقط أو خريف صلالة؛ لأنه يحمل أبعادا اقتصادية واستثمارية أكثر منه ثقافية بمفهومها التقني الدقيق.

هذا الأمر يؤدي إلى مطاطية ثيمة المعرض ذاته، وفق فعاليات عمومية، قد يفهم منها التكثير وملء الجدول أكثر من الإبداع والإحكام .

كما أسلفت -، من خلال العموميات بلا ثيمة ثقافية جامعة، تارة في عمومية الاقتصاد أو الاستثمار أو الأدب أو التراث مثلا، وهنا أتحدث عن البرنامج الرئيسي وليس عن البرامج المصاحبة، فقد يعذر الثاني لأن رؤيتها وفق المؤسسة بهويتها الخاصة والثابتة حسب اشتغالاتها ما لا يعذر الأول لأنه يخلق هوية معينة للمعرض، وهي هوية متحركة كل عام يشعر بها الزائر بشكل واضح.

ما قلته سلفا يمثل وجهة نظري، وهي في الأصل نظرة محدودة لأني أنظر من زاوية محدودة، بينما صاحب الشأن ينظر من زاوية واسعة وفق الإمكانات المتاحة، كما أنني أقرأ من الخارج بينما هو خبير من الداخل والخارج، بيد هذا لا يمنع من التدافع والنقد، وهي الحالة الصحية لتقدم المجتمعات، بدل المبالغة في الإطراء، ولكن أيضا لا نبخس ما يقومون به، فعملهم عظيم وإن كان تكليفا وظيفيا غير تطوعي من حيث الابتداء، إلا أنهم يبذلون أوقاتهم لرقي المعرض وتقدمه، وهذا يشكرون عليه، وهو واقع ملموس، ونحن ننتظر بشغف هذا العرس الثقافي، والذي بلا شك له مميزاته هذا العام، كما سيخلق إضافة في المشهد الثقافي محليا وعربيا ودوليا، وهذا ما نرجوه لعمان، فأي تقدم فيها تقدم للجميع نباهي وفخر به.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معرض مسقط للکتاب من حیث

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يفتتح معرض صناع الفرحة لدعم الأسر المنتجة ورائدات الأعمال

 

 

 


افتتح اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط معرضًا خيريًا بعنوان صناع الفرحة والذي نظمته أمانة المرأة بحزب مستقبل وطن بالمحافظة، وذلك بنادي الواي (جمعية الشبان المسيحيين بحي شرق مدينة أسيوط، خلال يومي 1 و2 يونيو، تحت شعار ادعموا المجتمع وكونوا جزءًا من التغيير

ويأتي تنظيم المعرض في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية، نحو دعم الأسر المنتجة وتمكين المرأة اقتصاديًا، من خلال توفير فرص تسويق للمنتجات المحلية وفتح آفاق جديدة لريادة الأعمال.

ورافق المحافظ خلال الافتتاح، النائب المهندس ياسر عمر، أمين الحزب بالمحافظة ووكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والنائب محمد حمدي دسوقي وكيل لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب  والدكتورة هبة راشد، أمينة المرأة بالمحافظة، والدكتور مصطفى إبراهيم، رئيس حي شرق، إلى جانب عدد من القيادات الحزبية والتنفيذية والشخصيات العامة.

وشهد المعرض مشاركة 10 من رائدات الأعمال من مختلف مراكز المحافظة، منها: أسيوط، أبنوب، الغنايم، وصدفا، حيث تنوعت المنتجات المعروضة بين المشغولات اليدوية، والمفروشات، والملابس الجاهزة، والمخبوزات، والإكسسوارات، والمنتجات الخشبية، بالإضافة إلى الحرف التراثية والمنتجات المنزلية

 

وخلال جولته داخل أجنحة المعرض، استمع المحافظ إلى شرح من المُشارِكات حول طرق تصنيع منتجاتهن وأدوات الإنتاج المستخدمة، معربًا عن إعجابه بجودة وتنوع المنتجات، وأسعارها المناسبة، مؤكدًا أهمية دعم هذه المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من خلال خلق بيئة تسويقية تنافسية تساعد على الاستدامة والنمو.

كما أشاد محافظ أسيوط بجهود أمانة المرأة في تنظيم المعرض، مثمنًا دور الحزب في دعم قضايا المرأة وتمكينها اقتصاديًا، مشددًا على ضرورة التوسع في إقامة مثل هذه المعارض لتشجيع المنتج المحلي وفتح أسواق جديدة.

وعلى هامش الفعاليات، شاركت مديرية الصحة في المعرض بعدد من المبادرات الرئاسية الصحية، شملت: الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، وقياس الضغط والسكر التراكمي والعشوائي، وتحليل الدهون، ومبادرات دعم صحة المرأة، والكشف المبكر عن الأمراض السرطانية، ما أضفى طابعًا توعويًا متكاملًا على الحدث.

مقالات مشابهة

  • أمة تأكل أكثر مما تقرأ!
  • انطلاق معرض “أيادي مصر” للحرف اليدوية بنادي المنيا الرياضي
  • ترانيم بصرية.. معرض افتراضي يحتفي بإبداعات الطالبات في الفن التشكيلي
  • رئيس البرلمان السنغالي يزور حي حراء الثقافي
  • الزغول يفتتح معرض جماليات الخط العربي في مركز اربد الثقافي
  • "التضامن الاجتماعي" تنظم معرض "ديارنا للحرف اليدوية والتراثية" بمقر بنك التجاري وفا
  • التضامن تنظم معرض «ديارنا للحرف اليدوية والتراثية» ببنك التجاري وفا
  • أذهلت زوّار «معرض الشارقة».. الكشف عن أول سيارة مطلية بالذهب الخالص
  • محافظ أسيوط يفتتح معرض صناع الفرحة لدعم الأسر المنتجة
  • محافظ أسيوط يفتتح معرض صناع الفرحة لدعم الأسر المنتجة ورائدات الأعمال